وسوسة أم كآبة أم قلق؟؟؟
قبل ثلاث سنوات أصبت بصدمة نفسية قوية حيث حصلت مشكلة كبيرة بيني وبين أعز أصدقائي وأنا غلطت غلطة كبيرة وهم أيضاً وبعد فراقنا بقيت سنة كاملة أعاني من هذا وكنت دائم التفكير فيهم حيث كنت أمسك وسادات النوم وأضربها وأصرخ لإخراج ما بداخلي والحمد لله أنا تخلصت منه، كتبت لكم عن هذه الحادثة لأعرف إن كان لها علاقة بما أشعر به الآن هل هو وسوسة قهرية أم كآبة أم قلق أم أنا محسود.... لا أعرف.
أنا شاب في السابق كنت أثق بنفسي لدرجة كبيرة جداً ولا أخاف من أي شيء بل أنا ثقتي وصلت لمرحلة التهور وبعد فترة دخلت إلى نادي كمال أجسام لأزيد من قوتي فزادت وزادت ثقتي معها ثم بدأت أفكر أن هذه الرياضة لم تعطني ما كنت أطمح للوصول إليه فتركتها وبدأت أبحث عن رياضة أقوى منها وبعد فترة سجلت في أحد أندية الدفاع عن النفس (كونغ فو) فوجدت فيها ما أريد فهي رياضة عنيفة جداً وقوية وبعد فترة للعبي هذه الرياضة زادت ثقتي بأن عندي القدرة على التعامل مع المشاكل بالشارع بشكل أكبر وجميع المشاكل
وبعد فترة من ذلك عندما يطلب منا المدرب النزول للقتال أشعر بشعور ما في بطني وفي أعلى الصدر ولا أعرف ما هو هذا الشعور فأفكر هل هو خوف أم تردد أم ماذا مع أني أدرك أنني لا أخاف ولكن لماذا هذا الشعور وعندما يطلب مني القتال مع أي شخص أقاتل وقبل القتال يأتي هذا الشعور مع أني مدرك أني أقوى وأني لا أخاف وعندما أنزل للحلبة أثبت لنفسي ذلك الشيء ولكن قبل النزول التالي يأتي نفس الشعور.
وبعد ذلك أصبحت عندما أسمع شيء عن النادي يأتي ذلك الشعور لا أعرف لماذا مع أني أدرك أنني لا أخاف أبدا وعندما يتحدث أصدقائي البعض منهم (الذين يحسدونني) على هذه الرياضة أحس بشعور ما في بطني أو أعلى الصدر لماذا؟ مع أني أحب هذه الرياضة المشكلة الكبرى هي كثرة تفكيري بالأمر بدون إرادتي (هل هو وسواس قهري)؟ لماذا يأتيني الشعور ببطني دون أن أفكر أحيانا أو عندما أتكلم مع أي أحد وعندما أرى شخصا ما يربطني أو لا يربطني بهذه الرياضة؟ الآن وأنا أكتب أشعر بشعور ما في بطني هل هو عضوي أم نفسي أم نفسجسدي؟ هل السبب مادة السيروتونين التي قرأت عنها الكثير محاولا البحث عن إجابة؟؟
المفروض أنه عندما لعبت هذه الرياضة زادت ثقتي بنفسي ولقد زادت ولكن لماذا هذا الشعور يأتيني؟ أحيانا يأتيني هذا الشعور عندما تأتي فتاة لتكلمني في الجامعة أو عندما أكلم شخص ما (في بداية الكلام يأتي الشعور ثم يذهب) ويأتي عندما أكون في طريقي للذهاب للنادي لماذا مع أني أعرف أني أحب النادي وأحب القتال ولا أخاف ولماذا كثرة تفكيري بهذا الأمر دون إرادتي؟
دائماً أردد على نفسي وأقول أنا هذه الأفكار وسوسة وحسد من أصدقائي على ثقتي الزائدة بنفسي وقوتي ودائما يحاولون أن يثبتوا لي أني لا شيء حتى أخي الشقيق يفعل ذلك ولكني غير مهتم لأني عارف نفسي. دائما أردد على نفسي عبارات أني لا أخاف وأنه لا شيء يسبب الخوف وأني غير مهتم وأني واثق بنفسي مع أني كنت كذلك قبل التدريب وحتى بعده زادت ثقتي بنفسي ولكن لماذا يأتيني هذا الشعور مع أني أعرف أن لا داعي لهذا الشعور؟؟
ولماذا دائماً أفكر بأي شيء دون إرادتي (هل هو وسواس قهري أم الكآبة أم القلق أم ماذا؟ مشكلتي متعددة الجوانب وأهم هذه الجوانب كثرة التفكير بلا سبب والشعور السيء ببطني أو أعلى صدري. مثلا إذا كان هناك مشكلة وطلب صديقي أن أقف معه أنا أعرف بأني قوي وواثق من نفسي ولا أخاف ولكن لماذا هذا الشعور يأتيني ببطني أو أعلى صدري ببادئ الأمر؟ مع أني واجهت أعنف بكثير من هذا الموقف في النادي والتدريب وعندما أفكر وأكرر بأن هذا حسد ووسوسة وأكرر أني لا أخاف مع أني مدرك أني لا أخاف يذهب هذا الشعور لفترة بسيطة جدا ثم يعود بلا سبب.
أنا أقاوم هذا الأمر النفسي الأحمق منذ فترة طويلة ولكن لماذا أبقى أفكر به مع أني أعرف أنها حماقات ولماذا هذا الشعور ببطني أو أعلى صدري؟؟
وعندما أفكر أحيانا أقول بأني كنت قبل التدريب أثق بنفسي وبعد التدريب زادت ثقتي بنفسي
ولكن لماذا هذا الشعور؟
6/11/2018
رد المستشار
الابن العزيز "سامي" أهلا وسهلا بك على موقعكم مجانين، ما أروع استشارتك أو إفادتك هذه وما أروعك أنت وأنت تطبق من نفسك عددًا لا بأس به من أساليب مجابهة القلق، فمن الواضح أنك تحسن جدا التحدث الإيجابي مع الذات وتحسن المواجهة والإصرار عليها وهذا بفضل الله هو ما يجعلك صامدا طوال فترة معاناتك تلك.
العرض الجسدي الذي تصفه بقولك: (أشعر بشعور ما في بطني وفي أعلى الصدر) هو على أغلب الظن أحد أشهر الأعراض الجسدية للقلق Butterflies in stomach وهو إحساس بعد الراحة أو الانقباض أو حركة داخلية غير مريحة في منطقة أعلى البطن أو أسفل الصدر، إضافة إلى شيء من الانقباض أو عدم الراحة أو ربما الخفقان الداخلي أعلى الصدر، ولعل الملابسات التي تحكيها لنا محيطة بحدوث ذلك العرض تجعلنا نفكر أكثر ما نفكر في اتجاه القلق.
ليس هناك ما يؤكد أنه وسواس قهري وإن كان احتمال وجود بعض السمات الوسواسية أو حتى الوساوس واردا في حالتك وأما الاكتئاب أو الرهاب فأحسب أن استجابتك الصحية لتلك الأعراض والتي تمثلت في عدم لجوئك للتحاشي أو التجنب Avoidance Response لأن مثل تلك الاستجابة هي ما يوقع المريض في شراك الرهاب والذي قد يؤدي بصاحبه إلى الاكتئاب نتيجة لتعاظم القيود على حياته.
وأما مسألة كونك محسود من عدمه فأمر لا يتعلق بأكثر من تفسير غيبي يناسب ثقافتنا، ولكن لا علاقة لهذا بما يتوجب عليك اتباعه من طريقة العلاج، وقد بدأت إفادتك بما يشبه التساؤل أنا جريء كيف أصاب بالرهاب؟ ، ولعلك تجد الرد في تلك الإحالة.
كذلك لا أحد يستطيع اعتبار السبب هو مادة السيروتونين إنما تغير تركيزات أو كفاءة عمل ذلك الناقل العصبي قد يكونُ حلقة في سلسلة من التغيرات التي لا يعرف العلم الحديث تفاصيلها كلها بعد، وما أنصحك به هو أولا أن تستمر على طريقتك الإيجابية في التعامل مع تلك الأعراض فلا تخشاها ولا تدعها تؤثر على أدائك وفي نفس الوقت أنصحك بعرض نفسك على طبيب نفسي ليعالج ما قد يكون شكلا من أشكال اضطرابات القلق، وأهلا وسهلا بك دائماً فتابعنا بأخبارك .