أريد مســـاعدة أخي..
بعد السلام والتحية.. لي أخوان توأم أولاد ..كل واحد يختلف عن الثاني شكلاً ومضموناً أعمارهم 14 الأول : يحب السيارات والكرة ولبس الثوب وجمعة الأولاد وكل شيء يدل على أنه ولد....
بس الثاني : يحب البنات والتلفزيون ويجلس مع البنات ويلعب معهن ..يلاحظ لبس أمي ولبسي ويبدي رأيه ..كثير مرة شفنا له تسجيل فلم فيديو مصور نفسه وهو يرقص ولابس فرو بنات وماسك المايك ويترقص!!!
أطلب استشارتكم وخبرتكم في تربية الأولاد من مثل أخي كيف أتعامل معه ؟ وكيف نتصرف ؟؟
مع العلم أننا جلسنا معا كم مرة وقلنا له هذا الذي تسويه الرقص ولبس العباية غلط وبينا له أنه للبنات بس
لكم مني كل الشكر والتقدير.
19/8/2018
رد المستشار
الابنة العزيزة "ريم" أهلاً وسهلاً بك وشكراًعلى ثقتك، ما يعاني منه أخوك قد يكونُ علامة على أو شكلا من أشكال _والحقيقة أن ما قدمته أنت لنا لا يكفي لوضع تشخيص معين_ ما نسميه في الطب النفسي باضطراب الهوية الجنسية في الطفولة Gender identity disorder of childhood، أو ما أسميه خلل التناغم الجنسي ( الروح/جسدي)،
وهو اضطراب يبدأ في الظهور عادة في مرحلة الطفولة المبكرة (ودائمًا قبل البلوغ بمدة طويلة)، ويتميز بضيق مستديم وشديد بشأن الجنس الفعلي، مع رغبة (أو إصرار) على الانتماء للجنس الآخر، ويكون هناك انشغال دائم بملابس أو نشاطات الجنس الآخر أو كليهما مع رفض للجنس الفعلي.
وقبل توغل الفضائيات والإنترنت كان المعتقد على نطاق واسع هو أن هذه الاضطرابات غير شائعة نسبيًّا وإن لم تكن هناك دراسات في بلادنا (على حد علمي) عنيت بهذا الأمر، إلا أن الأمور تغيرت كثيرا بعد ما يناهز عقدين من الزمان على إتاحة الإنترنت لكل إنسان...
فهي الآن أصبحت شكوى متوترة وعلى كل موقع من مواقع الإنترنت التي تعنى بالأمور النفسجنسية تجدين عدداً لا بأس به من الحالات عندنا 108 فقط على مجانين، واقرئي عن تجربة مجانين ما كتبه د. سداد جواد التميمي في عدة مقالات عن ظاهرة الألفية الثالثة .
وتشخيص اضطراب الهوية الجنسية في الطفولة يقتضي وجود اضطراب في الإحساس الطبيعي بالذكورة أو الأنوثة (بالرغم من عدم وجود أسباب عضوية لذلك)، أما مجرد السلوك الصبياني بين البنات أو السلوك "البناتي" بين الأولاد فليس كافيًا للتشخيص، ولما كنا لا نعرف ما هي أفكار أخيك وما هي أحلامه وتوجهاته فإننا لا نستطيع تأكيد أي انطباع أخذناه من خلال كلامك فضلا عن أي تشخيص!
خاصة وأن السمة التشخيصية الأساسية هي رغبة عامة ودائمة عند الطفل للتحول إلى الجنس المقابل للجنس الفعلي (أو الإصرار على الانتماء إلى الجنس المقابل)، بالإضافة إلى رفض شديد لسلوك أو صفات أو ملابس الجنس الفعلي أو لهما جميعًا، وتظهر هذه الحالة أول ما تظهر بشكل نموذجي، أثناء سنوات ما قبل المدرسة.
ولاستخدام هذا التشخيص يجب أن تكون الحالة قد أصبحت جلية قبل الدخول في مرحلة البلوغ، وفي الجنسين قد يكون هناك رفض للأجزاء التشريحية الخاصة بالجنس الفعلي، ولكن هذه ظاهرة غير شائعة ولعلها نادرة.
والأطفال المصابون باضطراب الهوية الجنسية ينكرون وبشكل متميز أن هذا الاضطراب يسبب لهم أي إزعاج، وذلك على الرغم من احتمال ضيقهم بالاصطدام مع ما تتوقعه عائلاتهم أو أقرانهم منهم، وبالسخرية أو الرفض الذي قد يتعرضون له.
وما يعرف عن هذه الحالات أكثر في البنين منه في البنات، والنمط النموذجي هو أن يبدأ الأولاد من الذكور منذ سنوات ما قبل المدرسة بالانشغال بأنواع من اللعب والأنشطة الأخرى التي تمارسها الإناث بشكل نمطي ومتكرر، وكثيرًا ما يكون هناك تفضيل لارتداء ملابس الفتيات أو النساء، وقد تكون لديهم رغبة شديدة في المشاركة في ألعاب وهوايات الفتيات، ولعبتهم المفضلة هي غالبًا "العروس"،
كذلك فإن رفاق اللعب المفضلين يكونون عادة من الفتيات، ويبدأ النبذ الاجتماعي عادة أثناء سنوات الدراسة الأولى ويصل إلى ذروته غالبًا في مرحلة الطفولة المتوسطة في شكل سخرية مهينة من الأولاد الآخرين، وقد يقل السلوك الأنثوي كثيرًا أثناء بدايات المراهقة، مثلما قد يقل السلوك الذكوري في البنات أيضًا مع البلوغ، ولكن قليلاً جدًّا منهم يبدون تحولاً جنسيًّا في الحياة البالغية (ذلك بالرغم من أن أغلب الكبار المصابين بالتحول الجنسي يذكرون أنهم كانوا يعانون من مشكلة في الهوية الجنسية أثناء الطفولة).
وفي عينات مأخوذة من العيادات وجد أن اضطراب الهوية الجنسية أقل معدلاً بين الفتيات عنها بين الفتيان، ولكن ليس معروفًا ما إذا كانت هذه النسبة بين الجنسين تنطبق على المجتمع بشكل عام، وكما هي الحال في الفتيان، تجد بين الفتيات مظاهر مبكرة للانشغال بسلوك يرتبط بشكل نمطي بالجنس المقابل، فالفتيات اللاتي يعانين من هذه الاضطرابات يتخذن رفاقًا من الذكور ويبدين اهتمامًا شديدًا بالرياضة واللعب العنيف، كما أنهن لا يبدين اهتمامًا بالدمى (العرائس)، وباتخاذ الأدوار النسائية في ألعاب الخيال مثل لعبة "الأمهات والآباء" أو لعبة "البيت".
والبنات المصابات باضطراب الهوية الجنسية لا يتعرضن عادة لنفس الدرجة من النبذ الاجتماعي مثل الأولاد، بالرغم من أنهن قد يعانين من السخرية في أواخر الطفولة أو المراهقة، وأغلبهن يتخلين عن إصرارهن المبالغ فيه على أنشطة وملابس الذكور عندما يقتربن من المراهقة، ولكن بعضهن يحتفظن بهوية الذكور وقد يتابعن التوجه باشتهاء الجنس المماثل homosexual.
ونادرًا ما يصاحب اضطراب الهوية الجنسية رفض مستديم للأعضاء التشريحية الخاصة بالجنس الفعلي، ففي الفتيات يأخذ ذلك تأكيدات متكررة على أن لديهن قضيبًا، أو أنه سينمو لهن قضيب، وقد يرفضن التبول وهن جالسات أو قد يؤكدن على رغبتهن في ألا تنمو لهن نهود أو تكون لديهن دورة شهرية.
مسألة أنه مختلف تماما عن توأمه قد تكونُ غير ذي علاقة بالموضوع فهو مختلف عن معظم الأولاد الذكور في سنه وفي غير سنه، وبالمناسبة فإن الطفل في سنٍ صغيرة ربما السنة الثالثة على الأكثر تكونُ لديه فكرة واضحة عن كونه ولد أو بنت ويستطيع غالبا أن يميز بين السلوكيات المناسبة اجتماعيا لكلٍّ منهما......،
وأحسب بذلك أنني أعطيتك فكرةً عامة عن أسوأ الاحتمالات التي يمكن أن تتوقع في حالة ولد يسلك مثل سلوكيات أخيك، إلا أن هناك احتمالات أخرى بعضها قد يكونُ أبسط، فمن الشائع جدا هذه الأيام أن يحصل المراهق على تشخيص متسرع عبر الإنترنت باضطراب هوية جندرية بينما مشكلته اضطراب نفسي آخر.
واقرئي في الموضوع:
أخي يقول هو فتاة ؟ وسواس أم خلل هوية ؟
أخو أنطونيلا يرد أن يصبح أنثى ...ما العلاج؟
اضطراب الهوية الجنسية:خلل التناغم الجنسي
الآباء والهوية الجندرية والتحول الجنسي م
وأنصح يا ابنتي بأن تعرضوه على طبيب نفساني بسرعة فهذا هو الأسلوب الأمثل للتعامل مع حالته الآن، لأن بإمكان الطبيب النفساني الذي يجري مقابلة إكلينيكية مع أخيك أن يفهم الحالة ويضع لها تشخيصا ويبسط أمامه وأمامكم بدائل العلاج المتاحة، وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين فبالتطورات تابعين .