وساوس تطاير البول ووسواس الكفر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,عندي 3 مشكلات
الأولى الوسوسة من تطاير البول:تعقدت بسببها أخاف أطول برا البيت وأحتاج الحمام لأنه يتطاير البول على الحذاء والقدم وأيضاً
على الجوارب فأخاف أن يطير كيف أتصرف بعد ذلك ؟ فالجزمة صعب غسلها والجوارب وكيف أدخل المصلى أخاف أنجسه ؟
لأن تطايره متأكدة منه وحتى ليس بشيء قليل بل كثير جداً أثناء التبول يتطاير كثير ..
وأيضاً أخاف أن أدخل حمام وينتهي الماء علي فهذه المشكلة الثانية ..كما أنني دائماً عندما أذهب للحمامات في خارج المنزل أخاف من تطاير البول في ملابسي فلا أستطيع تغييرها ..
فأحيانا أغطي قدمي بأكياس حتى لا يتطاير ولكن متعبة الحركة جداً وأيضاً أغسل الشطاف عند الدخول وإذا لامس حذائي أغسل مكانه فيتطاير الماء على قدمي وأغسل قدمي وعلى هذا الحال فأستغرق وقتا طويلاً في الحمام .
المشكلة الثالثة وهي الإفرازات:أنا الإفرازات دائماً معي بشكل مستمر وكثير فأستنجي وأتوضأ لكل صلاة ولكن أحيانا كما ذكرت في مشكلتي الأولى والثانية
أخاف تطاير البول عند الذهاب للحمام (في الخارج) وأخاف انقطاع الماء, فماذا أفعل ؟
فأتوضأ فقط ولكن أشعر بأنني على نجاسة لاستمرار نزول الإفرازات فعند الرجوع للمنزل أتشهد وأغتسل للدخول للإسلام وأعيد الصلوات من جديد
لأنني صليت بنجاسة أخاف أني خرجت من الدين بفعلي هذا ..علماً بأن الإفرازات صفراء ومستمرة دائماً وقرأت بأنها نجسة يجب الاستنجاء منها وغسل الملابس فماذا أفعل ؟
أعتذر على كلامي وشرحي بالتفصيل
كما أشكر جميع الدكاترة ومن يرد علينا هنا وجزاهم الله خير ولكن أتمنى أن يرد علي أ.د وائل أبو هندي جزاه الله خيرا
2/11/2018
رد المستشار
الابنة العزيزة الفاضلة "S" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
الأولى الوسوسة من تطاير البول ... تطاير البول هذا يحدث أحيانا مع أي من الناس ولا يعطيه حجماً أكبر من حجمه إلا الموسوس ... فبينما المطلوب شرعاً ألا يتعمده الشخص فإن حصل واضحا وأصاب مكانا من الجسد غسل بقدر ما أصيب وهو ما يعني بالنسبة للإناث وفي أسوأ الأحوال وأقلها حدوثا جزءًا من جانب الفخذ الداخلي على اليمين أو اليسار وربما من الجانبين، بالنسبة لمن تستخدم مقعد الحمام الإفرنجي وربما ظهر القدم أو القدمين لمن تستخدم الحمام التركي... وعادة لا يكون هذا إلا مرات من مئات....
إلا أن الموسوسة تشعر بالتوتر والتوجس من تطاير البول قبل أن تبدأ أصلا في التبول فتكون النتيجة انتباها أكثر وتموضعا أكثر في مرمى الوساوس... وتكون النتيجة غالباً شعوراً أرهف وحساسية مفرطة لرذاذ البول الواقعي (أو الظني) وتزايداً في مساحة ما يرى الموسوس وجوب غسله حتى يصل الأمر بكثيرات إلى الاضطرر لغسل نصف الجسد السفلي كله أو الجسد كله !
ومن الآراء الفقهية في الفقه المالكي أن تحري النجاسة أو تحري التخلص من النجاسة لا يجب على الموسوس وإنما يسن فقط تيسيرا عليه وهذه ترجمة لقاعدة فقهية عامة هي أن المشقة تجلب التيسير ! وفي حالة الموسوس توجب التيسير ... يعني أرجو ألا تعلقي في أنه يسن !
ثم لا تنسي هناك فرق كبير بين تطاير البول وتطاير ماء الاستنجاء .... ففضلا عن إعفاء الموسوس من تحري تطاير البول فإن ماء الاستنجاء المتطاير لا يمكن الحكم بنجاسته ما لم يتغير (لونه أو رائحته) ... فهل تجزمين أو تستطيعين الجزم بأن زذاذ ماء الاستنجاء المتطاير نجس إلا شكا بينما القاعدة الفقهية ألا تنجيس بالشك!.
الثانية خوفك من أن ينتهي الماء عليك أثناء الاستنجاء ... وماذا في ذلك من مشكلة لا أدري !! ألم تسمعي بأن هناك خياراً آخر غير الاستنجاء بالماء هو الاستجمار ؟ أي استخدام قماش أو نسيج ورقي أو جمرة في إزالة عين النجاسة من على الجسد (مع بقاء أثرها عليه) والاستجمار ليس كالتيمم يبطل في وجود الماء بل هو اختيار يجوز شرعاً الاكتفاء به والاقتصار عليه رغم توفر الماء ! أين تكمن المشكلة في انتهاء أو انقطاع الماء إذن ؟ إن رأيت سبباً آخر غير الشرعي كالتقزز وما شابه فهذا أمر آخر ... لكنك عملياً يمكنك الاستجمار أو المسح بالمنديل ثم الوضوء للصلاة دون استنجاء من الأساس.
واقرئي على استشارات مجانين:
كيف يعمل وسواس الاستنجاء ؟ آلية فهم ؟!
خروج البول والمذي وسواس الاستنجاء
الأصل الطهارة والنجاسة لا تطير في الهواء
المشكلة الثالثة وهي الإفرازات وهذه أيضا مسألة فيها كثير من التيسير فأنت تتحدثين عن رطوبة الفرج وفي الفقه الشافعي قول قوي بطهارتها ... يعني لا داعي لأن تستنجي وتتوضئي لكل صلاة من الأساس وتحجين تفاصيل أكثر في رد أ. رفيف الصباغ عن الإفرازات الموجبة للغسل وجدير بالذكر هنا أنه طبقاً للفقه المالكي الخاص بالمستنكج بالشك (أي الموسوس) يجب على الموسوس أن يتخير الأيسر من بين الآراء الفقهية من أي من المذاهب ويخلط بينها دون حرج فيأخذ ما ييسر عليه من الفقه المالكي في أمر ومن الشافعي في أمر آخر...
كذلك فإن الاحتياطات التي وصفت كغسل الشطاف ولف القدمين بالأكياس... إلخ كلها بدع لا ينتج عنها إلا استمرار مشكلة الوسواس وليس التخلص منها.... ومن أجمل ما سمعت من الردود الفقهية على المتحجج بوجوب الاحتياط أن : الاحتياط واجب إذا وافق السنة فإذا خالف السنة فالاحتياط هو ترك ذلك الاحتياط.
كذلك لابد من التعليق على قولك (فعند الرجوع للمنزل أتشهد وأغتسل للدخول للإسلام وأعيد الصلوات من جديد، لأنني صليت بنجاسة أخاف أني خرجت من الدين بفعلي هذا ..)... وأرد عليك بعبارة واحدة هي الموسوس لا يخرج من الدين بسبب وسوسته!
إن لم تجدي ما قدمت لك أعلاه كافياً للخروج من مشكلاتك فإن عليك الاستعانة بعد الله بطبيب نفساني ومعالج سلوكي معرفي ذي خبرة بالوساوس الدينية وأساليب علاجها..... وإياك أن تقعدي على النت تسألين وللعلاج على أرض الواقع لا تتحركين.
وأهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.