حالتي النفسية التي أتعبتني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاكم الله خير على هذا الموقع الجميل والمفيد جدا، سأختصر لكم حالتي النفسية التي أتعبتني وأشغلتني عن أشياء مهمة منذ أن كنت صغيرا وأنا لا أحب الاختلاط بالناس والوحدة التي أبعدتني عن الناس مما جعلتني أفقد فن التعامل مع الناس وسببه أبي وقسوته علينا وصغر عقلي وتفكيري وهذا ما وصفني بها أحد أصدقائي مما جعلني أن أعتزل كل الناس
وعندما انتهيت من الثانوية العامة سافرت لأكمل دراستي الجامعية ذهبت وكنت فرحا أني سأذهب وسوف أكون بعيدا عن أهلي ومشاكلهم وكانت بداية لحياة جديدة وكونت صدقات كثيرة أحبوني كثيرا في البداية فقط وبعد فترة أصبحت وحيدآ والسبب أني لا أعرف التعامل معهم وصغر عقلي مما جعلهم هجري فعشت وحيدا بعيد عنهم كنت أخاف أن أقابلهم حتى لا أخطيء معهم وإذا قبلتهم لا أتكلم بأي كلمة حتى أن بعضهم كان يقول أحمد الرجل الصامت وإذا ذهبت أشك أنهم يغتابونني لا أعرف لماذا؟؟
وبعد فترة انتقلت لمدينة أخرى عند قريب لي يدرس فيها وكان يدخن حشيش فصرت أدخن معه مع العلم أني لا أدخن ودخنت الحشيش لأهرب من الواقع فقط وكنت خائف جدا أن يصيبني مكروه بسبب الحشيش حتى يوم دخنت كثير من الحشيش وبعد دقائق قليلة شعرت بأني لست بأنا فظننت بأني أحتضر وسرعان ما هدأني قريبي فنمت والصباح عاهدت الله أن لا أدخن ولكن حياتي انقلبت منذ ذاك اليوم أصبحت أن أشعر بشيء في داخلي خطأ ولكن لا أعرف ما هو؟؟
أصبحت أشعر بضيق نفس شديد وأخاف من الليل وأصبحت أشك بكل شيء أنه ضدي وأصبحت أركز على كل شيء حتى لو كان صغيرا مثلا إذا أصابني مغص فيأخذ كل تفكيري حتى أظن أنه سيكون سبب موتي والذي زاد الطين بلة غضب أبي مرة مني وتوقف عن إرسال المال لي لفترة طويلة فمرضت مرة وذهبت للمستشفى وبسبب مرضي النفسي كنت أخاف أن أموت فتصل قريبي بأبي وقال له أحمد مريض وهو الآن في المستشفى اتصل به، اتصل أبي ففرحت أنه اتصل وأنه شعر بأني محتاج له فتحت الخط وبدون سلام أو كلام بدأ بتوبيخي بشدة مستخدما ألفاظا ذبحتني أقفلت الخط في وجهه وسحبت المحلول من يدي ووقفت حاولوا تهدئتي ولكن أصبت بانهيار عصبي في المستشفى
وبعدها فهم أبي وأصبح يعاملني معاملة جيدة وبعد فترة قصيرة صار علي أن أغادر الدولة لأن إقامتي الدراسية انتهت وتعقدت كل الأمور معي حتى أني لم أستطع المغادرة لسبب ما فأصبحت خائفا من كل شيء لأني مخالف النظام وخضعت لعملية كانت بسيطة ولكن بوسوستي كبرتها وأصبحت خائف وبعدها أصابني قلق شديد وهلع وخوف من الماضي والحاضر والمستقبل وكنت لا أنام طيلة الليل فكنت أستيقظ من النوم كالمجنون أبحث عن ملك الموت الذي جاء ليقبض روحي وكان عندي ضيق في تنفسي شديد وذهبت للعلاج فقالوا لا يوجد عندي أي مرض وبعد فترة تمكنت من السفر إلى بلدي بعد سنين من الوحدة والعذاب.
ذهبت عند عمي الذي لم أراه منذ أكثر من ستة أعوام لأنا نقيم في دولة أخرى أحبوني كثيرا حتى أني أحببت بنته التي أيضا أحبتني فطلبتها منه ولكن رفضني لمشكلة عائلية مع أبي وحاولت مرات كثيرة ولكن يرفض فأصبت بصداع فتاك وضيق في التنفس وعدم الأكل وكره الناس كلهم حتى أتاني تفكير أن أنتحر ولكن خفت الله رجعت مرة أخرى لأكمل دراستي والعلاقة بيني وبين ابنة عمي مستمرة والله الذي لا اله إلا هو أني أحببتها لدينها وبعد فترة لم أستطع التحدث معها وحاولت الاتصال بها ولكن لا تجاوب لا أدري ماذا قد حصل تعبت نفسيآ هذه هي قصتي.
والآن أعرض لك يادكتور كل ما أشعر به وكل سلبياتي التي تعبت والله وأنا أحاول تركها وأرجو أن تعينوني في تركها وعلاجي من الأمراض النفسية التي أعاني منها:
ـ ضيق تنفس منذ سنيين وصداع شديد ولكن الآن خف ولكن يأتي عندما أفكر أو أغضب وقلق وتوتر وهم وغم ودقات قلبي تتزايد أحيانآ وقلق دائمآ وهلع وخوف من كل شيء.
ـ أحب الوحدة وأحب أن أتخيل دائما أني أنا البطل أغضب بسرعة وأكره كل من يضحك وأشك في الناس ولا أعطيهم أعذار وضعف في الشخصية وعدم ثقتي بنفسي ووسواس قهري ووسواس الجمال القهري.
ـ إذا قرأت مقالا طبيا أو عن مرض أخاف أن يصيبني هذا المرض ويشغلني وأبحث عن أعراضه حتى أمرض نفسي بنفسي وأحاول الاحتفاظ بالأصدقاء ولكن أفشل وأخاف دائما من الفشل ولا أحب الاختلاط بالناس وإذا أختلط أبقى ساكت حتى أستحقر نفسي والكل يقولون لي تكلم أقول ماذا أقول وأنا شخص غير اجتماعي لا أستطيع أن أرد على أحد حتى لمن ظلمني وأنا إنسان حقود كذاب أغتاب الناس أحاول التقرب إلى الشخص بسب عدوه ولكن سرعان ما أندم وأتوب ولكن أعود مرة ثانية وحاولت ترك هذه الصفات ولكن لم أستطع وأظن بالناس سوءًا وأشك فيهم
وأنا إنسان متقلب مرة أطيع الله ومرة أعصاه حتى أن بعضهم قال لي إنت مطوع ولا صايع مع أني لا يوجد لي لحية وأهتم لكلام الناس وأغار بشكل غير طبيعي ولا أستطيع التركيز، أشياء تافهة تشغل تفكيري وأشعر دائمآ مخنوق وشيء في حلقي وكيف أربي نفسي على الإيمان بالقدر..... مع العلم أني أصلي كل الصلوات في السجد وفي الصف الأول وأقرأ القرآن،
أسأل الله أن لا يحرمكم الأجر وأن يغفر لكم ولوالديكم ولأمواتكم، أرجو المعذرة على الإطالة،
ولكن تعبت جدافأرسلت لكم، أنا أنتظر ردكم على أحر من الجمر.
24/11/2017
رد المستشار
الابن العزيز "أحمد" أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، لا داعي للاعتذار عن الإطالة لأنها جاءت مفيدة إذ بينت لنا وأكدت انطباعا معينا عنك وهذا جزءٌ مهم من عملية علاجك التي ستبدؤها أنت إن شاء الله قريبا.
هناك في حالتك شكلٌ من أشكال الخلطة بين اضطرابات القلق والاكتئاب Mixed Anxiety Depression ولعل هذا من أبسط ما يتصادف أن يحدث لمسخدمي أو مجربي الحشيش غالبا ممن تكونُ لديهم استعدادات موروثة أو مكتسبة لمنظومة أعراض القلق والاكتئاب، بالطبع أنا لا أستطيع القطع بأي تشخيص بعينه، لكنني أوضح لك أنك والحمد لله لم تصب من الحشيش بما هو بالفعل سيء كنوبات الذهان مثلا.
أود أن تفسر لي ما تقصده بوسواس الجمال القهري ماذا تقصد بهذا التعبير خاصة وأنه جاء بعد حديثك عن فقدانك الثقة بنفسك فهل تقصد أنك واقع فريسة أفعال التحقق القهرية من شيء أو أشياء في شكلك أو ربما كقوس التهيؤ المفرطة لا أدري وأتمنى أن تتابعني بهذا الشأن.
من الجميل أن تكونَ مصليا من المتشرفين المشرفين بالصلاة في الصف الأول في المسجد، ولكن هذا يا بني لا يغنيك عن طلب العلاج النفسي ولا ينفي عنك مسئولية طلبه ما دمت علمت بأنك مريض نفسيا، وأن مرضك النفسي هذا يقف بينك وبين النجاح الاجتماعي بل والشخصي أيضًا -إذا أخذنا في اعتبارنا الجانب العاطفي في إفادتك- عليك كمسلم أن تسعى في طلب العلاج النفسي.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كما روى الترمذي: "يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء"، وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم "ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء"، وفي الحديث الذي رواه أحمد "إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحرك إذن، فاستخر ربك ثم اطلب العلاج المعرفي السلوكي والعقاري من الطبيب النفسي وتابعنا بأخبارك.