الوساوس في الشرك
السلام عليكم، أنا شخص مصاب بالوسواس القهري ومنذ شهرين أتتني وساوس بأنني أشرك فشعرت بحزن شديد وبدأت الوساوس تكثر علي حتى أصبحت كالمشلول لا أحرك رأسي خوفاً من السجود لغير الله فيقول لي إذا أومأت برأسك فقد سجدت لغير الله
وما ألتقط أي شيء من الأرض لأنه يقول لي أنني سجدت وإن انثنت ركبتي فهو ركوع وفي الصلاة آخذ وقت طويل كي أتأكد من أني سأسجد لله لا للتخيلات التي يرسلها دماغي
يعني أنا في حالة يرثى لها وتأتيني أفكار بالانتحار ولا أعرف ما أفعل؟؟
فأنا الآن مكتئب فعلياً بسبب الوساوس التي جعلتني لا أتحرك، وبسببها سخر الناس مني وبسببها سمعت ما لا يطاق!!
7/7/2018
رد المستشار
الابن العزيز الفاضل "ياسين" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
بدأت استشارتك بعد السلام، بقولك: (أنا شخص مصاب بالوسواس القهري).... فهل تعرف جيداً ما هو الوسواس القهري ؟؟ فهو اضطراب نفسي، يتميز بتسلط فكرة (أو صورة أو نزوة أو رغبة أو شعور) معينة على العقل (مثل الشك في انتقاض الوضوء أو مثل فكرة أنك إذا حركت رأسك فقد سجدت لغير الله). ويصاحب ذلك تكرار فعل معين بدون داع (مثل تكرار الوضوء لعدة مرات متتالية) أو تحاشي أفعال معينة (مثل تحريك الرأس أو التقاط شيء من على الأرض) مع أن المريض يدرك تماماً ما يفعله بل وأحياناً يحس بأنه لا لزوم لتكرار هذا الفعل ولكنه يجد نفسه مدفوعا لتكراره، أي أنه يتميز بعرضين رئيسيين هما الوساوس (أو الأفكار التسطلية) والقهور (أو الأفعال القهرية) وما هيالمسؤولية الدينية لمريض الوسواس القهري
فإذا كنت مدركاً لما سبق فإن التصرف الصحيح حيال هذا الوسواس المزعج هي أن تهمله وألا تبني أي سلوك عليه.... أما أن تصدقه فهذا معناه عدم إدراكك لآلية مرضك أو أنك تعاني من اضطراب أشمل.... وفي الحالتين لابد إن لم يكن شرحنا هنا كافيا لزوال معاناتك أن تلجأ لطبيب نفساني.
أغلب الظن أنك لا تصدق ما يقوله لك الوسواس لكنك في نفس الوقت تخاف من عدم تنفيذ ما يقترح عليك وهذا هو مريض الوسواس القهري الذي يحتاج إلى العلاج من خلال التدرب على إهمال الوسواس بعد تتفيه الأفكار الوسواسية التي تقتحم وعيه بغض النظر عن محتواها...... شركياً أو اكتئابياً أو انتحارياً حتى..... كلها وساوس تافهة عليك إهمالها.
غالباً ما أنصح المرضى المشتكين من مثل شكواك يا "ياسين" في محل ما من علاجهم -وبعد أن أتأكد من أن التشخيص وسواس قهري- ليس فقط بأن يهملوا المحتوى الفكري للوساوس ماضين في حياتهم وعباداتهم، وإنما بأن يستفزوا الوسواس مثلاً بوضع كرسي أمام سجادة الصلاة فهم بذلك يستهزئون بالوسواس وهو ما يساعد جداً في إضعاف قدرته على الإلحاح.....
وبعد تشخيص حالتك..... يبدأ العلاج النفساني والذي يفضل أن يكون بطريقة الع.س.م المدعم عقّارياً بأي من الم.ا.س.ا..... وباكتمال الفهم والعلاج ستصبح قادراً على الحركة بحرية والعبادة بحرية رغم محاولة الوسواس تعجيزك، سر النجاح هو أن تصر على عدم التحاشي لكل ما يسبب الوسواس وعدم الاستجابة لكل ما يقوله الوسواس..... مذكراً نفسك دائماً بأنه الوسواس الكذاب وليس أنا.
نتمنى لك سرعة التعافي وأهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات .
واقرأ أيضاً:
الحياة باتت مأساوية ! ...وساوس كفرية
التعليق: إن الشيطان إذا لم يقدر بالمعاصي دخل باب الطاعات ليفسدها. وهنا نقول لا تنصت للشيطان . ولعلمك أنه وسواس إن جاءك فتعوذ منه وابتسم لأنك عرفته ثم تخيل أنك ترفسه بقدمك وقم بتغيير حالك
وإن أمرك بشئ تراه غير منطقي افعل العكس كعناد ومع الوقت ستسيطر على أفكارك..
تخاف من الشرك وتفكر بالانتحار أمر متناقض