وسواس الغسل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي مشكلة في الغسل ولا أعرف كيف أحلها.. مشكلتي تكمن في أنه عندما أغتسل لرفع الحدث الأكبر أريد تطبيق السنة والبدء بالاستنجاء ثم الوضوء ثم سكب الماء على الرأس والجسد دون مس القبل أو الدبر حتى لا ينتقض الوضوء..
والمشكلة تكمن هنا.. نساء اليوم ليسو كنساء الصحابة.. لأن نساء اليوم غير مختتنات وسكب الماء على الجسد لن يوصل الماء إلى تعرجات وتكاميش الفرج وأيضا الشفرتين الصغيرتين في جزئهم الخارجي يكونون ملتصقتين في العادة فلن يصل الماء إلى ما التصق منه.. وأقصد هنا الجزء الخارجي للشفرتين وليس باطن الفرج.. الجلدين ملصوقين في بعض ولن يصل الماء للملتصق وهو جزء خارجي وليس باطني..
أتمنى أكون قدرت أوصل المعنى.. فأنا أعلم أنا باطن الفرج الذي لا يمكن رؤيته أثناء الجلوس لا يجب غسله ولكن الجلد الزائد (الشفرتين الصغيرتين) يمكن رؤيتهم وهم ملتصقتين فكيف يصل الماء إليهم إذا لم نفرقهم بالإصبع؟!
لا تقولوا لي مس العورة أمر مختلف فيه وخذي بالمذهب الأيسر.. لا فأنا لدي الأدلة الشرعية الواضحة والصريحة على أن مس العورة ينقض الوضوء ولن أغير هذا الاعتقاد..
سؤالي الآن هل يجب إيصال الماء إلى ما التصق من الشفرتين الصغيرتين أثناء الغسل؟؟
وهل يجب ذلك أيضا أثناء الاستنجاء؟؟
ولو فرضا لم أطبق السنة ونويت الاغتسال بالاغتسال المجزأ وهو صب الماء على الجسد مع المضمضة والاستنشاق وكانت الشفرتين الصغيرتين ملتصقتين أثناء الغسل ولم يصل الماء إلى ما التصق منهم هل يعد غسلي صحيحا؟؟
وماذا عن تكاميش الفرج وتعرجاته كيف سيصل الماء إليهم دون تدخل اليد؟؟
ولدي سؤال آخر أيضا.. دائما أقرأ أنه يجب غسل مخرج البول.. ولكن البول يخرج من فتحة الإحليل وهي في باطن الفرج فهل علي غسل فتحة الإحليل؟؟ وكيف يكون الغسل؟؟
وشكراً
2/11/2018
رد المستشار
الأخت الفاضلة "أمة الله" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
موسوسة من المتعمقات المشددات على أنفسهن هذه أنت يا "أمة الله" هداك وسامحك الله ... اعتدت حين أبدأ جلسات الع.س.م مع مرضى وسواس الغسل أن أقول بداية سنلتزم بالأخذ بالأيسر أي بالاغتسال المجزأ وهو صب الماء على الجسد بحيث يغلب على الظن أن الماء عم الجسد كله وأؤكد أن المطلوب ليس التيقن من أن الماء عم الجسد كله وإنما المطلوب هو غلبة الظن (أي بنسبة 80-99%)....
وذلك من الصحيح أي غير الموسوس فما ظنك بما يطلب من الموسوس ؟ ... هكذا اعتدت فإذاك بعد كتابتك العنوان "وسواس الغسل" تبادئين بأنك تريدين تطبيق السنة في الغسل ! أي تعلنين منذ السطر الأول في إفادتك : أرفض التيسير....
وتجدين في الفقه أمثلة متعددة فيها يعفى المريض من بعض النوافل أو كلها، مثلا يعفى الموسوس من سجود السهو، ويقال سجود السهو لا يسن للموسوس، وفي الفقه المالكي قول قوي بأن تحري التخلص من النجاسات لا يجب على الموسوس وإنما يسن فقط (أي إذا قدر عليه ولم يكن في ذلك مشقة فإن وجدت مشقة فإن المشقة تجلب التيسير!)... هذا هو الفقه المتبصر بحال الموسوس.
تقولين : سؤالي الآن هل يجب إيصال الماء إلى ما التصق من الشفرتين الصغيرتين أثناء الغسل؟؟ لا ويكفيك رش الماء على الظاهر المباشر كما وصفت، ولا يجب أكثر من ذلك أثناء الاستنجاء؟؟ وغسلك صحيح واستنجاؤك كامل.... أما أن تقولي ماذا لو فرضنا وكان الشفران ملتصقين ... وماذا عن تكاميش الفرج وتعرجاته ... وهل يجب الوصول إلى فتحة الإحليل في الإناث ... إلخ فلعمري أن هذا هو التعمق المذموم عافاك الله منه!
من الطبيعي والمتوقع أن يشمل الاستنجاء أو الاستجمار مخرج البول أو فتحة الإحليل في الذكور والإناث... ولكن هذا أيضًا مطلوب فيه غلبة الظن وليس أن تحضري مرآة مثلا لتنظري فيها عملية استنجائك لتتيقني 100% من أنك غسلت فتحة الإحليل !
واقرئي لرفيف الصباغ عن كيفية الاستنجاء: وسواس الاستنجاء في النساء : تفاصيل !
كذا تقولين : (لا تقولوا لي مس العورة أمر مختلف فيه وخذي بالمذهب الأيسر.. لا فأنا لدي الأدلة الشرعية الواضحة والصريحة على أن مس العورة ينقض الوضوء ولن أغير هذا الاعتقاد..) ... لديك الأدلة الشرعية الواضحة والصريحة وكأن من قال بأن مس العورة لا يشترط ألأن يفسد الوضوء يتكلم من غير الأدلة الشرعية الواضحة والصريحة... المسألة في البحث عن الأحوط والأصعب وليس لا في الأدلة ولا الاعتقاد.
المتمعمقون المتنطعون هم الأسوأ مآلا من بين مرضى الوسواس القهري وصدق حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام حين قال : "هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون" صدق صلى الله عليه وسلم وهو حديث صحيح رواه مسلم وغيره.
أتمنى أن تعملي على تغيير هذه الطريقة في فهم الشرع الحنيف ففي ذلك نجاتك إن شاء الله.
وأخيراً أهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات .