علاج إعاقة غير المعاقين
السلام عليكم، مشكلتي مع أبنائي وهم الآن في عمر الشباب.. يعتمدون عليّ اعتمادا كليا في كل ما يخص شؤونهم وفي كل أعمال البيت.. قد تقولون انني أنا لم أربيهم على تحمل المسؤولية وعلى مساعدتي منذ الصغر.. نعم.. أعترف.. لكن عندما يصل الشاب إلى عمر 21 سنة والفتاة إلى 18 عاما.. لا يستوعب عندما يرى أمه في قمة تعبها وانشغالها أن يتحمل مسؤولية أغراضه الشخصية على الأقل..!! أن يفكر قليلا في عقله ويتحمل مسؤولية ترتيب كتبه، ملابسه، سريره....
قد لا تستوعبون مدى معاناتي إلا إذا تخيلتم أنهم معاقون.. نعم معاقون بمعنى الكلمة.. إلا أن المعاقين لا يتسببون بالفوضى كما يتسبب غيرهم.. ملابسهم تبقى على السرير وعلى الأرض أياما.. كأس الماء وصحن الطعام الفارغ يبقى في الغرفة حتى آتي أنا لإرساله إلى المطبخ.. لو وضعت ملابسهم المغسولة والمطوية على السرير ليضعوها في الخزانة تبقى على السرير أياما إن لم اضعها أنا.. ويتهمونني بالعصبية عندما أفقد اعصابي من إهمالهم
يأكلون ويبقون الصحن مكانه كأنهم يعيشون في فندق أو مطعم.. حاولت بشتى الطرق ان أهون عليهم ترتيب غرفهم بوضع سلة خاصة للغسيل وعلّاقة للملابس إن كانوا يستثقلون وضعها في الخزانة ولكن لا فائدة... والدهم يطلب منهم مرارا أن يهتموا بترتيب ملابسهم والتوقف عن رميها على الأرض.. فَـيَعِدُونَ بالالتزام ولا يفعلون.. أوراق لا يحتاجونها لا يتخلصون منها.. تكون سلة المهملات ملتصقة بهم ولكنهم يضعون النفايات على السرير وعلى المكتب حتى أنظفها أنا والكثير الكثير الذي لا أستطيع سرده....(أحضر خادمة مرة في الأسبوع) لكن كلما كبروا .كلما زادت مسؤولياتهم
لا يساعدونني في تدريس أخيهم الاصغر حتى لو كنت في أصعب الظروف.. لامبالاة فوق الوصف، هل هناك طريقة ما اتعامل بها معهم حتى يتغيروا؟؟؟ أهملت غرفهم ولكن لا فائدة.. صراخ ونزاع بلا فائدة.. تصوير غرفهم بالفوضى والاتساخ وإرسالها لهم ليروها كصورة وأصورها بعد ترتيبها وأرسل لهم الصور مع الرجاء أن يرحموا تعبي ولكن بلا فائدة..
عجزت وأتمنى أن أجد حلا..
وشكرا لكم
11/10/2017
رد المستشار
أهلا بك سيدتي، الآن تأكدت بنفسك أنهم أنانيون فالسبب تصور "غير سليم" عن العطاء، والحب، والأمومة؛ لذا وجب عليك منذ تلك اللحظة أن تأخذي نفسا عميقا؛ لتبدئي رحلة تغييرأنتي قبلهم؛ فقيامك بكل شيء هو حقيقة طريقة تفكيرك، ورؤيتك لنفسك، وللحياة، ولن يحدث تغييرا لديهم إن لم تتغير نظرتك أنتي أولا؛ فالحياة لا يمكن اختزالها في فرائض المنزل على أهميتها؛ فماذا تفعلين في حياتك غير هذا؟، وكيف تطورين نفسك كأنثى، وأم ، على المستوى النفسي، والعقلي،والتربوي؟؛ فتغيير نمط حياتك بناء على رؤيتك لنفسك، والحياة، والزواج؛ هو ما سيغير ما تتحدثين عنه الآن !؛ فعدم قيامهم بمتابعة شؤونهم هو "رمز" فقط لحقيقة ما بداخلهم حتى دون أن يشعروا به من إهمال، وغضب، ولا مسؤولية، ولكنها تتجلى في ملابس، وأدوات، وبقايا طعام!،
وإن لم تنتبهي لما أقول، وتختزلي ما يحدث في أمور بيتية فقط فلا تكملي قراءة ما أكتبه، أما لو قررت لأول مرة منذ زمن طويل أن تفهمي حقيقة ما يحدث؛ لتعديله؛ فستجني أفضل مما يحدث الآن، وستقتربي من نفسك، ومنهم؛ فأولادك يحتاجون لعلاقة حقيقية معك؛ فيها يتحدثون عما يجول بداخلهم دون لوم، أو إشعار بالذنب، ويحتاجون لمدعمهما قد يصدر منهم- ولو قليلا - من أمور جيدة في حياتهم، ودراستهم، وأمورهم الشخصية، ويحتاجون للاحترام، وتفهم مرحلة سنهم التي في الغالب هي المراهقة بما تحمله من تخبط، وتيه، وحدّة ومزاجية في المشاعر وغيره؛
فالبداية إذن ستكون هم، وليست أشيائهم، وكلما حدث قرب، وعلاقة صحّــيّة تحمل القبول، والأمان، والحب غير المشروط بينك وبينهم؛ كلما انعكس ذلك على تصرفاتهم الخارجية، وكلما تخلّيْتِ عن الصرامة في النظام، والنظافة، وزادت مرونتك -فأن كنت من هؤلاء الأمهات؛فأصدقك القول أننا وجدنا في كواليس عياداتنا من الأبناء ممن عانوا من الوساوس، والمعاناة النفسية بأشكال وصور متعددة بسبب "زيادة" التحكم في التفاصيل وكماليتها ممن كانوا يقومون برعايتهم-؛ ولتشاركيهم أحزانهم، وأفراحهم، وعلاقاتهم وما تجدينها من أمور تحتاج لقلب، وعقل من أمّ توجههم،
ولا تتصوري أنني أدافع عن أنانيتهم، أو إهمالهم، ولكن فقط أقترح عليك حلا يساعد كثيرا جدا فيما تطلبين، ولكنه؛ سيحتاج جهد، ووقت، وحب حقيقي غير مشروط لهم، مع توجيه يخلو من التأنيب أو الإهانة، أو غيره مما يؤذي العلاقة .بينكم؛ لأنها الأهم