وسواس الطهارة
السلام عليكم... شكرا جزيلا على هذا الموقع وأتمنى أن أجد الإجابات التي تريحني من ناحية الوسوسة
أنا فتاة متزوجة أعاني من الوسواس منذ ٣ أعوام علما أنني لم أكن موسوسة أبدا وبدأ عندي بالوضوء والصلاة والاستحمام من الحدث والحمد لله استطعت التغلب عليه بنسبة ٨٠ بالمئة ولكن بدأ عندي وسواس جديد
أحس بأنه يرهقني جدا وهو وسواس الطهارة من ثلاثة أشياء حصرا:
أولا: عند الاستنجاء والاستحمام أشعر دائما بنزول قطرات من البول مني وأشعر أنها تسيل على قدمي وبحرارة في أعضائي التناسلية وأشعر أن ملابسي دائما نجسة وقدمي كذلك حتى أصبح هذا الشعور يأتيني قبل الجلوس على المرحاض أعزك الله أشعر عند خلع ملابسي بنزول قطرات بول على ملابسي أو الأرض وأجلس في غسل الأرض وتغيير ثيابي ساعات حتى أصبحت بعد الانتهاء من الاستحمام ألبس داخل الحمام وأعيد غسل قدمي كثيرا خوفا من تواجد بول عليها
ثانيا: هذه القصص امتدت إلى طفلتي فعند إدخالها إلى الحمام أشعر بنزول قطرات بول منها عند خلع ملابسها وأغسل قدميها كثيرا وأغير ثيابي بعدها خوفا من وصول بول إليها ونجاسة حتى أنها أصبحت تكره دخول الحمام وحتى بعد الاستحمام عندما أخرجها لألبسها لا أعرف قطرات الماء المتناثر منها من الاستحمام أو بول وأجلس في تحقيق معها وهي طفلة وأحيانا أمسح وأغسل وألمس ثيابها الداخلية دائما وأحيانا يكون بها رطوبة ولا أعرف أهذه الرطوبة من تغسيلها بعد البول؟ أو بول ونجاسة؟
وثالثا: امتدت إلى طفلي فعند تغير الحفاض أخلع كل ملابسي وعند تغسيله على المغسلة أخاف أن يتبول ولا أعرف ويأتي رذاذ البول علي وعند مسحه بالمناديل أغسل قدميه وقدميه والأرض وبعد تحميمه أخاف أن يتبول ولا أستطيع تمييز الماء أهو بول أو ماء وأرمي جميع الأغراض التي استخدمتها في الغسيل وأمسح جميع نقط الماء حتى لو رأيته يتبول أثناء الاستحمام أشك أنه بعد خروجه تبول مرة أخرى وهذا الماء بول وأصبحت أشك بكل قطرة ماء على الأرض أو ثيابهم ووصلت الأمور إلى توتر دائم وشجارات مع زوجي وأنا مستاءة جدا وأدعو بالشفاء والتخلص من هذه القصص لأني أصبحت أشك أن بيتي كلها وثيابي كلها نجاسة.
أرجوكم ساعدوني أريد أحدا أن يفهمني ويقنعني بأدلة واضحة أتمنى أن أجد الحل عندكم
وسامحوني على الإزعاج والإطالة ودمتم بخير
27/11/2017
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "نور"
هذه الثلاثة أشياء التي تتكلمين عنها إنما هي شيء واحد: إحساس وسواسي كاذب، دفعك إلى تصرف غير صحيح.
فالإحساس الكاذب هو نزول شيء منك، وسيلانه على قدميك، والتصرف غير الصحيح التطهير المستمر والمتكرر.
استوقفني كثيرًا وكثيرًا جدًا قولك: (أرجوكم ساعدوني أريد أحدا أن يفهمني ويقنعني بأدلة واضحة) أما نحن نفهمك فهذا حاصل، وأما أدلة واضحة، فلا أعلم ما هي الأدلة الواضحة التي تتوقعينها؟ فأرجو أن تقتنعي بأدلة يبدو أنك تعرفين بعضًا منها قبل ذلك.
عندما تقولين: إنك موسوسة؛ فاعلمي أن أحاسيسك بالنسبة إلى نفسك وإلى أولادك غير صحيحة حتمًا، وعليك تجاهلها، طبعًا الوسواس سيمنعك، ولكن:
تقولين مثلًا: (حتى أصبح هذا الشعور يأتيني قبل الجلوس على المرحاض أعزك الله، أشعر عند خلع ملابسي بنزول قطرات بول على ملابسي أو الأرض وأجلس في غسل الأرض وتغيير ثيابي ساعات). هل كنت تجدين قطرات على ثيابك أو الأرض فعلًا؟؟ إنك لو فتشت فلن تجدي؛ لأنه ببساطة مجرد شعور لا حقيقة له، فتشي مرة وانظري كيف أن كلامي صحيح، هذا دليل حسي مقابل لوسواس حسي أيضًا، فهل أقنعك يا ترى وجعلك شجاعة في ترك الوسواس؟
لعلك تقولين، لا أستطيع التأكد لأن هناك بللًا بالأصل قبل أن أشعر بوجود النجاسة...، ممتاز.. هذا ما نريده!!
أين أنت من القاعدة الشرعية: (الأصل في الأشياء الطهارة)؟ ومن القاعدة الشرعية (اليقين لا يزول بالشك)، (لا تنجيس بالشك)؟ وتعلمين أن القواعد الشرعية وضعت من خلال النصوص كالقرآن والسنة، ومن استقراء الأحكام الفقهية، إذن ليست هي كلمة تقال عبثًا من أي شخص.
كيف نطبق القاعدتين السابقتين؟
ترين بللًا على جسمك أو جسم أولادك، أو على الأرض، ولا تعلمين ما مصدر هذا البلل، وهل هو طاهر أو نجس؟
تأتي القاعدة الأولى فتقول لك: (الأصل في الأشياء الطهارة) أي الأصل في السائل الذي أحدث البلل أنه ماء طاهر، وليس بولًا، والأصل في ثيابي أو الأرض أنها طاهرة. تقولين: ربما يكون بولًا!! نقول: (ربما) يعني لست متيقنة (100%) وإنما أشك (99% فما دون)، تأتي القاعدة الفقهية لتقول لك: (اليقين لا يزول بالشك)، و(لا تنجيس بالشك) إذن لا داعي للتطهير لأن كل شيء طاهر.
ثم: لعلك تقولين: ألست ملزمة بالتفتيش عن النجاسة لأتيقن وأعيش في مكان طاهر بيقين وأؤدي صلاتي طاهرة بيقين؟
والجواب: لست ملزمة! بدليل ما جاء في الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((بَالَ فَنَضَح فَرْجَه))، وفي رواية: ((بَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَنَضَحَ فَرْجَه)).
وهذا -كما قال شراح الحديث- لدفع الوسوسة، فإذا جاء الشيطان وقال للإنسان: إن في ثيابك أو على جسمك بللًا، يعني أن البول نزل منك. أجابه: خسئت يا لعين، هذا من الماء الذي نضحت به نفسي.
إذن ليس فقط لا تفتشي، ولكن افعلي ما يمنعك من التأكد ويجعلك تقولين: الأصل أن البلل من الماء القليل الذي قمت بنضحه على نفسي أو أولادي، ولست متأكدة أنه بول، والتأكد مستحيل، و(لا تنجيس بالشك)، إذن ما زالت ثيابي طاهرة لأني لم أتيقن النجاسة.
تستغربين: وهل من المعقول أن يقبل الله صلاتي، أو ألا يؤاخذني بسبب هذه النجاسة التي أغمضت عيني عنها؟ أقول لك: نعم إن هذا مقبول...، لأن العبد مطالب بطاعة الله كما يريد الله، وليس كما يريد هو...، الله سبحانه وتعالى يكتفي منك أن تعملي بما تعلمينه ظاهرًا كي لا توقعي نفسك في الحرج ((يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)) [البقرة:185]. ولا يريد منك أن تفتشي وتضبطي الطهارة 100%، لأن هذا يجعل حياتك جحيمًا كما ترين من نفسك الآن.
أرجو أن يكون كلامي وأدلتي مقنعة، وإن كنت اقتنعت ولم تستطيعي مع هذا أن تطبقي وتخالفي وسواسك، فلابد أن أقول لك: إنك بحاجة إلى دواء يساعدك ويشجعك على مخالفة الوسواس، فإن كان هناك رفض من جهة زوجك، ففكري بطريقة تساعدك على الذهاب إلى الطبيب، فهذا بلاء مجتمعاتنا، وليس لي أن أقول إلا أعانك الله وعافاك.
واقرئي أيضًا:
وسواس التطهر : الطهارة للصلاة سنة فقط
وساوس التطهر: الشكل الشرعي للـ ؟ وللـ ؟
وسواس النجاسة والتفتيش في الخيط
ويتبع>>>>>>>>> : وسواس التطهر : الطهارة تبقى ولا تنجيس بالشك ! م