آخر مرحلة للتعافي من العادة السرية والإباحية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحبابنا الكرام تفضلوا علينا بالرد لعل الله يفتح أبواب رحمته وبركاته
أنا شاب ابتليت بالعادة السرية ومشاهدة الأفلام الإباحية إلى أن أصبحت عادة قهرية ولكن الآن ولله الحمد وبعد مجاهدة ومحاولات مستمرة أستطيع أن أقول بأني في آخر الدرب للتخلص منها نهائيا. فأنا الآن أبداً لا أفعلها بيدي ولا أشاهد أي مقاطع إباحية ولله الحمد.
ولكن المشكلة أني مازلت أستثار بشكل سريع جدا ويسبب لي الإحراج والضغط النفسي.
فأحيانا تزل قدمي وتنقاد عيني لأشباه العراة في الشارع كوني أعيش حاليا في دولة غير مسلمة والكثير هنا غير محتشم وأحيانا أضيع وقتي ومجهودي في مشاهدة فتيات راقصات شبه عاريات في الموقع المعروف "اليوتيوب" لوقت قصير ثم أنتبه وأتعوذ بالله من مكرهم ومكر الشيطان الرجيم. وهذه الأشياء تثير شهوتي بشكل غريب وللأسف عندما أنام, أستيقظ محتلما وفي أعراض الانتكاسة وكأني مارستها بنفسي أو شاهدت مقاطع إباحية أو ما شابه.
بالأمس رأيت إعلانا عن طريق الصدفة عن فتيات وكانوا شبه عاريات فثارت شهوتي وكنت على وشك النوم وعندما استيقظت من النوم رأيت نفسي محتلما وفي أعراض الانتكاسة من دقات سريعة في القلب إلى قلق نفسي داخلي إلى ضعف بدني إلى ألم في الرأس وغيرها.
فهل من سبيل إلى تخفيف هذه الأعراض أو هذه الشهوة التي تحرقني؟ وكما قلت لكم فأنا في آخر الطريق وأرى النور أمامي واضحا وكأني تخلصت منها للأبد
علما بأني أحاول جاهدا غض البصر عما حرمه الله ولكن أحيانا يكون الأمر فوق طاقتي فأحيانا أجد نفسي مستثارا من إعلانات التلفزيون التي تظهر فجأة بدون سابق إنذار أو بعض الفتيات شبه العاريات في الطريق كما أشرت سابقا وتكون هذه المصيدة إلى الاحتلام ثم إلى الإحساس بأعراض الانتكاسة.
أنا أقوم بكل ما يجب علي القيام به للتخلص منها, فأنا الآن إلى الله سبحانه أقرب, فأنا أقوم الليل وأحاول أن أصلي الصلوات في وقتها وأساعد المحتاجين وغيرها وتوقفت بنسبة 95% عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات وأحاول ممارسة الرياضة كل يوم وأقرأ القرآن والأدعية المأثورة كل يوم.
كلنا نعلم بأن أفضل حل لهذه المشكلة هو الزواج وأيضا كلنا نعلم بأن مجتمعاتنا حولت الزواج إلى منى وأحلام ووضعت عوائق أمام الشاب المسلم فكل ما أريده في هذه الاستشارة بعد دعائكم ونصائحكم هو أن ترشدوني على دواء يخفف هذه الآثار ويساعدني على تقوى الله سبحانه
شكرا لكم مقدما وفي ميزان أعمالكم
5/5/2018
رد المستشار
صديقي
أرجوك لا تتزوج لحل مشكلة العادة السرية..الزوجة ليست مجرد وعاء تفرغ فيه منيك في الحلال.. الزواج أكبر وأعلى من أن يكون مجرد وسيلة لممارسة الجنس في الحلال...لو تزوجت الآن فسوف لا تحل المشكلة لأن هناك الكثير من المتزوجين يمارسون الاستمناء (العادة السرية) من حين لآخر.. الجنس مع الزوجة في إطار الحب والمودة والرحمة والسكن والسكينة لا يمكن الاستغناء عنه بممارسة الاستمناء.. رغبة الإنسان في شريك حياته لا تشبع إلا بممارسة الجنس مع شريك أو شريكة الحياة...
من ناحية أخرى، رغبة الرجل أو المرأة في إمتاع النفس جنسيا بدون وجود للآخر موجودة وحقيقية وطبيعية.. أثناء إمتاع النفس يكون الإنسان سيناريوهات خيالية للمتعة المستقبلية مع شريك الحياة... المسألة ببساطة مثل أن تأكل وجبة وحدك أو في صحبة.. هذا طعم وذاك طعم آخر.. لا يستويان ولا يستبدلان في حد ذاتهما...ممارسة إمتاع النفس أو العادة السرية من حين لآخر هو شيء آدمي وطبيعي ولكن، كأي شيء آخر، الإكثار منه يكون مضرا نفسيا وفي حالة المبالغة يكون مضرا جسديا.
الجنس، على عكس ما يعتقده ويقوله أغلب الناس، هو علاقة روحانية في المقام الأول..عندما يحدث في علاقة تشملها المعرفة والاهتمام والاحترام والمسؤولية (الالتزام-الزواج) بالتبادل ما بين الطرفين.. والمتعة من علاقة كهذه تفوق متعة الشبق أو القذف بمراحل عدة.
الأفضل لك الآن هو أن تحاول أن تفهم نفسك أكثر وأن تتيح لنفسك مصادر متعددة من المتعة وليس المتعة الجنسية فقط.. وسائل أخرى لتخفيف الضغوط والتوتر والقلق غير العادة السرية...ألا تشتهي النجاح؟ ألا تشتهي النبوغ؟ ألا تشتهي الفهم والتنور؟ ألا تشتهي البراعة في العمل والرياضة والحياة الاجتماعية؟
ما هو السر وراء استثارتك بشكل سريع؟ رؤية امرأة عارية في حد ذاته لا يؤدي بطريقة أوتوماتيكية آلية إلى الإثارة في الرجل والعكس صحيح.. إنما الأفكار والتخيلات والمعاني التي تتكرر في العقل هي ما يؤدي إلى الإثارة والشهوة.. في كل ثانية من هذا، لديك الاختيار فيما سوف تفعله وتفكر فيه...
مثلا، رأيت صورة امرأة عارية أو فتيات شبه عاريات في الشارع أو في إعلان وحدث الانتصاب.. لديك الآن اختيار: أتكمل في تركيزك على الانتصاب والمزيد من الإثارة والاستمناء ثم الندم والإحساس بالذنب؟ أم تختار أن تعبر هذه المرحلة بهدوء؟ أم تختار أن تستمني بدون ندم أو ذنب؟
وبادئ ذي بدء لك أن تختار ما الذي سوف تعطيه تركيزك وأفكارك...ما هو السر في أن الجنس هو مصب تركيزك وانتباهك.
حدث أن رجلا جلس على شاطئ البحر في بلد غربي في رمضان وهو صائم قرب الغروب.. أراد أن يجلس هناك ويقرأ القرآن.. لم يكن متزوجا..وأثناء قراءته سمع جلبة قريبة ..رفع رأسه بطريقة تلقائية هادئة لرؤية مصدر الجلبة .. رأي أربعة من النساء بأجسام رائعة يرتدين "البيكيني" .. لاحظ جمالهن لثانية أو ثانيتين ثم عاد بنفس التلقائية والهدوء إلى قراءة القرآن ومحاولة الفهم والتفكر...ما تركز عليه سوف يزداد.
من ناحية أخرى، كيف تحاسب نفسك على ما ليس لك فيه اختيار مثل الاحتلام؟؟ أمرك عجيب يا صديقي.
الاحتلام في الحقيقة هو وسيلة الجسم الطبيعية في تفريغ الطاقة الجنسية ويزداد في حالة ما إذا كانت الأفكار الواعية منغلقة ومتزمتة بشكل كبير..
الاحتلام سوف يقل، وإن كان لن يختفي، إذا ما خففت عن نفسك كل هذا الصراع المتمحور حول الشهوة ومحاربتها...سوف يقل الاحتلام أيضا مع التقدم في السن... كلنا لدينا غرائز ولكننا لسنا عبيدا للغرائز.. مثلا، المتزوج من امرأة جميلة يمكنه تأجيل المتعة في رمضان إلى ما بعد الإفطار...ليس المطلوب من الناضجين إلغاء المتعة الغريزية وإنما تأجيلها وعدم التركيز عليها إلا في وقتها المناسب.
أنصحك بالقراءة عن الحب والعلاقات الزوجية ونفسية المرأة من مصادر ومراجع علمية...يجب التحقق من أن ما تجده على اليوتيوب والإنترنت عموما له مرجعية علمية وليس مجرد قيل وقال.
أنصحك أيضا بمراجعة معالج نفسي لكي يرشدك في تصحيح أفكارك عن الجنس وتركيزك على الشهوة الجنسية
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب