ندم شديد...
السلام عليكم !!أرجو مساعدتي في مشكلتي!!، أنا طالبة أبلغ من العمر 17 عاماً.
بصراحة لقد واعدت شابا يكبرني بسنتين وبصراحة لأنه أقنعني بأنه جاد في الموضوع وأنه يحبني ثم ذات يوم طلب مني صوراً لي في البداية رفضت كثيراً لأنه عندي مبدأ ولكن بعد إقناعه لي أنه لن يراها أحد غيره بعثت صورتين لنصف وجهي فقط وليس كله
بعد فترة انفصلت أنا وهو بسبب عدم اتفاقنا وندمت ندماً شديداً لأني تخليت عن مبادئي وبعثت صوراً لي وأنا أعيش في مجتمع ليس متفتحاً كثيراً وندمي يكاد يتحول إلى اكتئاب وحزن وخوفي الشديد أن تصل هذه الصور إلى عائلتي بالرغم من أنه شاب جاد
أرجو إجابتي
كيف أتخلص من هذا الخوف والندم والمشاعر السلبية! ؟
16/8/2018
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لك الستر وكل الآمال.
ابنتي الفاضلة: ان الله عز وجل من أسمائه التواب، وهو يحب التائبين، ويفرح بعبده إذا تاب إليه، ويبدل سيئات التائبين حسنات، فعليك بحسن الظن بالله، فلا تلتفتي لوساوس الشيطان، فالتوبة النصوح تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وإذا وجد الإخلاص والصدق في التوبة، بدل الله السيئات القديمات بحسنات جديدات، فأبشري بالخير، وأكثري من الحسنات الماحيات، فإنهن يذهبن السيئات.
ابنتي الكريمة: أرجو أن تعلمي أن من تمام التوبة قطع العلاقة تماماً مع الشاب، والتخلص من أرقامه وإيميلاته، وكل ما يذكرك به، وأحذرك من العودة إليه بأية طريقة، وتحت أي مبرر.
فإذا صدقت في توبتك، وتوقفت عن مجرد التفكير في إعادة الكرة معه، أو مع غيره، فأبشري بالستر والخيرات، وثقي أن الذي ستر عليك وأنت على العصيان، أكرم من أن يفضحك أو يخذلك بعد أن تبت إليه، فسبحانه من كريم ديان.
واعلمي _ يا ابنتي _ أن الصورة التي أرسلتها للشاب لا تأثمين على احتفاظه بها ما دمت تبت توبة نصوحا، فتعوذي بالله من الشيطان حتى لا يستدرجك للعودة إلى ما كنت عليه، أو قد يحاول إيصالك إلى مرحلة اليأس من التوبة، فتعوذي بالله من الشيطان، ومن نفخه ونفثه وشروره، وتذكري أن الله قد أخبرنا أنه عدوا لنا، يقول تعالى: "فاتخذوه عدوا"، ولن نحقق عداوة الشيطان إلا بطاعتنا لله، والالتزام بالتوبة، وعدم العودة للمعاصي.
هذه وصيتي لك -يا ابنتي- بتقوى الله، ثم بالثبات على التوبة، ونبشرك بأن ربنا غفار، وعودي إلى سيرتك الأولى، بل ازدادي قرباً من الله، وطاعة لله، واستري على نفسك، واطردي الأفكار السيئة من رأسك، نسأل الله أن يحفظنا ويخفظك، واعلمي أن ربنا ما سمى نفسه غفاراً؛ إلا ليغفر لنا، ولا سمى نفسه رحيما؛ إلا ليرحمنا، ولا سمى نفسه توابا؛ إلا ليتوب علينا، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية.