وسواس النجاسة
السلام عليكم، أرجو من أختي رفيف الصباغ مساعدتي، لقد بدأت أتخلص نسبيا من وساوس النجاسة تبعا لمذهب المالكية في أن إزالة النجاسة عندهم سنة فقط، وفرحت بهذا القول الذي أراحني ولكني عندما سألت بعض العلماء قالوا لي أن المعتمد في المذهب المالكي أن إزالة النجاسة واجبة وأن من صلى بالنجاسة بطلت صلاته وعدت لحالة اكتئابي ووسواسي.
أرجوك يا أختي أن تذكري لي العلماء الذين قالوا بهذا القول حتى أكون مرتاحة وأنا أعمل به فهو الذي خلصني من وساوسي.
وشكرا لك كثيرا على مساعداتك
22/12/2017
وأرسلت مرة أخرى مستدركة تحت نفس العنوان :
وسواس النجاسة
السلام عليكم. أختي الاستاذة رفيف الصباغ. أنا أعاني من وسواس النجاسة ولا أعرف الحكم الشرعي. بما أني موسوسة آخذ بالقول الذي يعتبر أن النجاسة الجافة إذا لامست رطبا لا تتنجس ولكن الوسواس أصابني في جفاف النجاسة. حيث لا أتيقن هل جفت تلك النجاسة. فإذا كانت نجاسة رطبة ولكن لا أعلم هل جفت أم لا ولامستها برطوبة فهل تنتقل أم أن الأصل عدم انتقالها إلا بيقين.
ثم عند وضع الملابس النجسة في الغسالة أعتبر أن الغسالة تنجست لأن الملابس النجسة تلامس زجاج الغسالة وجوانبها. فهل إذا لامست الملابس بعد خروجها من الغسالة تنجسني أم أن الأصل عدم انتقال النجاسة.
أرجو العذر فأنا مصابة بالاكتئاب بسبب الوسواس وأتعالج عند الطبيب
ولكن لا فائدة
15/1/2018
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى يا "هاجر"...
كما هو المعتاد والمعروف، لابد أن يسأل الموسوس أكبر عدد من العلماء طلبًا للراحة، لكنه لا يحصل عليها!!!
يسأل، فيرتاح قليلًا، ثم يشك في صحة المعلومة، فيكرر السؤال على الشخص نفسه أو على غيره –وهو الغالب- فإذا تعددت الأقوال قلق قلقًا بالغًا ولم يعد يصدق أيًا منها، وعاد إلى طبعه الوسواسي في العمل بالأشد وبما يعتقده أنه الأحوط!!
والفرق بينه وبين من يسأل للتثبت، أن الثاني يستقصي الأقوال، ولا يشكك في أيٍّ منها، ويحمل اختلافها على أنها متعددة لا متعارضة، ويمكن أن يعمل بكل منها حسب حاجته ووضعه.
الشيخ الجزائري الذي سألته مشتهر بإقراء القرآن وتعليمه، ولا أدري مدى شهرته في الفقه، ولكني أثق بعلمه، ويمكنك أيضًا أن تستمعي لدروس الفقه المالكي في الأزهر الشريف، المرفوعة على اليوتيوب في قناة (أزهر تي في)، منها دروس الشيح د.أحمد طه الريان في شرح كتاب (الشرح الكبير على مختصر خليل للإمام الدردير) في الدرسين 33 و34، وكذلك دروس الشيخ د.عصام الليبي في شرح كتاب (الفواكه الدواني للنفراوي) في الدرس 14.
وهؤلاء الثلاثة (الشيخ الجزائري، والشيخان المصريان اللذان يشرحان كتابين معتمدين في مذهب المالكية) كلهم يقول بأن في المذهب قولان مشهوران (قويان) يمكن العمل بكل منهما، أحدهما سنية إزالة النجاسة للصلاة، والثاني الوجوب، وأضاف لي الشيخ الجزائري أن الواجب على الموسوس الأخذ بقول سنية إزالة النجاسة.
فإن قال لك بعضهم أن المعتمد الوجوب، فهو اجتهاد لبعض العلماء، ولا يلغي صحة من قال بقوة القوليين وإمكانية العمل بهما...
ولنفرض جدلًا، أن القول بسنية إزالة النجاسة قول غير معتمد، فالأولى للموسوس العمل بالأيسر، -وإن لم يكن معتمدًا- حتى يشفى من وسوسته ويترك إفراطه الذي يخرج به عن جادة الصواب.
فأرجو أن تعملي بما نصحتك به مرتاحة البال مطمئنة، وتجاهلي ما تشعرين به من قلق أثناء تطبيق القول الأيسر.
وفقك الله وأعانك.
أما أسئلتك فيما استدركت به، فبالنسبة لجفاف النجاسة، أنت تعلمين أن الموسوس لا يحصل لديه يقين، وهو دائمًا في شك، لذلك خير دواء لك أن تكفي عن التفكير في الحكم، وتتصرفي بشكل اعتيادي، بشكل مختصر: طنشي واقطعي التفكير ولا تستجيبي للفكرة..، واعملي دائمًا بمذهب المالكية في صحة الصلاة مع النجاسة...
روي لي عن مشايخ كانوا يقولون لموسوسي النجاسة: لو رأيتَ النجاسة بأم عينك لا تهتم لها، وقف وصلِّ، وتصرف بشكل طبيعي!! والحقيقة أن الموسوس لا ينفعه ولا يشفيه إلا هذه الفتوى، وهذا الدواء.
بالنسبة لقضية الغسالة، لم أفهم...، هل تقصدين أن الثياب تلامس الزجاج من الجهة الداخلية؟ إن كان كذلك فالزجاج والجوانب كله يطهر مع الثياب عند ملامسة الماء له!
وإن كنت تقصدين الزجاج من الخارج فهذا غريب! كيف تلامس الثياب زجاج الباب من الخارج وهو مفتوح؟!! ثم، إن قلت لي: لكن الغسيل يلامس الجوانب! أقول: وهل تضعين الثياب وهي غارقة بالنجاسة الرطبة؟!!!
هناك احتمال أن حكمك بنجاسة الثياب أصلًا وسواس لا أساس له، والثياب في الحقيقة طاهرة.
وهناك احتمال أن تكون النجاسة جافة ولكنك تتخيلين رطوبتها.
وهناك احتمال ألا يكون مكان النجاسة الرطبة –إن وجدت- قد لامس جوانب الغسالة، وحينها لا تنجيس بالشك، ولابد من يقين ملامسة النجاسة الرطبة للباب.
هذه الاحتمالات يصعب أن تنفذ النجاسة من خلالها إلى الجوانب والزجاج...، وكما قلت لك: الثياب التي حكمت على نجاستها بالشك والوسوسة، ليست نجسة في حكم الشرع، وبالتالي لا داعي للتفكير في أمر الغسالة.
وفقك الله وأعانك.
ويتبع >>>>>>: وسواس النجاسة والغسالة والبلل والجفاف م