هل هو وسواس خوف أم بداية أعراض الذهان؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وشكراً لكم على هذا الموقع المفيد
أنا شاب من سوريا عمري 29 سنة مقيم في ألمانيا متدين والحمد لله، مشكلتي أني كنت أعاني منذ 8 سنوات من وسواس الخوف الشديد من الموت وبعد سنتين تحسنت من دون أخذ أي دواء والحمد لله ولكن في عام 2015 أتيت إلى ألمانيا بسبب الظروف السيئة في سوريا والتي يعلمها الجميع وبسبب الضغط الكثير كما تعلمون واللغة الصعبة في ألمانيا والظروف الصعبة وصعوبة إيجاد العمل وتعرض أهلي في سوريا لكثير من الحوادث عادت إلي الحالة من جديد، عاد إلي الخوف من الموت من جديد وتعرضت إلى نوبة أو نوبتين من ضيق النفس والتعرق والرجفان وكل الأعراض المعروفة لنوبة الخوف وبصراحة حاولت أن أتخلص من الحالة دون اللجوء إلى طبيب،
ثم قبل سنة أي في 2017 رافق هذا الخوف الشديد من الموت خوف من الإصابة بالأمراض وكثيراً ما ترددت على الإسعاف في المستشفيات في ساعات مبكرة من الصباح أو متأخرة من الليل، ثم اضطررت بعدها ومنذ ستة أشهر أن أذهب إلى الطبيب وأجري لي فحص للرأس وفحص للقلب وقال أن كل شيء سليم ووصف لي دواء سيتالوبرام 20 ملغ.. حبة كل يوم.. لمدة ستة أشهر ولكني بسبب مشاكل في المعدة لم أستطع تناول الدواء ومضت الحال هكذا ولكني لم أتعرض لنوبات فيما بعد إلا بعض فترات من الضيق والخنقة،
ولكن منذ شهر أصبح لدي خوف كبير من فقدان الذاكرة وفي الليل وعندما كنت أغلق عيني كانت تأتيني أفكار شديدة وتضغط على رأسي وكأني سوف أفقد الذاكرة فأعود وأفتح عيني مرة أخرى وهكذا حتى يغلبني النعاس، قبل أسبوع ذهبت إلى طبيب ألماني وأعطاني دواء prometazin ودواء منوم،
ولكن بعد يوم واحد من ذهابي للطبيب حصلت لي مشكلة أكبر،
كنت نائماً وفجأة استيقظت من النوم وأحسست أن أحدهم يتكلم في رأسي، كان صوتا في الرأس والعقل وليس صوتاً مسموعاً ومنذ ذلك الوقت وذلك الصوت في رأسي وأحس أنه يردد لي كلماتي... فمثلا وأنا أكتب الآن يقول لي ذلك الصوت لا تكتب الرسالة فهي لن تنفع... قد يكون فكرة أكثر مما هو صوت، وحالتي تبدلت كثيراً وأحس أنني سأصاب بمرض الذهان وخاصة أني أشعر بالضحك أحياناً من دون سبب ولكني أقاومه ولا أضحك,
وأشعر بأني سوف أتحدث من تلقاء نفسي وأصرخ وأن حركات لا إرادية سوف تصدر مني، حتى عندما أتحدث أحس أن حديثي وصوتي أصبح غريباً بالنسبة لي، أصبح ذهني مشتت وأنسى كثيراً وخاصة عندما أغلق عيني فلا أستطيع عندها التركيز في أي حدث أو موقف في مخيلتي، يصعب علي جدا ترتيب الأفكار في رأسي وأنا مغمض العينين ومزعوج جداً وحالة من الخوف والتشتت لا أستطيع شرحها، ودائماً خائف أن يحدث لي فجأة إحدى أعراض الذهان كأن أسمع أصواتاً أو أرى أشخاصاً، وتكثر هذه الوساوس والأفكار في الليل ولكنها تخف عندما أكون في العمل، ومما يزيدني رعباً أن أخي مصاب بالفصام الذهاني وهو يتعالج الآن وحالته متحسنة والحمد لله، وكما أعلم أن أمراض الذهان وراثية أو احتمالية الإصابة بها كبيرة في حال إصابة أحد أفراد الأسرة، حتى جدي والد أمي كان مصاباً بأحد أمراض الفصام.
وهناك شيء آخر أريد أن أنبه إليه قد تفيد في تشخيص حالتي هو أنني وقبل الإصابة بالخوف الشديد من الموت إني كنت أتكلم كثيراً مع نفسي وأؤلف قصص خيالية في مخيلتي وأتحدث مع أشخاص غير حقيقيين ولكنها كانت مجرد قصص كنت أؤلفها في رأسي وأتحدث معها وكان يرافق ذلك أحيانا حركات بالجسم أو بالصوت ولكني كنت طبيعي جداً وعلاقاتي جيدة جداً مع الناس ومما عرفته من قراءتي عن موضوع الحديث مع النفس أنها تأتي من ذكريات الطفولة فيما إذا كان الشخص عاش طفولة عنيفة وبصراحة أعتقد أن مشكلة حديثي مع نفسي هي لأنني تعرضت للكثير من العنف في صغري على يد أخي بسبب الدراسة.
ولكن الحديث مع النفس شيء آخر، الآن الأصوات أو من يتكلم معي هو قسري وليس بإرادتي.
أرجوكم أفيدوني هل هي أعراض ذهان أم ماذا ولماذا سيطرت علي الآن هذه الأفكار، فقد فكرت سابقاً بأن أصاب مثل أخي بالذهان ولكن كانت فكرة وذهبت فلمَ الآن هي مسيطرة .
جزآكم الله خيراً إذا أفدتموني
لأني بمجرد أن كتبت الرسالة هذه تحسنت قليلاً .
16/9/2018
رد المستشار
الأخ الفاضل "دليل" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين على الموقع..... أطال الله راحتك وأدامها إن شاء الله تيمنا كما وصانا الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام.
بدأت حالتك كما تصفها بنوبة من الخوف الشديد بداية من الموت (ولم تعطِ التفاصيل اللازمة لتأكيد نوعية الاضطراب ولا إن كان يرقى لمستوى وسواس قهري أم لا؟) ثم انتهت هذه وتحسنت سنتي 2013 و2014.... ليداهمك الاضطراب سنة 2015 بنوبات من الخوف الشديد أو الهلع تدفعك باتجاه الخوف الشديد من المرض الجسدي (والذي قد يكون مفضياً للموت).... ويتزامن ذلك مع كرب نفسي اجتماعي كارثي هو اللجوء إلى ألمانيا بسبب الظروف السيئة في سوريا، والاضطرار إلى التأقلم الصعب مع الحياة في المهجر، وكنت طوال ما مضى تقاوم وتصر على المكافحة الشخصية لمعاناتك النفسية....
ثم اضطررت ومنذ ستة أشهر أن تذهب إلى الطبيب (ممارس عام أو طبيب نفساني؟) الذي وصف لك إيستالوبرام بجرعة عالية..... إن لم يكن أعطاك العقار بالتدريج فقد يكون ذلك سبب عدم تحملك له لأن أعراضه الجانبية المعدية المعوية في بداية الاستعمال.... المهم أنك لم تتناول العقار.... وتحاملت على نفسك خمسة أشهر حتى دهمك في الشهر الأخير وسواس الخوف الشديد من فقدان الذاكرة ...
ولا أدري إن كنت ذهبت لنفس الطبيب أم لا لكنه لم يصف لك إلا عقاراً مضادا للهيستامين كمنوم ومهدئ عام هو البروميثازين Promethazin وهو ما يعني أن الحالة إما أنها أفضل مما يبدو لنا أو أن الحالة لم تشخص.... أو أن الطبيب تحاشياً لحساسيتك من الأعراض الجانبية لعقاقير تعزيز السيروتونين "م.س" أعطاك ما يساعدك على النوم الهادئ كإستراتيجية مبدئية للعلاج.... إذن غالباً هو نفس الطبيب الأول.
بعد ذلك بدأت ما تعتبرها المشكلة الأكبر الخوف "أنني سأصاب بمرض الذهان"..... ونعتبرها نحن القلق الأكبر فوصفك "أحسست أن أحدهم يتكلم في رأسي، كان صوتا في الرأس والعقل وليس صوتا مسموعا ومنذ ذلك الوقت وذلك الصوت في رأسي وأحس أنه يردد لي كلماتي" هذا ينفي أنها هلاوس سمعية يعني خلينا بعيدين عن الفصام رغم مرض أخيك به ولو تيمنا.... شواهده كثيرة أهمها أنك تعرضت لكثير من الكروب النفسية "سوريا لاجئا بعد 4 سنوات من العنف" التي لو لم تكن قوي التركيبة النفسية لظهرت أعراض الذهان مبكرا.
أحلام اليقظة واحدة من أساليب النفس البشرية للتكيف والتغيير والإبداع، وبالتالي هي ليست دائماً علامة على المرض النفسي وإن كانت فهي ليست بالضرورة علامة على الذهان.... فقد تشير إلى القلق وقد تشير إلى الوسوسة وقد تشير إلى الاكتئاب وقد كانت في حالتك طريقة تأقلم مع الضرار النفسي الذي كنت تتعرض له من أخيك.
صحيح أن الحديث مع النفس شيء آخر يختلف عن الأصوات أو من يتكلم معك قسراً وليس بإرادتك.... لكن ليس ذلك علامة ذهان فما يحصل الآن هو من علامات اضطراب الوسواس القهري.
وأخيرا سؤالك : هل هي أعراض ذهان أم ماذا ؟ هي أعراض وسواس قهري.
وسؤالك : (ولماذا سيطرت علي الآن هذه الأفكار، فقد فكرت سابقاً بأن أصاب مثل أخي بالذهان ولكن كانت فكرة وذهبت فلم الآن هي مسيطرة)؟ لأن هكذا الوسواس القهري.... ولأنك تصر على المكافحة الشخصية لها ولاضطرابك بشكل عام ما تزال.
واقرأ على مجانين :
شخص داخل رأسي بين الوساوس والهلاوس مشاركة1
بين الوساوس والهلاوس فرق كبير !
ورغم أني أجعل كل ما سبق في إطار تخميني من خلال سطورك إلا أنني أرجو أن تحاول مناقشة وصفة علاجية مع طبيبك المعالج إن كان ذلك ممكنا، هي أن تتناول عقار فلوفوكسامين 50 مجم بعد العشاء إضافة إلى نصف قرص من عقار أريبيرازول عيار 5 مجم.... وربما نحتاج بعد 4 أسابيع إلى مضاعفة الجرعتين.... أسأل الله أن ينعم عليك بالتحسن السريع.
ودائماً أهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>>>: المكافحة الشخصية الباسلة للوسواس القهري م