وساوس في العقيدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تساعدوني في هذه المشكلة التي أفسدت علي حياتي وأرجو أن تقرأ المشكلة بالتفصيل لأنني قد قرأت في الموضوع وقرأت شكاوى مماثلة هنا ولا أعتقد أنني مختلف بعض الشيء
في البداية كنت بعيدا ومن الله علي بالتوبة وبدأت أقرأ عن الله عز وجل وعن الإسلام وشعرت أن حياتي بدأت تتحسن وبدأت أمتنع عن المعاصي قدر استطاعتي، وهنا بدأ الشيطان هجومه على قلبي بالشبهات وبدأت أردها بالعلم ولكنه أتاني بواحدة أهلكتني وأفسدت علي كل عباداتي وهي القول بما لا يليق عن الله عز وجل وعن الأنبياء وعن كل المقدسات وتزداد بشدة إذا حاولت قراءة القرآن أو التسبيح... أشعر به يترقب كل كلمة بها لفظ الله عز وجل ليسهل منها بصورة لا تليق.... لم أعد أستطيع التركيز في العبادة
وبدأت أشعر أن هذه السخرية أصبحت مني أو كما تقول نفسي أن الشيطان ربما بدأ الأمر ولكنني استحسنته فسرت معه وكررته والدليل أن الجمل الساخرة لها نفس أسلوبي في الحديث
النقطة الثانية تقول أنه طالما أنك بريء فلماذا لا تبكي وتصرخ عندما تسمع هذه الكلمات؟
وبالفعل لا أستطيع البكاء فما سبب هذا؟
وأجدني حائرا بين نارين هل الصحيح أن أحاول تجاهل الوساوس مهما قالت ومهما فعلت رغم أنني لا أستطيع فأتعايش معها وأتركها في دماغي
أم أستسلم للحزن والبكاء لأن هذه الوساوس من قلبي
أرجو أن تعرفني رأيك هل هذه الوساوس مني أو لا ؟
وكيف أستطيع منعها ودفعها ؟ فإني أخاف أن تؤثر على تعظيم مقام الله عز وجل في قلبي
وشكرا لك وجزاك الله خيرا
* أرسلت نفس هذه الاستشارة مرة أخرى تحت عنوان : وساوس في العقيدة تخص الله عز وجل
9/5/2018
رد المستشار
الأخ الفاضل "أحمد نور" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
كثيرا ما تبدأ أعراض الوسواس القهري الدينية بعد بداية الالتزام فهناك بلا شك علاقة بين الالتزام والوسواس القهري يحكي أصحابها فعلا قصصا مماثلة لحالتك.. وأنا شخصيا لم أستشعر فرقا بين معاناتك ومعاناة أي منهم فاطمئن لأن حالتك إلى شفاء إن شاء الله.
مدخل الوسواس الأول في حالتك تمثل في الوساوس العقدية التشكيكية ... ويبدو أنك نجحت في التعامل معه بالاستزادة من المعرفة الشرعية، فكان أن بحث الوسواس عن مدخل آخر وهو مدخل الوساوس التجديفية التي تتمثل في خاطر أو فكرة أو صورة أو إحساس مصاحب (منكر أو مرفوض أو غير مناسب بالمرة) يرتبط بذكر الله جل وعلا أو بأي شيء له معنى الدين ويتسم بالقداسة في نفسك... وحين يحدث ذلك يشعر المؤمن بالخوف الشديد ويقع في فخ التساؤلات هل هذا من الوسواس أم هو مني ؟ وهل معنى ذلك أني كفرت؟ وماذا أفعل لأتوب؟ وهل تقبل توبة من يفعل ما فعلت؟؟ ..إلخ ... ويتقلب المريض بين الإجابات ويبقى منهكا معذبا ما استمر في تساؤلاته وأفعاله القهرية استجابة لتلك الوساوس.
تسأل هل هذا من الوسواس أم من نفسي ولو كان من نفسك ما تشككت فيه! أما أن تشبه الجمل طريقتك الساخرة فليس هذا إلا أسلوب الوسواس الذي يهدف إلى تلبيس الأمر عليك دائما لأن أحد أهم حيله أن ينجح في جعلك تتساءل عن ما هو في نفسك ويفترض أنه معلوم لك دون غيرك بالضرورة ! وحين تبدأ التفتيش في دواخلك يلبس الوسواس الأمر عليك مرة أخرى ... فإذاك تتشكك في ذاتك وذاكرتك ومشاعرك ونيتك ...إلخ...
والنصيحة هي أن تتجاهل الوسواس بمجرد الانتباه لكونه وسواس.... يعني تقبل بوجود هذا الوسواس بغض النظر عن محتواه وتوقن أنه لا يؤثر لا عليك ولا على إيمانك ولا على عباداتك... ثم لا تغير ما اعتدت من عبادات لأنها تسبب زيادة الوسواس بل تفعل العكس ... يعني إذا صارت قراءة القرآن سببا لزيادة الوسواس أكثر من القراءة وإذا صار قيام الليل سببا لزيادة الوسوسة أكثر من قيام الليل..... واقع الأمر أنك تثاب لا تأثم على هذه الوسوسة.
وأما سؤالك (وكيف أستطيع منعها ودفعها ؟) فإن منعها ليس بمقدور بني آدم ولا دفعها إلا بأن تقبل بوجودها وتتدرب على إبطال أي تأثير لها على أفعالك وعباداتك فالسبيل السلوكي الوحيد للخلاص هو هذا وليس أن ترفضها وتحاربها أو تقاومها أو تناقشها أو تنفي أنها منك أو تثبت!.... وليس أن تستغفر منها كذلك ...
واقرأ على مجانين :
استشارات عن وساوس كفرية
أتمنى أن تكون الصورة الآن أوضح... لكن اعلم أن عليك إن لم يكفك كلامي هذا لينتهي الأمر عليك أن تطلب العلاج من طبيب نفساني ذي خبرة ومعرفة بالعلاج السلوكي المعرفي.
وأخيرا أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.