الطائر المذبوح: العاشقة م4
أطلب نصيحة
مرحبا دكتورة أميرة .. أتمنى أن تكوني تذكرتي حالتي ..
معك الآن فتاة قوية جداً بين فترة وأخرى أتصفح استشاراتي لديكم وأرى ما كنت أعيش وما أعيش الآن ... الانكسار يولد قوة ويخلق أنثى جديدة من داخل أنثى ضعيفة ...
دكتورة اليوم أود أن أستشيرك بموضوع آخر بما أنه لا يوجد لدي ما أستشيره بحياتي غير هذا الموقع ... قبل مدة ارتبطت بشاب تقدم لي ورفضوا عائلتي الموافقة عليه. بقينا معاً كان يعاملني جيداً لكن أنا بعد ما جرى لي مع علاقتي الأولى أصبحت حذرة وأخاف من الحب فلم أسمح لنفسي أن أحبه أبدا وأما بقائي معه لمدة سنة لأني لا أحب أن أبقى لوحدي،
وكنت أيضا أحب اهتمامه بي، لم أفعل شيء يؤذيه أبدا صدقيني ولكني أخاف أن أحب فلم أحبه، كنت بداخلي أرفض الزواج به أيضا لأني أشعر أنه غير مناسب لي من ناحية المادة وأيضا بعض الأشياء الأخرى ولكن لم أجد أحد يحبني بقدر ما يحبني هو، ولكني كنت أقول له أنني أحبه وأنوي الزواج منه، كانت تأتي لي فترات أتركه لأني أتمنى الخلاص منه وعندما أتركه أعيش بفراغ كبير وأيضا أشعر بتأنيب ضمير فأعود له من جديد،
كان يتألم ويعاتب كنت ببعض الأحيان أتصرف معه كما كان يتصرف معي الشخص الأول الذي أحببته من تجاهل وإهمال وتصرفات مؤذية لكي أرى ردة فعله كيف تكون!!
لا أعلم لما أفعل به هكذا، بعض المرات أشعر بتأنيب ضمير قوي اتجاهه وبعض المرات لا .. كان يأخذ صفعات مني من الألم ويواصل معي كما كنت أتلقى صفعات من علاقتي الأولى وأواصل.. المهم لا أستطيع أن أقول لكِ إنه كان ملاك، بل كان أيضا يفعل أشياء تزعجني ولكن لا تقاس بمدى خداعي له بالحب والزواج وأنا لا أريد أن أتزوجه أساسا، كان أساس إكمال العلاقة هو محاولة جعل عائلتي توافق على زواجنا، وجاء ثلاثة مرات إلى عائلتي ورفضت القبول به ...
بعد فترة من علاقتنا بدأ يتغير ويهمل ويقسو حسب ما قال إنه تعب مني ومن أفعالي ولكن كلما جاء يعجز مني أعود معه كالملاك وأحسن علاقتنا كي لا نفترق، ولكن قبل مدة بدء يتغير فعليا ولم تعد محاولاتي تجدي نفعاً لأنه تغير تماما وبدأ يكذب علي ببعض الأمور وأنا أعرف أنه يكذب ولكن لا أقول له وأجعله يكمل كذبه، ولكن لا أعلم لماذا أنا متمسكة به إلى هذا الحد وأراقبه وأحزن وأغار عليه وحتى أبكي وأمرض أيضا عندما يبعد عني وخاصة هذه الفترة ...
أنا أشعر أني أحبه ولكن لا أريد الزواج منه لأني أحلم بشخص لديه إمكانية لجعلي سعيدة أكثر أريد شخص لديه جاه ومال .. الحب وحده لا يقدم لي السعادة ... الآن نحن ابتعدنا بسبب المشاكل الكبيرة بيننا وعدم التفاهم. وهو أيضا بدأ يتصرف بشكل قبيح ويشرب أيضا ....
ولكني لا أستطيع أن أتخلص من التفكير به والغيرة عليه !!😔 وهو أيضا لا يسمح لي بالزواج من غيره فقال (أنا لا أمزح وأقسم بأمه وأبيه أن يؤذيني إن تزوجت أحد غيره)
ماذا أفعل أنا أحبه الآن ولكن لا أستطيع أن أعيش مع حياته، لا أشعر بالسعادة فيها لا أستطيع أن أكون معه كزوجة .. ولكن لا أريد أن يتركني اشتاق له وأبكي باستمرار وضميري يؤنبني كثيرا عليه ..
2/10/2017
رد المستشار
أهلا بك من جديد يا ابنتي، تسألين لماذا تفعلين ذلك؟ والإجابة ببساطة حذرة جدا هو أنك تحتاجين لأب! فأنت تسعين وراء قبول، واهتمام، ومشاعر "رجل"، وهذا الرجل في حقيقته العميقة بداخلك هو والدك!، ولأن والدك لم يعطك قبول، واهتمام تستحقينه، ورؤية لك كما أنت؛ فصرت تبحثين عن هذه الاحتياجات عند الرجل، ولكنك دون وعي منك "تختارين" كل مرة رجلا يكرر نفس الإهمال، والتعذيب النفسي تحت عنوان مزيف اسمه "الحب"
فأنت لا تحبين الرجل عموما حتى تلك اللحظة، ورغم بحثك دون أن تدري على قبول وحب والدك في كل رجل؛ إلا أنك لا ترغبين إلا في القبول، واحتياجك لأن يكون وجودك في حياته فارقا، وحتى حين وقعت تلك المرة في رجل يغرقك في الحب والاهتمام لم تستجب مشاعرك نحوه كأنثى ترغب في مشاركة رجلها حياته، ولكنك تلذذت بتعذيبه نكاية فيمن سبقه، ونكاية في أبوكي الذي تحتاجين بشدة أن تتصالحي معه بداخلك؛ لتتصالحي في علاقاتك بالرجال والتي لا تأتي منها حتى اللحظة سوى الألم، واستعذابه،
وكأنك تستحقين هذا العذاب؛ فعلاقاتك بالرجال سابقا كلها علاقات مرضية تحتاج منك مراجعة حقيقة لاحتياجاتك التي تبحثين عنها دون أن يكون للرجل الذي تدخلين معه في علاقة وجود حقيقي من الأساس، والمراجعة كذلك ستشمل تصالحك على نموذج الرجل بداخلك، والزواج نفسه وماهيته وحقيقته، ورؤيتك الحقيقية لنفسك بعيدا عن دور الضحية، أو المنقذ، أو الجاني الذي تمارسينه ببراعة طوال تلك الفترات.
ابنتي..طلبت النصح، وها أنا قد قدمته؛ فأرجو أن تراجعي ما قلته؛ لتتمكني من الحياة بشكل طبيعي سلسل بلا، أدوار فقط أنت كما أنت.
واقرئي أيضًا:
منطق الحب ومنطق الزواج