من ملتزمة إلى عارية : أرسل صوري لحبيبي !

رد المستشار

بسم الله الرحمن الرحيم 
الابنة الفاضلة / "سمر"  حفظها الله 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: 
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، وأعتذر للتأخير في الرد على رسالتك لكثرة المشاغل والارتباطات.

ابنتي الكريمة: يبدو لي من رسالتك أن عناصر الخير والشر تتصارع في داخلك، فأنت -ولله الحمد- ممن أبصر الطريق الذي يُرضي الله، بل أنت ممن وجد حلاوة ذلك، فكنتِ ملتزمة تصلين وتقرئين القرآن، وكنا نتمنى أن تستمري في  المواظبة على هذه العبادات، وأن تعيشي معناها، ولكنك مارست بعض السلوكيات الخاطئة التي فتحت الطريق للشيطان، فأضعفت إرادتك، وأدت بك إلى التفكير في الانتحار.
 
ابنتي الكريمة: إن الله أمرنا بغض البصر في الشوارع، وفي القصص،  وفي المواقع عن كل موقف ومشهد يمكن أن يُثير الإنسان، ومشاهدة الأفلام الإباحية هو رأس المصائب، خاصة مشاهدة الأفلام السيئة على الإنترنت، لأنه من خلال الإنترنت يستطيع الإنسان أن يعيد المقطع ويتأمل ويتدبر فيه، فكل الحوادث مبدأها من النظر، ومعظم النار من مستصغر الشرر، واعلمي يا بنتي أن مشاهدة هذه الأفلام من ذنوب الخلوات، كما أن المرء بعد مشاهدتها لا يجني  إلا الثمار المرة، كإثارة الشهوات، وممارسة  العادة السرية، فاستعيني بالله تبارك وتعالى، وابتعدي عن كل أمر يُغضب الله، وراقبي رب الأرض والسموات في سلوكك في السر والعلن، واعلمي أن الطاعة تجلب الأمن والطمأنينة، كما أن المعصية تجلب الخوف، والذعر، والضعف، والبلادة، وتُورث الخذلان والعياذ بالله.
 
ابنتي الكريمة: لابد من أن تعدَّي نفسك إعدادًا سليمًا لتتخلصي من كل هذه الشوائب التي أدخلتها على حياتك، وهنا سوف تشعرين بشيء من العزيمة والإصرار لأنك قد تخلصت من مشاهدة الأفلام، والصور، والقصص الإباحية، وممارسة العادة السرية، ولكي يتحقق هذا الأمر لابد  لك أولا من أن تغلظي هذه الذنوب، وتنظري لها كشيء يسبب لك هزيمة واحتقاراً نفسياً خاصاً، وهذا سوف يؤدي بكِ إلى الارتقاء النفسي المعرفي، ستكونين عالية الهمة، قوية، مُصّرة، تسيرين في الطريق الصحيح، ومن خلال ذلك تكونين قد أتحت لنفسك فرصة لعلو الهمة، ثم عليك بغض البصر، والابتعاد عن كل ما يُثير الشهوة، والتخلص من المواقع السيئة التي تذكرك بالمعاصي، والتوقف عن مشاهدة الأفلام أو الصور السيئة على الإنترنت، وستتمكنين إن شاء الله من تجاوز هذه الأمور، فهذه الأمور كلها في يديكِ تمامًا، لأنك مستبصرة، ويمكنك أن تفرقي بين الخير والشر والحق والباطل.

وفيما يتعلق بإرسالك لصورك وصور جسدك لشخص أحببته فأرجو منكِ أن توقفي فورا هذا الفعل، وتمتنعي عن إرسال الصور للغريب أو القريب؛ فالصور يا ابنتي من الأسرار، والإنسان يملك سره، فإذا أذاعه أو نشره أصبح ملكا لغيره، كما أن عواقب هذا الأمر سيئة، فماذا لو استغل هذا الشخص صورك أو هددك بها فيما بعد!!؟؟؟، لذلك أرجو منكِ أن تتوبي مما حصل، وتعاهدي نفسك أمام الله بعدم تكرار هذا الأمر، واعلمي أن التوبة تجبّ ما قبلها، ثم أكثري من الحسنات الماحية؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، وهن أسرع وسيلة لتصحيح صورتك أمام نفسك، وأمام الآخرين.

أريدك يا ابنتي أن تطوي هذه الفترة من حياتك، وإذا ذكرك الشيطان بما حصل؛ فجددي التوبة، وأكثري من الاستغفار، والتلاوة، والأذكار، وكل ذلك مما يغيظ عدونا الشيطان الذي همه أن يحزن أهل الإيمان، وانتبهي فللشيطان مكايد ومصائد وحيل، فقد ييئسك من التوبة، وقد يحرضك على الاستمرار فيما أنت فيه. 

 أريدك أيضا أن تشغلي نفسك بما يُرضي الله قبل أن تشغلك النفس بالمعاصي، اسعي لأن تصلي كما علمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- كيف نصلي، وارتقي بصلاتك، وارتفعي بها، واصرفي انتباهك عن الفعل السيء والحرام من خلال اللجوء إلى ما هو طيب وحلال،  كأن تكون لك صحبة طيبة، وأن تسعين لبر والديك دائمًا، فكل هذا يؤدي إلى نقاء النفس، وفيه خير كثير لك إن شاء الله. 

أتمنى أيضا أن تضعي لنفسك أهداف وخطط مستقبلية، وأن تكوني طالبة متميزة، فأعظم شيء يكتسبه الإنسان في الحياة هو الدين والعلم، فكوني حريصة على ذلك.
أسأل الله لك الهداية والستر، وأن يحفظكِ، ويصلح لكِ الأحوال، ويحقق الآمال.  

واقرأ أيضًا:
نفسجنسي: العادة السرية إناث، استرجاز Masturbation
نفس اجتماعي: الرشد المبكر Adolescence
نفس اجتماعي: حب في الرشد المبكر Adolescent Love
 

المستشار: د. رشا حسني علي