عُسر الكلام وترتيب الجُمل
السلام عليكم.. أعاني من مشكلة جِدُّ صعبة، أثَّرت بشكل كبيرٍ على حياتِي الاِجتماعيَّة.. وتتمثَّل هذه المُشكلة في عدم قدرتِي على ترتيب كلمات الجُمل بشكلٍ صائبٍ عند الحدِيث..
فعندما أتحدث مع أحدٍ ما أواجه عُسراً في التعبير عمَّا أريد قوله، وفي توصيل المعلومة والفِكرة المرجُوة للمُستمِع، وأحتاج إلى ترتيب الجملة التي أريد قولها في داخِلي قبل التلفُّظ بها، وفي غالب الأحيان أستبدلها بجملة أخرى إذا عجزتُ عن ترتيب مُفرداتِها..
بغضِّ النظر عن تشوُّشِ ذِهني وتداخل الأفكار في عقلِي، فأنا دومًا أشعر بضغطٍ شدِيد في دِماغي، وبِثقلٍ في رأسي! فما السبب يا ترى، هل هذه من أعراضِ مرض الفِصام؟ فقد ظهرت فِيَّ بعضُ أعراضِه الأخرى منذ فترة طوِيلة كالرَّغبة في الاِنعزال وعدم القدرة على مواجهة النَّاس وحُسن التصرُّف معهم وعدم ظهور أي تعابير في وجهِي تُمكِّن الآخرين من إدراكِ حالتِي وشُعوري.. الأمرُ الذي جعلني أشبهُ الرجل الآلِي، وقد اِشتدَّت هذه الأعراض تدريجيًّا مع مرور الأيام.
لا أريد أن أشرب أيَّ دواء، لأني أخشى أن يُؤثر على قُدراتي العقلية وبالتالي على تحصِيلي الدِّراسي، وهل البقاء دون عِلاج سيزِيد من حالتِي سوءً،
وهل يمكن أن يصل بِي الأمرُ إلى تراجُعِ مستواي الدِّراسي وفقدانِي النطق تمامًا؟
3/9/2018
رد المستشار
الأخت العزيزة "لين" بعد التحية
ما تعانين منه ليس فصاماً، وإنما هو نوع من الوسواس القهري يجعلك تقلقين بشدة على ترتيب الكلمات والجمل أثناء الكلام وعلى التأكد من توصيل المعلومة بشكل دقيق، وهذا يجعلك تعانين من صعوبة في الحديث مع الناس، فالقلق الوسواسي يجعلك تفترضين أن الخطأ في نطق أي كلمة أو في ترتيب الكلمات والجمل سينتج عنه آثار كارثية،
ولذلك تتحسبين لكل لفظ ولكل جملة، وهذا يحرمك من تلقائية الحديث مع الناس وبساطة التواصل، وانطلاقة المشاعر الفطرية الطبيعية أثناء هذا التواصل.
أنت تحتاجين للعلاج النفسي (المعرفي السلوكي) كي تصححي تلك الافتراضات والتوقعات المبالغ فيها وكي تتدربي على التلقائية في الحديث وعلى السماح بقدر من الخطأ لا يخلو منه كلام البشر أو سلوكياتهم .
والعلاج ضروري حتى لا تتفاقم الحالة وتؤثر على علاقتك بالناس وعلى استقرارك النفسي وإنجازك الدراسي والاجتماعي، وكما ذكرت فإن بعض الحالات التي أهمل علاجها قد تصل إلى صعوبة أو إعاقة في النطق .
أسأل الله لك الشفاء