كيف أصبح اختصاصي نفسي إكلينيكي ؟ م
سؤال أكاديمي؟الفكرة اللي وصل لي أن الطب النفسي بيدرس الإنسان ككائن بيولوجي وبيركز في تركيبة أكثر ما يركز في هوه، والأخصائي النفسي بيدرس عقله وانفعالاته وإيه اللي ممكن يدور في عقله الباطن والبحر الكبير ده.
السؤال هل الكلام هذا صح وكامل؟
ولو مثلاً بقيت أخصائي إيه هي فرصي إني أسافر برة؟
وهل مصرح لي أفتح عيادة وشروطها؟
الكلام ده عن الأخصائي
أما الطبيب فأتخصص في النفسي إزاي؟
وأقدر أشتغل بعد التخرج على طول ولا؟
1/9/2018
رد المستشار
نرحب بك "عبد الرحمن" صديقاً دائماً لموقعنا هناك الكثير من الاختلافات التي تظهر بين علم النفس والطب النفسي، إلا أنهما يتشابهان في الطبيعة الأساسية في مجال معالجة وتحديد مشاكل الصحة العقلية حيث يعمل كل من العلاج النفسي والطب النفسي على دراسة الأُطر الواسعة في عملية البحث لتحليل وتصنيف الظواهر السلوكية الإنسانية التي تتسم بالتعقيد سواءً كانت طبيعية سوية أو غير طبيعية شاذة،
أما أوجه الاختلاف فمن الممكن تحديدها وتوضيحها عبر التعرف على المهام التي يؤديها علم النفس والطب النفسي كل على حدة، ومَن القائم على هذه المهام وتتجلى أهم الفروق بينهما عبر الآتي: •الطب النفسي: هو أحد فروع العلوم الطبية حيث أن الطب النفسي هو العلم الذي يهتم بدراسة أمراض العقل، ودراسة أعراضها، والأسباب التي تؤدي إلى حدوثها، والطرق العلاجية المناسبة لها، بالإضافة إلى معرفة جميع أنواع التغيّرات التي تُحدثها في جسم الإنسان وطرق الوقاية وسبل الحماية منها، إلا أن الطب النفسي يهتم بفهم المتلازمات المرضية وأعراضها المختلفة اعتماداً على المبدأ التشريحي الفسيولوجي، أي أنه يُعامل الأمراض، والاضطرابات العقلية كغيرها من الأمراض العضوية ذات الأساس الفسيولوجي.
علم النفس: هو العلم الذي يهتم بدراسة السلوك الإنساني ومكنوناته والأسباب التي تؤدي إلى ظهوره، بالإضافة إلى دراسة وفهم العمليات العقلية النفسية وآلية عملها والعوامل المؤثرة بها سلباً أو إيجاباً كعمليات الإدراك، والتذكّر، وبمعنىً آخر فإن علم النفس هو العلم الذي يعمل على دراسة السلوك، والعقل البشري، بطريقة علمية كآليات التفكير، والشعور، وكافّة جوانب الأفكار، والأحاسيس، والدوافع الواقعة وراء الأنماط والظواهر السلوكية المختلفة .
الطب النفسي: من المعروف أن الطبيب النفساني هو القائم على مهنة وعلم الطب النفسي حيث يتوجّب عليه في البداية دراسة الطب العام وممارسة التّدريب العمليّ المطلوب في أقسام الطب النفسي بحيث يتخلل هذه الممارسة التمرين المستمر على التعامل مع كافة أنواع المرضى الأطفال والمراهقين الذين يعانون من الأمراض والاضطرابات العقلية والسلوكية، وكذلك التدريب على التعاطي المطلوب مع الحالات الشديدة والشديدة جداً التي يُعاني منها البالغين من الأمراض العقلية وتشخيصها وأساليب علاجها.
علم النفس: يتوجّب على المهتم بعلم النفس ليرتقي إلى مستوى عالم نفس أو أخصائي في علم النفس الحصول على الدراسات العليا في العلوم النفسية، والتي قد تمتد من أربع إلى ست سنوات، حيث يدرس فيها أطوار الشخصية الإنسانية ومراحل نموها، وتاريخ المشكلات، والاضطرابات، والأمراض النفسية، وعلوم الأبحاث النفسية وأساسياتها، بالإضافة إلى أن الفرد يعمل طول فترة الدراسة على الوصول بنفسه إلى مرحلة من القدرة على فهم الاضطرابات العقلية والعاطفية وتشخيصها،
كما يتوجب عليه إتمام عملية التدريب لفترة من الزمن وتطبيق إجراءات طرق حل المشكلات، والنظريات النفسية، والعلاجات السلوكية، ليتمكّن بعد ذلك من الحصول على الترخيص الرسمي الذي يمكنه من ممارسة أعماله كعالم نفس أو أخصائي نفسي. •الطب النفسي: حيث إن الطبيب النفسي هو الحاصل على المؤهل العلمي الطبي في التخصص النفسي الذي يعمل على عملية ربط الدماغ كعضو من أعضاء جسم الإنسان مع العلوم النفسية، وآلية تفاعلها مع بعضها، ومدى مساهمتها في تكوين وخلق الأنماط الشخصية التي تُميّز الأفراد بعضهم عن بعض.
أما تدريب الطبيب النفسي فيكون بهدف تمكينه من القدرة على وصف الأدوية والعلاجات المناسبة كوسيلة من وسائل مساعدة الأفراد على التعامل مع المشاكل المختلفة. •علماء النفس: حيث تتم عملية تدريبهم على برامج ونظريات علم النفس التي تعمل على التركيز على الاهتمام بالعلاقات التي تربط الدماغ والسلوك الإنساني وأساليب البحث العلمي والنفسي، بالإضافة إلى تدريبه على كيفية وضع الخطط العلاجية لحل المشكلات السلوكية والتغلب عليها.
تختلف الأمراض العقلية والنفسية في طبيعتها باختلاف الأساس الذي تندرج منه مسبّباتها، حيث إن بعض الأمراض النفسية قد تنتج عن العوامل الداخلية والجينية، وقد تظهر بسبب العوامل الجسمية كإصابات الرأس الشديدة، والأورام الدماغية، وبعض حالات تلف المخ المصاحبة لتعاطي المخدرات، بالإضافة إلى الارتفاع العالي لدرجات الحرارة، وغيرها من الأسباب المتعلقة بالظروف الحياتية التي يعيشها الفرد كالصدمات المختلفة، والإرهاق الشديد لفترات طويلة.
وممّا سبق يظهر بأنه هناك بعض الأمراض النفسية قد يتم علاجها بالأساليب الحديثة أو ما يُسمّى بالمشورة التي يقدّمها الأخصائي النفسي، وقد يتعدّى وضع بعض الأفراد في الحالات المرضية المتقدّمة بحيث يحتاج إلى وصف العلاج الدوائي الذي يساعد على السيطرة والإدارة.
أما بالنسبة لاستفسارك وتساؤلك عن إمكانية السفر للخارج أو فرصة عمل للتخصص فالأرزاق بيد الله وعلينا السعي والإجابة والتوفيق من الله وثق تماما أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
مع خالص تمنياتنا لك بدوام النجاح والتوفيق الدائم ونرحب دوما بتساؤلاتك على موقعنا