حساس ومجروح وتساؤلات وأفكار خاطئة
أنا شاب عمري ٢٧ ولم تنبت لحيتي وشاربي لم ينبت وصغير طولي ١٦٠ وموظف عسكري الكل ينظر لي نظرة سخرية، لا زلت طفلا لم أبلغ وأخاف يتحرشون بي وفقدت الثقة في نفسي وشكيت في نفسي.
الناس تعاملني بمعاملة سلبية سخرية أكون جاد إذا استأجرت شقة أو أشتري غرض من السوق نظرتهم غريبة لي كأنهم رأوا كائنا غريبا شككوني في نفسي ورجولتي،
شكيت في مشيي وحركاتي وصرت عصبي وأتنرفز من الناس وتعليقاتهم وأراؤهم حولي وتصغيرهم لي أنا كذلك حساس وشكيت في تحملي المسئولية يقولون عني ضعيف مسكين جبان وأصدقهم.
الحل لماذا يقولون عني كذلك من أنا وسوست في نفسي إذا طلعت من الدوام أفكر في كل كلمة وكل نظرة وكل همسة مزح معي زميلي قال انتبه صاحب الشقة لا يغتصبك وسألته قال أمزح لماذا مزح لماذا ضربني على الجرح الحل من أنا هل أنا رجل ما هي الرجولة ما هو التصرف؟؟
كثير التفكير في شكلي هل أنا قبيح مختلف هل لا زلت طفلا أمور كثيرة تجرحني الحل صوتي فيه بحة يسخرون منها هل أنا مسخرة شكيت في نفسي ورجولتي وكل نظرة أصدقها كذلك أنا حساس.
حسيت أن الناس وحوش ليس فيهم أمان
والأصل في الدنيا الخوف والقلق والاكتئاب.
28/2/2018
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ "Greh" حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعنا، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك وأن يزيدك حلما وتواضعا وخلقا.
أخي الكريم: كل إنسان يُبتلى بشيء من الأشياء، والله تعالى ناظرٌ إلينا {أيكم أحسن عملا}، كما أن لله في خلقه شؤون، فليس هناك شخص كالآخر، بين الطويل وبين القصير، وبين النحيف السمين، فاحتسب وتوكل على الله تعالى، واعلم أن صبرك على سوء أخلاق أصدقائك ليست علامة أو دليل على ضعف شخصيتك؛ بل هو أعظم وأقوى دليل على قوة شخصيتك وحسن خلقك؛ لأن الشخصية القوية هي التي تعرف العفو والصفح، وهضم الذات، وعدم رد السيئة بالسيئة، فهذه هي أخلاق الحبيب _صلى الله عليه وسلم_، وهذا هو التقبل العقلي والإيماني، وكم أتمنى أن تظل على هذه الطريقة في التعامل لأنها طريقة الكبار العظماء الذين لا يقيمون وزناً لهذه التفاهات وتلك الحماقات.
أخي الكريم: لكي تواجه هذه المشكلة يجب أولا أن يبدأ التغيير من عندك، بأن تتأقلم، وتقبل ما أنت عليه، وأن تؤمن بأنك لست مجرد وجه فقط، على أهمية الوجه، بل لديك الأخلاق الحسنة، والأسلوب الطيب، كما أن لديك الكثير من القدرات والمهارات، وكل هذا سيعزز من ثقتك في نفسك وفي الجوانب المتعددة لشخصيتك، فلا تتحرج أو ترتبك مما لديك في شكلك أو في طولك أو في بحة صوتك، فلست أنت ممن صنع هذا، وإنما هو اختبار المولى تعالى، فخذ الأمر بشيء من قلة الجدية والحساسية، وتقبل الأمر بشيء من المرح والدعابة.
ويمكنك أن تستعمل بعض المهارات، كأن ترد على السؤال بسؤال، فيمكنك أن تقول للسائل مثلاً: "وما رأيك أنت؟"، ومثل هذا "الجواب" يجعل شخصيتك اللطيفة والمداعبة تُسيطر على كامل الموقف، وكأن الشخص الآن يرى شخصيتك من وراء الوجه والشكل والطول، ولا يقف عند بعض ملامح الوجه أو صفات الجسم التي تحرجك، ولا بأس في أن تلوذ بالصمت وعدم الحديث في بعض هذه المواقف، فهذه إحدى طرق التعامل المناسبة مع بعض المواقف، فأحياناً يكون الصمت أفضل جواب.
ولعل ما يعينك أيضا على مواجهة الأمر أن تستعين ببعض الكتب أو المحاضرات التي تتحدث عن بناء الثقة بالنفس وبرمجة العقل، لكي تقنع نفسك وتعيد برمجة عقلك بأنك رجل ولست طفل، وتستحق كل التقدير والاحترام من الآخرين، وتؤمن بأنك قادر على تحمل المسئولية، والدفاع عن نفسك، وأسرتك، وطنك في أي وقت، وضد أي عدو.
وفقك الله، وأراح بالك، ويسّر لك الخير.
واقرأ أيضًا:
قالوها فصدقها: بؤس الفهم الشائع للرجولة مشاركة