الخجل وانعدام الثقة بالنفس
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أولا: أريد أن أشكر موقعكم على كل المجهودات والنصائح، جزاكم الله خيرا.
أنا عمري 23 سنة، مشكلتي ليست واحدة بل أعاني من عدة مشاكل ولا أعرف ما الحل، لهذا قررت أن أستشيركم
.
لا أعرف من أين أبدأ... لكن المهم هو أنني أصبحت أشعر بفراغ عاطفي كبير جدا لدرجة أنني أتألم وأبكي جراء ذلك الإحساس، لم يسبق لي أن قمت بعلاقة مع أي شاب ولم أشعر باهتمام أو إعجاب من طرف أي رجل، فالفتيات في سني غالبا ما تجد الشباب يقتربون منهم، سواء لخطبتهم أو القيام بعلاقة معهم.
أشعر وكأنني لست أنثى وكأنني بشعة وغير مثيرة للاهتمام (أنتم تعلمون احتياج المرأة للحب والعاطفة والاهتمام) مع أنني جميلة ولكن نحيفة قليلا وأظن أن صغر جسمي هو الذي لا يعجب الجنس الآخر،(في بلدي المجتمع يفضل السمينة ذات القوام الممتليء، حتى الفتيات أصبحن يأخذن بعض الأدوية الخطيرة مثل الكورتيزول للتسمين الشيء الذي لن أفعله، لكن قمت بمجهود لزيادة وزني قليلا وبشكل ملحوظ لكن أحيانا أفقد شهيتي بسبب نفسيتي غير المستقرة، لذلك وزني غير ثابت...).
أحس كأنني وحيدة ومنبوذة من طرف الجميع وأن الجميع يكرهني... وحدتي سببت لي إدمان من نوع آخر... صرت ابحث عن علاقات مؤقتة عبر الانترنيت لكي أحس بأنوثتي، كلام رومانسي مع رجال وحتى جنس افتراضي، لدرجة لن تصدقوا عدد الرجال الذين قمت معهم بتلك الأشياء سواء عبر الهاتف أو الانترنت وأنا أقرف من نفسي واشمئز منها كثيرا وأنا نادمة جدا، لو أستطيع الرجوع إلى الوراء لما فعلت تلك الأخطاء، الآن أنا تخلصت من ذلك الإدمان وفي كل مرة أتوب إلى الله وأحاول أن لا أرجع لذلك الخطأ مرة أخرى ولكن أصبحت تراودني وساوس أن الله سيفضحني ويعذبني، أو أن يوما ما سوف يقوم أحدهم بفضحي باستعمال تلك المحادثات الصوتية أو المكتوبة... وضميري يعذبني جدا، لا أعرف كيف أكفر عن تلك السيئات.
أما المشكلة الأخرى التي أعاني منها هي الخجل واحمرار الوجه والتوتر في بعض الحالات وخصوصا عند التحدث مع الجنس الآخر. أعاني من الخوف الاجتماعي، لا أستطيع التكلم أمام مجموعة من الناس لإلقاء خطاب أو إبداء رأيي، ثقتي بنفسي شبه منعدمة مع أنني ذكية ولي مواهب كثيرة وعملي يستوجب علي أن أكون أكثر ثقة بالنفس وجرأة...
أعيش حالة صراع مع النفس لا نهاية له وقلق وحزن... كنت قد عانيت من الاكتئاب منذ سبع سنوات تقريبا وأخدت بعض الأدوية باستشارة طبيب نفسي ثم شفيت منه تماما خلال سنتين أو ثلاثة،
أنا الآن لست مكتئبة تماما لكن لست راضية عن شخصيتي وحياتي ولا أعلم ما الحل؟؟.
أرجو منكم المساعدة وجزاكم الله عنا كل خير.
9/3/2018
رد المستشار
الأخت الكريمة :
نشكر لك استخدامك الموقع وأتمنى أن أفيدك.
لديك عدم رضا عن جسمك وشكلك لكنك تولين أهمية كبيرة للصورة التي ترين بها أنت جسمك ويبلغ ما نسميه بـ "خزي الجسد The Body Shame " عندك ذروته حينما تعلنين خجلك من لون وجهك حين التوتر. هذه النقطة تحديدا في شكواك تحتاج إلى فحص وعلاج كلامي يبدأ من فحص أفكارك عن جسدك وشكلك وأفكارك عما يظنه الآخرين فيك وإلى أي حد تبالغين في تقدير هذه المظاهر وتعولين عليها؟ وإلى أي حد أنت كما ذكرت نفسك. احب أن اذكرك أن كثيرا ممن ينظر إليهم على أنهم أجمل البشر ونجوم ونجمات السينما مثلا لديهم مخاوف وقلق بخصوص أجسامهم وأشكالهم. لكن هؤلاء يأكلون بمظاهرهم وثيابهم فإلى أي مدى تساهم أشكالنا الخارجية في خدمة علاقاتنا الحقيقية والحميمة؟ دعيني أوضح لك أكثر. لقد درس علماء النفس الحب ومراحله ووجدوا بأن الجاذبية الجسدية لا تضمن استمرارية أي علاقة جادة بل إنها لا تستمر (أي ذلك الشعور بالانجذاب الجسدي) لأكثر من شهر. لم توفقي بعد في علاقة لكنك فسرت ذلك رجما بالغيب بأنه مظهرك النحيل لا محالة!!
بالتأكيد لديك مشكلة في ثقتك بنفسك تحتاج إلى استهداف من قبل المعالج النفسي ربما يكون أصلها هو "خزي الجسد" أو ربما تكون أكثر تشعبا ولذلك فهي بحاجة ماسة إلى علاج.
تتمركزين خلف مقولات خاطئة وأحكام مطلقة مثل قولك (أنتم تعلمون احتياج المرأة للحب والعاطفة والاهتمام). في الحقيقة، البشر كلهم بحاجة إلى الحب والعاطفة لكن هذا الاحتياج لا يبرر السلوك غير المسؤول والانتقال الأهوج واللهاث الأحمق خلف علاقات مزيفة. كلنا بحاجة إلى الحميمية لكننا لا ينبغي أن نتسولوها على الإنترنت. أي عاطفة في الجنس الاليكتروني وأي حميمية بين كائنات افتراضية تتخفى وتتلون خلف أسماء مستعارة ومشاعر مكذوبة في أحايين كثيرة.
فهمت أنك تعملين وفي العمل منح وعطاء، فلما لا تشتغلين على نفسك ومواهبك أكثر؟ لماذا قصرت مفهوم الحب في حب رجل لك ولماذا تكون العلاقة مع رجل هي مصدر الإشباع العاطفي الوحيد لديك؟ جربي أن تعطي من حولك البشر.. أسرتك زملاء العمل .. صديقاتك.. الضعفاء.. المساكين ..حتى الحيوانات الأليفة؛ فلتعطهم من حبك وحنانك ووقتك وانظري إلى العطاء الذي تحصلين عليه منهم. وانظري كيف ستمتليء نفسك بالإنجاز والرضا.
تقولين بأنك غير راضية عن حياتك. إذن ما ذا تنتظرين؟ غيريها! اصنعي حياتك كما تريدين؟ ماذا يمنعك؟واقرئي أيضًا:
نفس اجتماعي: أيزو الجسد