وسواس العقيدة
السلام عليكم/
أنا أحمد عندي وسواس قهري في العقيدة، جاء لي من شهر رحت لطبيب نفسي قال لي اكتئاب وشوية وسواس قهري وأعطى لي أقراص أمشي عليها لمدة 6 شهور بدأت العلاج من أسبوع بس الأفكار بتيجي لي دائما كل أما أصلي أو آجي أقرأ قرآن.
وأنا ثانوية عامة ومش قادر أذاكر والامتحانات قربت ومدمر جدا وخايف في يوم من الأيام أبقى ملحد من الأفكار اللي بتجيلي، ودائما كل ما تجيلي فكرة أبحث عنها هل ده غلط؟,
وهل بعد فترة العلاج هتيجي لي الأفكار ثاني أول ما أقرأ قرآن لأني نفسي أرجع أحفظ القرآن من ثاني
يا ليت تردون علي شكرا
14/3/2018
رد المستشار
الابن الفاضل "أحمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
عندما يصلك ردي هذا ستكون إن شاء أفضل حالا من وقت كتابتك للاستشارة، على الأقل لأن الأعراض الاكتئابية ستبدأ في التحسن بعد مضي أسبوعين من بداية استخدام العقاقير من مجموعة معززات السيروتونين أو م.س Serotnine Enhanccers وتضم صنفين هما الم.ا.س، والم.ا.س.ا التي لابد أن الموصوف لك أحدها.وعندما تتحسن أعراض الاكتئاب يا ولدي ستجد نفسك أكثر هدوءًا وأقل انزعاجا وأكثر أملا وأقل إحباطا .. وسيبقى لنا مشكلة وسواس العقيدة والتي أخمن أنك تقصد بها تلك الأسئلة والشكوك والشبهات التي تتوارد إلى ذهنك فتزعجك وتعذبك وأنت تحاول رفضها أو دحضها وربما اندفعت في طرح التساؤلات على من حولك أو أبحرت بين المواقع على شبكة الإنترنت .... ولا أحد يدري ماذا يمكن أن تشارك به المواقع في مأساتك وأنت في فخ قمع الأفكار: وعمليات العقل الساخرة ، لكن في كل الأحوال أنت تعود غالبا لتبدأ من جديد بسؤال جديد أو شك في إجابة سبق أن استرحت لها وهلم جرا !
مبدئيا دعنا نتفق أن الأولى الآن هو الثانوية العامة ... وأطلب منك أن تتفق معي على أهمية التركيز مع مهمة اجتياز الثانوية العامة بتفوق إن شاء الله فيما تبقى من أسابيع على الامتحان، ورغم أن الإنسان المسلم ليس مطالبا شرعا بالبحث فيما يرد على وعيه من شبهات عقدية أو تساؤلات فقهية لمجرد أنها وردت على وعيه ... ويمكنه ألا يفعل ذلك مطلقا إذا استطاع إهمالها ولم تؤثر على أفعاله الدنيوية ولا عباداته ... ورغم أني أعرف أنك لم تستطع ذلك حتى الآن لأنك سقطت في الفخ الوسواسي المعتاد أن يسقط فيه المعرضون لاضطراب الوسواس فرفضت تلك الأفكار بشدة أو رأيت أنها توجب عليك البحث والتقصي لإيجاد رد لأنك كما وصفت نفسك خائفا ومتسائلا (وخايف في يوم من الأيام أبقى ملحد من الأفكار اللي بتجيلي، ودائما كل ما تجيلي فكرة أبحث عنها هل ده غلط؟) نعم هو الآن خطأ لأن عندنا ثانوية عامة يا "حمادة" أو "مودي" أو "ميدو" أيا كان اسم الدلع الذي تحب! ولفترة هي الأقل الانتهاء من ثانوية عامة إن رأيت أن بعض الأفكار حرية بأن تبحثها .... فقط ليس الآن.
ليس معنى ورود هذه الشكوك على وعيك أنك يمكن يوما أن تكون ملحدا بل العكس هو الواقع أنت لا يمكن أن تكون أو تصبح ملحدا أولا لأنك وسوست بهذا فرفضته وثانيا لأنك تقول (وهل بعد فترة العلاج هتجيلي الأفكار ثاني أول ما أقرأ قرآن) .... أي أنك تشعر بالشوق لقراءة القرآن.
العقار لا يعمل على الأفكار قبل ورودها على وعيك (ولا على أي من الأحداث التسلطية الوسواسية العقلية المباشرة كالأفكار والصور والنزعات أو الجسدعقلية غير المباشرة (أي التي تبدأ بأحاسيس جسدية) وإنما يعمل على تفاعل وعيك معها ... إذن العقار يعمل عليك أنت ليقلل حساسيتك لها وقدرتك على تجاهلها بالتالي ... هذا ما يفعله العقار ... وهذا ما يعلمك إياه العلاج السلوكي المعرفي.
وثالثا لأنك تقول (لأني نفسي أرجع أحفظ القرآن من ثاني) ...أفهم من هذا أنك امتنعت الآن عن قراءة القرآن ؟ بسبب كثرة ورود الأفكار ؟ أخشى أن تقيس على ذلك الصلاة ... وهذا ليس صحيحا يا "أحمد" بل العكس هو الصحيح ... صل فروضك واقرأ ما تيسر من الذكر الحكيم وأهمل الأفكار والتساؤلات كلها لا ترفض وجودها واكتف بأنك رافض محتواها.. وعاود التركيز على ما تفعل....
ربما يمكنك العقار بعد أربعة أسابيع فأكثر (وصولا إلى 12 أسبوعا) من القدرة على قراءة القرآن ... وأرى أن تقرأ فقط وأن تؤجل الحفظ إلى ما بعد اجتياز ارتباطك بالثانوية العامة، ..... وتدرب ماذا تفعل مع الأفكار كيف تتقبل وجودها لأن لا سلطان لك عليه وأن ذلك لا يعني قبول محتواها وأمر وجودها لا يعني سوءًا بل إيمانا وثقة في الله أنه معك.
لا أحد يستطيع التكهن بمسار حالتك الوسواسية ولكن علاج الوسواس بالعقار فقط لا يكفي.... استمر على عقارك على أن تنفذ ما نصحتك به ولا تتعجل فربما المساعدة المنتظرة من العقار تتأخر.... لا تقبل بزيادة الجرعة وناقش ذلك مع الطبيب (إلا لو زاد توترك لا قدر الله بسبب كرب الامتحان)..... واعلم أن كل مرة تدرب نفسك فيها على التجاهل الواعي كما شرحت أعلاه منذ اللحظة وبالتدريج مع العمل البطيئ للعقار ستضاف إلى رصيدك أكثر مما تضاف إلى رصيد العقار حتى يصبح فعل التجاهل سهلا جدا عندها لا يحسب شيء إلا للعقار ..
قبل مرور ستة أشهر ستكون حصلت على الثانوية العامة وربما انشغالك بالنجاح والمجموع والتنسيق ينسيك كل ما سبق وربما تسحب أنت العقار بعد إقناع الطبيب... وقد ينتهى الأمر إلى غير رجعة... وقد يعود... بعد أجل غير محدد وعندها يجب عليك البدء في برنامج العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري وهذا بالطبع ما ستبحث عنه بعد اجتياز الثانوية العامة إن كانت للمعاناة بقية.
وأخيرا أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.