وسواس سب الله والرسول
أنا بدأ مع هذي الحالة قبل أربع شهور كانت بدايته كنت أصلي وأقرأ قرآن يجي في رأاسي أفكر سب الله والرسول والدين وتشكيك في وجود الله
وفِي كم مرة قلت السب بلساني بدون قصد أنا إلى الحين ما أحد عرف حالتي من أهلي أخاف يكون السب مني وأنا أكره هذا الشيء وأحس إني حزينة وإذا شفت حكم من سب الله يجيني خوف وحزن ودي أموت
وبعض الأحيان أحس إني كافرة حتى أحس إني منافقة
وهل أعلم أهلي ولا لا وكيف أقولهم أخاف ما يصدقوني
21/11/2017
رد المستشار
أهلًا وسهلًا ومرحبًا بك يا "عهد"
لَكَمْ سررت بسؤالك عن مشكلتك من بدايتها، فهذا مبشر جدًا بإذن الله تعالى، وأرجو ألا يكون لديك وساوس أخرى بدأت قبل هذا...
نعم يا صغيرتي، ما تعانين منه داخل في ما يسمى الوسواس القهري، وهي حالة غير طبيعية تصيب بعض الناس مثلها مثل أي مشكلة صحية أخرى...، حيث تأتي فكرة تكرهينها فتلتصق في ذهنك وتأبى مفارقته، وتسبب لك قلقًا بالغًا، ويرافقها في أغلب الأحيان سلوكيات قهرية أيضًا، أي لا تقدرين على دفعها، مثل ما حصل معك ونطقت بالسب، وأنت لا تريدين ذلك.
وكما أن المريض الذي لا يستطيع الصوم، أو لا يستطيع القيام في صلاته، لا نعتبره كافرًا تاركًا للفرض؛ لأنه مريض معذور لا يستطيع أداء العبادة على كمالها...، كذلك الموسوس معذور لا يعده الإسلام كافرًا ولا منافقًا لأنه ليس من استدعى هذه الأفكار إلى ذهنه بإرادته...، النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمي صاحب الوساوس كافرًا، ولا عاصيًا، ولكن ذكر أن الوساوس من الشيطان وليس الإنسان هو من يحضرها بنفسه، وأعطانا الدواء: الاستعاذة من الشيطان، والانتهاء عن التفكير، ففي الحديث المتفق عليه: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «يأتي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا، مَنْ خَلَقَ كَذَا، حَتَّى يَقُولَ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وَلْيَنْتَهِ».
والملاحظ أنه في الطب النفسي يقولون إن الفكرة تكون خارجة عن إرادة الموسوس، ولكن لشدة ملازمتها له يعتقد أنه هو السبب فيها، وأنه يتعمد استحضارها، وأن دواء الوسوسة أن تعلمي أنها مجرد أفكار خارجة عن الإرادة لهذا لا داعي للتفكير فيها، فهي غير مخيفة، وواجبك نحوها الإعراض عنها والاشتغال بما هو نافع، يعني حتى لو بقيت تدندن في رأسك لا تستمعي لها، اتركيها تعزف لوحدها وعيشي حياتك...
فإذا فعلت هذا ملّت الفكرة من إهمالك لها، وحزمت أمتعتها وهربت!!! لكن عليك أن تهمليها وتخاصميها فعلًا على الأقل خمس عشر يومًا حتى تهرب.
وهناك دواء آخر للوسوسة مثل سائر الأدوية التي يتناولها المرضى، -أعني دواء كيميائي- يصفه الطبيب النفسي بعد معاينة الموسوس، ودراسة وضعه، إذا وجد أن الدواء (المعرفي السلوكي) السابق لا يكفي وحده.
وهذا يجرنا إلى سؤالك: هل أخبر أهلي؟
نعم بالتأكيد،عندما تنشر الإجابة، افتحي على الصفحة، واطلبي من أمك أو أبيك أن يقرأها، وأنا بدوري أسلم عليهما، وأقول لهما: إن ابنتكما غالية عليكما، ولا يطيب لكما عيش إن تألمت...، ألمها في بدايته سهل الزوال، وستتعلم باكرًا كيف تتخلص منه ومن أمثاله فيما لو داهمها وسواس آخر...، ولا يسمى الوسواس جنونًا بحال من الأحوال، مجرد تغيرات كيميائية في الدماغ، وهي واعية تدرك كل ما حولها، والمجنون لا يدرك الأمور، ربما تحتاج إلى دواء كيميائي الخلل، وربما تكفي التعليمات الكلامية.
التأخر في علاجها يجعل الموضوع أسوأ وأشد خطورة، وقد تبقى –لا سمح الله- فريسة الوسواس الشاق سنين كثيرة، تتعذب وتعذب من حولها... وإن أردتما فالموقع مليء بمقالات -علمية وشرعية- واستشارات تشرح أمر هذه الوساوس.
لن أكون أكثر حنانًا منكما، لهذا أعلم أنكما لن تهملا الموضوع، وستتعاملان معه بجدية لأجل طفلتكما.
جزاكما الله خيرًا وأدخل الراحة والأمان والسرور إلى قلب ابنتكما.
واقرئي أيضًا:
وساوس السب والتجديف