وسواس
السلام عليكم
أنا سيدة متزوجة من حوالي سبع سنين... من فترة بعيدة يعني حوالي سنتين اكتشفت أنه في واحدة مع زوجي في الشغل بتشاغله عن طريق إنها كانت بترن له وهو كان مسجلها باسم ولد وفي النهاية لما واجهته قال إنه كان ليحاول بيصدها وأنه مفيش حاجة وإلخ.. وصدقته...
بس لحد يومنا هذا وهي تزوجت وأنا عارفة أنه مكنش في حاجة لأن زوجي مكنتش متغير معايا في الفترة دي خالص بس يظهر إنها إللي كانت متحررة شوية.. وده شيء أثار غيرتي.. أنا ما زالت ثقتي للأسف مهزوزة في زوجي.. شو هو عامل باس ورد للموبايل وده بيخلي دماغي تسرح ومش بيعترض لما بمسك الموبايل بس بيشوف أنا بعمل إيه...
مش قادرة أرجع زي الأول برغم من من مرور الوقت..
أرجو المساعدة
1/1/2018
رد المستشار
أشكرك يا "سما" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها، بإذن الله....
الشك في الحياة الزوجية يقتل السعادة، وهو الوجه السيء من الغيرة، ينهك الطرفين بدوامة الأسئلة والرقابة، وغالبا ما تتسع دائرة الشك وتظهر بسلوكيات وتصرفات مستفزة بين الزوجين فأحدهما يعاني من نار الشك والآخر يحاول إخمادها، وفي هذه المحاولات يخيم الصمت تارة والصراخ تارة أخرى، ويرجع الشك لأسباب نفسية أو اجتماعية أو اعتقاد مغلوط ينتج عن تفسير لبعض المشاكل بينهما والتي أمرها عزوف أحد الزوجين ورفضه للآخر.
فالشك بين الزوجين سلوك يتميز بنقص الثقة بين الزوجين، وظَنِّ أحدهما بأن الآخر قد فتر حبه له، أو ارتبط بغيره، والشك الزوجي نتيجة كثير من العوامل المختلفة، التي قد تترافق لتحدثه، وقد يكون نتاج عامل واحدٍ منها، وهو متربط – بصورة كبيرة – بالغيرة الزوجية. ويتولد الشك حين تكون هناك علامات ومظاهر تدل على أن شيئاً ما قد حدث أو تغير في الاتجاه السيء، ويدعوك إلى البحث عن الحقيقة للوصول إلى قرار، وقد يبنى على وقائع، وقد يكون مرضاً حين تكون العلامات والمظاهر المثيرة للشك ما هي إلا ضلالات صادرة عن عقل مريض، والشك هو الأساس في الغيرة المرضية.
ومن مظاهر الشك بين الزوجين:
كثرة الأسئلة الحقيقية في كل خروج ودخول (أين ومتى وكيف ولماذا..؟؟)كثرة الاتصال لغير مبرر إلاّ التأكّد من مكان الآخر.
كثرة التنقيب والتفتيش في الأغراض الخاصة: (جهاز الجوال - أدراج المكتب - الحقائب الخاصة - جهاز الحاسب..) فالزوج يستغل أي فرصة للتفتيش والزوجة تستغل أي غفلة من زوجها للتفتيش والتنقيب.
النظر المرتاب بين الزوجين في حالة ارتيادهما لأماكن التجمّعات العامة كالأسواق والمتنزهات، فتجد الزوج ينظر إلى زوجته بنظر الريبة، وهي تنظر إليه وكأنها تقرأ في وجهه نظرات خائنة!!
استخدام الجواسيس للمراقبة.. والمؤسف استخدام الأطفال والأبناء وسيلة للتجسس الوالد أو الوالدة، مما يؤثر سلباً على نفسية الطفل وسلوكه مستقبلاً.
استخدام عامل المفاجأة؛ فالزوجة تفاجئ زوجها حين يخلو بنفسه مع الانترنت-مثلاً-وهو يفاجئها في الدخول إلى البيت بخطوات رتيبة!!
قطع وسائل الاتصال عن الزوجة في بيتها (كقطع الهاتف عنها أو عمل جهاز مراقبة لتسجيل المكالمات) أو نحو ذلك.
ويمكن تقسيم الشك إلى ثلاث أنواع:1. الشك العادي المقبول : فكل شخص يحتاج إلى درجه بسيطة من الشك لحمايته من الوقوع في بعض الأخطاء، والتأكد والتيقن من الأمور قبل الإقدام عليها خاصة إذا كانت مبنية على خبرات سابقة، أو توقعات اكتسبت من خبرات الآخرين.
2.الشك الملازم للإنسان: فالشخص الذي يتصف بهذه السمة يجد صعوبة كبيرة في التواصل الاجتماعي مع الناس حتى أقرب الناس إليه في كثير من الحالات، عليه تتسم الشخصية الإرتيابية (الشكاكة) بالعلامات التالية:
الشك بدون دليل مقنع بأن الآخرين يستغلونه أو يريدون له الأذى أو يخدعونه.
شكوك مسيطرة في ولاء أو إمكانية الثقة بالأصدقاء والزملاء.
التردد كثيرا في إطلاع الآخرين على أسراره خوفا من أن تستغل يوما ما ضده بشكل أو بآخر.
تفسير الأحداث بأنه يقصد منها شيئا أو أن وراءها نوايا خبيثة.
الحقد المستديم وعدم القدرة على الصفح والغفران.
يرى في أي شيء يحدث من حوله تعديا عليه أو إساءة له.
شكوك متكررة في الزوج أو الزوجة من دون دليل واضح.
3.الشك المرضي: وفيه يعاني الفرد من أوهام اضطهاديه يعتقد من خلالها أن الآخرين يريدون إيذاءه وان هناك مكائد ومؤامرات تحاك ضده، وهذا الشك لا ينمو مع المرء منذ صغره ولا يشمل جميع الناس وجميع جوانب الحياة بل يركز على فكرة معينة تصل إلى درجه الاعتقاد الجازم، كما أنها قد تصبح شغله الشاغل ويصبح همه دعمها بالأدلة وجمع البراهين، ورغم عدم وجود دليل كافي على هذا الاعتقاد فإنه لا يمكن لأي شخص إقناع المريض بأن هذا الاعتقاد غير صائب، وعادة ما يقوم المريض بالتصرف بناء على اعتقاده الخطأ، فمثلا عندما يتمحور الشك المرضي حول خيانة شريك الزوجية فانه يقوم بالتجسس على زوجته ومراقبة التلفون والعودة من العمل في غير الوقت المعتاد لإيجاد دليل على اعتقاده الخطأ.
وهناك بعض الأسباب النفسية الذاتية وراء الشك بين الزوجين:
1- الشخصية الشاعرة بالنقص:
أساس الشك وحجر زاويته: الشعور بالنقص، ومظاهر الشخصية الشاعرة بالنقص في العلاقة العاطفية:
لوم الذات جذر الشعور بالنقص.
تلوم نفسها لأنها لم تحصل على الحب الكافي، ثم تلوم نفسها لأنها لا تستحق الحب وليست جديرة بالاهتمام.
تقييمها لنفسها سلبي في الأصل، ويعتمد على مدى حب وقبول الناس لها، فهي سيئة إذا رفضها الناس، وحسنة إذا أقبلوا عليها.
أكثر ما يفزعها أن يهجرها الناس.
لعل جذور مشكلتها تعود إلى النبذ أو الإهمال في الطفولة، حين افتقدت الحب غير المشروط من الأب أو الأم، وكان عليها أن تبذل جهداً إضافياً لتحصل على بعض الحب.
أصبح لديها حساسية لنبرات الصوت وتعبيرات الوجه الدالة على الرفض أو عدم الاهتمام.
هذه الحساسية ترقى إلى الشك في أنها لا تحظى بالحب والاهتمام، وهي تحتاج دائماً إلى من يؤكد حبه ويدعم اهتمامه.
لذا: من يحبها يجب أن يظل بجوارها كل الوقت وأن يقدم الدليل في كل وقت على حبه واهتمامه، وان يخضع لسيطرتها الكاملة، وأن لا يعطي أي اهتمام لكائن سواها.
2- حب السيطرة:
نقطة الارتكاز الثانية في الشك: حب السيطرة، ومظاهر الشخصية المحبة للسيطرة:
"الحب" عندها يعني "التملك"، وكلما نقصت مظاهر تملكها للمحبوب شعرت بنقصان الحب.
يلح عليها مقولة: إذا امتلكتك فأنا أستطيع السيطرة عليك، وإذا سيطرت عليك فإنك لن تستطيع أن تعطي حبك واهتمامك لأحد غيري.
3- الأنانية:
قدر من الأنانية مطلوب لكل إنسان، غير أن المتشكك:يريد كل شيء لنفسه متجاهلاً رغبات واحتياجات الآخرين.
عقليته عقلية الطفل الذي لم يتعلم المشاركة، ولم يعتد على أن يدفع مقابل ما يأخذه.
إذا لم يمنح ما يريد بالمقدار الذي يريد اتهم الطرف الآخر بإهماله وانفجر فيه غاضباً.
أحياناً تتجاوز المرأة الأنانية إلى تألمها من أن ينشغل تفكير زوجها أو حبيبها بأي موضوع لا تكون هي محوره.
4- الخوف:
شعور المتشكك بالتهديد يثير فيه مشاعر الخوف.تخاف المتشككة والمتشكك مما لا يخاف منه غيرهما: من أي امرأة أخرى (أو رجل آخر بالنسبة للذكر)، من شهرته (أو شهرتها)، من ثرائه، من نجاحه..
كل شيء يحمل تهديداً لها.
5- الشعور بالاضطهاد:
وهو من ملامح الشخصية البارانوية، والتي لديها حساسية زائدة، فتجسم الأمور وتبالغ فيها، وتحمل الأشياء ما لا تحتمله.تتصور أن مشاعر الناس تجاهها عدائية، وتتوقع منهم الإيذاء والضرر.
لا تثق بأحد، بل تسيء الظن بأقرب الصديقات (أو الأصدقاء).
تتسم علاقتها بحبيبها بعدم الثقة، فأي كلمة أو إشارة أو سلوك يصدر عنه لا يحمل إلا معنى: أنه لم يعد يحبها، أو أنه يحب سواها.
تظن أنها دائماً محاطة بالمؤامرات والترتيبات الخادعة.
يمكن أن تلح عليها واحدة من الوساوس الثلاثة:
تشك في امرأة معينة وتظن أن بينها وبين زوجها مشاعر متبادلة.
الشك في قدرتها على منافسة أي امرأة تبدي اهتماماً بزوجها.
الشك من فقدان الزوج في أي وقت.
6- هزيمة الذات:
تكون المرأة ذكية وناجحة في كثير من الأشياء، ولكن حين يتطرق الأمر إلى من تحب يتميز سلوكها برغبتها في إيذاء نفسها، وترتكب كثيراً من الحماقات لكي تجرحه حتى ولو كسرت رأسها هي!!ربما تكون قد تعلمت في طفولتها أن تكره نفسها حين تعرضت للنبذ والهجر والحرمان، وقد صور لها عقلها الباطن المعادلة على النحو التالي:
لقد ابتعدوا عني لأنهم لا يحبونني.
إذن: لابد أن أكره نفسي لأنها غير جديرة بالحب.
إذن لابد أن أعاقب نفسي.
7- عدم تحمل المسؤولية:
لا تتحمل مسؤولية شكها وإنما تلقي اللوم على زوجها أو الآخرين الذين ساهموا في تعاستها.ترفض أية مسؤولية لها عن معاناتها.
8- اضطرابات الشخصية وعلاقتها بالشك الزواجي:
اضطرابات الشخصية ذات أثر بالغ في إحداث الشك بين الزوجين ثم تغذيته وزيادته، فمثلاً:
الشخصية النرجسية التي تريد من الطرف الآخر أن يتابعها على ما تريد وإلا فهو كاره لي، أو بعيد عني.
الشخصية البارانوية المتشككة فيمن حولها.
الشخصية الوسواسية التي تلح عليها أفكار غير عقلانية متعلقة بالزوج أو الزوجة.
الشخصية الهستيرية يمكن أن تنشئ لدى الطرف الآخر شعور الغيرة، لأن الشخصية الهستيرية تريد أن ترى نفسها في عيون الآخرين، فيفسر الطرف الآخر ذلك باعتباره بعداً عنه وخيانة له، وخصوصاً في ظل المجتمعات المختلطة.
9- ضعف الوازع الديني:
للدين قيمه الخاصة وآلياته في التعامل مع الشك، فهو لا يقبله من الأصل، ويرى أن: الظن أكذب الحديث، "اجتنبوا كثيراً من الظن، إن بعض الظن إثم"، فإذا تصاعد الظن وأردت أن تتأكد منه لم يبح لك الدين أن تتجسس أو تغتاب من شككت به، وهو يأمرك أن تتوقف عند كل خبر وتتهم من جاءك به حملاً على البراءة الأصلية لكل إنسان.كما أن للغيرة حدوداً، قال صلى الله عليه وسلم: "إن من الغيرة غيرة ببغضها الله عز وجل وهي غيرة الرجل علي أهله من غير ريبة"، وفي حديث أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الأمِيرَ إِذَا ابْتَغَى الرِّيبَةَ في النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ»، وفي حديث آخر"وَإنَّ مَنْ خَالَطَ الرِّيبَةَ يُوشِكُ أَنْ يَجْسُرَ"!!
وثبت في النص قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا قدم أحدكم ليلاً فلا يأتين أهله طروقاً حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة" وفي الرواية الأخرى:"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أطال الرجل الغيبة أن يأتي أهله طروقاً" وفي الرواية الأخرى: "نهى أن يطرق أهله ليلاً يتخونهم أو يطلب عثراتهم".
قال النووي رحمه الله: وفي هذا الحديث استعمال مكارم الأخلاق والشفقة على المسلمين والاحتراز من تتبع العورات واجتلاب ما يقتضي دوام الصحبة.
وإذا ضعف وازع الدين أو تشوهت أفكاره في عقل الفرد أساء من حيث يظن أنه أحسن، وظن أن من الحكمة اتهام البريء والأخذ بالظن.
10- الأسباب الخارجية:
النموذج الأسري: حين ينشأ الطفل في أسرة يشيع الشك بين أفرادها، ويقل التواصل والتراحم فيها يتعلم من خلال رؤيته لهذه النماذج أن سلوك الشك سلوك صحيح، بل ويصل الأمر أحياناً إلى اعتبار أنه هو السلوك الأصح الذي ينبغي اتباعه، ويعزز ذلك بعض الأمثلة الشعبية "سوء الظن من إحدى الفطن".التعزيز: حين يشك الطفل في الآخرين ثم يجد لشكه هذا نتائج إيجابية (حصول ما يريد، أو تجنب ما يكره) يميل إلى تكرار سلوك الشك، حتى يصبح سجيةً له.
القيم الخاطئة في بعض المجتمعات الخاصة: يشيع في بعض المهن اعتبار التشكك مقوماً من مقومات النجاح والتفوق، وكثير من المهن التجارية تعزز ذلك (لا تثق فيمن تشتري منه.. ولا من تبيع له، وحاول أن تخدع الإثنين لأنك إن لم تخدعهما خدعاك!!) .
11- السلوكيات المعززة للشك لدى الطرف الآخر:
كتعرضه لمواطن الريبة بمشاهدة القنوات أو المواقع الإباحية، أو تساهله في الاختلاط أو تكتمه على كثير من أخباره في غيابه عن زوجته.. إلخ.
صور الخيانة في الإعلام: كثير من الأفلام والمسلسلات تبني حبكتها الفنية على الخيانة الزوجية، وكثرة تعرض المرأة أو الرجل لهذه المشاهد يشعره بشيوعها في المجتمع، ويبدا الأمر معه بخشيته على أهله.. ثم ينتهي به إلى تشككه في أهله.
التجارب العاطفية السابقة: ربما مر الرجل أو المرأة بتجارب عاطفية سابقة، فأسقط تجربته تلك على زوجته، مما يجعله دائم التشكك.
12- آلية الشك الزوجي – بالنسبة للمرأة - :
شعور بتملك قلب الزوج والاستغناء به عن غيره.
شعور بفتور المحبة من الزوج.
البحث وراء هذا الفتور لملء الثغرة وتعويض نقص العلاقة.
اكتشاف وجود طرف آخر يمنحه الزوج الحب (أو ترجح الظن في هذا).
صدمة الاكتشاف يتبعها الكثير من المشاعر المتناقضة: فهي تغضب من زوجها لشعورها بالخديعة، وتشعر بالنقص وفقدان الثقة لاستغناء زوجها عنها بغيرها، وكأنها هي المسؤولة عن ذلك (لو كنت أجمل أو أثرى أو أرقَّ لما تركني إلى غيري).
اعتبار ما جرى من زوجها خيانة لها وانتقاصاً من كرامتها.
البحث عن سلوك يمكن أن تنتقم به لنفسها من زوجها، حتى ولو كان فيه ضررها (محادثة الآخرين، مواعدتهم بمنطق: ما دام قد خانني فلم لا أخونه، ثم يتصاعد ذلك إلى: ينبغي أن أخونه لأنه لا يستحق الوفاء له – وهذا في ظل نقص الرادع الديني).
13- الأفكار الخاطئة التي تسيطر على الطرف المتشكك في علاقته بالطرف الآخر:
أنا سيء إذا لم يحبني أحد، ولا قيمة لي.
أنا أمتلكك يا حبيبي ولذا يجب أن تفعل ما آمرك به.
لابد أن أحصل على كل شيء أريده.
أرفض أن أفشل في تحقيق أهدافي، لأن فشلي معناه أني غير جدير بشيء.
أرفض أي خطأ منك يا حبيبي، وأريدك في الصورة المثالية التي أتصورك عليها.
وهناك بعض النصائح التي تساعد في التغلب على الشك الزوجي لكلا الطرفين (الزوج/ الزوجة) منها:
غيرتك وشكك نابعة من طريقة تفكيرك، وليس من أحدٍ غيرك.
عالج (أو عالجي) أفكارك الخاطئة: من الاضطراب في فهم الحب باعتباره تملكاً، والشعور بالنقص لدى أي مؤشر لفقدان الاهتمام.
تسيطر على المرأة مشاعر الإحباط، ويترتب عليها مشاعر الغضب، وينتج عنها سلوك حاد في مواجهة الزوج، وما ينبغي أن تفعليه: أن لا تسمحي لهذا الغضب في التفجر، لأنه ليس ثمة من إمكانية لنقاش عقلي بينك وبين زوجك في ظل انفعال الغضب الجارف، وإذا اندفعت في سلوك غاضب فسيكون رد زوجك عليك أشد حدة.
العلاج المعرفي: تتبع أفكارك اللاعقلانية (مع شخص حكيم، وحبذا لو كان مرشداً نفسياً) وناقشها معه: وهم الكمال، المثالية، الحب يعني امتلاك المحبوب.. إلخ.
اقبل نفسك أولاً قبولاً غير مشروط بسلبياتها وإيجابياتها، لأنك بدون قبول نفسك لن تقبلي الآخر.
احذر من لوم نفسك.. ولوم الآخرين: اللوم لن يصنع شيئاً أكثر من تعزيز العجز عندك.
الشخصية الشكاكة لا تكف عن الشكوى من كل سلوك تراه في الطرف الآخر، وتفسره تفسيراً أسوأ.. فأوقف تفسيراتك السيئة للأحداث المحيطة بك، وحاول أن تجعل لكل سلوك أكثر من تفسير، ولتكن تفسيراتك أكثر تفاؤلاً .
لا تأخذ كل سلوك من الطرف الآخر على محمل شخصي وكأنه عدوك الذي يترصد لك في كل طريق.
استمع إلى الطرف الآخر إن قال لك: إن مخاوفك وشكوكك غير معقولة، وحاول أن تفكر فيما يقول بقليل من الرفض له.
دع للطرف الآخر مسافة يتنفس فيها، ولا "تخنقه بحبك".. فالحب الحقيقي لا يعيش إلا في جو من الحرية المنطلقة.
لا تدع الطرف الآخر يشعر بالنقص العاطفي لأن نقص العاطفة كنقص الغذاء، واستمرار هذا النقص يجر إلى الهزال والموت، أشعر الآخر طيلة الوقت أنه أهم إنسان في العالم بالنسبة لك.
دع للطرف الآخر بعض الوقت يقضيه مع أصدقائه وهواياته وأقربائه ولا تظن أنك بعيد عنه وهو يمارس كل ذلك، فالرجل المحب يحمل معه حبيبته حيثما ذهب.. وكذلك المرأة المحبة!!.
كثرة الدعاء: فإن أم سلمة رضي الله عنها لما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها قالت له: يا رسول الله ما بي أن لا يكون بك الرغبة، لكني امرأة في غيرة شديدة فأخاف أن ترى مني شيئاً يعذبني الله به. فقال لها: "أما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عز وجل عنك".
وأخيرا نهمس في أذن كل امرأة:إياك والتسرع في الحكم على الزوج لمجرد الظن.
(ليس المهم بالنسبة لك أن تثبتي الخيانة أو تنفيها(رغم أهمية ذلك) ولكن المهم أن تعالجي الموقف، وعلاج أي اضطراب زوجي إنما يكون بالحب والتفهم، فزيدي من جرعة الحوار اللطيف مع زوجك، ووتتبعي حبكما فربما كان قد أصابه بعض الفتور، والفتور هو (الحشائش الضارة) التي تحيط بشجرة الحب الباسقة، وتتغذى من غذائها، ثم لا تلبث أن تتضخم إلى جوارها، وتذوي هي.
إياك أن تخبري أقرباءك بشكوكك التي لم تتحقق في زوجك، لأنك إن اكتشفت خطأك عالجته في نفسك، ولن تستطيعي معالجة أثر حديثك عن زوجك بهذه الطريقة المتشككة في قلوب أهلك، وستفقدينه قيمته بينهم.
نصائح للزوج من سلوك الرسول صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك:
تتبع السلوك النبوي الشريف في قصة الإفك مع زوجه الطاهرة عائشة رضي الله عنها يعطينا منهجية راقية للتعامل مع الشكوك.. حتى وإن دعمت الشكوك بكثير من ظنون الآخرين وإرجافهم (كما فعل المنافقون ومن تابعهم في المجتمع النبوي)فالشكوك لم تنبع من نفسه الشريفة صلى الله عليه وسلم، وإنما اثارها المرجفون من أهل النفاق.
راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض زوجته ولم يحدثها بما يجري من اتهام لها وهي مريضة، وأرسلها إلى بيت أبيها لتتطبب هناك.
حين زاد إرجاف الناس صعد المنبر وقال: "أيها الناس، ما بال رجال يؤذونني في أهلي، ويقولون عليهم غير الحق؟.... والله ما علمت منهم إلا خيراً، ويقولون ذلك لرجلِ والله ما علمت منه إلا خيراً، وما دخل بيتاً من بيوتي إلا وهو معي".
استشار بعض أقربائه فيما يصنع (سيدينا: علياً وأسامة بن زيد رضي الله عنهم).
ثم ذهب إلى عائشة رضي الله عنها في بيت أبيها – بعد شفائها من مرضها – وسألها عما جرى، مذكراً إياها بالله جل وعلا، مرغباً إياها في التوبة إن كانت قد أذنبت، ولم يتهمها في إجابتها.
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "ثم دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعندي أبواي، وعندي امرأة من الأنصار، وأنا أبكي وهي تبكي معي، فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:"يا عائشة، إنه قد كان ما قد بلغك من قول الناس، فاتّقي الله وإن كنت قارفت سوءاً مما يقول الناس فتوبي إلى الله ، فإن الله يقبل التوبة من عباده" ، قالت:" فوالله ما هو إلا أن قال ذلك، فقلص دمعي، حتى ما أحس منه شيئاً ، وانتظرت أبَوَيّ أن يجيبا عني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم يتكلما… فقلت لهما :"ألا تجيبان رسول الله؟"... فقالا لي:"والله ما ندري بماذا نجيبه".
قالت:"فلما أن استعجما عليّ استعبرت فبكيت ثم قلت :"والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبداً، والله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس، والله يعلم أنّي منه بريئة، لأقولن ما لم يكن، ولئن أنا أنكرت ما تقولون لا تُصدِّقونني، ولكني أقول كما قال أبو يوسف: "فصبرٌ جميلٌ والله المستعان على ما تصفون".
وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلك بكل هذا الرقي السامي مع زوجة جالت شوارع المدينة بحديث الفتنة فيها –برأها الله– فماذا تصنع أنت مع شكوك انتابتك في علاقتك الوثيقة مع من تحب.
إذا رأيت من زوجك سلوكيات لا ترضينها فكيف تنبهينه إليها:التحمل بلا حدود قد يؤدي إلى انفجار، لذا لابد من المواجهة في إطار الحب.
قد يكون زوجك من النمط الذي يحب التفاف الناس حوله، أو إقبال النساء عليه (النمط الهستيري)، وقد يكون في مرحلة حساسة من العمر (التي تقابل سن اليأس عند المرأة)
كوني حازمة في المواقف المتجاوزة، ولكن بأدب شديد.
صارحيه مما يضايقك، ولكن: بلغة الحب.
أخبريه أنك تغارين عليه، ولكنها غيرة الحب وليست غيرة التملك، وأن كل امرأة تحب تغار على محبوبها.
أعيدي إليه ذكريات أيامكما السابقة التي كنتما فيها أكثر تفاهما وأرق حباً.
إذا أتى للمنزل كوني الحبيبة الولهانة إليه، فيشعر بدفء لقائك فيعود إليك فيما بعد أبكر ثم أبكر ثم تجدينه في منزلك أكثر مما هو خارجه.
استعملي السحر الحلال (الكلمة العذبة والدلال الأنثوي) فالرجل خشن، وهو بحاجة إلى الجزء الناعم الرقيق في حياته.
عاتبي بلطف كأن تكوني مستعدة لحضوره فإذا أتى متأخراً أذكري له أنك كنت مشتاقة إليه، وأنك كنت تترقبين حضوره، وأن تأخره جعل اليأس يتطرق إليك والملل، كما أن النوم يغلب عليك الآن مما يجعله في مرات قادمة يحاول ألا يتأخر عليك.
استعملي ذكاء المرأة وفطنتها: ماذا يحب؟ وحاولي توفير أكبر قدر مما يحب حتى يرغب بالمنزل والجلوس معك.
إياك ونفاذ الصبر واعلمي أنك الرابحة في النهاية إذا:
أ – طلبتِ العون من الله وأخلصت النية.
ب- إن لم يتطرق اليأس إليك واستعملت عقلك جيداً.
واقرئي أيضًا:
الغيرة والشك والنكد الزواجي م
نار الشك والغيرة
التعلق والغيرة وحب التملك والشك, هل لها من حل؟