مشكلة طارئة
أنا بنت سني 27 سنة عايشة في مشاكل أسرية منذ الصغر بسبب والدي من خلال كرهه الدائم لي وأيضا نفس الشعور بالنسبة لي وذلك بسبب تصرفاته الغير سوية على مختلف العلاقات بإخوتي وماما وزملائه في العمل مع العلم أنه يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس إدارة بإحدى الشركات المشهورة...
ميله الشديد للجنس سبب لي العديد من المشاكل النفسية منذ الصغر وحتى الأمس.. عدم استحيائه في طلب العلاقة الزوجية أمامي من ماما ومشاهدته للأفلام الإباحية وكلامه الشات مع ستات مومس وارتباطه في علاقة على النت مع امرأة مطلقة والاتفاق معها على الزواج لأنه يعيش في الدنيا وحيد رغم زواجه ..
ربطه لي بأمي في مشاكلهم عندما يتصالحون يتحدث معي وعندما يخاصمها لا يتحدث معي يعطي إخوتي مصروف وأنا لا أنا لم أعد أحترمه منذ الصغر..
أنا على عكس إخوتي أعلم جيدا متى يتم علاقة زوجية بينهم ومتى ينتهون وهم لا يستحييون في إظهار كل العلامات وأمي منذ صغري تدخلني في مشاكلهم باستمرار وتحكي لي أدق الأسرار من هذه الناحية وتحدثني دائما على استحالة معاشرتها له لقرفها الشديد منه من الناحية الجنسية وهو يكرهني لأنه يرى أني السبب في نفورها الشديد منه حتى حدثت مشاكل بينه وبين أمي وتخاصموا لمدة 10 سنوات لا كلام ولا علاقة ولا كأنه عايش معانا في نفس البيت وكانت أمي تنام بجانبي على السرير طوال هذه الفترة..
وفكرت في الطلاق آلاف المرات والذي كان يمنعها خوفها علينا من زواجه بامرأة أخرى في نفس المنزل .. وسافر موسم الحج السنة دي وكان يخفي علينا موضوع قبوله في الحج بضمان خصم فلوسه من معاشة اللي في يناير القادم ولم يستسمح أحد من أهل بيته قبل سفره لأداء فريضة الحج ..
وعندما عاد يوم الثلاثاء الماضي صالح أمي فقط لكي يتم بينهم المعاشرة الجنسية فقط وعلى حد كلامه أنه تاب ويريد فتح صفحة جديدة ولم يتكلم معي وعندما انتفضت لكرامتها دخلت سألتني ماذا أفعل أجبتها لا أعلم استشيري أختك الكبرى واقترحت عليها لابد من تدخل أحد إخوتها الصبيان ويومها العصر نزلت للعب رياضتي وفوجئت بها أصرت على نزولها معي هربا وتفاديا من وجودها بمفردها معه في المنزل وبالفعل حدثت المناقشة بين أمي وخالي وأبي في منزلنا أمس الثلاثاء وسمعناها بسبب صوتهم العالي أنا وأختي وانتهت بشجار أكبر حيث أعاد وكرر علي موضوع العلاقة الجنسية بينهم بمنتهى البجاحة في الكلام وأن الزواج يسمى عقد نكاح وليس مودة ولا حب وأكد على عدم حب أمي له وهي أثنت على كلامه بالموافقة وفوجئت اليوم التالي بنومهم مع بعض
أحسست أني أود الانتحار من شدة الألم بصدري وعدم قدرتي على التنفس من شدة مضايقتي صليت الفجر وقرأت قرآن على أمل تهدئتي من هذا الشعور البشع ولكن لم يحدث شيء وحاولت أنام راودتني كوابيس بأني أصرخ وأجري على أمي أقتلها بيدي وصحوا لم يتحدثوا معي وأنا لم أطيق النظر لأي منهما بسبب هذه العلاقة بعد كل ما سببوه لي من تشويه لطفولتي وحتى يومنا هذا ولم يكتفوا بذلك حتى بعد ملاحظتهم أن علاقتهم الجنسية سبب استيائي فعلوها اليوم التالي
فأصبحت عندي حالة هيستيرية وتركت المنزل من الصباح للمساء حتى عدت ولم يتحدث مع أي أحد منهم حتى إخوتي وأشعر بوحدة رهيبة وألم بصدري رهيب ولم أعد أتحمل بقائي في المنزل معهم.. ساعدوني ولا أريد الإجابة أن هذا حقهم لأني أعلم ولكن يجب النظر لأبعاد إحساسي هذا اللي هما أساس ظهوره بتصرفاتهم الغير سوية في التربية إقحامي منذ الصغر في مشاكل جنسية فوق قدرة احتمالي
أنا أريد حلا لهذا الشعور الضيق والـ panic والاختناق
ماذا أفعل ؟
15/9/2017
رد المستشار
الابنة السائلة:
تعالي نتأمل فيما تعتبرينه كارثة حياتك!!
رجل وامرأة يجمع بينهما رباط زواج شرعي وقانوني، ولكن رجل "جلياط" كما نقول بالتعبير الدارج في مصر، يعني "قليل الذوق" لا يراعي الفتاة الصغيرة التي هي ابنته، ويطلب ممارسة المعاشرة من زوجته بطريقة فجة، أو لنقل طريقة وقحة!! هل الانحراف السلوكي هو بالضرورة مرض؟!
هل ارتكب هذا الرجل جريمة بمعيار القانون؟!
هل ارتكب هذا الرجل جريمة بمقياس الشرع؟!
نعم خالف الأدب، وارتكب خطأ تربويا كبيرا، وأدخلك في سن مبكرة إلى مساحة حساسة، فلماذا وأنت كبيرة تصرين على البقاء فيها!!
أمك تحشرك في نفس الفخ، وتشتكي، ومن النساء من تنفق نصف عمرها في الشكوى، وتتحمسين أنت، وترتبكين، وتثور مشاعرك من أجلها ثم تخالف هي في اليوم التالي ما كانت تشتكي منه في اليوم السابق!!
فمن المسؤول عن هذا العنت؟! والتخبط؟!
أفهم أن يدخلك أهلك فيما لا يليق وأنت صغيرة لا حول لك، ولا قوة... لكن أن يستمر ذلك حتى الآن، وما تزال آثاره تتفاعل في داخل نفسك، لم تتعاملي معها، ولم تتعالجي منها، ولم تعملي على تسوية هذا الملف في ماضيك، وحتى الآن!!
ما كل هذا الضجيج الذي تشغلين به نفسك عن التعرف عليها، وعن التواصل مع عالمك؟!
ما كل هذا الكمد الذي تتمسكين به بداخلك بعد أن أصبحت الآن الأكبر عمرا، وأكثر تفهما؟!
وحين نتكلم عن الغفران والمسامحة هل معنى هذا أننا حين نتخلص من مشاعر الحنق والكراهية والألم تجاه تصرفات أزعجتنا سابقا، هل ترانا حين نتخلص من هذه التركة المؤسفة، والميراث البغيض، هل ترانا، ونحن نمارس هذا نقوم به لصالح من أزعجونا، أم لمصلحة سلامنا النفسي نحن أولا؟!
وإذا رفضنا التخلي عن هذا الروث الذي ألقاه البعض في طريقنا سابقا، إذا احتفظنا بهذا الروث فهل نلوم من ألقاه، أم من يصر على الاحتفاظ به حتى الآن؟!!
البعض يستخدم الروث ليصنع منه سمادا نافعا، والحكماء يستخدمون ما حصل لهم في حياتهم كلها بوصفها مادة للدرس والتعلم.
وبدلا من تكرار الشكوى والضجيج، والوأوأة المستمرة، والنحيب المتواصل مثلك.. قائلة: إيه القرف ده؟!!
يتأملون ويتعلمون بعد أن يطرحوا على أنفسهم سؤالا بديهيا: ماذا يمكن أن نتعلم من هذه الخبرات؟!
هل دورك في الحياة هو الحكم على تصرفات الآخرين؟!
هل حشر والدك لك في مشاكله الزوجية مع والدتك هو ما يجدر بك الحفاظ عليه كذكرى بداخلك؟!
يلعبون بك مثل الكرة بينهما فهل تتورطين أنت في الاهتمام بما يفعلون؟! وهل تريدين وقف هذا التلاعب أم الاستمرار فيه؟!
وهل أنت مجرد كرة لا حول لها ولا قوة ولا إرادة ولا اختيار؟!
يراك أبوك السبب في نفور أمك الجنسي منه فتكرهينه، ويكرهك، وتستمر المعاناة!!!
هل تستريحين، وأنت تحاكمين والدك فيما يفعل، وفيما كان ينبغي عليه أن يفعل، ولم يفعل!!
هل تستريحين وأنت تتابعين متاهات العلاقة بين أمك وأبيك؟!
كيف وصلت بنفسك أن تكون واقعة المعاشرة بين أبيك وأمك هي سبب استيائك، وألمك، وتفكيرك في الانتحار؟!
وبحيث تدخلين في حالة هستيرية حين يضاجع أبوك أمك!!
يمارس أبوك الجنس مع أمك فتشعرين أنت بالوحدة والألم والتعاسة، وضيق الصدر، والرغبة في الانتحار، وعدم تحمل البقاء في المنزل!!
أخطاؤهما في تربيتك، وتصرفاتهما غير السوية، وإقحامهما لك في مسألة الجنس بشكل مبكر هي مدخل للتعلم، وهي من تركة الماضي، وأنت وحدك تقررين هل تودين الإبقاء عليها، أم التخلص منها؟!
نعم.. يمكن التعلم من، ومع، ومن خلال الألم.
تسألين: ماذا أفعل؟!
توقفي عن اجترار الماضي تماما، وتفهمي أن رعونة والدك لا تعني أن الجنس نفسه شيء دنيء أو قذر، أو بشع، أو مقرف، أو ما وصلني من رسالتك حول مشاعرك تجاهه!!
هذا الاجترار سيعيقك عن التواصل والاستمتاع بالجنس مع الشريك المناسب!!
- لا تنصتي لوالدتك ولا والدك إذا حاولا سرد ما يجري بينهما بالسلب أو بالإيجاب، وليكن جوابك ببساطة في حينه: هذا ليس من شأني، ولا يهمني معرفته، ولن أتدخل فيه!! بهدوء، وابتسامة، وإصرار، وأدب.
- خصصي لنفسك مساحة خاصة داخل المنزل قدر الإمكان، وحاولي فيها الاحتفاظ بالسكينة والسلام، والاستمتاع بوقتك بعيدا عن الإزعاج!!
-إذا تعذر هذا يمكنك البحث عن نفس الإمكانية في مكان خارج المنزل قد يكون مكتبة عامة، أو نحو ذلك، وحبذا لو تقضين وقتا كافيا في مساحات طبيعية مثل الحدائق، أو ضفاف النيل.
-تابعي أنشطة تملأ القاهرة، وتتنافس في جذب الرواد، وبخاصة الأنشطة التي تتضمن تحريك الجسد مثل دروس أو جلسات الرياضة واليوجا، وكذلك التأمل، والرقص للسيدات.
كل أشكال التعبير الحركي، والتحريك الجسدي الواعي تفيدك، وحتى الرياضات بأنواعها.
ولا تنسي الأنشطة الثقافية، والفنية مثل الموسيقى.
-تخلصي تباعا من كل القيود، والذكريات الداخلية التي تربطك بما ضايقك في الماضي، فأنت المسؤولة الوحيدة عن استمراره بداخلك، وعن تمسكك به!!
-وبعد أن كنت ضحية له في الماضي يمكنك التحرر منه هنا والآن، تباعا!! وقوي صلاتك بالله بعمق وتأمل.
-لا شأن لك بما يجري بين والديك، ولا بما يفعله والدك في علاقاته واتصالاته فهو راشد، ومسؤول عن أفعاله، ومن حقك حماية نفسك من طيشه، ومن واجبك أيضا عدم التدخل في حياته لمصلحة سلامك النفسي.
-علامات تعافيك ستحصل واضحة، وهي حين تشعرين بأنك قادرة على الإحساس بالحياد تجاه والديك – لا الكراهية!!
معنى الإحساس بالحياد أنك تخلصت من الميراث القديم، وخلعت عنك قيود الارتباط به، وبتصرفاتهما السابقة، والحالية، وأنك صرت مؤهلة للتحليق في السماوات الملونة حرة رائعة كما خلقك الله: فريدة وجميلة وصافية من كل كدر قديم، وجديد!!
-يساعدك على التعافي أن تكوني منفتحة للدخول في علاقة مع رجل، أي تتفاعلي مع المحيط حولك، وإشارات الرجال المناسبين بإيجابية، فأنت لا ينقصك شيء، ومن حقك أن تدخلي مضمار العلاقات، وحان وقت هذا منذ زمن، فلا تعطلي نفسك أكثر من ذلك!!
-لا تتوقعي أن يتغير أبوك، وإن كنت أزعم أنه سيتغير إن آجلا أو عاجلا، وسيكون تغيرك تجاهه مقدمة لتغيره، ولو بعد حين!!
-الطريقة والطريق إلى تغيير من نريده أن يتغير هو التفهم، والقبول، والغفران، والحب... هذا سهو السبيل للتغيير، إن شئت.
مبدئيا... الحياد سيحررك من قيودك، وإذا حصل الحب تاليا سيكون السلام والسكينة أعمق بداخلك، والطريق أمامه أكثر سهولة ليتغير، أما ما تمارسينه حاليا فلا ناتج له إلا تثبيت المشهد القديم بكل تداعياته، وتابعينا بأخبارك.
واقرئي أيضًا:
أبي وأمي يمارسان الجنس!