السلام عليكم
لدى ابني الكبير ذو العشر سنين اضطرابات جنسية، حيث تحرش بأخته 8 سنوات وأخيه 5 سنوات عدة مرات بخلع ملابسهم ولمسهم.... وقد استعملت كل أساليب التربية المعروفة من إرشاد ونصح وضرب وعقاب والفصل بينه وبين أخوته في النوم.
ماذا أفعل أنا في حيرة وخوف على مستقبل ابني؟
ماذا أفعل انصحوني بأسرع وقت أكاد أن أجن؟
19/7/2017
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين، وأول ما أطلبه منك هو تهدئة الانفعالات فأنت تتكلم عن تصرفات طفل سنه عشر سنوات، فلا داعي لحيرة ولا لخوف على مستقبل الولد، من ماذا أصلا هل من أن لدى الولد اهتمامات جنسية في هذه السن؟
إن من الطبيعي والصحي بل ومن العادي والمألوف أن تكونَ لدى الأطفال اهتمامات جنسية وهي نوع من الفضول مثلها مثل أي فضول، وكذلك من الطبيعي أن يكونَ بين الأطفال لعبٌ جنسي!، ومعظمه يحدثُ بعيدا عن عيون الكبار، ومرةً يسمونه "عروس وعريس" ومرة "لعبة الطبيب والمريض" ومرة "لعبة الأسرة"، وما تصفه من أن الولد يخلع أو يكشف ملابس إخوته ويلمسهم ولم تحدد حتى ماذا يلمس من أجسادهم يجعلنا نخمن أنه كان يلعب لعبة الطبيب والمريض أو لعبة الأسرة، ومعنى هذا أنك:
أولا: فسرت اللعب الجنسي بين ابنك وأخته بأنه تحرش جنسي وهو ليس كذلك؛ لأن كلاهما لم يبلغ الحلم، وإن كان كبر الفارق السني بينه وبين أخيه الأصغر بخمس سنوات قد يمثلُ نوعا من أبسط أنواع التحرش، ولعله راجع لما أخمن أنه حدث من شدة تضييقك عليه في علاقته بأخته.
ثانيا: بالغت في تضخيم دلالة ما حدث فرأيت فيه ما أوصلك لا فقط إلى ما يجب من توضيح ونصح وإرشاد وتفريق في المضاجع باعتبار الكبير قد بلغ تلك السن عشر سنين كما نعرف من قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما رواه عنه عبد الله بن عمرو بن العاص: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع) رواه أحمد، وأبو داود وصححه الألباني، وإنما أوصلك إلى العقاب الذي نسأل الله ألا يكونَ قاسيا ولا مفرطا ولا متكررا؛ لأنه يمكنُ أن يثبتَ ما قد يكونُ عابرا من سلوكيات الطفل، بمعنى أن السلوك الذي يثير اهتماما مفرطا من الأهل ولو حتى في صورة الزجر والنهر والعقاب هو سلوك مرشح للتكرار!
أما أن يصل الأمر معك إلى حد وصف حالك بأنك تكاد تجن فمدعاة للقلق، لا بسبب ما يفعل الولد وإنما بسبب تقييمك المفرط للخطر الذي تراه يتهددُ مستقبل ابنك، وإذا نظرنا إلى ذلك على خلفية أنك تعيش بلا زوجة مع بنتٍ وولدين أصغرهم في الخامسة من عمره فإننا نستشعرُ خطرًا أكبر على قدرتك على الأداء بشكل طيب في تربية الأولاد بمفردك، وأنصح بأن تستخير وتستشير، فما ذكرته كله ليس في الأصل مؤشر خطر بشرط أن نحسن التعامل معه ولا نكونُ كما فعلت تلك المدرسة التي يصف سلوكها الشاعر في قصيدة لعبة الزوجين .
وفي نفس الوقت أنصح بأن تفكر وربما تبحث دونما جلبة قدر الإمكان، عن ما إذا كان الولد يتعرض لشكلٍ ما من أشكال المثيرات الجنسية أو ربما يتعرض هو نفسه للتحرش، وهذا ما قد يفسر تكراره إن كان فعلا قد كرر أو عدم استجابته لنصحك وتهديدك ووعيدك وهو ما لست واثقا منه أنا، المهم أنني أريدك أن تدرك جيدا أن الولد لم يبلغ الحلم بعد وواجبنا هو النصح والإرشاد والتفريق في المضاجع لا العقاب، بل إن الضرب الذي أوصى به سيد الخلق كان خاصا بالصلاة وعند سن عشر سنوات، كذلك فإن الولد ليس بالتأكيد جانيا بل قد يكونُ ضحية علينا مساندته ومساعدته في التخلص مما يواجه من ضغوط أو أعباء، لعلها تكون أعباء الاقتراب من المراهقة.
نصيحتي الأخيرة لك هي أن تسارع بالقراءة في مبحث التربية الجنسية للأطفال، وسأعطيك بعضا من الروابط التي أحسبها إن شاء الله ستفيدك كثيرا.
لعب جنسي في الطفولة Child Sex Play
وأهلا وسهلا بك دائما على صفحتنا استشارات مجانين فتابعنا بالتطورات.