حائر...
السلام عليكم..أشكر إدارة الموقع على الجهد المبذول..أبدأ قصتي الطويلة وسأحاول الإيجاز قدر المستطاع
أنا أب لأربعة أولاد اثنين من الذكور واثنين من الإناث، تزوجت في سن العشرين وأنا الآن في سن 44 عندما تزوجت كنت أعمل بمكان يبعد 500 كيلو عن أسرتي مما اضطرني للسفر إليهم مرة كل شهر لمدة ثلاثة أيام كانت تلك الأيام القليلة بمثابة الجنة بالنسبة لي ثلاثة أيام مع زوجتي المحبة وابني الأكبر وبنتي الصغيرة عائلة صغيرة سعيدة نستمتع بتلك الأيام الثلاثة وننتظرها كل شهر بفارغ الصبر،
ومرت الأيام ومنذ سبع سنوات استطعت شراء شقة بجوار عملي شقة محترمة ومجهزة بأفضل تجهيزات وانتقلت الأسرة للعيش معي الولد الأكبر في الثانوية وبنتي في الإعدادية ورضيعة عمرها عام كانت الأم مشغولة بالرضيعة وافتقدت أيامنا الثلاث التي كانت تتفرغ لي فيها وهنا بدأت المشكلة
بدأت البنت التي في الإعدادية التقرب إلي واللعب معي والجلوس بجواري والنوم بجانبي وتفتعل المستحيل للاستمرار كنت أنظر لها على أنها فتاة من لله وكنت فرحاً بها إلى أن كنا نياما في فراش واحد وكنت شديد الاحتياج لزوجتي فأخذت أتحسس ابنتي وانتابتني حالة من الهياج لم أستطع السيطرة على نفسي وبعد أن انتهيت مما أفعل فزعت وخفت وتذكرت الله وبكيت لدرجة أني تركت بيتي بحجة العمل لمدة ثلاثة أيام وجلست في فندق أحاول أن أفهم ما حدث وأستوعبه،
فكرت بالانتحار أو أن أسافر بعيداً وكنت في خلال المدة التي قضيتها بالفندق أستغفر الله وأصلي وأقرأ القرآن وأدعو أن يغفر لي الله ما فعلت ويلهمني الصواب وكيف أتصرف لست من النوع الذي يهرب من المشاكل أو المسؤوليات وما ذنب زوجتي وأبنائي فيما اقترفت وقررت أن أعود إلى بيتي وأن أعتبر الموضوع كأن لم يحدث أصلاً وعدت إلى بيتي وتجاهلت ما حدث تماماً ولكن البنت كانت تتعمد أن تثيرني بملابسها تحركاتها صدمت وقررت مناقشتها وأن ما حدث خطأ كبير وأن عليها أن تحترم علاقة الأب وابنته وأن تحتشم في الملابس والحركات،
كانت في نهاية الإعدادية عمرها حوالي 14 سنة واعتزلت في غرفتي لا أخرج منها إلا إلى الضروريات دخلت ابنتي الثانوية ورزقت بطفل آخر من زوجتي وبدأت مشاكل الابنة اكتشفت أنها تكلم شاب على التليفون فقلت لها أنا موافق أنه يأتي إلى البيت لخطبتك ففتحت وحددت له ميعاد ولم يحضر فقلت لها أنها صغيرة وأن العلاقات لا تبنى بهذه الطريقة وأنها عليها أن تركز في دراستها ووعدتني بتحسين سلوكها وعدم العودة لمحادثة الشباب وبعد عام تكرر نفس الأمر وأنها تحادث شاب على الإنترنت والتليفون وترسل له صور عارية وفاضحة جن جنوني وضربتها وهددتها بالسكين وتدخلت أمها فهدأت،
وفي صباح اليوم التالي لم نجدها في المنزل هربت وأخذنا نبحث عنها في كل مكان ولم نجدها غابت عشرون يوماً كاملة كنت أنا ووالدتها رح نموت كل ليلة واكتشفوا أن لها كثير من العلاقات مع شباب عن طريق الإنترنت والتليفون وبعد عشرون يوماً عادت بحكاية غريبة عن أنها كانت عند صديقة لها فرحنا بعودتها وقررنا أن نسامحها وننسى الماضي بعد أن أقسمت لنا على تحسين سلوكها والتزامها ورغبة مني في الاطمئنان أخذتها إلى دكتورة للتأكد من عذريتها والحمد لله كانت عذراء ولم يلمسها أحد،
قررنا نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة وانتظمت في دراستها وبعد عام تقدم لخطبتها شاب محترم من الجيران على خلق ووسيم ولديه شقة وعمل خاص ولأجل عدم فرض شيء عليها اشترطت أن تجلس مع الشاب وتكون صاحبة القرار بالموافقة أو الرفض وجلست معه ووافقت عليه وتم عمل خطوبة وتأجيل الفرح لحين الانتهاء من الثانوية ولكن بعد عام من الخطبة اكتشفنا أنها تكلم شاب عن طريق التليفون ضعفت عندما حكت لي أمها أن أخاها هو الذي اكتشف الموضوع وأنها لا تعرف أني علمت بالموضوع تحدثت مع زوجتي أن تتحدث معها وتعرف لماذا تكلم شاب وهي مخطوبة فقالت أن خطيبها مشغول وأرادت أن تتسلى،
سألتها إن كانت تريد فسخ الخطبة إن كانت لا تريد خطيبها فرفضت والآن وفي النهاية أنا محتار ولا أعرف كيف أتصرف معها لقد تحدثت بأمانة عما حدث وأرجو أن أجد لديكم حل للتعامل مع ابنتي وكيفية إصلاحها علماً بأن زوجتي قمة في الأدب والتدين والإخلاص والبنت عنيدة وأنانية وتحب الملابس المثيرة داخل المنزل وخارجه ونحاول السيطرة عليها قدر المستطاع
أغيثوني وانصحوني
والسلام عليكم
29/8/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
رسالتك من شقين. الأول يتحدث عن ظروف عائلية معقدة قبل مرحلة الاستقرار العائلي٫ والشق الثاني يتعلق بسلوك آنسة في عمر ربما الآن في نهاية أعوام المراهقة. الرابط بين المرحلتين هو حادث سلوك جنسي بين الأب وابنته. هناك تفاصيل غير واضحة عن موقع البنت الاجتماعي والتعليمي وعلاقتها ببقية أفراد العائلة.
الإجابة على استشارتك قد تتم كما يلي:
١- وجود علاقة بين المرحلتين نتيجته سلوك متمرد من قبل البنت.
٢- وجود علاقة مباشرة بين استغلالك الجنسي لها وسلوكها.
٣- سلوك الفتاة لا علاقة له بالمرحلة الأولى واستغلالك الجنسي لها.
سلوك الفتاة المتمرد قد يكون مجرد مرحلة عابرة يمر بها الكثير في عمر المراهقة. قد يكون طاقم تفكيرها ونظرتها للحياة تختلف تماماً عن آراء الوالدين٫ وشبكتها الاجتماعية على أرض الواقع وعلى الإنترنت أكثر تأثيراً عليها. رغم ذلك لا يوجد في رسالتك إشارة لسلوك إدماني أو علاقة جنسية مع رجل على أرض الواقع.
لا يمكن القول بأنها تعاني من اضطراب نفسي أو اضطراب شخصية. يمكن حصر سلوكها في إطار تعرقل مرحلة النضوج العاطفي بسب عدم قدرتها على تلبية احتياجاتها الناقصة التي لا يعلم بها سواها.
التفسير الثاني هو وجود علاقة بين المرحلتين. نشأت الفتاة في عائلة تميزت بغياب الأب وتعلقها بك لم يكن سليما٫ ويبدو أن والدتها فشلت في سد هذا النقص بسبب حجم العائلة وغياب الزوج، عدم التعلق هذا نتيجته هو أن الفتاة وفي مرحلة البلوغ لم تستوعبك كأب يرعى ويحمي وإنما مجرد كائن من جنس آخر. أنت الآخر لم تستوعبها كابنتك وتفاعلك الغريزي معها يعكس تأزم علاقتك بزوجك٫ واستسلمت لدافع غريزتك الجنسية. قبولك بمشاركتها الفراش وهي في أعوام المراهقة يسقط اللوم عليك فيما حدث ولا يعفيك من التخطيط له.
التفسير الثالث هو تأثير صدمة الحادثة على الفتاة. هذا لا يمكن استبعاده وربما تأثير الصدمة عليها أشد بكثير مما تتصور. فشلت في رسم الحدود الواضحة لسلوكها لشعورك بالذنب تجاه ما حدث وأيضاً عدم احترامها لك كأب لأنك مجرد كائن آخر وأب غاب ورجع ولم يتعامل معها كما يتعامل الأب مع ابنته.
ما هي التوصيات؟
لكل مستشار توصياته ونصيحتي لك أن تتقرب منها ولا تعنف بها. تكلمها بهدوء ولا تشجعها على زواج أو خطبة. تعتذر لها عن غيابك عنها وتعلن مساندتك لها وقبولك بها بدون شروط٫ وكل ما تطلبه منها ضمان سلامتها. لا تتفحص هاتفها ولا تتدخل فيمن تحادث على الإنترنت ودعها تصدر هويتها الخاصة بها التي قد تشير إلى أب مساند لم يستغلها جنسياً.
وفقك الله