الأفكار الكفرية والوسواس دمرتني تماماً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا سعيد جداً أنني استطعت الوصول إليكم فرأيت منكم أنكم تساعدون الناس وتطمئنونهم وإن شاء الله أنكم تطمئنوني
يا دكتور أنا رجل عمري 19 عاما، أصبت بوسواس قهري في الذات الإلهية أو العقيدة أو بشكل عام وسواس الكفر في شهر رمضان وتحديداً على قرب نهايته كانت البداية حديث نفس فاجأني بسب الله تعالى والرسل والأنبياء - والعياذ بالله - وكنت متفاجأ ما الذي حصل لي لم أكن هكذا!
وكنت أدخل الحمام أبكي على هذا الذي حصل لي وأهلي كانوا مستغربين دوماً من دخولي للحمام إلى أن عرفوا أن دخولي للحمام هو للتفكير كنت أبكي وأضرب وجهي أو رأسي بقوة إلى أن أتت الراحة الكبرى والسعادة العميقة حينما قرأت أن حديث النفس لا يؤاخذ عليه كانت سعادة لا توصف لي.
ثم أصبحت أطنش الأفكار الكفرية التي في رأسي ولكن لاحظت أني أصبحت أتعمدها! مع كرهي الشديد جدا للأفكار الكفرية وحلمي الكبير أن أتخلص منها إلى أن تطور الوسواس إلى نطق بعض الحروف والعياذ بالله!
فقبل مدة أتاني فكر شنيع في نبينا عيسى عليه السلام أنه ابن الله وللأسف الشديد نطقت كلمة ابن مرتين ثم أصمت وأخاف بشدة ثم المرة الأخرى أتاني فكر الإساءة للدين وكنت أتوضأ وقتها فنطقت بكلمة الدين ثم صمتت! فقلت إن شاء الله ليست كفراً لأني لم أكمل الكلمة بالله عليك يا دكتور طمئني هل هذا كفر أم لا ؟؟ لأني لم أنطق الكلمة الكاملة !؟
المسألة الثانية تبديل لفظ الكفر هروباً منه فيأتيني فكر شنيع جداً بعبادة غير الله - والعياذ بالله - إلا وأتفاجأ بالنطق ولكن غيرت لفظ الكفر فقلت (أنت عمي) بدلاً من ربي - والعياذ بالله - هرباً من لفظ الكفر! بالله عليك طمئني هل هذا كفر أم لا ؟؟؟
المسألة الثالثة وهي هذه الأيام اشتدت الأفكار الكفرية بشكل أشنع وأشنع وأشنع بالمختصر أفكار كفرجنسية - والعياذ بالله - وكم أنا كاره لها كرها غير طبيعي وللأسف ألاحظ أن لساني ينطق حرف أو حرفين مثل (ك) وخاصة تأتيني هذه الأفكار الحقيرة في وقت الصلاة فمثلاً عند الركوع أو السجود تأتيني الأفكار الكفرية الشنيعة وحين السجود والركوع في كلمة ربي أخاف أقول قلت ربي بسبب الأفكار الكفرية أم قلتها دعاء الركوع والسجود سبحان ربي العظيم - سبحان ربي الأعلى !
المسألة الرابعة الشك في مثلاً أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين والمرسلين -! فأقول اللهم إني أقر بأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين والمرسلين في الأحاديث دوماً أذهب لموقع صحة الحديث حتى أتأكد عن صحته كي لا أكذب على رسول الله أو أضعف حديثاً صحيحاً فعندما يكون حديثا ًصحيحاً أقول اللهم إني أقر بأنه حديث صحيح وحين يكون ضعيفا أقول اللهم إني أقر بأنه حديث ضعيف وأكتب عن المواضيع التي أشك فيها مثلا لكي أقول اللهم إني أقر.... هل فعلي هذا خطأ أو صحيح ؟؟ وهل هو شك بالإيمان - والعياذ بالله - ؟
أنا تعبان جداً يا دكتور أعيش في عذاب نفسي وأنا أرى بأن العذاب النفسي أشنع وأخطر من العذاب الجسدي أنا حلمي فقط تزول تلك الأفكار الكفرية أظن حينها سأكون أسعد إنسان.
ادعو لي يا دكتور ادعو لي.
وأخيراً أنا منتظركم على أحر من الجمر.
31/10/2018
رد المستشار
الابن الفاضل "أبو سعد" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
ما تعاني منه هو اضطراب الوسواس القهري وما تشتكي منه هو ما تستوحشه من أعراضه والتي تتمركز حول العقيدة ووساوس التجديف (التجرؤ على المقدسات) والشك، وحالتك حالة نموذجية يظهر فيها جيدا ًكيف يحتال عليك الوسواس فكلما وجدت أو لجأت إلى ما تظنه سيخلصك من الوسواس يوقعك فيما توسوس بشأنه من جديد.... وهذا حال كثيرين من مرضى الوسواس القهري الديني.تتعلق المسألة الأولى التي تسألنا بشأنها بحديث النفس والذي عرفت أن نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام قد أنبأنا بأننا معفو عنا فيه ما لم نتكلم أو نعمل به فأصبحت "تطنش" الأفكار الكفرية التي ترد على وعيك (لكن يبدو أنك فعلت هذا دون أن تتفهها أو تحقر من شأنها لأنها من الوسواس) وهو ما فتح ثغرة للوسواس فبدأ يهاجم على جبهتين الأولى أن يحاول إيهامك بأنك تتعمد أو تستجلب تلك الأفكار فتقول: (لاحظت أني أصبحت أتعمدها! مع كرهي الشديد جداً للأفكار الكفرية وحلمي الكبير أن أتخلص منها)
وهو ما يعني أنك تستعظمها وتحسبها ذات تأثير على إيمانك أو علاقتك برب العزة سبحانه وهذا يتنافى مع تحقيرها والتيقن من تفاهتها وهو المطلوب لتنجح في التجاهل، وأما الجبهة الثانية فهي أن يقهرك على النطق حيث تقول (وإلى أن تطور الوسواس إلى نطق بعض الحروف والعياذ بالله!) .... فهو هنا يلعب على مدى فهمك لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (ما لم تتكلم أو تعمل به)... فالتكلم المقصود هنا ليس النطق لا كاملاً ولا ناقصا للكلمات أو العبارات فهذه أفعال قهرية،
وليس التكلم مشتكياً لأهلك أو لطبيبك أو معالجك أو فقيهك وإنما التكلم الذي لا يعفى عنه هو أن تتحدث بين الناس بتلك الأفكار أو السباب بدافع الاستعراض أو تشكيك من تتكلم معه..... وهذه هي نوعية الوساوس الكفرية التجديفية وتشمل كل ما فيه إساءة لتصورنا عن المولى عز وجل وعلا علواً كبيراً.وأما المسألة الثانية فتتعلق بلجوئك إلى فعل محيد حاولت مواجهة وسواس الكقر به وهو (تبديل لفظ الكفر هروبا منه) فكانت النتيجة كما هو متوقع (أتاني فكر شنيع جدا بعبادة غير الله - والعياذ بالله - إلا وأتفاجأ بالنطق ولكن غيرت لفظ الكفر فقلت (أنت عمي) بدلاً من ربي - والعياذ بالله - هرباً من لفظ الكفر!) وتسألنا (بالله عليك طمئني هل هذا كفر أم لا ؟؟؟) لا علاقة لمعاناتك هذه بالكفر من قريب أو بعيد والمطلوب علاجياً هنا هو أن تمعن في إهمال هذه الخواطر وتمضي في عباداتك غير مكترث بها ... مهما تعاظمت واشتدت حدتها ... بل المتوقع إذا نجحت في تحقير شأنها وتتفيهها أن تحدث زيادة مبدئية في حدتها لعلك تيأس فكن مستعدا للإصرار والإمعان في الإهمال حتى ييأس الوسواس منك لا العكس.
وتتعلق المسألة الثالثة -وهي غير مختلفة جوهرياً عن المسألتين السابقتين- بأن (اشتدت الأفكار الكفرية بشكل أشنع وأشنع وأشنع بالمختصر أفكار كفرجنسية)... سيفيدك أن تقرأ سلسلة استشارات ريم عن الوساوس الكفرجنسية وردودنا عليها، ودائماً يكون التصرف الصحيح هو أيضًا إهمالها، كذلك من المهم أن تنتبه إلى أن عليك أثناء الصلاة وغيرها من العبادات أن تكف عن مراقبة نفسك أثناء العبادة وهو ما يستنبط من قولك (وخاصة تأتيني هذه الأفكار الحقيرة في وقت الصلاة فمثلا عند الركوع أو السجود تأتيني الأفكار الكفرية الشنيعة وحين السجود والركوع في كلمة ربي أخاف أقول قلت ربي بسبب الأفكار الكفرية أم قلتها دعاء الركوع والسجود سبحان ربي العظيم - سبحان ربي الأعلى !)...
فأنت بهذه الطريقة تجعل من نفسك صيداً أسهل للوسواس .... والتصرف الصحيح هو أن تبدأ العبادة وتستمر فيها خطوة فالتي تليها دون أي التفات للوساوس مهما كان محتواها .... فلا ترفض الفكرة ولا تقبلها ولا تحاورها ولا تقع في فخ الاستبطان بمحاولة التذكر لما قلت أو فعلت.... فقط اقبل أنها أفكار (أو صور أو أحاسيس) وسواسية ستحدث وأنت غير مسؤول عن حدوثها واعلم أنك كلما ازددت رفضا لها ورغبة في الخلاص منها كلما كان معنى ذلك أن لها قيمة وأنها مؤثرة أي أنك تزودها بالوقود دون أن تدري ! أما إذا كففت عن مراقبة نفسك ومحاولة دفع تلك الأفكار وامتنعت كذلك عن محاولة استبطان نفسك بتذكر ما قلت وما فعلت فإنك ستنجح أخيرا في الخلاص.وتتعلق المسألة الرابعة بالشك في ما هو من الثوابت الإيمانية مثل (الشك في أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين والمرسلين -!) وهذه هي هي وساوس التشكك الكفرية وهذا النوع من التشكك وسواس لا يصح معه إلا الإهمال أما ما تفعله من أن تقول (اللهم إني أقر بأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين والمرسلين) فهذا فعل قهري تكمل به دورة الوسواس القهري ... فلا تفعل شيئا على الإطلاق استجابة لتلك الأفكار التشكيكية فقط أهملها فلا تتبعها لا بالصلعمة ولا حتى الاستغفار...
وكذلك كف عن فرط التخوف من أن تقول حديثا ضعيفا أو غير صحيح فأنت لا تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حين تكون عارفا بأنك تقول حديثا مكذوبا وليس حديثا لا تعرف تخريجه .... وأما ما تقوم به من الدخول على مواقع الحديث وتصفه بقولك (فعندما يكون حديثا صحيحا أقول اللهم إني أقر بأنه حديث صحيح وحين يكون ضعيفا أقول اللهم إني أقر بأنه حديث ضعيف وأكتب عن المواضيع التي أشك فيها مثلا لكي أقول اللهم إني أقر)... هذه أفعال قهرية لا معنى لها ولا فائدة إلا زيادة شحنك لماكينة الوسوسة هداك الله ... ولا علاقة لها بما تسميه شكا بالإيمان!لا أدري يا "أبو سعد" يا ولدي هل لجأت إلى طبيب نفساني أم لا ! فأنت ولا شك بحاجة إلى علاج نفساني عقاري وسلوكي معرفي ولا أنصحك بأن تطيل المكافحة الشخصية للوسواس القهري وأخيراً أهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
التعليق: قديما كانت تأتيني مثل هذه الأفكار وأفظع وكنت قد تعلمت أن أقول آمنت بالله وبرسوله وأكرر. وتختفي الأفكار سريعا ثم تعود وأكرر ثم تلاشت مع الوقت والحمد لله