الجنس الآخر والتمسك بالأخلاق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بدايةً أشكر الموقع فأنا أتصفحه منذ زمن, وصراحة من أفضل الأعمال العربية التي رأيتها فشكراً لكم على هذا العمل وجزاكم الله عنا خير الجزاء
المشكلة :
أنا اخجل صراحة من أن أكتبها أو حتى أعترف بها ولكن أعتقد أنها خطوة ضرورية للتغلب عليها وأحب أن أبدأ القصة من البداية حتى تتضح الأمور ..
حينما كنت صغيراً, إلى سن 12 سنة .. كنت ملتزماً جداً حيث أن أبي كان يعودني على هذا ... وكنت في هذه الفترة أحب البقاء في المنزل ولا أحب الخروج مع الأصحاب للعب أو أشياء كهذه, فكان كل اهتمامي البلايستيشن والكمبيوتر وحياتي كانت حرفياً في هذه الأشياء ... وكنت في هذا السن(12 سنة) أفكر دائماً في الفتيات قبل النوم .. ولم أكن أعرف شيئاً عن الجنس وهذه الأمور وكان مجرد تفكير يتمحور حول كم ستكون الحياة رائعة لو كانت هناك فتاة تحبني وأحبها ونتسكع معاً (كما كنت أشاهد في الأفلام) .. وفي أحد الأيام في المدرسة قال لي أحد الأصدقاء حينما كنا نتحدث عن أحد الألعاب على الانترنت ... أخبرني: اكتب في جوجل كذا وسترى شيء رهيب (وكان هذا الشيء هي المواقع الإباحية ) ,, ولا أخفيكم قبل أن أفتحها لم أكن أعلم أي تفاصيل (كنت بريئاً تماماً) ...
وحينما دخلتها صعقت تماماً من مناظر الفتيات, وفي الحقيقة لقد أحببت هذا وأخذت بتصفحها يومياً وتعرفت على العادة السرية وفي هذه السنوات كنت أشاهدها بشكل يومي وأمارس العادة بشكل يومي, وكنت دائماً أشعر بالندم ولكن أرجع مرة أخرى ... وكنت في مدرسة غير مختلطة .. وكان هناك الكثير من التحرش بين الصبيان,, وللأسف بدأت بالتحرش بفتى كان جميلاً, صادقته في بادئ الأمر من أجل فقط أن أتحرش به ,, كنت في عمر 13 ... وكان يثق بي جداً ويحترمني, ولكني بدأت أتحرش به في بعض المرات باللمس من المؤخرة وأشياء كهذه (لم يكن هناك أي خلع للملابس) وكان يغضب وهكذا وكنت أعتذر له وقتها, ومرة أخرى أعيد الكرة واستمر هذا الوضع ربما سنتين ... في هذه الفترة كنت أكره نفسي جداً وأحس أني حقير وإذا لمست هذا الفتى في أي يوم, فإن ضميري يؤنبني وأحس أني أحقر الناس .. وأقول لن أفعل هذا مرة أخرى, ولكن بعد مرور أسبوع أو اثنين, أنسى هذه الأحاسيس وأتحرش به مرة أخرى, وأرجع وأندم وهكذا, في هذه الفترة .. كنت أمارس العادة بشكل يومي ولكن, كنت أذهب وأستحم من أجل الصلاة ... (كنت مهتم بالصلاة بالرغم من كل هذا) .. وهذا الشيء كان يزعجني جداً حيث في كل مرة أذهب للصلاة أقول سأتوب ولكن لا جدوى ....
ثم تعرفت على مجموعة من الأصدقاء العاديين (أو أصدقاء السوء ) وابتعدت فترة عن الصلاة, وكانت في فترة الصف الأول ثانوي والثاني ثانوي (16 - 17 سنة),, حيث كنت أصلي بشكل غير منتظم ,, وأتى اليوم حيث جاء أحد لي في مكان ليس فيه أحد وكان يريدني أن أدخل ذكري فيه (ممارسة اللواط ) وكانت هذه أول مرة (يأخذ الموضوع منحنى جدي) وضع يده على ذكري وبدأ يتصرف كالفتيات وخلع ملابسه وقال لي بسرعة واستدار, خلعت أنا الآخر ملابسي .. وكنت على وشك أن أدخل فيه وكان الوضع مهيئاً ولكني توقفت في آخر لحظة وجلس يقول لي بسرعة وكذا ولكني لبست ملابسي وقلت له لن أفعل وذهبت .... جلست أكره نفسي جداً جداً ,,
تركت أصدقاء السوء وحاولت التوبة ونجحت بفضل الله, واعتذرت لصديقي الذي كنت أتحرش به, ورجعت للصلاة ومن يومها لم أترك الصلاة, ولله الحمد ... وتعرفت في الثالث ثانوي على أصدقاء جدد وغيرت حياتي ومع ذلك كنت أتألم كثيراً ولم أنسَ هذا اليوم وأتذكر بعد مرور سنة على هذا الحادث, كان هذا الموقف يشغل تفكيري دائماً وأحس أني إنسان حقير, ودخلت موقعكم لأكتب استشارة وسجلت بالفعل, ولسبب ما لم أكتبها ... أنهيت الثالث ثانوي وذهبت لدراسة الجامعة في بلدي الأصلي,, وقلت هذه فرصة لبداية جديدة ونظيفة ,,, (لم أعرف إذا قلت هذا لأحد ولكن كان حلمي منذ كنت طفلاً أن أكون بطلاً لفتاة ما وأخدمها وحدها فقط وأقدم لها أي شيء وكل شيء ونعيش حياة سعيدة ) ...
ولذلك بسبب ما اقترفته في الماضي كنت دائم التفكير أني شخص سيء ولا أستحق أن أتكلم مع أي شخص أو أصادق أي أحد, أو حتى أتكلم مع فتيات ,, بدأت دراسة الجامعة بالفعل لم أكن أنظر إلى الفتيات ولم أهتم بهم, وكنت أفكر فقط في أني شخص سيء كل يوم ويوم تلو الآخر,, وعشت حياة مريرة جداً .. تعرفت على أصدقاء رائعين في الجامعة (أولاد) ودائماً أيضا حينما أراهم أقول لا أستحق أن أكون معهم ... هذا ملخص لطريقة عيشي في السنة الأولى من الجامعة ...
ولكن المشكلة لم تكن في أي من ذلك,, المشكلة كان معي في نفس العمارة امرأة,, كانت تأتيني أفكار من فترة لأخرى لأتحرش بها ,, (وكنت أمنع نفسي وأقول إذا فعلت هذا فلن أستطيع تطهير نفسي من هذا للأبد ), وكنت أمارس العادة السرية بعد أي تفكير كهذا, (ليس بتخيل هذه المرأة ولكن من المواقع الإباحية) ويتوقف هذا التفكير,, لكن في أحد الأيام بعد مرور العديد من الأشهر, قررت أنه علي التوبة من هذه المواقع والعادة, أوقفتها لمدة أسبوعين,, وفي هذه الفترة كنت أرى المرأة وتأتيني نفس الأفكار ولكن لم أكن أمارس العادة السرية, لذلك أصبحت الأفكار تزيد, وأصبحت أفكر فيها عند النوم, وأحياناً أصبحت أحلم بهذه المرأة ... وهنا حيث جاء يوم وكان هناك موقف حيث تقابلنا ( لن أقول تفاصيل عن الطريقة للخصوصية) وكنت أقول لنفسي لا تفعل شيئاً وحينما اقتربت مني .. (جاءني تفكير سريع أما كل شيء أو لا شيء) سأفعلها وليحدث أياً ما يكن, وفعلتها وكأني لم أكن متعمداً ... هي لم تقل شيئاً, ولكنها مضت في طريقها بسرعة, وأنا مضيت بسرعة,,, دخلت إلى المنزل ... وكرهت نفسي بطريقة لا يمكنني وصفها,, دمرت كل التوبة التي كنت أعمل عليها, أضعت فرصتي في أن أصبح إنساناً محترماً, والهم الذي كنت أحمله كل يوم تضاعف,,
وأصبحت كل يوم أقول لنفسي يجب أن أنتحر, أنا فعلياً لن أنتحر لأني أعلم أني سأذهب للنار, ولكني كنت أقولها وبصوت مسموع, وأقول أنا أحتاج للإعدام وأصبحت أكتب هذه العبارات, ورأسي أصبح دائم التفكير كم أنا حقير,, ورجعت للعادة السرية -- وأيقنت أنها ضرورية من أجل صفاء تفكيري بعيداً عن الجنس الآخر,, (لم أترك الصلاة) ,,, جلست ألوم نفسي لمدة سنة تقريباً (حرفياً كنت أعيش بآلام في رأسي, كنت أكره الاستيقاظ من كثرة التفكير في هذه الأخطاء) ...
من حوالي شهر أو اثنين, تغلبت على المشكلة بطريقة ما, لا أعلمها للصراحة,, وأوقفت التفكير وأصبحت أحس أني أفضل وأني إنسان مفيد في المجتمع, ونسيت كل شيء .... وأصبح رأسي صافياً ولأول مرة منذ سنين,, وأحسست أني سأعود لصفاء الذهن القديم, ولكن بدأ التفكير يراودني مجدداً بشأن تلك المرأة, (وبدأ التفكير يراودني بسبب أني أوقفت الندم بشأن ما فعلته معها منذ سنة ) ... وفي أحد المرات وأنا أتكلم معها قلت لها كلام لا يجب قوله, (ربما تعتبره تحرشاً ولكنه بكلام لا يمكن إثباته) ... وبعدها أصبحت أكره نفسي مجدداً لم أعد أستطع النوم بشكل جيد ويشغل تفكيري طوال اليوم ... أنا أتوب, ولكنها سنة وأرجع مرة أخرى,,, لم أعد أعرف ما أفعل ... ربما أتوب اليوم وأتوب سنتين ولكن أرجع بعدها وأفعل نفس الذنب مرة أخرى لم أعد أستطيع التحمل أشعر أن رأسي ستنفجر,
لا أستطيع التركيز لا في التعليم ولا في أي شيء آخر,,, أيضاً كنت أخاف مرات وأقول ماذا لو فضحتني أمام الناس,, وأتخيل مواقف حيث أني مفضوح,, ثم أتاني تفكير جديد ربما ما أفعله لم يكن توبة من الأساس, ربما كان خوفاً فقط على سمعتي,, وإذا كنت خائفاً على سمعتي هذا يجعلني شخص أحقر مما كنت أتصور,, لم أرد يوماً العيش بهذه الطريقة ... أحس بعار حينما أذهب للمسجد أو أنصح أحداً, أحس أني عار على الإسلام, وعار على أبي وعلى مجتمعي, وعلى كل شيء, حينما أذهب للصلاة في المسجد أمشي وأنا أستحقر نفسي بداية من الخروج من باب المنزل إلى أن أصلي وأخرج,, وهذا الإحساس يلازمني من كم سنة ...
علماً أني من بعد توبتي من قصة الثانوي إلى يومنا هذا .. أوقفت الأشياء التي يفعلها أي شاب مثل محادثات الماسنجر وخروجات الأصحاب للعب وترفيه النفس بشكل عام, وإذا ذهبت أو خرجت يكون فقط شيئاً نادراً, وأيضاً طوال هذا الوقت ضميري يؤنبني ... تقريباً إنها أربع سنوات من تأنيب الضمير.
طبعاً لله الحمد لم يحصل لي أي مشاكل بسبب ما فعلته, أو بمعنى أصح لم أفضح ..
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المشاكل التي أراها وأريد أن أعالجها (تلخيص المشكلة) :
أولاً: كيف أتوب وأحافظ على التوبة ... أو بمعنى آخر كيف أتوقف عن هذا الفعل مدى الحياة.
ثانياً: إحساسي بالخطأ وهذا كله وتأنيب الضمير, لا أريده أن يذهب, أشعر أني أستحقه, ولكن في نفس الوقت لم أعد أتحمله .
ثالثاً: هل هناك فعلاً أشخاص بهذا السوء فأنا أحس أني الأسوأ. (أنا أعلم أن هناك أشخاص فعلوا أشياء أفظع مني, ولكن بالنسبة أني أصلي, وبعض أقاربي يمدحون في ديني .... فلهذا أحس فعلاً أني منافق ... أنا لست بهذا التدين في الحقيقة كما يقولون, ولكنهم ربما يقولون هذا لأني قليل الكلام ولا يعرفون ما أشعر به حقاً )
رابعاً: دائماً أشعر بالعار عندما أفعل أي عبادة أحس أني منافق وأني عار على المسلمين والإسلام ..
خامساً: حرفياً أصبحت تأتيني أفكار كثيرة لهذه المرأة تحديداً ولا أستطيع التخلص منها إلا بعد العادة السرية.
سادساً: هذه المرأة لا أحس أنها جميلة أو فيها أي شيء مميز ولا أشعر بحب تجاهها ولكن لسبب ما تأتيني أفكار كثيرة عنها هل لأنها المرأة الوحيدة في محيطي؟.
سابعاً: هذه المرأة قريبتي وهذا ما يجعل ندمي مضاعف,, وأتذكر دائماً حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حينما سأله رجل يا رسول الله، أي الذنب أكبر عند الله؟ وكان أحدهم ((أن تزانيَ حليلة جارك)) ... وفي الحقيقة ما أفعله , نهايته إلى الزنا, وليس إلى أي شيء آخر.
ثامناً: أشعر أن الله أعطاني فرص كثيرة وإلى الآن ولله الحمد, لم أصب بشيء, ولكن أنا لم أقدر النعمة ولو لمرة, وأخاف أن أعود مرة أخرى ووقتها أستحق غضب الله جلَّ وعلا, إذا لم أكن قد استحققته.
لا أريد إجابة لكل فقرة لوحدها .. أريد فقط أن أرجع لحياتي القديمة قبل هذه البلوى , فأنا كما قلت لا أمارس أي ألعاب أو ترفيه سواء على الانترنت أو في الحقيقة,,
وهذا كما أسلفت من بداية المشكلة مع الفتى الذي طلب مني الفاحشة ... أريد أن أستمتع بحياتي كما السابق أحس أني أظلم نفسي وأظلم غيري وأظلم والداي وأمي وإخواني وأخواتي, وأي شخص يقرب لي ...
===================================================================================
حرفياً أشعر أني من أسوأ الناس خلقاً, وأكثرهم تشويهاً لسمعة الإسلام ...
لا أحتاج لأدوية فقوتي العقلية ولله الحمد تكفيني لأتعامل مع مشاكلي الأخرى اليومية, ولكن أحتاج لأحد يطمئني بأي شيء أو يقل لي أن أمامي فرصة للتوبة ... أنا أعلم أن باب التوبة مفتوح .. ولكن أظن أن التوبة غير كافية لأخرج مما أنا فيه أحس أن هناك شيئاً ما خاطئ وأن مجرد التوبة لن تكفيني هناك شيء ما أغفل عنه,, كنت أفكر ملياً بالاعتذار للمرأة .. ولكن بما أنها لم تذكر الموضوع لربما لم تأخذ في بالها, ولا حاجة لفتح باب للمشاكل .
-------------------------
================================================================================
ومرة أخرى شكراً لكم ... على هذا العمل لمساعدة العالم العربي .. فأنا أحس أن أكبر مشاكلنا نحن العرب أننا ندير ظهورنا للمشكلة ولا نفكر بحل لها ونحاول نسيانها فقط ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
7/8/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي "عبده" وأهلا بك على موقع مجانين للصحة النفسية، حيث يكتشف العقلاء جنونهم، الذي صار من كثرة التواطؤ والألفة "تعقّلا"، ويكتشف المجانين تعقلهم، بعد أن علموا أنّهم ليسوا بذلك الجنون، بل هم مجرّد تجلّ من تجليات البشر الطبيعية !
وأشكرك على إطرائك "عبده"، والحمد لله الذي وضعنا في خدمة المحتاجين.
كنت قرأت استشارتك للمرة الثالثة بل وأكثر، وكلّ مرة أقول هذه تحتاج لرواق وتركيز ووقت. لأن فيها من المعطيات الكثير، وبسبب ذلك (وغيره) تأخر الرد عليها، فأستسمح. فلولا محاولتي إيفاءها حقّها وتجنّبي لنصائح مبتذلة تكاد تعرف ثلاثة أرباعها، لما تأخرتْ هكذا.
في الحقيقة العنوان معبّر جدا، الجنس الآخر والتمسك بالأخلاق، المطرقة والسندان، الأنا الأعلى والهو بتعبير فرويد. أو شطر نريد التسامي إليه، وشطر نريد أن ننكره. مما يخلق صراعا مريرا. وتزيد التصورات الخاطئة حول "الإنسان الخارق" وأيضا "المتدين الطاهر". لذا أحبّ أن أبدأ معك من هذه النقطة بصرف النظر عن الأخطاء. لأنها مربط الفرس في حالتك حسب رأيي.
فتربيتك المحافظة والتي لم ترَ عيبا أو خللا في أن يكون طفل الإثني عشر عاما "ملتزما جدا" دون نشاطات خارجية ولا شغب أطفال. مع حب للبقاء في المنزل وعمل نشاطات "فردية" كالحاسوب واللعب الإلكتروني.
ولعل هذا ما شكّل شخصيّتك، فغالبا تكون هذه الأجواء وسطا ملائما للأفكار المثالية التي تعتبر الإنسان "ملاكا" الأصلُ فيه الطُّهر والكمال وأن غيره ممن يضعفون مُجرّد منافقين أو حثالة! مما يضاعف الإحساس بالذنب بشكل مرَضِي ومُقْعد عن كل تغيير. وأيضا يفعل نمط الالتزام، فكيف نتصور أن يكون طفل يبلغ 12 سنة "ملتزما جدا" ؟! كيف يعني؟ كيف لتشريعات قد أثقلت كاهل البالغين والناضجين أن توضع فوق ظهر طفل هكذا؟
إن هذا "الالتزام والانضباط" المبكّرين يعمّقان الهوّة بين التصورات المثالية وطبيعة البشر، إن ازدواجية الإنسان بين الفضيلة والحاجة والنزوة، هو أمر طبيعي، لكننا لا نستوعب ذلك في منظومة تريد دائما خنق ذلك الإنسان، ظنّا منها أنّ إنكار وكبت ضعفه ونزوته يساعده على التخلص من طبيعته، والنتيجة ما تعرف، لقده خُلق الإنسان يُكابد نزواته ورغباته وجهالاته، كما يصابر في الطاعات والالتزامات، وطبعا يزيد التصور الطفولي البريء هذه الحالة تجذّرا وبداهة. وقد يكون حُلمك في خدمة فتاة بتلك الطريقة الجميلة الطفولية علامة على حساسيتك ومثاليّتك. فقد تحلُم بأن تجتمع مع من تحب، ولكن أن تكون بطلا وخادما وتقدم لها كل شيء. هذا جانب ظريف ينبئ عن رومانسية ومثالية، وهذا ليس عيبا في حدّ ذاته، ولكنّه مؤشر لفهم شخصيتك أكثر.
ربّما ستقول لي، وأين التربية الإسلامية والتعوّد منذ الصّغر. وهذا سؤال مشروع، إن لم يجد الناس له جوابا مقنعا فلن يكفّوا عن الزجّ بأنماط تفكيرهم ومثالياتهم فيما هو "ديني". وجوابي عنه حسب رأيي المتواضع، أنّ تعويد الطفل ومرافقته يجب أن تتسم بكثير من الذكاء والتمييز. نعم ذلك التمييز الذي به يعرف المربي (أبا وأمّا) الشعرة الرفيعة بين مشاكل نفسية وسلوكيات خاطئة تتخذ من التدين مظهرا لها، وبين الأخذ بتعاليم الدين بنفسية سليمة ومرتاحة من الطفل، مع مراعاته لكونه طفلا، من حيث كيفية التقيّد بتعاليم الشرع فيما يصلح للأطفال، وأيضا فيما يخص ما ينبغي أن يتقيّد به أو لا (قضية كيفية وكميّة أيضا)، إلى أن يبلغ سنّا معيّنة. وبعض العلامات توضح الفرق بين سمات شخصية وبين التزامات دينية، مثل أن يصعب على الطفل أنواع من الطاعات الاجتماعية (صلة الرحم، مساعدة الناس، قراءة القرآن أمام مجموعة، النصيحة..إلخ) في حين يميل إلى طاعات فردية مثل قيام الليل وقراءة القرآن والمكوث في البيت لكي لا يضيّع وقته ولا يتعلم قلة الأدب في الشارع ! وغيرها من المبررات.
وهذه الشمولية متى فُقدَتْ علمنا أنّ هناك خللا وينبغي التعامل معه بغض النظر عن ارتياحنا "للمظهر الأخلاقي أو الديني" لأطفالنا. كان لا بد من هذه المقدمة في نظري. لكي أشير إلى طبيعة شخصيتك الانطوائية قليلا، وتتّسم هذه الشخصية بمثاليات اتجاه واقعها، يعني أنّها تُحاكم الواقع (هي نفسها والمجتمع) بأفكارها وتريد من صاحبها أن يمتثل لها، وليس العكس، أي أن يتخذ التجارب والواقع حاكما على أفكاره، فيتعلّم عن نفسه ومجتمعه بما هو متاح وواقعيّ وحتمي من ضعف وقوة. وانطوائية الإنسان لا تعني عدم امتلاكه لأصدقاء أو عدم خروجه من البيت، أو عدم صلاته جماعة في المسجد... العبرة هنا بكيفية إحساسه وأريحيته ومهاراته أثناء تلك التفاعلات والنشاطات. وتتسم الشخصيات الانطوائية بحساسية زائدة بالذنب، مع تأنيب الضمير، فلا يقبل صاحبها أن يرتكب الأخطاء ولا يرى نفسه محلّ ثقة ولا حبّ بسبب تلك الأخطاء. بسبب أنه غير متصالح مع وجوده بأكمله، بنقائصه ومميزاته، وهذا ما تفيده بعض عباراتك (أحس بعار حينما أذهب للمسجد أو أنصح أحداً , أحس أني عار على الإسلام , وعار على أبي وعلى مجتمعي , وعلى كل شيء , حينما أذهب للصلاة في المسجد أمشي وأنا أستحقر نفسي...) (دائماً أشعر بالعار عندما أفعل أي عبادة أحس أني منافق وأني عار على المسلمين) (حرفياً أشعر أني من أسوأ الناس خلقاً , وأكثرهم تشويهاً لسمعة الإسلام) وهذا كلّه وأنت لم تقع في زنا أو لواط أو ما شابه. فأنت بين خواطر مزعجة وإحساس بالضعف والرغبة وبين عادة سرية وإباحيات. مع ذلك فأنت لا تقبل مجرد أن تفكر ولا أن تكون نفسُك توّاقة !
أنت تبالغ جدا في تقييم أخطائك، والمتعلقة بالجنس تأخذ حيّزا كبيرا جدا نظرا للصورة المثالية عن "المسلم الصالح" فأنت تشعر بالذنب والعار، وتقول أنها لم تقع لك مشاكل وتستدرك (أو بمعنى أصح لم أفضَح) يعني أنك تعتبر نفسك مجرما حقيقيا وأنّ جزاءك أن تُفضح ! وحتى مع واقعة ذلك الشاب الذي طلب منك أن تفعل به فامتنعتَ، تقول (وغيرت حياتي ومع ذلك كنت أتألم كثيراً ولم أنس هذا اليوم وأتذكر بعد مرور سنة على هذا الحادث , كان هذا الموقف يشغل تفكيري دائماً وأحس أني إنسان حقير) حتى أنه صار حدثا محوريّا في حياتك تطلب أن تعود بالحال التي كانت قبله وتشتكي من الحال الذي بعده! مع أنّك امتنعت وقد راودك عن نفسك لكنك صبرت وامتنعت عن الذنب والفاحشة،
ويجب أن تكون نظرتك للموقف نظرة إيجاب وانتصار، لكن بشخصيتك الحساسة للخطأ رأيت فيه لعنة وأنّك لم تقبل حتى مجرد أن تَهُمّ به ولو للحظة قبل أن يعزم قلبك على ردّه ! طبعا لن أذكرك بذلك الصنف الذي تدعوه امرأة ذات منصب وجمال ثم يقول أني أخاف الله..فأنت تعرفه ولكن شخصيتك لا تسهّل عليك الانتفاع بمثل تلك الأخبار والمفاهيم. تأمل فإن الرجل لم يقل "والله أريد أن أتمتع معك ولكن لا أجد شهوة !" فلا بطولة في ذلك. بل قال إني أخاف الله. وهو اعتراف ضمني بأنه ضعيف ومحتاج لكنه خاف الله، وإلا كيف يخاف الله في شيء لا يجد في نفسه دافعا لفعله. وحاجته واجتماع الشروط بأن تكون الداعية للعلاقة هي المرأة نفسها، وليس كل امرأة، بل هي تلك الجميلة ذات النسب، الراقية التي لن يستقذرها الرجل أو يحتقر مكانتها. كانت هي سبب إعظام ذلك الامتناع والتورّع. لتعلم أن ربّنا سبحانه يزيد الأجر ويرضى عن العبد كلما كانت الدواعي أكبر للمعصية، وقد اجتمعت فيك، مدمن على الإباحيات، وشاب ذو شهوة لا يجد منفذا لها، ثم دُعي لتفريغها فرفض..
ثم أنت رفضت سعة دينك وآثرتَ ضيق نفسك، معتقدا أنّك تحتكم للدين والتوبة !! أنا لا أقول أن ما فعلتَه مع صديقك أو مع المرأة ليس أخطاء، بل هي كذلك، ولكنّك سجنت نفسك فيها لدرجة أنها دمّرت نفسيتك وقادتك لاكتئاب، فشعورك المستمر بالذنب وأنك أسوأ شخص في العالم ليس نابعا يا عزيزي "عبده "من كونك مسلما، بل من شيء أكثر خفاء، وهو نظرتك عن نفسك وشروطك الكمالية حتى تقبل بها، صافيةً لا يكدّرها شيء من النزوات البشرية.
إضافة إلى أنّك وسّعت دائرة المعركة كثيرا، فلم تضعها في إطارها الفردي الخاص بك، بل ضخّمتَ القضية وجعلت منها قضية نفاق وأسرة ومجتمع وعار على الإسلام...وتقول (أحس أني أظلم نفسي وأظلم غيري وأظلم والداي وأمي وإخواني وأخواتي, وأي شخص يقرب لي) مع أنها معركة فردية وبينها وبين ربّك في أكثر جوانبها. فهوّن على نفسك. شعورك بالعار في كل عبادة ناتج عن تضخيمك للخطأ وتأنيبك لضميرك بشكل مرضيّ. وتصور أن العبادة مبنية على السلامة فقط ! (وهذه نقطة مهمة للغاية تأملها) فالعبادة في دين الإسلام ولله الحمد ليست مبنية على السلامة بل مبنية على التعبّد، بشقّيْه: الرجاء عند فعل الطاعة والاستغفار عند فعل المعصية، لذلك جاء في الحديث أننا لو لم نكن نذنب لأتى الله بقوم يذنبون ويستغفرون الله فغفر لهم. فكيف تتجلى صفات المغفرة والعفو والحلم والرحمة بغير وجود داع لها في حياتنا ؟ !
وتأمل حديثا آخر للبخاري (ولمسلم لفظ آخر): ( إن عبدًا أصاب ذنبًا، فقال: رب أذنبت ذنبًا، فقال ربه: علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا، فقال: رب أذنبت آخر فاغفره، فقال: علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبًا، فقال: رب أصبت آخر فاغفره لي، فقال: علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي - ثلاثًا - فليعمل ما شاء)
تأمل أن هذا العبد الذي يُذنب المرة بعد المرة ثم يتذكر ويتوب أنه حقق معنى العبودية، وأن الله قبل منه ضعفه لأنه يعرف أن له ربا يؤاخذ بالذنب فيستغفره ويشفق من عقابه (وليست رخصة ليفجر كما يشاء).. فديننا يا عزيزي ليس مبنيا على السلامة المطلقة، إنما هذا تصور صوفيّ مثالي يعلم الله كم حطّم من نفوس وقستْ به من قلوب فلا تستلذ طاعات كثيرة بسبب ذنوب قليلة، فصار الدين نكدا في نكد !
وهناك حديث غيره قد صححه الألباني: (ما من مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يموت لكن المسلم خلق مفتناً تواباً نسياً إذا ذُكّر ذَكَر) لتعلم أن المسلم ما هو إلا بشر، قد تكون فيه من العلل وسمات الشخصية ما يجعله غضوبا مثلا أو ضعيفا أمام نظراته أو جهولا في الحكم على الناس. لكن الفارق بينه وبين غيره لا السلامة من الذنب إطلاقا بل التوبة والاستغفار والحاجة للإقلاع منه ما استطاع. فتأمل ثم تأمل. وتأمل أيضا (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي ، وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ)
لتعلم أن الذنوب المتعلقة بالشهوات الجنسية لصيقة بطبيعة البشر، وأن الذي يمنع نفسه ويجاهدها هو خيرهم.
لكن شخصيتك تتعامل مع "الخطيئة" بطريقة عجيبة، فأنت مثلا تتذكر أعظم الذنوب وهي الزنا مع حليلة الجار (لأنه غدر في موضع استئمان) ثم تستنبط مباشرة أن ما تفعله يؤدي للزنا لا محالة، مع أنك بعيد عنها تماما، ارحم نفسك قليلا وتعقّل واحتكم لذاك الدين الذي تنتسب إليه وتقول أنك تناصره وتراعيه. ثم تتكلم عن تلك المرأة وكأنها لن تردّك عن ذلك الفعل ؟ ! فاتتك هذه في طريقة تفكيرك أليس كذلك ! والسبب بسيط لأنك تتعامل مع أفكارك ووساوسك وكأنها حقائق وتضخمها بشكل كبير متناسيا واقعك البشري بنقصه وكماله، وواقع الناس وأن ليس كل ما تفكر فيه وتشعر به يتفق معك فيه الناس ويدركونك كما تُدركُه.
أما سبب تعلقك بتلك المرأة، ربما يكون بسبب أنها الوحيدة في وسطك كما أفدت، وقلة تفاعلك وعدم توسيع دائرة معارفك. أو ربما بسبب ما تترك في نفسك من انطباعات، كأن تكون مطلقة ووحيدة، مما يحملك ولو لا شعوريا على تخيلها محتاجة ومستعدة، أو ربما لأنها بسيطة وساذجة وليس من النوع الذي يستدعي حذرك ونفورك... الاحتمالات عدة، فتّش في نفسك، لأنك إن عرفت السبب الخفي سيسهل عليك تحييدُه.
وما أحسنَ ما قلتَ: (أنا أعلم أن باب التوبة مفتوح، ولكن أظن أن التوبة غير كافية لأخرج مما أنا فيه أحس أن هناك شيئاً ما خاطئ وأن مجرد التوبة لن تكفيني هناك شيء ما أغفل عنه)
ما تغفل عنه أنّك تريد أن تعذّب نفسك لا أن ترحمها كما رحمك الله بالتوبة، لا تستطيع تجاوز الإحساس بالذنب لذلك لا تشعر بأن توبتك صادقة، وتارة تشكك في دوافعها بسبب "خوفك من الفضيحة". ومن قال أن التوبة تكون دائما بدافع خالص مجرّد عن كل مفسدة أو مصلحة في الدنيا ؟! ألم يسلم أناس بسبب المال فقبل منهم الله إسلامهم؟ ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لم تستح فاصنع ما شئت) أي أن الحياء من الناس يحملك على ترك الكثير من المصائب فهل تظن أنها ستُكتب في صحيفة الخلائق ذنوبا لأنها لم تكن "خالصا مجرّدة من كل حظّ نفسي"! ربما ينبغي علينا فقط التفريق بين من توبته لله تعالى ويجد معينا على الخير أو معينا له من وضعه الصحي مثلا، ومن امتناعُه يعتمد كليّا على التلون والنفاق والمصلحية ثم يسعى لأن يكون ذلك مظهرا من مظاهر إيمانه وتعبّده كما يفعل المنافقون (نفاق عقائدي) الحقيقيون وليس كما نصفهم هنا وهناك في مجتمعاتنا.
يوم ستتصالح مع الخطيئة ومع نفسك وتتقبل بشريّتك آنذاك ستفهم بُعد التوبة الحقيقي والتعبد الحقيقي، وأنها ليست ممحاة نمحو بها ماضينا ولكنها عربون على الندم وصدق التغيير.
وينبغي أن أنبّه على شيء غاية في الأهمية، وهو نظرتنا للمخطئين كبشر ونظرة الله تعالى لهم. فالإنسان ضعيف، إذا أخطأ أحد في حقه ثم أتاه بعدها نادما، لا يمكن أن يطرد المتضرر ذلك الإحساس من قلبه وهو ينظر إليه ويتعامل معه، إذا ما تغير القلب اتجاه أحد يصعب أن تصفو المعاملة معه. أما الله تبــــــارك وتعالى فهو الإله، ووقوفك بين يديه طائعا يجعلك طائعا له في تلك اللحظة، ويقبلك ويرضى عنك، بل وقد تقترف ذنبا وتشفع لك طاعاتك، فنظرة الرضى من الله منفصلة شاملة لكل حالنا وليس حسب مواقفنا فحسب. لذلك قد يغضب الله على المتكبر عن عبادته حتى إن فعل ما فعل، ويرضى عن التائب المذنب. إلا أن إحساسنا نحن البشر مستمر لا ينقطع، لذلك تنتظر لنفسك وأنت مصل أو ذاكر أو قارئ للقرآن، على أنك ذاك المستمني وذلك الشهواني. فإحساسك لا ينقطع هنا وهذا من عجز البشر عن الفصل بين أحوال مختلفة متعددة، فالحمد الله العظيم الحليم !
ولا يمكن بحال أن تعتذر للمرأة بشكل خاص على ما فعلت أو قلتَ لأن هذا مما لا يليق، وقد يُحرجها، أو ينبها على شيء لم تنتبه له. وهل تتصور نفسك بعد الاعتذار حرا طليقا من كل أفكار تنهشك أم ستزيد؟ !
وما تقوله بشأن ندمك وحسرتك وأنك تتمنى أن يبقى ويرافقك لأنه يمنعك حسب ظنك من الوقوع مجددا فيما تكره، هذا مجرد تفسير خاص بك، فأنت تقول (بدأ التفكير يراودني بسبب أني أوقفت الندم بشأن ما فعلته معها منذ سنة) فربطت أنت غياب الندم برجوع التفكير بها. ألم تفكر أن الندم سحقك سحقا ولحد الآن لم تخرج من دوامة "التلذذ والألم" ؟ ! هذا الندم بهذا الشكل لن ينفعك في شيء إنما يزيد ضعفك وتركيزك على مساوئك وعلى المواقف المحرجة فتعود لك الوساوس مجددا. الندم المفيد هو الذي يجعلك أكثر عزما وليس أكثر ضعفا ومرضا واكتئابا.
وأخيرا أودّ أن أشير إلى احتمالية كبيرة جدا لوسواس قهري لا يذكّرك إلا بالمواقف السيئة والمخزية من تجاربك، وتقتحم عليك أفكار المرأة ذهنك، كل مرة، وكأنها ارتبطت برمز الأنوثة واستثمارك الجنسي بشكل وسواسي. وهذه الإفادة (ورجعت للعادة السرية -- وأيقنت أنها ضرورية من أجل صفاء تفكيري بعيداً عن الجنس الآخر) تفيد أن الأفكار الجنسية تأتيك بشكل تسلطي، وأن الاستمناء هي طريقتك في التخلص منها، والاستمناء هنا يعمل على تثبيط تلك الوساوس وتقليل التوتر المتعلق بها، ثم لا تلبث أن تعود إليها بعد أن تعاودك الأفكار. ومن ذلك أيضا استمناؤك حتى تطرد الأفكار اتجاه المرأة، فهو عمل وسواسي يجب أن تتفاداه، فأنت تقوم بإشراط نفسك على هذا. ولن تنتهي هذه الدوامة. وما قمت به (...(جاءني تفكير سريع إما كل شيء أو لا شيء) سأفعلها وليحدث أياً ما يكن , وفعتلها وكأني لم أكن متعمداً) قد يدل على اضطراب العادات والنزوات Habit and Impulse Disorders
إذن أعيد وألخص نصائحي لك:
1- تصالح مع مفهوم الخطيئة عندك، وتصالح مع نفسك.
2- صحح مفاهيمك الدينية وحاول تحريرها من وساوسك ومثالياتك الخاصة، ولن يكون هذا إلا بالتفقّه. واحذر من المواعظ والخطاب الوعظي، فهو لا يعلّم علما، بقدر ما ينقل حالة وجدانية !
3-اشغل نفسك بأعمال أخرى غير المكوث في البيت واللعب الإلكتروني، وحاول خلق نشاطات اجتماعية أكثر، وليس فقط الفردية.
4-ليس كل الأفكار تحاسب نفسك عليها، مرّرها على أنها جزء منك أو في أسوء الأحوال، أشياء لا تمثّلك ومجرد خواطر سيئة. ولن تفلح في هذا حتى تعدل تصورك عن "بشريتك" عامة، وعن "كونك مسلما" خاصة.
5- الأفكار بخصوص المرأة ما هي إلا أفكار وسواسية، وقد قلتها أنت بنفسك أنها لا تشكل لك شيئا معينا، مما يعني أنها موضوع وسواس لم يجد سواها، وقد يستبدلها بغيرها، فهي لا تعني شيئا.
6- حاول فهم وساوسك واندافعك لتطبيقها، وتحتاج في كل هذا لبرنامج مع مختص نفسي.
وأتركك مع بعض الروابط الأخرى، وأتمنى لك التوفيق والسعادة، وكم أعجبتني ملاحظتك عن العالم العربي وطرق معالجته للمشاكل برميها وراء ظهره أو نسيانها. وأحييك على شجاعتك وصراحتك
واقرأ أيضاً:
التائب من الذنب كمن لا ذنب له مشاركة
العادة السرية عند الموسوسين!
رهاب الاستمناء نهارا وزملة الاستمناء ليلا !
العادة والأفلام الإباحية.... إليك السبل العلاجية
التعليق: السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أنا من كتب .. الاستشارة : صراحة أشكرك جزيل الشكر على أخذ هذه المشكلة على محمل الجد, وأقدر تعبك ومجهودك ,, لقد لفت نظري لأشياء كثيرة , وأعتقد أنه إن شاء الله سأبدأ بمحاولة التغير للأفضل -
وأحب أن أقول لك أني سأستغل هذه اللحظة من لحظة قراءتي لاستشارتك , وأجعلها نقطة التحول لرمي الندم المرضي وراء ظهري ...
لقد تحسنت مشاعري نوعاً ما بعد قراءة الاستشارة ,, واعلم أن تعبك ومجهودك في هذه الاستشارة سيساهم في تحسين حياتي (والكثير غيري على ما أعتقد ) جزاك الله خيراً , ورزقك ووفقك لكل ما يحب ويرضى .
تحياتي ...