المكافحة الشخصية الباسلة للوسواس القهري
هل يتحول وسواس الخوف الشديد من الموت والتوهم المرضي إلى مرض ذهاني أو فصام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وشكراً لكم على هذا الموقع المفيد. أنا صاحب استشارة المكافحة الشخصية الباسلة للوسواس القهري سوف أعيد كتابة حالتي مع بعض التفاصيل التي كانت ناقصة وبعض التطورات الجديدة في حالتي .
أنا شاب من سوريا عمري 29 سنة مقيم في ألمانيا متدين والحمدلله، مشكلتي أني كنت أعاني منذ 8 سنوات من وسواس الخوف الشديد من الموت، فجأة حصل لي خوف شديد وتعرق وضربات قلب شديدة مع ضيق تنفس والإحساس بالموت الوشيك، ولمدة ثلاثة أيام لم أستطع الأكل وفكرة الموت في رأسي ولم تفارقني لدقيقة واحدة ثم رافق ذلك بعد فترة وسواس في الوضوء والطهارة والصلاة،
أتذكر في إحدى الأيام ظللت أتوضأ لصلاة المغرب حتى فاتني موعد صلاة العشاء، أتوضأ وأظن أني نسيت غسل أحد الأعضاء، حتى الصلاة كنت أعيدها مرتين وثلاثة وأربعة لأني كنت أظن أني نسيت ركعة وكثيراً ما قطعت الصلاة ظنا أن وضوئي قد انتقض .
وبعد سنتين تحسنت من دون أخذ أي دواء والحمدلله ولكن في عام 2015 أتيت إلى ألمانيا بسبب الظروف السيئة في سوريا والتي يعلمها الجميع وبسبب الضغط الكثير كما تعلمون واللغة الصعبة في ألمانيا والظروف الصعبة وصعوبة إيجاد العمل وتعرض أهلي في سوريا لكثير من الحوادث عادت إلي الحالة من جديد، عاد إلي الخوف من الموت من جديد وتعرضت إلى نوبة أو نوبتين من ضيق النفس والتعرق والرجفان وكل الأعراض المعروفة لنوبة الخوف وبصراحة حاولت أن أتخلص من الحالة دون اللجوء إلى طبيب،
ثم قبل سنة أي في 2017 رافق هذا الخوف الشديد من الموت خوف من الإصابة بالأمراض وكثيرا ما ترددت على الإسعاف في المستشفيات في ساعات مبكرة من الصباح أو متأخرة من الليل، ثم اضطررت بعدها ومنذ ستة أشهر أن أذهب إلى الطبيب وكان طبيب عصبية وأجرى لي فحص للرأس وفحص للقلب وقال أن كل شيء سليم ووصف لي دواء سيتالوبرام 20 ملغ.. حبة كل يوم.. لمدة ستة أشهر ولكني بسبب مشاكل في المعدة لم أستطع تناول الدواء.
ومضت الحال هكذا ولكني لم أتعرض لنوبات فيما بعد إلا بعض فترات من الضيق والخنقة، ولكن منذ شهر أصبح لدي خوف كبير من فقدان الذاكرة وفي الليل وعندما كنت أغلق عيني كانت تأتيني أفكار شديدة وتضغط على رأسي وكأني سوف أفقد الذاكرة فأعود وأفتح عيني مرة أخرى وهكذا حتى يغلبني النعاس، قبل أسبوع ذهبت إلى طبيب ألماني غير الطبيب الأول وكان هذا الطبيب نفسي وأعطاني دواء prometazin ودواء منوم،
ولكن بعد يوم واحد من ذهابي للطبيب حصلت لي مشكلة أكبر، كنت نائما وفجأة استيقظت من النوم وأحسست أن أحدهم يتكلم في رأسي، كان صوتا في الرأس والعقل وليس صوتا مسموعا في الأذن ومنذ ذلك الوقت وذلك الصوت في رأسي وأحس أنه يردد لي كلماتي... فمثلا وأنا أكتب الآن يقول لي ذلك الصوت لا تكتب الرسالة فهي لن تنفع... قد يكون فكرة أكثر مما هو صوت،
وحالتي تبدلت كثيرا وأحس أنني سأصاب بمرض الذهان وخاصة أني أشعر بالضحك أحيانا من دون سبب ولكني أقاومه ولا أضحك وأشعر بأني سوف أتحدث من تلقاء نفسي وأصرخ وحركات لا إرادية سوف تصدر مني، وأحيانا تأتي بعض الكلمات في مخيلتي دون أن يكون لها علاقة بالموضوع وأحيانا تكون أغنية أكون قد سمعتها قبل يوم أو يومين حتى عندما أتحدث أحس أن حديثي وصوتي أصبح غريبا بالنسبة لي،
أصبح ذهني مشتت وأنسى كثيرا وخاصة عندما أغلق عيني فلا أستطيع عندها التركيز في أي حدث أو موقف في مخيلتي، يصعب علي جدا ترتيب الأفكار في رأسي وأنا مغمض العينين ومزعوج جدا وحالة من الخوف والتشتت لا أستطيع شرحها، ودائما خائف أن يحدث لي فجأة إحدى أعراض الذهان كأن أسمع أصواتا أو أرى أشخاصا، وكلما قرأت عن أحد أعراض الذهان أبدأ بالتفكير فيه وأقول أنا مصاب بهذا العرض، وتكثر هذه الوساوس والأفكار في الليل ولكنها تخف عندما أكون في العمل، ومما يزيدني رعبا أن أخي مصاب بالفصام الذهاني وهو يتعالج الآن وحالته متحسنة والحمدلله،
وكما أعلم أن أمراض الذهان وراثية أو احتمالية الإصابة بها كبيرة في حال إصابة أحد أفراد الأسرة، حتى جدي والد أمي كان مصابا بأحد أمراض الفصام .
وهناك شيء آخر أريد أن أنبه إليه قد تفيد في تشخيص حالتي هو أنني وقبل الإصابة بالخوف الشديد من الموت أنا كنت أتكلم كثيرا مع نفسي وأؤلف قصص خيالية في مخيلتي وأتحدث مع أشخاص غير حقيقيين ولكنها كانت مجرد قصص كنت أؤلفها في رأسي وأتحدث معها وكان يرافق ذلك أحيانا حركات بالجسم أو بالصوت ولكني كنت طبيعي جدا وعلاقاتي جيدة جدا مع الناس.
ومما عرفته من قراءتي عن موضوع الحديث مع النفس أنها تأتي من ذكريات الطفولة فيما إذا كان الشخص عاش طفولة عنيفة وبصراحة أعتقد أن مشكلة حديثي مع نفسي هي لأنني تعرضت للكثير من العنف في صغري على يد أخي بسبب الدراسة.
ولكن الحديث مع النفس شيء آخر، الآن الأصوات أو من يتكلم معي هو قسري وليس بإرادتي .
أرجوكم أفيدوني هل هي أعراض ذهان أم ماذا ولماذا سيطرت علي الآن هذه الأفكار، فقد فكرت سابقا بأن أصاب مثل أخي بالذهان ولكن كانت فكرة وذهبت فلما الآن هي مسيطرة.
جزآكم الله خيراً إذا أفدتموني لأني بمجرد أن كتبت الرسالة هذه تحسنت قليلا
هذه كانت حالتي مع بعض التفاصيل الزائدة
أما التطورات الجديدة...
فقد ذهبت إلى طبيب عربي وشرحت له الحالة فقال لي أن هذه الأعراض من الخوف قد حصلت معي وأعطاني دواء أنافرانيل 75 ملغ .حبة كل يوم مساء...
وأنا أتناول الدواء منذ أربعة أسابيع وأتعبتني كثيرا الأعراض الجانبية للدواء من نعاس وإمساك وخاصة مع العمل ولكني الحمدلله تحملت والآن أنا أعرف أني بدأت أتحسن وتقريبا هذا الصوت الذي في رأسي قد ذهب.. لم يذهب بالمعنى الكلي ولكن لا يأتي إلا إذا أنا ركزت عليه وتحدثت معه واستدرجته.
وحالتي بشكل عام تحسنت وأحس أن تركيزي تحسن كثيراً ولكن ما زلت أحيانا هذه الكلمات تأتي وهذه الجزء من الأغاني وخاصة قبل النوم عندما أكون مرهق ويبدأ النعاس يبدأ هذه العرض بالظهور، وأحيانا قليلة جدا أحس بالضحك.. طبعا مجرد إحساس .وما زال بعض الخوف من الذهان والفصام مسيطر علي
وهذا الخوف وحتى هذه الأعراض تزداد عندما أفكر بالموضوع كثيراً .
ولدي مراجعة مع الطبيب بعد عدة أيام ولكني أريد أن أعلم رد المستشار قبل أن أذهب للطبيب لأن طبيبي العربي لم يستمع إلي كثيرا ولم يستمع إلى كل الأعراض التي تحدث معي خاصة هذه الكلمات التي تأتي والشعور بالضحك، فورا قال لي أنها من الخوف وقال كلمة لا أتذكرها قال هي حالة نطلق عليها في الطب هكذا، ولكني نسيتها وأعطاني الدواء وقال لي تعود بعد شهر .
أفيدوني
جزآكم الله خيراً .
12/10/2018
رد المستشار
شكراً على متابعتك الموقع.
أحسنت في الاستمرار على العلاج وتناول الأقراص رغم الأعراض الجانبية الأولية. هناك تحسن ملحوظ ولكن رحلة علاجك لم تنتهي وقد تستمر لعدة أشهر على أقل تقدير.
ما يجب أن تفعله الآن هو أن تأخذ معك ما كتبته للموقع وتعطيه لطبيبك عند دخولك غرفة الفحص أو تطلب منه قراءة الرسالة قبل بداية الفحص بدقائق. هذا ما يفعله الكثير من المرضى الذين يلاقون صعوبة في التعبير عن أعراضهم بسهولة أثناء المراجعة. لا حرج في ذلك أبداً وعلى العكس يرحب جميع الأطباء بهذا السلوك.
سيقرر الطبيب بعد ذلك معايرة جرعة العقار أو ربما إضافة عقار آخر أو توصية بعلاج كلامي.
يجب أن تستمع إلى توصيات طبيبك المعالج والاستمرار في رحلة العلاج. تمت السيطرة على عدم التوازن الوجداني ولكن هناك أعراض وسواسية وذهانية مترسبة تحتاج إلى علاج أطول وجميع العلامات تشير إلى قرب شفائك منها.
توكل على الله.