مشكلة دراسية
مرحبا
أنا طالبة جامعية سنة ثانية كيمياء .. مشكلتي عدم المبالاة وإهمال الدراسة مع العلم أني أحب تخصصي الكيمياء واخترته عن حب وبانية عليها أهداف وطموحات كثيرة في المستقبل .. القصة أني كنت بالمدرسة من الأوائل ومتفوقة بجميع المواد بس لما دخلت الجامعة تراجع كثييير مستواي الدراسي ووصلت أيضا للرسوب والفشل بأحد مواد التخصص أنا مستغربة من حالي وصلت لدرجة أنه عادي أروح لأي امتحان وأنا مش دارسة وهاد الشيء أثر على نفسيتي ....وأني أشوف بنات ما بحبوا تخصصهم ورغم هيك يبدعوا ... يعني أنا بقدر أني أكون من المتفوقين وما ينقصني شيء لأنافس بس وقت الجد والدراسة أملُّ بسرعة وبتكاسل أكمل فبترك الدراسة .. جربت حتى أني أنظم وقتي وأعمل خطة للدراسة بس ما زبط معي النظام ...
لما شعورك أنك بدك تعمل الأشي وما بدك... أنه حابب تنجز شيء بالحياة بس ما تعمله ! لما شعور العجز والتكاسل يملئ حياتك وتخسر الشيء اللي تحبه واللي تبدع فيه
بالنسبة للأشياء اللي أبدعت فيها خلال سنواتي الأولى بالجامعة اكتشفت فيي صفة القيادة وما أتبع لحدا , استقلالية, وعندي موهبة "بالبريزينتيشن" بحب أني أطلع أحكي قدام جمهور من الناس عن أي موضوع بحكم من الأساتذة اللي قدمت قدامهم وحابة جدا أطورها بس مش بمجال التعليم بمجالات ثانية إن شاء الله ..
وبوقتنا فيه كثير مشتتات أظلُّ على الجوال والانترنت بساعات طويلة .. وأنا بسكن طالبات بعيدة عن أهلي .. علاقتي بربي منيحة نوعا ما بس فترات تَمُرُّ أظلُّ أسمع أغاني طول الوقت فببعد عن ربنا شوي ... محتاجة حل نهائي لمشكلتي وأرفع معدلي التراكمي خلال هي السنتين اللي ضلوا علي كمان شهر ونص بتبلش"تبدأ" الجامعة لازم لوقتها أكون ملاقية حل يطلعني من هاد المأزق وأرجع لهديك المتفوقة اللي ما بهمها غير دراستها وأهدافها
كيف ممكن تساعدوني الله يخليكم
أتمنى منكم بالرد العاجل ^^
27/7/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله، وأهلا بك على موقع مجانين أختي "دعاء". وشكرا على ثقتك. ونعتذر عن التأخير الحاصل. بسبب ظروف طارئة للمكلّف بالاستشارة.
قد ذكرتِ لنا ما حصل لك بخصوص تفوقك، لكنك لم تذكري لنا تفاصيل حياتك في الثانوية (أي أيام التفوق) وما الذي تغير مع الجامعة، لم أجد سوى أنك صرت في سكن جامعي عوض السكن مع أهلك.
إن مثل هذا التحوّل لا يُمكن إرجاعه لانخفاض قدرات ذهنية، إنما لحالة وجدانية. فاللامبالاة كما تصفينها قد تكون عرضا من أعراض الاكتئاب، نظرا لأن ذلك التخصص تحبينه وتبرعين فيها. لكن ما هو سبب الحالة النفسية؟ هذا ما نجهله ولم تعطنا عنه تفاصيل كافية.
وقدرتك على "التقديم" أمام الطلبة والأساتذة ينفي رهابا اجتماعيا. الذي يمكن أن نتّهمه في التقليل من قدراتك والتسبب في ضغط نفسي عليك بعد ولوجك الجامعة ودخولك في نمطها الجديد والمختلف عن الثانوية. وأستبعد أيضا قلقا مرضيا. لأن المصاب به، قد يؤجل ويسوّف أعماله لكنّه سيكون متوترا قلقا جدا قبيل الامتحانات، وهذا ما تنفينه عن نفسك، فأنت تقولين أنه "عادي" حتى إن لم تدرسي للاختبارات.
يبقى عندي أنا احتمال واحد أستشفه من إدمانك على النت وتضييع الساعات فيه. أعتقد أنّ تغير نمط حياتك في الحي الجامعي، وانطواءك على نفسك، قد أورثك سلوكيات خاطئة لم تكن لتتكونّ وأنت وسط أهلك. ربما الفراغ الناتج عن تغيير الوسط والبيئة والدخول في عالم آخر، مع بقائك دون صديقات مقربات، مما أدّى بك إلى التماس الأنس من النّت. مع غياب من ينبّهك ويعينك على دراستك.
وربما يكون سبب الإدمان على النت علاقة عاطفية (وجب تأكيدها منك) وهذا يحصل كثيرا، فبعض الشخصيات لا تتحمل تبعات التعلق العاطفي ولا تستطيع الجمع بين مهامها وأنشطتها والتركيز في دراستها وبين غياب الذي تعلقت به وإن حضر يكون نوع من الإدمان والإطالة في الحديث والدردشة بشكل مضرّ. فأنت أعلم بمفترق الطرق وتفاصيل حياتك.
لذا حاولي أن تبني علاقات وطيدة مع صديقات في الجامعة لهم همة عالية في الدراسة، وبما أنك تحبين presentation فهذا قد يكون لك حافزا في تحضير المواد وعرضها على صديقاتك من أجل التعلم والمراجعة والمذاكرة. تشعرين بلذة الإنجاز والقيادية، وفي الوقت نفسه تراجعين دروسك. على ألاّ تكوني أنانية ومتصلبة الرأي واحتكارية لدرجة تخسرين فيها العمل الجماعي. فأن نكون "قياديين" لا يعني أن نكون دكتاتوريين.. القيادة استغلال للقدرات والمهارات المتاحة مثل استثمار الرياح والماء لقيادة السفينة. وليس معاداة تلك الموارد.
يبقى احتمال كمالية perfectionism تحملك على تأخير أعمالك بسبب معاييرك العالية جدا في الأداء الوظيفي. فالانتقال من مرحلة الثانوية التي تكون حاضنة نوعا ما للتلميذ، إلى مرحلة الجامعة التي يُترك الطالب فيها لاجتهاده وتنظيمه بعيدا عن حرص الأساتذة قد يشكّل نوعا من التيَهان وبعثرة الأوراق لمن ألف التوجيه وكان اعتماديا في مرحلة ما قبل الجامعة. لكن يبقى مجرد احتمال.
ويجب أن تضغطي على نفسك لترك التصفح العشوائي، ولا تمنعي نفسك من النت والمواقع الاجتماعية بالمطلق، حتى لا تتعرضي لنكسة. بل خصصي ساعة أو نصف ساعة في اليوم لذلك، لا تتجاوزيها أبدا. وجاهدي ذلك الشوق في نفسك. ثم شيئا فشيئا قللي حتى تعود لك القدرة على الاستغناء متى شئت. وطبعا إن كانت هناك علاقة عاطفية مع أحدهم، فينبغي إنهاؤها بحزم وقوة كي لا تدمّر ما تبقى من مسيرتك الدراسية.
وحاولي قراءة موادك دون طقوس جامعية، بمعنى مجرد الاطلاع والتصفح بعيدا عن فكرة "سأختبر فيها" ربما يكون قلق الامتحانات يعمل عمله في عملية التسويف هذه.
ووفقك الله وأعانك على معرفة الخلل، وتابعينا بالتغيرات
وإليك بعض الروابط:
التسويف والمماطلة أحيانا اكتئاب
الكمالية والإتقان بين السواء والمرض
الكماليةُ ( فرطُ الإتقان ) وعدمُ الاكتمال
فشل متواصل... كيف أبدأ من جديد؟