أنقذوني مما أعاني؟
مشكلتي قد بدأت منذ أربع سنوات أشعر أن ليس هناك شيء يدخل عقلي أو يخرج منه، أعاني من الهلع والاكتئاب بسب ذلك لأني كنت متفوقا جدا والآن أشعر أن ليس هناك شيء بعقلي وأصبحت غبيا جدا.
لم أعد أستطع حل أي شيء في مسائل الرياضيات..... إذا جاءت في شكل غير معتاد لم أعد أفكر كرهت الدراسة أيضا والكتب لأني لم أعد أرد أن أقع تحت ضغط القلق والاكتئاب ولكني أقع دائما بسب التفكير فأنا أعرف أنني أهرب ولكن هذا شيء مؤقت.
سؤال آخر هل القلق والهلع قد حولاني إلى اضطراب ثنائي القطب لأني أصحبت مرة أكون سعيدا وأمتلك أملاً أنني سوف أتخطى كل شيء وفجأة يحصل لي اكتئاب شديد مع القلق يحصل بسب أو بدون سبب.
أرجوكم أجيبوني مما أعاني هل هو مرض الـــ ADD ؟؟؟
21/4/2018
رد المستشار
عزيزي الشاب، أهلا ومرحبا بك.
تعاني من أفكار بدأت منذ سن المراهقة جعلتك تخشى هذه الأفكار وتصاب بالهلع والاكتئاب علي حد وصفك فنوبة الهلع: هي فترة من الخوف الشديد أو الإنزعاج تظهر فيها 4 أو أكثر من الأعراض النفسية بشكل فجائي لتبلغ ذروتها في خلال 10 دقائق فهل هذا ما يحدث لك؟.
ونتيجة معاناتك حدث لديك خلل دراسي واضح مما جعلك تكره الدراسة وأعتقد أن صغر سنك جعلك تهرب من مواجهة أي ضغوط تتعرض لها في حياتك.
عموما أنت لديك بعض أعراض القلق وربما يكون هناك بعض الأفكار الوسواسية التي أعقبها الهلع والاكتئاب ومن العوامل التي تساعد علي ظهور الاضطراب:
1. الوراثة: يبدو أن لهذا الإضطراب جذور وراثية، حيث وجد أن 60 % من المرضى لديهم أقرباء يعانون من هذا الإضطراب، كما وجدت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع فإن أقاربهم من الدرجة الأولى يكونون عرضة للإصاب بهذا الاضطراب أكثر من أربع إلى سبع مرات من الأشخاص العاديين، وهذا يشير إلى أن للوراثة دوراً في الإصابة بهذا الاضطراب.
كما وجد أن هناك علاقة بين الهلع والاكتئاب، فالواقع أن نصف المرضى الذين تنتابهم نوبات هلع يعانون من الاكتئاب أيضاً، وأن هذا الاكتشاف دفع البعض إلى القول بأن نوبات الهلع شكل مختلف من مرض الاكتئاب.
2. اختلال الأحماض الأمينية: وخصوصاً بعض المواد الطبيعية التي تقوم بتنظيم الإيقاع بين خلايا المخ في المراكز التي تسيطر على الانفعالات والسلوك، وهناك ثلاث مواد متورطة في ذلك وهي النورأدرينالين والسيروتينين، والجابا حيث أثبتت الأبحاث أن لها علاقة مباشرة بنوبات الهلع.
3. زيادة نشاط الجهاز العصبي الذاتي (الودي، السيمبثاوي): الذي ينظم بعض وظائف أجهزة الجسم الأخرى مثل القلب والجهاز التنفسي والعضلات وغيرها، حيث وجد أنه يكون في حالة نشاط زائد مع نوبات الهلع.
4. عوامل بيولوجية: ترتبط نوبات الهلع بوجود تدلي في صمام القلب المترالي، وتغيرات في الجهاز العصبي تم الكشف عنها عن طريق الفحص بأشعة الرنين المغناطيسي.
1. العوامل النفسية فقد ثبت أن نسبة كبيرة من المرضى الذين يعانون من نوبات الهلع لديهم تاريخ مرضي سابق لبعض الصعوبات النفسية التي تتمثل في صدمات أو مواقف خوف ورعب تعرضوا لها في مراحل العمر السابقة خصوصاً في فترة الطفولة.
التفسير الفسيولوجي لنوبات الهلع:
• القلق إستجابة للخطر أو التهديد، ويسلك الإنسان أمامه بطريقة (الكر أو الفر : المواجهة أو الهرب)، ولذا فالهدف من القلق: حماية الكائن الحي.
• عند إدراك أو توقع خطر، يرسل المخ إشارات إلى الجهاز العصبي المستقل (الجهاز العصبي السمبثاوي هو جهاز الكر والفر، الذي يطلق الطاقة، ويضع الجسم في وضع الانطلاق).
• والجهاز السمبثاوي حين يعمل يعمل بكامل طاقته أو يخمد بكامله، وهذا يفسر أن لأغلب النوبات الهلعية أعراضاً متعددة وليس عرضاً واحداً.
• يرسل الجهاز السمبثاوي مادتين كيميائيتين: الأدرينالين والنورأدرينالين من الغدة الكظرية في الكليتين للاستمرار في النشاط.
• يتوقف نشاط الجهاز السمبثاوي بإحدى طريقتين: إما بواسطة مواد كيميائية أخرى في الجسم تواجه الأدرينالين والنورأدرينالين أو من خلال الجهاز الباراسمبثاوي الذي يقوم بتأثير عكسي للجهاز السمبثاوي.
• وهذه الرسائل الكيمائية للجهاز السيمبثاوي تحتاج إلى بعض الوقت حتى تدمر، وبالتالي ؛ فحتى بعد عبور لحظات الخطر، وبعد توقف جهازك العصبي السمبثاوي عن الإستجابة، يحتمل أن يظل المريض شاعراً بالإستثارة والقلق بعض الوقت لأن المواد الكيميائية ما زالت طليقة في جهازه العصبي.
• يؤدي النشاط في الجهاز العصبي السمبثاوي إلى زيادة معدل ضربات القلب وقوتها، للإسراع بتدفق الدم وبالتالي تحسن وصول الأكسجين إلى الأنسجة والتخلص من المواد الزائدة فيها. ويفسر ذلك معاناة مريض الهلع من سرعة ضربات القلب.
ويحتاج الهلع إلى العلاج الدوائي مع العلاج النفسي
العلاج المعرفي السلوكي: من أهم العلاجات المستخدمة والمفيدة ،حيث يعيد تنظيم البنية المعرفية، ويؤدى فيها بعض التدريبات مثل التعرض التخيلي، ويكلف المريض ببعض الواجبات المنزلية، تدريبات التعرض في المواقف الحية، سواء بمعاونة المعالج أو على انفراد في البيئة الطبيعية.
وفي العلاج يتم:
1- إعادة تشكيل البنية المعرفية: يركز العلاج المعرفي على تصحيح التقييمات الخاطئة المتعلقة بالإحساسات الجسمية بإعتبارها مصدر تهديد، وتطبيق الإستراتيجيات المعرفية والسلوكية.
2- إعادة التدريب على التنفس: في ضوء أن 50% إلى 60% من المصابين بالهلع يصفون أعراض إفراط التنفس بأنها مشابهة لأعراض نوبات الهلع؛ فإن تدريب المرضى على تنظيم التنفس يساعد في تقليل نوبات الهلع ، وقد أجريت دراسات علمية عدة أثبتت ذلك.
3- الاسترخاء العضلي: تتمثل أهمية الاسترخاء العضلي في أن المريض يقارن فيه بين العضو في حالة التوتر والعضو في حالة إرتخاء وراحة، ويخبر هذا الفرق بصورة واضحة عبر أعضاء الجسم المختلفة، ويتعلم المريض أنه قادر على جلب الإسترخاء لنفسه من خلال سلوكه.
4- مراقبة الذات: هي محاولة للتعبير الموضوعي الدقيق عن الحالة (مثل : مستوى قلقي في الدرجة 5 ، ولديَّ أعراض رعشة، وداور، وقد إستغرقت هذه النوبة 10 دقائق)، بدلاً من إستخدام كلمات عامة فضفاضة مثل: أشعر بالرعب الشديد، هذه أسوأ لحظات عمري.. ويتم ذلك من خلال سجل لنوبات الفزع، يتابع من خلاله المريض ما يجري له في يومه.
5- التعرض التدريجي: في نوع "الهلع الموقفي" أو "الهلع المصاحب لرهاب الساحة" يكون التعرض التدريجي للموقف المخيف وسيلة ملائمة للتخفيف من المخاوف، ويقاس النجاح في ذلك بالاستمرار في موقف التعرض حتى ينخفض القلق.
وفقك الله
واقرأ على مجانين:
الطريق من نوبات الهلع إلى الاكتئاب
من نوبات الهلع إلى اكتئاب الموت م
من نوبات الهلع إلى اختلال الإنية !