الانتحار في فصل الشتاء
السلام عليكم أتمنى أن يكون الجميع بخير وبصحة جيدة ..أنا فتاة جامعية..أكره الجامعة كثيراً وأكره تخصصي أكثر; وضعي الأسري ليس بذلك الجمال أيضا منذ صغري وأنا أشهد تعنيف أبي لأمي الوحشي واهتمامه بآراء الناس أكثر منا, لقد كان يضربها كثيراً وعلى أتفه الأسباب أذكر ذلك اليوم الذي أخبرته فيه أن يتوقف عن ذلك فقال: اذهبي وإلا قطعت رأسك; كان عمري آنذاك 7 سنوات أو أقل لا أذكر تخيلته يقطع رأسي.
وهنا بدأت أصبح عديمة المشاعر على ما أظن, لدي أخت كبرى كنت أحبها جداً لكنها لم تفعل وأنا لا ألومها على الإطلاق فقد كنا صغاراً; أذكر أنها كانت تشعر بالحرج عندما ألتقي بأصدقائها في الثانوية مع أن شكلي لا يدفع للشعور بالحرج على الإطلاق, استمرت أمي بإنجاب أخوة لي وهم صغار ولطفاء وأحبهم جدا لكني لا أشعر بتلك الرغبة الشديدة لعيش حياة مديدة معهم كالأفلام! أريد لهم كل الخير وأحبهم لكن لا أدري سبب ذلك الشعور.
مهاراتي متعددة وأستطيع جعل أي شخص يحبني أستطيع صنع الصداقات بسهولة لكني لا أريد! في كل مرحلة من عمري أحصل على صديقة جيدة لكني لا أشعر بمشاعر الصداقة وحب الأصدقاء على الإطلاق, أحبهم وأحب الخير لهم لكني لا أحس بأي شيء, لكنهم يحبونني ويريدون أن نكون معا للأبد أستطيع الشعور بذلك..
لنرجع الآن إلى مشكلتي المحورية; هذه الأيام لا أشعر بشيء على الإطلاق, مبالاة عميقة وتدهور في الإيمان وكآبة سوداء لا ضوء فيها ' قلق لا منتهي والتمثيل أني بخير وأنا لست كذلك أبدا' بدأ هذا العذاب من المرحلة الثانوية (أعتدت أن أكون طالبة متفوقة بإبداع - ليس تفوق حفظ وحل بل كنت دوما آتي بطرق جديدة تبهر المعلمين)
حتى أن معلمة في المرحلة المتوسطة كانت تتنمر علي وتقول لماذا أنت مختلفة لماذا يحبك المعلمون في المدرسة لكني لم أنصت لها بل ساعدتها مرة في الترسيم أمام المفتشين! لكن كل هذا ولم يمدحني أحد في البيت - تفاقمت هذه المشاعر إلى أن انقلب وضعي وصرت لا أهتم بالدراسة !
لكن الأسوأ أن هذا حدث لي وأنا في أهم مرحلة في حياتي مرحلة اختبارات قبول الجامعة! لم أهتم بالاختبار وحصلت على معدل قريب من جيد وهنا ظهرت حقيقة أبي اتجاهي! لم يبارك لي النجاح حتى وقام بلوم أمي ومقارنتنا بالأقارب عزمت كل العزم على إعادة الامتحان من أجل أمي ودرست بكل جد لكن كانت نفس النتيجة! رغم كل ذلك الاجتهاد! اخترت تخصصا عشوائيا لأهرب من وجودي مع أبي وماذا فعلت!
سجلت للامتحان للمرة الثالثة وأنا أدرس في ذلك التخصص العشوائي في نفس الوقت لقد كان كفاحا حقا! لكن الأمور كانت تزداد سوء فحسب التقيت في المهجع شريكة غرفة سيئة حتى بعد مغادرتها الغرفة كنت لا زلت أتعرض للمعاملة السيئة منها ومن أصدقائها لكني لم أهتم.
ركزت فقط على هدفي واستمريت بالتمثيل أني بخير لكني لم أكن يوما كذلك ' درست بكل جد وبجهد مضاعف للغاية واجتزت الامتحان لكن! لم يكن معدلاً ممتازاً! كان جيدا فقط ولا يؤهلني لدخول أي تخصص جيد أفرح به أمي ...' سمع أبي بالأمر وغضب لعدم إخباري له باجتيازي للامتحان وقال لأمي ماذا كانت تتوقع أصلاً! مستواها منخفض من البداية 'وكأنه لم يعلم يوماً بمعدلاتي الدراسية السابقة.
أنا في الحقيقة أقرأ كثيراً وملمة بكل أمور الطاقة الإيجابية والتفاؤل وقانون الجذب 'أنا مثقفة جداً في هذا المجال لذا قررت اختيار تخصص التعليم (أصلاً ذلك كان التخصص الوحيد المتاح الجيد كما يزعمون) لكن حصلت على تخصص تعليم الفيزياء والرياضيات! قولت حسنا ليس هناك شيء صعب علي لكن تفاجأت كم أنا لا أحب هذا التخصص إنه يشمل الإلكترونيات وأشياء ليس لها معنى في التعليم إطلاقاً عكس التي أحب التصميم والابتكار والإبداع والجديد أيقنت أني في بركة ضحلة وأنا لست في مكاني على الإطلاق...
أكملت فقط لأهرب من أبي للمرة الثالثة ولم أكن أعلم أني أدمر حياتي 'انتقلت لمهجع جديد وهناك حدثت مصيبة أخرى! 5 فتيات في غرفة ضيقة' مصيبة أخرى حلت علي وهي انتقال فتاة أخرى لغرفتنا' أسوأ فترة مرت في حياتي على الإطلاق 'سرعان ما بدأت تسيء معاملتي لأني كتومة وانطوائية وأحتاج مساحتي الخاصة' تبعنها الفتيات الأخريات في إساءة معاملتي لأنهن خفن منها ومن شرها الذي يبدو في عينيها (الآن هي تتودد إلي) كالعادة كنت لا أهتم وأستمر في حياتي لكن كل هذا أثر علي جداً إلى أن كرهت كل ذلك المهجع وكل ما أتذكره أصاب بضيق في التنفس وقلق وأفكار سوداء وأفكار انتحارية!
أفعل المستحيل للرجوع للبيت بأسرع وقت وعدم المكوث هناك (المهجع بعيد جداً عن بيتنا في منطقة مختلفة عنه) كرهت الدراسة كرهت كل شيء والأسوأ أن أمي تنتظرني أن أنجح بسرعة من أجل المال وتقارنني كثيراً بالأخريات لأني أضعت سنوات عمري وأنا أجتاز الامتحانات 'لو فقط كان تخصصي الحالي إنجليزية وليس رياضيات' لو فقط أكملت حياتي بعد الامتحان الأول واهتممت فقط بما أريد 'لو فقط تفهمني والداي' لو فقط كان لدي المال لأحصل على غرفة لوحدي' لو لو لو لو.....
الآن حياتي مليئة بالندم والأفكار القاسية ' أقسو على نفسي كثيراً وأضرب نفسي وبدأت أميل إلى العنف وأحلام اليقظة التي أهرب بها من الواقع ' نوم كثير ولا أشعر بالمتعة في أي شيء أفعله حتى عند تناولي لطعام لذيذ! لا أريد العودة إلى تلك الغرفة وفي الحقيقة هناك مواقف أكثر بشاعة لم أذكرها ' أصدرت الجامعة الأسبوع السابق نقاط الطلاب للاختبارات الأولى وحصلت على نقاط فظيعة.. بعد يومين سأرجع لذلك المكان الشنيع للاختبارات الثانية وأمي لا تدري بتلك النقاط '
لدي الآن لا مبالاة قسوة للمراجعة للاختبارات القريبة ولا أهتم لأي شيء لأنه ببساطة حياتي تدمرت وأنا فقط في العشرون ' ماتت كل أحلامي وطموحاتي لا أعيش من أجل شيء ولم أعد أمتلك أسباباً للعيش ' لا أحب أي شخص في هذا العالم ولا أحد ينقذني كرهت هواياتي ولا أمتلك حلماً أو هدفاً حتى!
سئمت من كل شيء!!
رغم أننا في فصل الصيف الآن إلا أن الجو هذه الأيام يشبه فصل الشتاء الكئيب 'هل انتحر وأرتاح فحسب؟
13/9/2018
رد المستشار
شكراً ْعلى استعمالك الموقع.
ملخص الصحة العقلية للاستشارة
أعراض موجبة
اإشارة إلى الشعور بالذنب والاضطهاد من قبل بعض الزميلات
أعراض سالبة
لا يوجد
أعراض معرفية
لا يوجد
التوازن الوجداني
االشعور بالاكتئاب وعدم القدرة على التلذذ.
ملخص الأبعاد الأخرى للاستشارة
مشاكل السلوك
تأزم مزمن مع الزميلات وإيذاء النفس. تصريحات انتحارية.
البصيرة
كتبت إلى الموقع بعد حصول أزمة.
مواد كيماوية
لا إشارة إلى سلوك إدماني كيمائي
الصحة الجسدية
لا توجد إشارة.
التعليق
التصريح بالانتحار مهما كان الزمان والمكان والسبب يتطلب مراجعة طبيب نفساني على وجه السرعة ومن الحماقة أن ينصحك أحد بغير ذلك. لا تتم معالجة التصريحات الانتحارية عبر عالم الإنترنت.
رسالتك تتكون من ٣ أقسام:
القسم الأول يشير إلى طفولة غير سعيدة وفشل التعلق بالوالدين. استمر هذا الفشل في مراحل التعليم وتشيرين إلى إعجاب المعلمين بتفوقك وإبداعك. هذه عملية دفاعية كثيرة الملاحظة في الذي يبحث عن كائن بديل يتعلق به بسبب الظروف العائلية. لا توجد إشارة إلى تعلق قوي بطاقم تعليم نجح في ترميم تعلقك المتأزم مع الوالدين. التعلق المدرسي مرحلة مؤقتة تنتهي في مراحل التعليم الثانوي.
القسم الثاني من الرسالة يشير إلى تأزمك الدائم مع أقرانك من الطلبة وإسقاط اللوم عليهم في تبرير عدم شعورك بالسعادة. مقابل ذلك هناك شعور بالتكبر على أقرانك وهو بحد ذاته عملية دفاعية تعكس زخم عقدك النفسية.
القسم الثالث من الرسالة يشير إلى موقعك الاكتئابي المزمن ومحاولتك الفاشلة في إثبات تفوقك على الآخرين والحصول على رضى الوالدين.
رغم كل ذلك فإن الرسالة وصلت بعد أسبوع من ظهور النتائج وربما ستنتهي هذه الأزمة قريبا.
التوصيات
لا توجد سوى توصية واحدة وهي مراجعة طبيب نفساني. أنت بحاجة إلى علاج بالعقاقير وعلاج كلامي للتخلص من تأزمك المزمن.
وفقك الله.