ساعدوني أرجوكم....
لا أعلم ما الذي يحدث لي قالوا لي وساوس قهرية ولكن أرى أنها أفكار حقيقية لا أفرق بين الشك واليقين بل أراه يقينا لا أثق في نفسي بأني قمت بشيء ما
في البدايات أعيد الوضوء والصلاة والاستنجاء والصيام كثيراً بل أصبحت كل ما أصوم رمضان بأنه خطأ وأقوم بقضائه لأنه فسد صومي
الآن بعد الذهاب إلى المستشفيات ما زلت أعيد لكن بقلة لكن أصبحت لا أثق في نفسي بأني قمت بهذا مثلاً لا أثق بما تشاهده عيني بوجوده ولا بما أسمعه
لا أعرف الحقيقة واليقين من الشك والوهم في عبادتي يعني كل شيء عندي يقين وحقيقة بأني لم أقم مثلاً بالصلاة أو الوضوء
أطيل في دورة المياه لعجزي عن معرفة انقطاع البول، لا أستطيع أن أقرر أن البول انقطع لأستنجي !
أحاول ولا أستطيع كأن عقلي خارج دورة المياه.!.
20/7/2018
رد المستشار
الأخت الفاضلة "سماح" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
لم أفهم بوضوح ما تقصدين بقولك (الآن بعد الذهاب إلى المستشفيات) ؟؟ هل تقصدين بعد فعل أقصى ما يمكن فعله؟ وقد فعلته مضطرة أم تقصدين تدهوراً أصاب الحالة؟ أم أن أحدهم قرر أن تدخلي المستشفى النفسي لمدة ما لم توضحيها ؟ أم المقصود أن بعض التحسن حصل في أشياء بينما تدهورت أخرى؟؟
صحيح هذا وسواس قهري كالمعتادـ لكن الحقيقة أنك أنت يا "سماح" مختلفة فرغم عملي على مدى ما يناهز العقدين من الزمان على علاج مرضى الوسواس القهري إلا أني نادراً ما صادفت من تستطيع التجريد والتحليل والنفاذ إلى جوهر الأعراض الوسقهرية كما فعلت أنت بكل السلاسة في إفادتك...
تقولين (قالوا لي وساوس قهرية ولكن أرى أنها أفكار حقيقية)... ومن قال أن الوساوس القهرية ليست أفكارا حقيقية ؟؟.. هي أفكار كالحقيقية لا تختلف عن غيرها من الأفكار في عقلك إلا في أن مصدرها هو الوسواس وليس عقلك وأحياناً يكون محتواها شاذاً أو مستغرباً أو بعيد الحدوث.
وتقولين : (لا أفرق بين الشك واليقين بل أراه يقينا لا أثق في نفسي بأني قمت بشيء ما) مشكلتك ليست في التفريق بين الشك واليقين وإنما هي في التيقن من اليقين أنه يقين مثلما هي في التيقن من الشك أنه شك وهذا ناتج عن التفتيش في دواخلك أو معلوماتك الداخلية والتفتيش في الدواخل آفة الموسوس .... فالوسواس ببساطة لديه قدر من القدرة على الفصل بين الموسوس وبين دواخله (مثل الذاكرة، والمشاعر والنية، وحتى الأحاسيس المباشرة....إلخ) بما يوقع الموسوس في الشك والذي يدفعه إلى محاولات استبطان أكثر فتكون النتيجة شكاً أكثر وعذاباً أكبر.... ولذا ليس غريباً وليس جنونا كذلك أن تقولي : (لا أثق بما تشاهده عيني بوجوده ولا بما أسمعه).
وتقولين كذلك (أطيل في دورة المياه لعجزي عن معرفة انقطاع البول لا أستطيع أن أقرر أن البول انقطع لأستنجي أحاول ولا أستطيع كأن عقلي خارج دورة المياه)... هذه مشكلة ذات علاقة بمشكلة خلل الاستبطان فما يحدث هو أنك تعجزين ككثير من الموسوسين عن الشعور باكتمال الفعل أو كفاية ما فعلت وحين تحاولين استبطان نفسك لتستشعريه تقعين في فخ الانفصال عن الدواخل وهي هنا الشعور باكتمال التبول أو التغوط ... وربما لاحقاً باكتمال الاستنجاء أو التطهر فتطيلين ليس فقط في استكمال الإخراج وإنما في إنهاء الاستنجاء أيضًا... وهذه المشكلة كسابقتها وككل المشكلات المتعلقة بالوسواس القهري يا "سماح" لها حلها في الع.س.م المدعم بالعقاقير العلاجية إن أردت ...
المشكلة الحقيقية هي أولاً: في إتاحة الع.س.م (العلاج السلوكي المعرفي) وثانياً: في توفر الم.س.م (المعالج السلوكي المعرفي) المدرب التدريب اللازم على علاج مرضى الوسواس القهري ذوي الأعراض الدينية.... أغلب الدول العربية تجدين فيها صفراً كبيراً ... لا شيء من هذا ولا ذاك ,,, فما تجدينه غالباً هو الطبيب النفسكيميائي الذي لا يعرف إلا وصف العقاقير... وإن توفر الأول أي من يقوم بالع.س.م فسيكون الطبعة السائدة التي تعلم صاحبها هذه الطريقة العلاجية من كتب غربية وعلى يد مدربين غربيين ولذا تجدين أمهرهم أبعدهم عن الوعي الفقهي الذي أنت بحاجة إليه قبل كل شيء... ما أتمناه هو أن يجيء اليوم الذي يتوفر فيه الم.س.م المطلوب لعلاج أمثالك معرفياً وسلوكياً.... لكن عليك بكل تأكيد وبغير مجال للجدال يا "سماح" أن تستخدمي المتاح لك من سبب العلاج حتى يتيسر الأفضل.
ويمكنك أن تستفيدي كثيراً من متابعة ومراجعة المعروض على مجانين عن الوسواس القهري خاصة ما تكتبه فقيهتنا أ. رفيف الصباغ وما أكتبه أنا.
وأخيراً أهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات .