استشارة نفسية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، احتجت لوقت طويل لأقنع نفسي أني بحاجة لهذه الاستشارة لكن فلنقل أن ما يجعلني أشك بكوني مريضة هو ما شجعني لأتقدم بهذه الاستشارة، أريد البدء من البداية أنا لا أتذكر أي أمر عن طفولتي .. كأي طفل لطالما قيل لي أني أمتلك خيالا واسعا ويمكنني أن أصبح كاتبة رغم عدم استطاعتي
أحببت الرسم رغم كوني سيئة فيه .. استطعت التطور ولكني فقدت إحساسي بالرغبة بعمل أي شيء بما فيه الرسم أنا خائفة .. لأني أشعر أن حياتي تتحطم بدون أن أستطيع إنقاذها
أول الأمور الغريبة بدأت منذ الطفولة، لم أنشئ مع والدي بسبب شخصية والدي الضعيفة وأمي المتكبرة التي أنجبت سبعة أولاد توفي أحدهم قبل ولادتي ولا أعرف عنه شيء لم يحباني أو هكذا أشعر لذا لقد تم التخلي عني لخالتي التي لم تتزوج وخالي الذي لم يتزوج ليربياني مع الوقت رزقت خادمتنا بطفلة وأصبحت أختي الصغيرة .. كابوسي الصغيرة وإزعاجي الأبدي
كبرت لدى خالتي لأتعرف على أولاد صديقتها وتظهر أول أعداء طفولتي .. (هدى) والتي كانت تجذب جميع الأطفال لتخبرهم أن أختي الصغرى مجرد ابنة لخادمة في البداية كنت أحاربها لأني أكره رؤية أختي تبكي .. حتى أخبرت أمي (خالتي) أني السبب في المضايقات التي تأتي لأختي, أمي صدقتها .. وبدأت تقارنني
لم أستطيع كتابة اسمي حتى الصف الرابع .. أمي فقدت الأمل في أن أصبح أي شيء وأصبحت تهتم بأختي فحسب
نشأت رغم ذلك بطبيعية عدا السخريات والمضايقات التي أمر بها بسبب شعري القصير الذي يلقبونه الفتيات بـ(منفوش) لكونه متجعدا .. وبشرتي السمراء التي تجعل أمي تخبرني أني قبيحة وأن لا أحد يرغب بي بسببها ثم تكونت تلك الشخصية التي أكرهها أخاف الناس وأكره قربهم .. أخاف سماع ضحكاتهم لأني أعتقد أنها لي .. أخشى من النظر لأعينهم كي لا أراهم يسخرون مني
في الصف السادس بدأت الرسم ولكن المعلمة مزقت كراستي لقولها أني سأموت قبل أن أمسك القلم بشكل صحيح عندها كونت شخصية أشبه بالجافة لا ترد على الناس إلا بكلمات قليلة جعلت البعض يعتقد أني شاذة تخشى الاقتراب من الفتيات كي لا تصبح شهوانية بجانبهم .. هم مخطئون أنا لا أفكر كذلك .. أنا فقط أبكي بسرعة وأكره سماع الصراخ .. وأكره أن أسمع كلماتهم اللاذعة
عندما أصبحت بالصف الثالث الإعدادي اخترعت شخصية من إحدى رواياتي .. أو أفكاري يدعى كلاديا .. شيطان ذو جناحين كبيرين أتخيله يقتل أولئك الفتيات التي اعتدن السخرية مني، عندها أدمنت أفلام الرعب وسماع قصص الجن وما إلى ذلك من الأمور .. لم أستطع التحكم بخيالي فقد كنت أشرح معلمة الكيمياء وهي تشرح وأتخيل كيف ستبدو كجثة
شعرت بالخوف بسبب ما أفكر به .. فبدأت بجرح نفسي لأطفئ تلك التخيلات كنت أسمع كلاديا يوبخني في داخل رأسي على أذية نفسي, كنت أراه يرشدني لكيفية الاهتمام بجرحي وكيفية إخفائه عن عائلتي، بعدها اقترح علي أن أشاهد أفلاما لعمليات جراحية .. قال (إن كنت تحبين الدم .. فقومي به لكن بطريقة جيدة .. أنقذني الناس وخيطي جروحهم .. كوني شخصا جيدا) عندما بدأت الثانوية اختفت تلك التخيلات تماما .. لكني أصبحت جبانة بشكل لا يصدق أصبحت أخشى حتى التفكير في كيف تخترق السكين جسد الإنسان امتلكت بعض الأصدقاء ولكني لا زلت غريبة بينهم .. أضع افتراضات لمادة الفيزياء لحبي لها ..
في نهاية تلك المرحلة اكتشفت تخصصي كتربية خاصة ولحبي للأطفال قررت جعله حلمي لكني قبلها كنت قد بدأت برؤيته بشكل ملموس كان .. دعني اسميه (إيبو) كما أناديه أحيانا ايبو هو إنسان حقيقي توفى قبل 3 سنوات كنت على معرفة به لكن من بعيد, في البداية اعتقد أني أراه لأن الجميع يقول أنهم يشكون بكوني ابنته .. لطالما امتلك ابنة لم يخبر أحدا عنها .. ولشبهي الكبير به شكلا أو تصرفات زوجته هي أعز أصدقاء .. أو الوحيدة .. هي كأم لم تلدني ولكن الله أرسلها لي بنت لي شخصية مختلفة قوية وأكثر انفتاحا لكن .. هي من أخبرتني أنه والدي .. وأنتي حقيقة ابنته حسب تطابق الحمض النووي .. أو حسب اختبار تحليل النسب
أنا لا تحدث عن هذا ولكن أنا أرى شخصا ميتا .. أتحدث معه وأشرب معه القهوة إن كان الوحيد الذي أراه لكنت اعتقدت أنه ردة فعل قام بها دماغي لتعوضي عن الأب الذي فقدت في طفولتي ولكني أرى غيره هناك الكثير من الأشخاص الذين أراهم شخص ما أخبرني أن ما أمر به أشبه بخيال الكاتب .. لكني لست كاتبة أنا أكره خالتي التي ربتني بسبب ايبو .. أكره الكثير من الناس لأنه يخبرني أنهم سيئون أغير تفكيري في الأمة لأنه يخبرني
أنا أفقد إحساسي بما حولي .. أدمر علاقتي الوحيدة التي قد تنقذني وهي حبي لأحدهم بدأت بكره تخصصي لأن ايبو يخبرني أني إعلامية جيدة أنا أفقد حياتي ولا أعرف كيف أعيدها لنصابها؟ ساعدوني .. أرجوكم
أحيانا تعود تلك الأفكار السوداوية لدماغي عندما أرى أحدا أكرهه أتخيل نفسي ممسكا رأسه وأضربه بالحائط لقد قمت بتشريح بعض الدمى لمحاولة تخفيف الموضوع لا أستطيع اللجوء لطبيب نفسي لأني أدرس تخصصا حساسا .. ورقة الذهاب للطبيب تعني حرماني من هذا التخصص للأبد أنا لست هكذا ..
أنا شخص جيد .. لست شخصا يفكر بقتل الناس
إذا لما تراودني كل هذه الأفكار ؟
26/7/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع
تراودك هذه الأفكار لسبب واحد وهو عدم نضوجك عاطفياً إلى الآن ولم يتم بناء شخصيتك بصورة طبيعية، ولا تزالين بعيدة عن إنهاء هذه المهمة في المستقبل القريب. رغم ذلك فهناك الكثير في استشارتك الذي يشير إلى مقدرتك على تجاوز صعوبات بناء الشخصية الواقعية القادرة على:
أولاً التركيز على أهداف المستقبل.
ثانياً تجاوز أزمات الماضي والعيش بعيداً عنه
ثالثاً بداية التعامل مع الواقع بصورة موضوعية.
لديك القدرة على التعبير عن احتياجاتك الناقصة ولكن طريقك لسدها لا يزال ملتوياً ربما بسبب ظروفك البيئية وتأزمك النفسي. الإسراف في استعمال الخيال للتعامل مع الواقع وأزماته ليس مرضاً نفسيا وإنما عملية دفاعية نفسية يلتجأ إليها الإنسان للصراع من أجل البقاء. حاولت سابقاً جرح النفس للتخلص من انفصالك المزمن عن الواقع وفشل هذا السلوك في مهمته وبدلا من ذلك توجهت إلى خيال من نوع آخر أقل رهبة ودماراً. رغم ذلك فإن هذا الخيال الذي تدركين محتواه وإطاره بدأ هو الآخر يفشل في سد احتياجاتك ولهذا السبب كتبت الاستشارة.
تقييمك للأب والأم وكل من تولى رعايتك يتميز بصفة واحدة فقط وهو أنه تقييم سلبي مشحون بالغضب. مصدر هذا التقييم هو عدم تعلقك بصورة آمنة أو حتى غير آمنة مع أحد طوال رحلتك منذ الطفولة إلى تقربك من العقد الثالث من العمر. هذه السيرة لا تختلف تماما عن سيرة أي مستضعف يتخلى عنه الأبوين لسبب وآخر وينتهي في مراكز الرعاية الاجتماعية منتقلاً من بيت إلى آخر. هذا السيرة تثير القلق وقد يكون لها دورها في وضع العقبات أمامك لتطورك شخصيا ومهنيا.
رغم ذلك فإن الرد على استشارة مكتوبة بقلم المستشير تختلف تماما عن استشارة على أرض الواقع ومواجهة استشاري في الطب النفسي. هناك الكثير في الاستشارة ما يثير القلق حول الإفراط في الخيال، عدم التوازن الوجداني، الشعور بالاضطهاد من قبل المقربين، غياب التعلق بالآخرين، وعدم الشعور بالسعادة. جميع هذه العلامات تتطلب تقييماً للصحة النفسية وخطورتك على نفسك وعلى الآخرين بسبب الخيال المفرط. ورقة الذهاب إلى طبيب نفسي توضح لك طريق المستقبل والتخلص من أزماتك ولن تحرمك من ممارسة تخصصك.
لا أعلم بالضبط ما هو تخصصك ولكن هناك اختبارات أكثر تعقيدا يجب أن يتجاوزها الإنسان قبل الدخول في ميدان عمل وخاصة في مجال التربية. إن لم تذهبي أنت نحو الطبيب النفسي فقد يتم إرسالك صوبه من قبل من سيشرف عليك مهنياً في المستقبل.
وفقك الله