الآباء والهوية الجندرية والتحول الجنسي
اضطراب الهوية الجنسية
السلام عليكم، هذه هي الرسالة الثانية التي أرسلها إليكم؛ لكن بعد الاطلاع على تفاصيل كيفية طلب الاستشارة ارتأيت أن أفصل لأن الرسالة الأولى كانت مجملة كثيراً.
الزوج (المتحدث) العمر 49 من موريتانيا
الزوجة : عمرها 43 سنة من الإمارات
الأبناء : البكر 13 سنة.
بنت عمرها 10 سنة.
آخر العنقود : 8 سنة.
نعيش كأسرة لا تخلو من بعض المشاكل وتحدث أحياناً مشادات كلامية بيني وبين زوجتي أمامهم لكن لم يحدث أبداً أن تطور للفعل مثل الضرب والعنف. وأحياناً كثيرة أتجنب تلك الخناقات بالانسحاب أو ما شابه ذلك.
وأتعامل معهم بكل لطف واحترام وأتحمل أحياناً كثيرة من أجل الأولاد وحسب وجهة نظري وبعد قراءة كثير من المقالات على موقعكم المحترم صرت لا أشك أن زوجتي عندها كل أعراض (اضطراب الشخصية الهستيرية) بالشكل (الملبس) والمضمون (لا أذكر مرة واحدة ذهبت فيها لوحدها إلى السوق أو العيادة أو أي مكان إلا وجاءتني بقصة تحرش أو مضايقات: حتى وأنا معها في أي مكان عام تنفعل لماذا هذا أو ذاك ينظر إليّ وكنت دائماً أتجاوز الموضوع أو أبين لها أنه شيء طبيعي نحن دائماً ننظر للناس الذين حولنا لا شعورياً وأنه من المستحيل نمشي في مكان عام ونحن مغلقو العيون وأن هذه النظرات لا معنى لها ولما زاد الموضوع عن حده قلت لها كيف عرفت أنهم ينظرون إليك قالت أنها تراهم قلت لها أليس معنى ذلك أنك أنت أيضاً تنظرين إليهم ومن يومها أقلعت عن ذلك السلوك).
أنا أيضاً لا أخلو من بعض الاضطرابات النفسية التي لازمتني سابقاً وهي بالتحديد الرهاب الاجتماعي فقد كنت أتوتر بشدة عند الحديث أمام الناس وتظهر علي كل الأعراض من زيادة ضربات القلب والتلعثم فقد كنت أشفق على نفسي بعد كل حادثة وألومها كثيراً وبعد البحث عن الأسباب عرفت العلة وقد تغلبت عليها بشكل كبير بالتدريب والآن لا أعاني منها إلا في حالات نادرة جداً وأسيطر على الموقف فواراً بالاسترخاء وأخذ نفس عميق وأفضل لزوم الصمت أو توجيه الأسئلة إن كنت غير ملم بالموضوع أولا أخاف من كلمة لا أدري إن لم تكن عندي إجابات.
الحالة موضوع الاستفسار
ابني البكر ولد سنة 2005 بعملية قيصرية وعند ولادته حصل له اختناق بسيط ووضعوه في الحاضنة لمدة يومين وبعدها سارت الأمور بشكل طبيعي كبر ككل الأطفال إلا أنه عانى من صعوبة في الكلام حتى السن الثالث من عمره وهذا ما حصل أيضاً مع أخيه الأصغر وقد قالت لي الوالدة أنه أيضاً حصل معي.
خلال فترة نموه لم ألا حظ عليه أي ملاحظات غير عادية كان يحب الألعاب (الأولاد) من مسدسات وسيارات وما شابه ذلك إلا أنه لم يعلب كرة قدم وهذا شيء طبيعي نتيجة للمجتمعات المنغلقة وطبيعة عملي لكن أيام العطل نذهب للصيد والسباحة وكان يستمتع بها كثيراً .
ولما كبر وصار عمره 10 سنوات لاحظت عليه كثرة الوقت الذي يقضيه على ألعاب الكمبيوتر ونوع من الانعزال وقد شرحت له مضار ذلك وكان يستجيب لفترة ثم يعود حتى أني حددت له ثلاثة ساعات يومياً علماً بأن ذلك لم يؤثر على تحصيله الدراسي فهو متفوق في كل المواد وكذلك لاحظت عليه نوعاً من الانعزال ومحاولة التهرب من أي نقاش أو كلام وكذلك نوع التأسف المبالغ فيه أو الإحساس بالذنب وقد شرحت له كثيراً أنه ليس عليه التأسف إلا إذا كان مخطئاً.
الخلاصة:
خلال طفولته لم تظهر عليه أي نوع من اضطراب الهوية. لم يحصل أن لبس لباس البنات أبداً أو تشبه بهم أمامنا.
كان له أصدقاء أولاد قليلون جداً خارج المدرسة وذلك طبيعي فنحن هنا في مجتمع شبه منغلق الصداقات فيه محدودة جداً.أمه لا صداقات عندها إلا من الأقارب.
18/6/2018
رد المستشار
الأخ الفاضل "سيدي محمد" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك ومتابعتك لخدمة استشارات مجانين بالموقع.
بالنسبة لحالة ابنك كانت المعلومات التي أوردتها في رسالتك السابقة كافية وقد أجابك مستشارنا الأنشط أ.د سداد جواد التميميوأوضح لك أن ما يحتاجه ابنك هو الاقتراب منه ومعرفة ما يجول داخل نفسه من أسئلة وصراعات، وأنه يحتاج فعلياً إلى التعرف على هويته من خلال علاقة طبيعية دافئة مع الأب وأفراد الأسرة..... فربما ميله للانعزال جعل مصدر معلوماته الأوحد هو الإنترنت وكثيراً ما تكون المواضيع المنشورة عن التحول الجنسي والشذوذ بشكل عام مكتوبة بشكل يحدث كثيراً من القلق والارتباك في أذهان المراهقين.
هو يحتاج إلى الكلام وطرح الأسئلة وتصحيح المفاهيم وهو ما يتم من خلال علاقة مع شخص راشد يفضل كما أشار عليك د. سداد أن يكون أنت ما دام ذلك ممكناً.... أما إذا كان الأمر صعباً عليك أو كنت لا تقوى عليه بسبب مشكلتك النفسية الشخصية فإن عرضه على طبيب نفساني سيكون هو طريق حل المشكلة.
وأخيراً أهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.