عبادات فقهية
السؤال الأول: حكم المذهب بين الفقهاء وإعطاء الحكم الشرعي دون دليل بل الاجتهاد فيه (مثلاً المالكي أو الشافعي رحمهما الله اجتهدا في مسألة معينة ولم يعطيان الدليل الشرعي حول هذه المسألة هل آخذ منهما باعتبار لا يوجد دليل بل وجد اجتهادهما في قضية اختلف فيها العلماء الأربعة)
والسؤال الثاني:
السلام عليكم
ما رأيك؟؟
سؤال : إذا اختلف العلماء في مسألة معينة فالمرجع الكتاب والسنة وإذا شككنا في مسألة بلع البلغم هل هي تفسد العبادة أم لا نقول لا تفسد العبادة ما لم ينزل بذلك دليل شرعي واضح
ولو أن البلغم من الناحية العلمية الصريحة من الخبائث والمستقذرات لما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الذي يصلي بمسحها في ثوبه وذلك نستنبط دليل على أنها دليل واضح من الرسول صلى الله عليه وسلم ليست من الخبائث والمستقذرات وأن المقرر عند العلماء أن مفسدات الصيام توقيفية على النص فلا يجوز لنا بفساد أحد من الصائمين إلا وعلى ذلك دليل شرعي ولأن الأحكام الشرعية تفتقر في ثبوتها إلى الأدلة الصحيحة الصريحة ولا أعلم بدليل على أن بلع النخامة يفسد الصيام ولكن ينبغي للإنسان أن يتحفظ منها ما استطاع إلى ذلك سبيلا ولا سيما إذا وصلت إلى باطن الفم لأنها ممن يتحكم بذلك الإنسان بما أنها وصلت إلى حكم الظاهر ولكن لو أعاد ابتلاعها مرة أخرى لا جرم أنها من جملة الريق وغلظها لا يدل على خروجها من جملة الريق فإذا استطاع الإنسان أن يلفظها فهذا الذي ينبغي له وأما إذا ازدردها فلا أعلم بوجود دليل ببطلان صيامه والأصل الصحة والأصل براءة الذمة والله أعلم
30/5/2018
رد المستشار
أهلاً بك وسهلاً يا أيمن، وبأسئلتك التي كنت كسولة جداً في الإجابة عنها.
أما سؤالك الأول: فلا يوجد شيء في الفقه اسمه حكم بغير دليل!! قد لا يذكرون الدليل مع الحكم جنبًا إلى جنب، لكن من المستحيل وجود حكم غير مبني على دليل، لأن الفقيه حينئذ يصبح مشرعاً من عند نفسه، والحقيقة ان المشرع هو الله، لا الفقيه المجتهد ولا غيره. والاجتهاد ليس إلا بذل الجهد في فهم الأدلة واستنباط الأحكام منها.
وأما سؤالك الثاني: فلكأني أراك ضقت ذرعًا بحكم ابتلاع النخامة في الصوم وبقول بعض المذاهب أن ذلك مبطل للصيام! ولعل ضيقك قد تحول إلى فكرة تشغل بالك، وتحصر ذهنك في ما تشعر به في حلقك، أو بعبارة مختصرة: تحول إلى وسواس إبطال الصيام بابتلاع البلغم.
المسألة خلافية كما تعلم، وإن كنت لا تعلم دليلًا فهذا لا يعني أنه لا يوجد دليل وكما يقولون: (عدم الوجدان لا يعني عدم الوجود)، ولكل مجتهد دليله وفهمه.
ورغم الاختلاف فالأمر بسيط لا يحتاج إلى هذا التهجم، وهذا الإنكار على من أزعجك اجتهاده، اعمل بالقول الذي يريح أعصابك، ويزيل المشقة عنك والوساوس، وصيامك صحيح، ولا يشترط أن يكون عملك موافقًا للمذاهب كلها حتى يكون مقبولًا عند الله تعالى.
وفقك الله، وتقبل طاعتك، وكل عام وأنت بخير.
أ. رفيف الصباغ