قلق ووسواس ثم اكتئاب وعدم الشعور بالواقع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البدء:
شكرا لمجهودكم العظيم ونصائحكم التي تبعث في نفوس الكثيرين الأمل، أثابكم الله ووفقكم الله وسدد خطاكم وجزاكم خير الجزاء على ما تقدمونه من مساعدات ونصائح وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
أنا شاب تخرجت من الجامعة وأعمل الحمد لله سؤالي إليكم هو أني ومنذ ثلاثة أسابيع فجأة وأنا أشاهد التلفاز أصابتني نوبة هلع وخوف وإحساس بأن روحي تخرج وضيق في النفس وكتمت في الصدر وتنميل في الأطراف إحساس وشعور صعب جدا ثم بعدها بات تفكيري لا ينقطع بالموت في كل تحركاتي وحتى في حديثي وحديث من حولي أربط كل شيء بالموت
مع العلم أني والحمد لله مواظب على الصلاة وتلاوة القرآن والذكر والدعاء.. وأقوم الليل ولكن ليس بشكل منتظم .. حاليا النوبة أصبحت تأتي وتذهب من فترة إلى أخرى بشكل أخف من المرة الأولى لكن لم أعد أذوق طعما للحياة أو أستمتع بأي شيء أفعله حتى الأكل والشرب، وضيق في الصدر أغلب اليوم وبعض الأعراض الجسدية
فمع الوسواس حدث لي خوف بأنها نوبة قلبية فقمت بعمل تخطيط للقلب ووجدت أن كل شيء سليم، آلام في العضلات والظهر فأعطاني الطبيب مسكنا ومرهما للمسح صباحا ومساء وعند العودة من الطبيب قمت بالمسح ليلا (طبعا النوم حدث ولا حرج أتعب حتى أنام وعندما أنام أستيقظ مذعورا وكأني لم أنم إلا قليلا)
ومرة عندما استيقظت عادت لي النوبة مرة أخرى فأصبحت أركض كالمجنون في أرجاء المنزل ثم هدأت قليلا وأحاول أن أنام لكن من دون جدوى وأشعر بنوع من الخمول في جسمي والاكتئاب وشرود الذهن حتى في الصلاة والنسيان الكثير، ومشكلة في النوم فأحيانا أنام وأحيانا لا أنام وحتى عندما أنام أستيقظ مفزوعا ثم بعد ذلك لا أستطيع النوم وأكون في حالة قلق وتوتر دائمين رغم أني أذهب لعملي وأحاول القيام به على أكمل وجه لكن الشرود الذهني والتفكير وأقول لماذا أذهب للعمل ولمَ أعمل؟؟؟
وأشعر أني عقلي متوقف تماما حتى أني أصبحت أتلعثم في الكلام وأتردد في فعل أي شيء حتى لو كان بسيطا وأشعر كثيرا بالغربة عن الذات والواقع وكأني في عالم آخر وأحيانا أخرى أشعر بأن مزاجي في حالة جيدة على فترات طفيفة لكن ما يلبث إلا وتعود الأفكار وأعود للحالة أصبحت لا أطيق نفسي وما أنا فيه حتى
وجلست بالبيت دون الرغبة في التحرك وفعل شيء وعقلي لا يتوقف عن التفكير بالموت والأفكار السلبية وأشعر بأني سأجن وأفقد عقلي حتى أني أصبحت أتلعثم في الكلام ولا أستطيع أن أوصل ما لدي من فكر حتى ولو كان بسيطا أشعر بأني أختنق..
أفيدوني
جزيتم خيرا
19/3/2018
رد المستشار
الابن الفاضل "عمر" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
ما تعاني منه هو حالة معتادة في عيادات الطب النفسي حيث تبدأ بنوبة هلع قد تكرر أو لا تتكرر وبنفس الشدة أو بشدة أقل من الأولى كما حدث معك، لكن المشكلات لا تكون بسبب هذه النوبات في حد ذاتها لأنها لا تشكل خطرا بنفسها وإنما بالتفسيرات والتأويلات التي يضفيها الشخص عليها، فتبدأ أعراض الوسوسة سواء بالأمراض المختلفة خاصة القلب أو بالموت وتبدأ كذلك أعراض الاكتئاب وربما أعراض الشعور باختلال الإنية أو استغراب الواقع ...إلخ.
أعراض الاكتئاب الآن هي الأوضح رغم وجود ما نسميه خلطة القلق والاكتئاب وقد يكون تشخيص اضطراب الهلع ممكنا بعد مرور شهر بعد النوبة الأولى لكن ما يجب التحرك في اتجاهه الآن هو علاج الاكتئاب ومن سن الحظ أن عقار واحدا من مجموعة الم.ا.س.ا سيكون كافيا لعلاج أعراضك كلها لأنها تنتمي كلها للقلق والاكتئاب وعلاج الأخير العقاري هو نفسه علاج الأول.
ما زلت في أول مراحل الاضطراب ويمكنك إذا سارعت بالتحرك وأحسنت اختيار الطبيب النفساني ذي المعرفة والدراية بالعلاج السلوكي المعرفي أن تضع حدا لكل ذلك.
اقرأ على مجانين:
من نوبات الهلع إلى اكتئاب الموت م
الطريق من نوبات الهلع إلى الاكتئاب
من الهلع إلى الاكتئاب ورهاب الساحة م
من نوبات الهلع إلى رهاب الساحة مشاركة
من نوبات الهلع إلى اختلال الإنية !
وأخيرا : سلسلة الهلع .. دليل المساعدة الذاتيوأهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.