نفسي
السلام عليكم ورحمة الله دكتور وائل أبو هندي أنا سمعت لك كثيرا من الاستشارات والفيديوهات التي تتعلق بمرض الوسواس القهري وأشهد الله أنك دكتور عظيم وكل ما رأيتك ابتسمت وأرتاح إليك كثيرا لأنك صادق، رجل مؤمن كما قال الله_جل وعلا_ "من المؤمنين رجال" وأنت من ذلك ولو فتحت في وصف سيادتكم لن أنتهي، وكل القائمين على ذلك العمل العظيم
أرجو منك أن تجيبني عن حالتي وتريح قلبي وترشدني إلى ما أحب وأرضى لأني تعبت كثيرا أقسم لك لم أرَ يوماً واحداً براحة وسعادة أتمنى الموت كل لحظة وهو أحب شيء إلى قلبي أتمنى من الله أن تنظر إلى رسالتي بعين الرحمة لعل .الله ينظر إليك بعين الرحمة والمغفرة
أعاني من أفكار دائمة وإحساس في صدري وتصديق لها في قلبي وتشعرني بالتعب والضيق والقلق وما أدري لماذا كل هذا التعب من أفكار ليس لها أي معنى وسخيفة جداً وأرى عقلي الذي يريد ذلك التفكير وينتجه وأحسه حقيقيا وسوف يحدث وهذا الذي يتعبني يأتي أية شعور قبل أي عمل أي شيء إني مش هعرف أعمل كده ولو عملته أقول لنفسي إزاي اتعمل ولو رايح لمكان أقول مش هعرف أروحه ولو راجع في عربية للبيت يجيني شعور مستحوز ناتج عن الأفكار أنه مش هعرف أروح البيت ومش هعرف أقول للسواق أنه ينزلني في المكان ده ولو نزلت يبقى مش هو المكان مع العلم أني متأكد منه وعارف أن الأفكار دي خاطئة وسخيفة ما أتت إلا لتقلقني وتتعبني نفسيًا
.ولو أصلّي في الجامع أحس أني مش موجود في الجامع أو أنا مش أنا وأنا ليه بعمل كده وأسئلة كثير
ولو بقرأ قرآن أقول هتلخبط أهو ولو بتكلم في أي موضوع شعور أني هتلخبط ومش هعرف أتكلم مع أني بتكلم عادي ومحدش ملاحظ علي أي حاجة نهائي وكل من يتكلم معي يقول عاقل ومثقف وهو ده اللي تاعبني إن محدش حاسس بما أنا أعاني منه غير ربنا وإن شاء الله سيادتكم
وأتمتع بذكاء وأقول أيضا ربنا خلقني ليه؟؟؟ وأجاوب عن السؤال ده في نفسي وأقول علشان العبادة وكذا وكذا وأفضل في دوامة وبردو ترجع ثاني الأفكار وأحس سوف أفقد السيطرة على عقلي وأن مش هعرف أعمل حاجة والفكرة تفضل .مسلسلاني
والله أتمنى أن يكون عندي أي مرض غير تلك الأفكار وأريد في كل وقت أن أحد يفضل معي علشان أتأكد من تصرفاتي وأفكاري خارج المنزل أو في المنزل هل هذا اجترار وسواسي كما قلت أم ماذا؟؟؟ وهل حقًاهذه الأفكار سوف تتحقق .وتسلسلني بدنيا أم ماذا؟؟؟ وكيف بفكرة هكذا تجعلني في ذلك الكم من التعب
.أنا لا أحد يشعر بي ولو تكلمت شهورا مع أهلي وأصدقائي لا أحد يفهمني وسوف يتهمونني بالجنون ويسخرون مني لأن الذي أمامهم شخص متزن ملتزم ذكي ليس إلا ولا يعلمون مدى الهم والصراع الداخلي بي
مع العلم أنا رحت لدكتور نفسي وأعطاني علاج سيروكسات وفلوزاك لمدة 6 أشهر ولا أي فكرة تزحزحت وكان لا يتحدث معي يعطي العلاج فقط فأنا أريد منكم إجابة شافية على سؤالي مع العلم هذه الحالة منذ أربع سنوات ولكن منذ .الصغر كان هناك من تلك الأفكار ولكن بطريقة بسيطة جدًا
وأيضاً قد حدث لي كثير من الضغوط النفسية مثل أني تهت من ناسي وأنا طفل وجائتني حالة هلع وأيضاً في المدرسة تعرضت للضرب والتعب والبكاء كثيرا وفي التعليم قد أخفقت في درجات الثانوية وفضلت شهورا ألوم نفسي وتقصيري، .وأيضاً عندي لوم النفس كثيراً وده يسبب لي ضيقا دائما وسمعت لدكتور قبل ذلك من فترة قال أن الضغوط النفسية تسبب الوساوس القهرية هل هذا صحيح؟؟؟ وعندي تحليل وتفاصيل لكل حدث
أنا بعتذر جداً لحضراتكم على الإطالة ولكن أعلم أنكم عندما تقرأون رسالتي تتعاطفون معي وتعطونني ما يريح قلبي وأعلم أن من فضل الله علينا حاجة الناس إلينا فقد يرتقي المرء في الدرجات ليس بعمله ولكن بدعوة مكروب قد فرج همه
.من فرج على مؤمن كربة فرج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة والله مع العبد ما دام العبد في عون أخيه والحمد لله رب العالمين على ذلك البلاء والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
5/10/2017
رد المستشار
أهلا وسهلا بك يا "عبد الله" على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك وإطرائك ودعواتك الطيبة، وشكرا لاستعمالك خدمة استشارات مجانين.
ما وصفته في إفادتك يا ولدي هو حالة وسواس قهري بالضبط كالنموذج، ليس اجترارا وسواسيا وإنما هي التساؤلات الوسواسية السخيفة المعتادة، ومسألة أن الضغوط النفسية تسبب الوساوس القهرية صحيحة إذا كان الكلام عن شخص لديه استعداد بنيوي لاضطراب الوسواس القهري، لكن نفس الضغوط قد تدخل شخصا آخر في اكتئاب وقد تدخل آخر في اضطراب قلق متعمم وآخر في اضطراب ذهاني وربما لا يكون لها أثر نفسي مرضي لدى آخرين بمعنى أنه لا توجد ضغوط نفسية خاصة باضطراب نفسي معين وإنما هناك أشخاص معينون مهيئون لاضطرابات نفسية معينة.
أعود إلى حالتك يا "عبد الله" ولما أوردته من أفكار وسواسية فالمشكلة في حالتك أنك رغم استسخافك للأفكار ومعرفتك أنها بلا معنى إلا أنك تقع كل مرة في فخ الاستغراب والرفض الشديد وبالتالي محاولة قمع الأفكار وهذا ما يوقعك في فخ أعمق هو فخ العملية العقلية الساخرة التي تؤدي إلى استمرار الأفكار وتكرارها رغم قناعتك بسخافتها.
أي عقار من عقاقير الم.ا.س.ا سيكون مفيدا في حالتك يا "عبد الله" إذا نجحت في تفادي الفخ الأول وهو الاستغراب الشديد والرفض العنيد لتلك الأفكار ويكون ذلك بالتدرب على تقبل وجود مثل هذه الأفكار في وعيك وووردها على خاطرك في شتى المواقف دون أن تستغرب ذلك أو ترفضه ودون أن تشعر بأن عليك فعل شيء ما إذا جاءت الفكرة كل ما عليك هو الاستمرار في النشاط العقلي أو السلوكي الذي كنت تمارسه عندما هاجمتك الفكرة..... أي كأن لا أثر إطلاقا للفكرة عليك ... هذا يحتاج تدريبا يا ولدي لكن نتيجة التدريب تكون ناجحة دائما إن شاء الله.
أي من العقارين اللذين ذكرتهما سيكون كافيا وحده لمساعدتك على تطبيق ما ذكرته لك واعلم أنك أطول نفَسًا من الوسواس إن واظبت على تدريب نفسك على التقبل والإهمال للفكرة وامتنعت عن رفضها واستغرابها والرغبة في إزالتها من وعيك ... إن واظبت فستنجح في ذلك ولو بعد حين... أهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بالتطورات.