أريد الموت.. أنا حزينة..
أنا أشعر بالحزن منذ 3 سنين.. من إنجابي لابنتي الثانية.. شعرتُ بالحزن صنفته باكتئاب مابعد الولادة.. شعرتُ بعده بالسعادة.. لكن قد عاد لي الاكتئاب بعدها وتكرر هذا الأمر كثير.. أن أشعر بالسعادة والطاقة والتفاؤل لفترة ثم أعود لأشعر بالحزن والخمول وأنا أريد الموت.. زاد الأمر حدة عندما فشلت في مشواري الدراسي.. واضطريت لاختيار أن أتخلى عن دراستي الجامعية من أجل عائلتي.. فأنا تزوجت بعمر 17 سنة وقد أنجبت ابنتي الأولى بعمر 18 وابنتي الثانية بعمر 21.. زوجي شخص تقليدي.. يريد ربة منزل أكثر من امرأة عاملة خارج المنزل.. حتى لو كان ببعض الأوقات يشجعني على الدراسة.. فأنا لم أستطيع أن أوازن بين عائلتي وواجباتي المنزلية وبين دوري كطالبة.. فاخترت العائلة والجميع شجعني على هذا... لكن أنا لا أريد هذا.. بل اريد أن أدرس وأكمل مشواري الدراسي بنجاح..
بعد فشلي بالدراسة زاد اكتئابي.. فأصبحت غاضبة.. نادمة.. حزينة.. انكببتُ على الكتب.. أقرأ كل شيء.. وإن لم أقرأ أتصفح الإنترنت وأتصفح وسائل التواصل بكثرة.. عندما تأتيني حالة الاكتئاب.. أهمل الجميع وحتى نفسي.. أهمل زوجي وأطفالي.. دائماً أكون غاضبة منهم.. وأفضل الوحدة على أن أكون بجانب أي شخص.. أقاطع الجميع.. الأهل والأصحاب.. أكون رفيقة للأفلام والكتب.. بعدها أتمنى الموت أفكر بالانتحار كثيراً لكن لا أنفذه خوفاً من الله.. ولا أنا أعلم بأن الانتحار وسيلة لشد الانتباه أكثر من هو منفذ للموت..
أحياناً أفكر بالطلاق والابتعاد عن زوجي.. فأنا أراه حينها كسد لحريتي.. نومي غالباً يكون ملخبطاً.. فأحيانا أنام لمدة 8 ساعات وتكفيني... وأحياناً كثيرة أنام فوق 12 ساعة.. أكون بحالة خمول والإجهاد.. أشعر بأن لا قيمة لي.. خصوصاً عند زوجي وأطفالي.. أشعر بأن لا أحد يحبني.. وأن الجميع يريد أن يراني بوجه التفاؤل والسعادة.. وعندما أشعر بأني حزينة وأبكي وأشتكي لا أحد يرغب بي.. شهيتي للأكل أحياناً تكون مفتوحة جداً.. وأحياناً تكون مسدودة... عندي اضطراب بالوزن.. فأنا سمينة.. وأشعر بأني لست جميلة كما كنت.. لا أشعر بأني أريد الاستحمام.. فأنا أظل 5 أيام لا أستحم.. أشعر أني لست كفء للمسؤولية التي يجب أن أحملها..
أريد كثيراً أن أعود كفتاة مراهقة ببيت عائلتي على مكتبي اقرأ رواية ما... أنا غاضبة من نفسي.. فكثيراً لا أصلي.. وأخفي هذا الأمر عن الكثير.. بل حتى أنا مدمنة على الأفلام الإباحية.. أسابيع كثيرة أبتعد عن هذا الأمر.. ولكن أعود بعدها بأسبوع واحد أتابع أكثر من ليلة.. بعدها أشمئز من نفسي أكثر.. وأغضب منها لعدم امتناعها من ما يغضب الله..
أحياناً كثيرة أبكي.. وأحياناً أريد البكاء لكن لا أبكي... متظاهرة بالقوة.. أسمع الأغاني كثيراً مع علمي أنها حرام.. لكن أشعر بأنها تخاطب ما بداخلي.. لكن عندما أسمع القرآن.. أشعر بالحزن أكثر والخوف.. توقفت عن الكتابة منذ ما يقارب الشهرين.. فأنا كنت أكتب دائماً.. لكن كتاباتي دائماً حزينة... زوجي خانني قبل سنة علاقة في إحدى وسائل التواصل.. ومنذ اكتشفت الأمر.. وأنا أشعر بأني أزداد بشاعة.. فلست ذات جسد رشيق ولا ذات شعراً طويل كما يحب.. ولا ذات أنوثة طاغية.. شكي به بدأ منذ تلك اللحظة..
لا أستطيع اتخاذ أي قرار حتى لو كان صغيراً... فأنا مترددة كثيراً.. حتى تقديم استشارة هنا.. كان دفعاً من صديقتي.. أجريت هنا اختبار للاكتئاب.. ونتيجتي كانت أني شديدة الاكتئاب.. كنت أعلم بأني أمر في حالة اكتئاب.. خصوصاً أني أشعر أحياناً بالطاقة والسعادة والتفاؤل.. وأحياناً كثيرة بالحزن وأني محطمة.. ولستُ ذو مكانة عند من حولي... فأنا لست متحدثة جيدة أبداً.. فكثيراً ما أتلعثم في كلامي.. عندما قرأت أعراض الاكتئاب فرأيت كثير منها يصيبني.. فأنا أشعر بالصداع كثيراً والآلام بالمفاصل والعضلات.. وخمول وفقدان للشهية وأحياناً تكون شهيتي مفتوحة بشكل غريب.. وعندي اضطراب بالوزن وعدم قيامي بواجباتي حتى الضرورية منها..
وأشعر بالحزن وأني مهملة وأني وحيدة دائماً..
ماذا أفعل؟ فأنا أعاني..
31/10/2018
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ "فاطيما"... حفظها الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيراً على سؤالك، ونشكرك على التواصل معنا والكتابة إلينا، ولا شك أن هذه المرحلة لم تكن أبدا بالأمر السهل، أعانك الله وخفف عنك بعض معاناتك.
الأخت الكريمة : 50 % من النساء يكن عرضة لعسر وتقلب في المزاج في الأسبوع الأول للولادة، وهناك ثلاثة درجات من شدة الإصابة:
النوع الأول يصيب 75- 80 % من السيدات بعد الولادة، ونسميه (الاكتئاب الخفيف) والذي يبدأ عادة مع الولادة، وهذا النوع الخفيف لا يطول ونسميه "حزن الوالدات"، وفي الغالب لا يحتاج لعلاج، وربما لا يلاحظ، ويزول من نفسه من خلال دعم الأسرة في "الأربعين" الأولى من الولادة.
النوع الثاني من الاكتئاب يصيب ما يقارب 5-25 % من النساء عقب الولادة، وهو أشدّ، وقد يبدأ بعد أسبوع من الولادة، حيث تكون الأم الولود قد خرجت من المستشفى ولذلك لا تنتبه إليها ممرضات التوليد، ولا بد من وعي الأم والأسرة لهذا الاكتئاب، لأنه قد يطول لأشهر تصل إلى سنة بعد الولادة، وهو يحتاج للعلاج بمضادات الاكتئاب، وخاصة أنه قد يعرض الطفل الوليد الرضيع للعديد من المخاطر، ومن أعراضه الاكتئاب والحزن والبكاء من دون سبب واضح، وربما فقدان الشهية للطعام مما قد يؤثر على رضاعة الطفل، ونسميه "اكتئاب ما بعد الولادة".
أما النوع الثالث وهو الأكثر شدة، يصيب 1-2 من كل 1000 امرأة، حيث لا تشعر المرأة بالحزن والبكاء والاكتئاب فحسب، وإنما أيضا قد تشعر بالانشراح المفرط، وربما توجد هلاوس، أو أفكار اضطهادية خاطئة، أو أفكار وسواسية واجترار للأفكار، واضطراب في النوم، وبعض الأعراض النفسية النفاسية الأخرى الشديدة، وهذا النوع من الاكتئاب نسميه اكتئاب الهوس، ويحتاج للعلاج السريع تحت رعاية وإشراف الطبيب النفساني، وبعض الأوصاف التي وردت في سؤالك ربما تشير لهذا النوع من الاكتئاب الهوسي.
هذا النوع من الاكتئاب يقوم علاجه على خطوط معروفة، وهي إعطاء الأدوية المثبتة للمزاج، والتي يمكن أيضًا أن تدعم بجرعة علاجية مناسبة من الأدوية المضادة للذهان، والتي هي في نفس الوقت وجد أنها فعالة جدًّا في تثبيت المزاج.
ويعتبر النوعان الثاني والثالث (الاكتئاب والاكتئاب الهوسي) هما الأكثر شيوعاً مع الأحمال الأولى، الحمل الأول والثاني، وهنالك عدة نظريات فيما يخص أسباب هذا المرض، وأهم هذه الأسباب هو الاضطرابات الهرمونية التي تحدث بعد الولادة، خاصةً عند المرأة التي لديها استعداد للاضطرابات النفسية، كما أن التعب المصاحب للولادة والأحداث الحياتية الأخرى ربما تلعب دوراً في ذلك، وفي بعض الحالات نلاحظ أن هنالك تاريخ لأمراض مشابهة في الأسرة.
ومن فضل الله تعالى أن هذا المرض يستجيب للعلاج بسرعة بنسبة 90% - طبعا بعد تأكيد طبيعة التشخيص، ومتابعة العلاج بشكل فعال - وفي أغلب الحالات تكون مدة العلاج بالنسبة للنوبة المرضية الأولى هي ثلاثة إلى ستة شهور، أما إذا أصيبت المريضة بانتكاسة مرضية أخرى أو ثانية فيجب أن لا تقل مدة العلاج الوقائي عن سنتين، كما أننا ننصح دائماً أن تكون هنالك مدة طويلة ما بين الحمل والآخر، كما أنه لابد من بداية العلاج مباشرة بعد الوضع، حتى وإن لم توجد أعراض، ويكون هذا العلاج لمدة ثلاثة أشهر
فأرجو أن لا تترددي أو تتأخري في مراجعة طبيب نفسي ليصف لك العلاج المناسب، كما أن الطبيب من خلال الحوار معه وكلماته المشجعة وتأكيد الاستبصار لديك وثقتك في ذاتك، هذا كله يؤدي -إن شاء الله تعالى– إلى شفاء هذه الموجة الاكتئابية، وبصفة عامة العلاج بسيط جدا، وتوجد الآن أدوية فاعلة حديثة لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة أيا كانت درجته، ولحسن الحظ فهو يستجيب بصورة ممتازة جدا للعلاج.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
واقرئي أيضًا:
الاضطرابات النفسية بعد الولادة
تغيرات ما بعد الولادة
خلطة اكتئاب وقلق تالية للولادة
زوجتي مصابة بذهان النفاس بعد الولادة
اكتئاب ما بعد الولادة بين العابر والجسيم
اكتئاب حمل وبعد الولادة
اكتئاب ما بعد الولادة كيف نصف العلاج؟
العلاقة الحميمية لقاح لاكتئاب ما بعد الولادة
الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة
التعليق: مراكز الولادة الشهيرة في المملكة تستخدم إبرة للولادة تجعل المرأة تلد بدون شعور وأشك أن للإبرة دورا في ذهان ما بعد الولادة وللعلم الحالات كثيرة ولا بد من دراسة