أعاني من اللامبالاة والعدمية...
لا أعرف من أين أبدأ وكيف أصف مشكلتي، وضعي العائلي لا بأس به بالنسبة لي على الأقل والداي منفصلان منذ كنت رضيعة عشت حياتي مع أمي إلى الآن. والدي لا ألتقي به إلا مرة أو مرتين في السنة ولا أحب أن ألتقي به ليس لأنه شخص سيء ولكنني لا أنسجم معه أو مع إخوتي وعندما أذهب أشعر بالتقييد وأنني وضعت في قوالب وأنني سيتم الحكم علي لا أعرف كيف أبدأ معهم حديث ولا أرتاح بالتواجد معهم وهذا يحدث أيضاً مع كل الغرباء الذين قد تضطرني المواقف للاحتكاك بهم.
أما والدتي فهي طيبة وتدللني ولكن تقيدني وتتحكم بأصغر أمور حياتي وغالباً تمنعني من الخروج لصديقاتي وأي مكان بدونها بغرض الخوف والحرص على هذا الأمر يزعجني ولكن ليس بقدر كبير فأنا لا أملك الكثير من الصديقات ولا أحبذ الخروج وملاقاة الأشخاص كثيراً ماعدا بعض الأقارب الذين تربطني بهم علاقة وطيدة منذ الصغر. في مراحل طفولتي كنت انطوائية ووحيدة في مدرستي وأي مكان أذهب إليه أجد صعوبة في تكوين العلاقات كنت أجلس وحيدة وأجد صعوبة في التكيف والتفاعل مع محيطي ""وهذه المشكلة ملازمة لي إلى الآن التغيير فقط في أنني لم أعد أجد الرغبة في التفاعل"" ومن النادر تجدني ألعب مع أحد الزملاء
تعرضت لبعض التنمر والتحرش لا أذكره كثيراً الآن ولا أشعر أنه أثر علي، مرت مراحلي الدراسية كما هي كان مستواي الدراسي يتفاوت من متوسط إلى مقبول لا أذكر أنني يوماً بذلت جهداً في الدراسة لم أهتم يوماً بأن لدي امتحان في اليوم التالي، يظهر علي البرود دائماً كما يصفني الأشخاص من حولي بعديمة الإحساس والباردة ولكن الحقيقة بداخلي أشعر أني لست باردة فأنا أتفاعل بداخلي وأتوتر أو ينقبض صدري بحسب الموقف صحيح أنه يظهر أني باردة الشعور لكن لست كذلك أو على الأقل ليس بالقدر الذي أوصم به.
تركت الجامعة العام الماضي لأن مستواي الدراسي متدني جداً فأنا لا أبذل أي جهد في الدراسة عدت هذا العام للجامعة لأعيد سنتي الأولى أملاً في أن أحقق مستوى أعلى وبحسب خبرتي بنفسي أخاف أن أعيد الكرة بسبب اللامبالاة التي أعاني منها عندما أحاول بذل جهدي في شيء أدخل في حالة اللامبالاة ولا أي شيء يمكنه أن يحفزني أصير لجماد غير مهتم ولا يشعر اعتمدت على الحظ في كثير من أمور حياتي فأنا لا أحاول أن أبذل جهداً في الحصول على أي شيء مهما كانت شدة رغبتي به لدي هوايات أحبها كالرسم والقراءة ولكنني دائماً ما أؤجلها وأمارس أحلام اليقظة تأخذ أحلام اليقظة من وقتي الكثير ولا أستطيع أن أمنع حدوث ذلك أثناء الاستحمام أثناء الطبخ أثناء أي عمل أقوم به دائماً ما أسرح في خيالاتي بدون إرادة مني.
تمضي أيام وشهور وسنوات وأنا في نفس المكان بدون فعل شيء لدي الكثير من الرغبات والأحلام ولكن لا أملك الإرادة لفعلها وأماطل أشد المماطلة ثم عندما أفكر وأتعمق بالأمر أجد أنه بلا معنى ولا يستحق بذل جهد لا أعرف إن كانت مشكلتي واضحة أحياناً تنتابني رغبة وإرادة جامحة لتحقيق شيء أرغبة فأبدأ باتخاذ التدابير وأهيئ نفسي وأتخيل نفسي حققته ولكن للأسف هذه الحالة لا تستمر لأكثر من يوم نصحتني صديقتي أن أجد شيء يشدني ويثير شغفي وأجد نفسي من خلاله ولكن الأشياء التي تتطلب جهداً لا تجدي معي نفعاً وسرعان ما أفقد الرغبة بها، فقررت أن أتعايش مع نفسي لكن أعلم أن العيش بهذا الشكل حقيقةً بلا معنى.
لا أفكر بالزواج ولا أرغب به لا أريد لأي شخص أن يشاركني حياتي الفكرة تبدو سيئة أن شخص آخر سيشاركني كل تفاصيلي ويتحكم بي ويكون ملازماً لي ولا أريد الإنجاب لا أتحمل حمل مسؤولية إنسان آخر على عاتقي. علاقاتي الاجتماعية متذبذبة بعض الأشخاص أرتبط معهم لفترة بسبب موقف وتقوى علاقتنا وسرعان ما أمل منهم ولا أعود أكلمهم مع أنهم يحاولون التواصل معي.
أخاف من المستقبل تراودني كثيراً أفكار بالانتحار فلا أجد أهمية للحياة ولا أجد إلا الفراغ والعدمية، لا أذكر أنني تفاعلت يوماً في أي شيء بكامل جوارحي وشعوري دائماً أجد نفسي منفصلة بوعي وأحكم وأعلق على الموقف كأني أشاهده من الخارج. أخشى من أن يحكم الناس علي وأشعر أن الآخرين يراقبونني فلا أتصرف بتلقائية.
أعتذر فاستشارتي غير مرتبة ما أريد أن أعرفه هل أعاني من اضطراب ما أم أنها أمور طبيعية؟.
أشكركم على هذا الموقع استفدت منه كثيراً وتشجعت أن أستشيركم.
17/7/2018
رد المستشار
شكراً ْعلى استعمالك الموقع.
ملخص الصحة العقلية للاستشارة
أعراض موجبة
وصف لأعراض تفارقية متعددة مع مشاعر زورانيةّ حول مراقبة الناس
أعراض سالبة
عدم المبالاة وضعف أو غياب الاندفاع
أعراض معرفية
لا يوجد
التوازن الوجداني
موقع اكتئابي مزمن مع أفكار انتحارية
ملخص الأبعاد الأخرى للاستشارة
مشاكل السلوك
تجنب الآخرين وتدهور الأداء الوظيفي
بصيرة
استبصار عالٍ
مواد كيماوية
لا إشارة إلى سلوك إدماني كيمائي
الصحة الجسدية
لا توجد إشارة إلى مشاكل صحية
التعليق:
كثيراً ما تتم صياغة حالة مشابهة لحالتك في إطار اضطراب الشخصية والسلوك التجنبي بسبب ظروف بيئية قاهرة ونظام عائلي أجحف بحقك.
ولكن هناك الكثير من البشر التي لا تختلف سيرتهم الذاتية عن سيرتك في وجود ظروف عائلية غير صحية وتعلق مضطرب مع الأبوين، والتعرض إلى التنمر في مراحل الدراسة. مع ذلك يتجاوز الأغلبية منهم هذه الظروف وينتقلون إلى مرحلة جديدة في الحياة لمواجهة تحديات الحياة وتصميم المستقبل. هذا لم يحدث معك.
ما يحدث أحيانا هو أن الظروف البيئية تدفع الإنسان إلى مسار اكتئاب مزمن وطفيف في البداية ويدخل في عملية تفارق من محيطه ومن ذاته أيضاً ولا يجد معنى للحياة ولا يعرف ما هو الطموح والمستقبل. يتدهور الأداء الوظيفي ويترك تعليمه وينتكس الاكتئاب بين الحين والآخر ويفكر بأن نهاية الحياة أحيانا أفضل من استمرارها. هذا ما حدث معك.
التوصيات:
١- تتوجهين نجو استشاري في الطب النفسي وأنت بحاجة إلى عقار مضاد للاكتئاب وعلاج كلامي بالإضافة إلى برنامج تأهيل نفسي واجتماعي.
٢- استجابتك للعلاج قد تكون بطيئة ورحلة العلاج لا تقل عن عامين.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
اضطرابات وجدانية: اكتئاب مضاعف Double Depression
التعليق: غالباً أنت لا تستطيعين فعل أي شيء إلا عندما تشعرين بأنك دخلتي في مرحلة الخطر مرحلة الخطر هي مرحلة إن لم تفعلي ما تريدين أن تفعلين فستكون العاقبة ليست جيدة مرحلة الخطر تأتي قبل وقوع النتائج بساعات مثال : عندك اختبار ، ما بتذاكري إلا قبل بيوم أو بنفس ليلة الاختبار الخوف والتفكير بالمستقبل هو المحفز الوحيد
أنا مثلك أيضاً مررت بتلك المرحلة ،مرحلة تخبط خصوصاً عندما تعمقت بالدين وكان مستقبلي ضائع بسبب الحرب أنا الآن بدأت أنجح بالخروج من المأزق يلي كنت فيه ،يلي هو إني ما كنت أقدر أعمل شيء أبداً بحياتي كنت أخطط وأستجمع قوايَ وأستدعي المحفزات لكن بدون فائدة إجبار النفس هو الحل الوحيد يلي نفع معي لا تردي على نفسك
أجبريها وذكريها دائماً بالعاقبة الوخيمة إن بقيتي على حالك لا تدلليها ولا تتعاملي معها بـ لين ، كوني قاسية وحازمة وصارمة لا تدعي لها الفرصة بأن تبدي رأيها أو تعطي كلمتها كوني دكتاتورية معها واجعلي كلمتك هي العليا
اتبعي معها سياسية "لا أريكم إلا ما أرى" الإسلامية ! هي فترة وبتمر بعدين راح تشوفي نفسك قوية بالفعل، قادرة على التحكم بنفسك ،نفسك راح تمشي ورأكي بدون ما تحكي ولا حرف بدون ما تعارض
بعدين غالباً راح توصلي لمرحلة موازنة بينك وبين نفسك بحيث تتقاسمين معها الحياة ولكن بعد الترويض. لا يشعر بكِ إلا من مر بتجربتك