عاطفي...
مشكلتي أنا فتاة عندي 27 سنة تقدم لخطبتي شباب كثير منهم المناسب ومنهم الغير مناسب ورفضتهم كلهم لحد ما جاء لي شخص أحببته جداً ولكنه سابني وبعدها تقدم لي ناس كثير ولا أشعر بالقبول تجاه أي واحد منهم والمشكلة دي عندي من حوالي سبع سنوات
ودلوقتي أنا متقدم لي شاب الكل بيشكر فيه وفي أخلاقه بس أنا مش عاجبني جديته الزائدة عن اللازم وأنا نفسي شخصيتي جادة جداً بس أنا عاوزة واحد مختلف عني بعض الشيء أنا شايفاه مناسب ولكن مش مبسوطة وأنا الآن دخلت في حالة حزن واكتئاب بسبب الموضوع ده مش عارفة أعمل إيه؟؟
عارفة أن الاحترام في الزواج أهم من الحب بس أنا مش قادرة أوافق وأنا مش مبسوطة وعاوزة أعرف هل من الممكن أني أحبب نفسي فيه ولا ذي حاجة مش في يدي ؟؟
عاوزة حل يخليني أكون راضية ومطمئنة
وشكراً لحضرتكم
5/10/2018
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة "منى" حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أهلاً ومرحباً بك دائماً على شبكتنا، ونقدر لك ثقتك الغالية.
الأخت الفاضلة: يقول النبي صلى الله عليه وسلم :"إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض" رواه الترمذي في (النكاح)، باب (ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه)، برقم: 1084.
فالدين والخلق هما الركيزتان اللتان أرشدنا إليهما رسولنا صلى الله عليه وسلم، وعليهما يكون الاختيار، بعد استخارة المولى عزوجل
فإذا كان خطيبك يملك هاتين الخصلتين: الدين والخلق فهنيئا لك به، قال رجل للحسن: "قد خطب ابنتي جماعة فمن أُزَوِّجُهَا؟ قَالَ: مِمَّنْ يَتَّقِي اللَّهَ، فَإِنْ أَحَبَّهَا أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها" انتهى من "إحياء علوم الدين" (2/ 41).
فالحب يكون في الله والبغض يكون فيه تعالى، فإذا اطمأننت أن الرجل متّق لله تعالى وله خصال جيدة، جعلت من هذه النظرة سبباً في أن تحبيه لأجلها، ثم لا تخافي بعد ذلك من الذي هو آت، فهو بيد الله تعالى، ولا يدرك ما عند الله تعالى إلا بطاعته، فكونك تجعلين من اختيارك اختيارا منبثقا مما يرضاه الله تعالى فهذا سيجعلك أكثر اطمئنانا، فالحياة الطيبة ثمرة الإيمان والعمل الصالح
والحمد لله على نعمة الإسلام الذي كفل لك حق الاختيار "لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن"، ومن ثم ينبغي أن لا تتسرعي في الحكم، وانظري إلى الأمر بنظرة سليمة، والفهم السليم للأحداث سيعينك بعد توفيقه تعالى لكي تكوّني تلكم النظرة.
أختي الكريمة: لا شك أن الوضع الذي تعيشينه حالياً مؤسف بسبب مشاعرك المتضاربة، وعدم قدرتك على اتخاذ القرار المناسب ولكن أخشى ما أخشاه أن يكون اعترافك بأنك عشت قصة حب سابقة ولم تكتمل من جانب الطرف الآخر له علاقة بعدم قدرتك على اتخاذ القرار!!!.
فالحب لا يداهم الإنسان كل يوم، وهناك دائمًا حب كبير في حياة كل منا، قد ينتهي نهاية سعيدة بالزواج، أو يتوقف بسبب ظروف ما، لكن المشاعر تبقى مع الزمن، ثم تختبئ في صندوق الذكريات داخل رؤوسنا وقلوبنا، وليس عيبًا أن تكوني قد أحببت، ثم لم يكن هذا الحب من نصيبك، لكن الخطأ الآن أن تسمحي لهذا الحب القديم أن يمنعك سبع سنوات كاملة من أن تجدي الشخص المناسب، سواء بوعي منك أو من دون وعي، بحجم الحب والمشاعر التي عشتها مع حبك الأول.
والآن، وبعد أن تقدم لخطبتك شاب يمدح الجميع في خلقه، لا زلت تختلقين الأعذار لتدخلي نفسك في دوامة القلق والاكتئاب، ومثل هذا السلوك يؤذيك، ويظلم هذا الخطيب المسكين، الذي شاء الله أن يحبك.
نصيحتي أن لا تعقدي الأمور على نفسك؛ وابحثي في هذه الخطبة عن الحكمة والتصرف الواقعي العاقل وعن المحبة؛ فالمحبة والاحترام والثقة، هي ركائز الزواج الناجح والسعيد، قبل الحب.
اسألي نفسك وواجهيها: هل بإمكانك أن تتقبلي خطيبك كصديق وأخ ترتاحين له وتشاركينه أمور حياته وتهتمين به من منطلق الأخلاق والنبل؟ أم أنك تنفرين منه كرجل، ونفورك منه أقوى من كل هذا؟؟
إن اكتشفت أنك لا تحبينه الآن، فيما هو يحبك؛ فهذه ليست مشكلة؛ بل هدية، ولكن أن تنفري منه؛ فهذا أمر آخر يمكن أحيانًا أن يوجد له حل وسط، وقد لا ينفع أي حل في بعض الحالات، ويكون الفراق هو الأفضل للطرفين.
تقولين إنك تريدين أن تحبيه، وهذا جيد، ولكن فكري بحبك هنا من منطلق مفهوم المحبة والصداقة والرأفة والتعاون، وليس من منطلق العشق وتأجج المشاعر كقصة الحب السابقة.
نصيحتي أيضًا أن تواجهي نفسك بموضوع القبول أو النفور؛ بعيدًا عن قصة الحب الأولى؛ بل بحياد تام، وبعد ذلك استفتي قلبك واستخيري ربك، وسوف تجدين ما يطمئنك، بإذن الله.