انعدام الرغبة والدافع لكل شيء
السلام عليكم ورحمة الله، من فظلكم أريد الاستشارة عن حالتي التي بدأت معي منذ ثلاث سنوات تقريبا ولكنها تزداد حدة في السنوات الأخيرة خاصة آخر سنة، مشكلتي تتمثل في انعدام الرغبة والدافع لفعل أي شيء أشعر بأني أقوم بواجباتي كآلة وفقط لا أجد لذة في الدراسة ولا في العمل بالرغم من أن مجال تخصصي اخترته عن حب وتعلق شديد بالمجال،
أشعر برغبة ملحة للبقاء في السرير طوال اليوم أصبحت لا أقوم بشيء سوى تصفح الانترنت الأكل والنوم أهملت هندامي إلى حد ما، لم أعد أهتم بالدراسة كما السابق، أشعر بالحزن والكآبة كثيرا وأشعر برغبة في البكاء ولكني لا أستطيع ذلك لأني لم أعتد يوما أن أظهر ضعفي، حياتي أصبحت عبارة عن روتين رهيب أقوم صباحا أذهب إلى الجامعة أعود مساءا أفطر أصلي أنام أصلي آكل أنام هذا كل ما أفعله يوميا، أرغب في الانعزال عن الناس كثيرا أصبحت أتجنب الأحاديث وكثيرا ما لا أرد على رسائل أصدقائي في الانترنت، أصبحت أغضب على أتفه الأشياء ويصل بي الغضب إلى نقطة جنونية أصرخ وأجرح غيري بالكلام وبعدها أتعب كثيرا أحس بالدوخة والوهن وتنميل في كل أطرافي،
في الحب انعدمت عندي الرغبة في الزواج أو الارتباط أصبحت أرفض كل من يتقدم لخطبتي حتى ولو كان شخصا يعجبني ولكن ما إن يتقدم إلي حتى أرفضه تلقائيا وأحس بالندم بعدها ولكن لا أحرك ساكنا وأعطيه اهتماما، أصبحت كلمات الغزل والحب بالنسبة لي لا تحرك شيئا في عواطفي ولا أصدقها بتاتا بالرغم من أني لم أمر بعلاقة من قبل ولم أمر بأزمة ثقة في الحب بالعكس كل الذين أحبوني كانوا ولازالوا يبدون اهتمامهم وصدق مشاعرهم رغم رفضي المستمر لهم، أحيانا أحس بالذنب اتجاههم واتجاه طريقة معاملتي لهم ولكن بيني وبين نفسي فقط ولا أغير طريقتي الفذة في الرد عليهم، أصبحت أرى أن الارتباط والتعرف والحب مجرد مضيعة للوقت وشيء تافه وأني إذا حدث وتزوجت فسيكون فقط لإتمام سنة الحياة وليس لأن مشاعري هي التي ستدفعني إلى ذلك وهذا الشيء أصبح يؤرقني كثيرا،
أعاني من كثرة التفكير في كل شيء في أكبر وأصغر وأتفه الأشياء أنظر كثيرا وأحلل أكثر، أصبحت أضحك كثيرا وأحيانا على مواقف تافهة حتى بالرغم من أني كنت معروفة بالجدية دائما .. أنا إنسانة كتومة جدا أكتم حزني داخلي ولا أخبر به أحدا حتى أقرب الأقربين .. أشعر بأني بحاجة إلى زيارة طبيب نفسي ولكني لا أستطيع الذهاب إليه لأني لا أستطيع أن أعبر عن مشاكلي لشخص مباشرة وجها لوجه بالنسبة لشكلي الخارجي فأنا فتاة جميلة جدا الحمد لله ( على حسب شهادة الجميع أما أنا فلا أرى بأني بذلك القدر من الجمال الذي يتحدثون عنه )
علاقتي مع عائلتي أكثر من رائعة مدللة العائلة بامتياز طلباتي كلها أوامر ولم أطلب يوما شيئا ولم أحصل عليه علاقتي مع ربي جيدة إلى حد ما أسعى إلى الالتزام قدر المستطاع في ظل كل المغريات، لا توجد أمراض نفسية عائلية باستثناء أن الوالدة تعاني من الأرق الشديد وتأخذ أقراص منومة لتتمكن من النوم ... عذرا على الإطالة حاولت تقديم المعلومات الكافية قدر المستطاع أتمنى الرد وشكرا
18/5/2018
رد المستشار
رسالتك تحمل في طياتها أعراض الاضطراب الوجداني من النوع الاكتئابي، وتحديدا عسر المزاج. وعسر المزاج هو اضطراب نفسي يصيب الإنسان بفقدان الإحساس بالمتعة الشعور وبضآلة الذات، ولوم النفس، لكن هذه الأعراض لا ترقى إلى أعراض الاكتئاب الجسيم. إضافة إلى نقص النشاط والإحساس بالخمول والتعب واضطراب النوم والشهية زيادة أو نقصانا.
ونحتاج لتشخيص هذا الاضطراب مدة لا تقل عن سنتين. وأعراض عسر المزاج الواضحة في رسالتك:
·انعدام الرغبة والدافع لفعل أي شيء
·لا أجد لذة في الدراسة ولا في العمل
·لا أقوم بشيء سوى تصفح الإنترنت الأكل والنوم أهملت هندامي إلى حد ما
·لم أعد أهتم بالدراسة كما السابق،
·أشعر بالحزن والكآبة كثيرا
·أشعر برغبة في البكاء
وسوف ألخص لك أعراض عسر المزاج كما تذكره المرجعيات العلمية وهي كالتالي (ملاحظة: بين القوسين أعراض ما ورد في رسالتك):
1.تقلب الحالة المزاجية فقد يكون في الصباح بحالة وما يلبث أن تتغير في المساء (أشعر بالحزن والكآبة كثيرا... تقلب الحالة المزاجية فقد يكون في الصباح بحالة وما يلبث أن تتغير في المساء (أشعر بالحزن والكآبة كثيرا)
2.قلة النوم أو كثرة النوم مع فقدان الشهية أو فقدان الوزن (لا أقوم بشيء سوى تصفح الانترنت الأكل والنوم).
3.فقدان الاهتمام والدافع (انعدام الرغبة والدافع لفعل أي شيء .. لم أعد أهتم بالدراسة كما السابق...)
4.الكسل وانعدام النشاط الحركي (لا أجد لذة في الدراسة ولا في العمل)
5.قلة الكلام والانطواء (أصبحت أتجنب الأحاديث وكثيرا ما لا أرد على رسائل أصدقائي)
6.الابتعاد عن الاتصال بالناس (أرغب في الانعزال عن الناس كثيرا).
7.التوتر مع القلق (ويصل بي الغضب إلى نقطة جنونية أصرخ وأجرح غيري بالكلام).
8.الشعور بالدوخة وتنميل في الأطراف (أتعب كثيرا أحس بالدوخة والوهن وتنميل في كل أطرافي).
وبالطبع هذا أثر على مجرى تفكيرك ونظرتك للحياة والحب (أصبحت أرى أن الارتباط والتعرف والحب مجرد مضيعة للوقت وشيء تافه وأني إذا حدث وتزوجت فسيكون فقط لإتمام سنة الحياة).
لا تجعلي من الإحباط أن يسيطر عليك... ابتسمي للحياة،
وبالتالي أصبحت إنسانة قلقة ومتوترة وكثيرة التفكير هذا الشيء أصبح يؤرقني كثيرا، أعاني من كثرة التفكير في كل شيء في أكبر وأصغر وأتفه الأشياء أنظر كثيرا وأحلل أكثر (هذا الشيء أصبح يؤرقني كثيرا، أعاني من كثرة التفكير في كل شيء في أكبر وأصغر وأتفه الأشياء أنظر كثيرا وأحلل أكثر). أنت إنسان جميل وجمال روحك واضح من خلال التعبير المسطور في رسالتك.
علاقتك بأسرتك رائعة، وصلتك بربك قوية... وهم نعمتان أنعما الله بهما عليك...... حاولي أن تغيري نظرتك لنفسك وحاولي أن تنظري إلى كل ما هو جميل في حياتك...فإن لم تستطعِ، فأنت بحاجة إلى طبيب ويمكنك ذلك بالذهاب إليه للمساعدة.