أشك في حبيبتي...
فجأة ومن دون مقدمات أصبحت أشك في حبيبتي والموضوع مسيطر علي بدرجة لا عقلانية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الأطباء الكرام،مشكلتي بدأت منذ عدة أيام ودون سابق إنذار حيث بدأت أشك كثيراً في حبيبتي وهي صديقة مقربة جداً لي ولا أدري ما السبب ولدي يقين كبير أنها تتسلى أو تلعب بي لغرض أو آخر.
بدأت علاقتي بهذه الفتاة منذ سنوات عدة وأحببنا بعض بعد أول لقاء، كنا أصدقاء لفترة قصيرة من الوقت ثم أحببنا بعض إلى يومنا هذه.
العلاقة لم تكن مستمرة طوال تلك الفترة، حيث كنا نتعارك كثيراً عبر الهاتف ونترك بعض ونعود مجدداً وهكذا وكنت أنا في معظم الأوقات من أرجع ولا أتذكر يوم أن رجعت هي لي برغم زعمها أنها متيمة بي وعاشقة لي لأبعد الحدود.
وعندما سألتها عن سبب عدم الرجوع لي والسؤال عني بعد مرور شهور وسنين منذ آخر عركة، قالت لي أنها لم تكن تشعر بأنه يوجد هناك فائدة من العودة نظراً لأني لا أشعر أنك تغيرت في شيء مما كنا نتعارك بشأنه بغض النظر هي على حق أم لا.
هي شخصية درامية جداً وعنيدة وعصبية ولكني أرى فيها أيضاً الطيبة والرقة والقلب المفتوح دائماً لي، هذه ما شعر به، لها وعليها.
في المعظم عندما نتعارك ويشتد الكلام تقول أنها ذهبت إلى المستشفى وضغط الدم لديها كان منخفض وكلام من هذا القبيل رفقة والدتها ولكني مؤخراً بدأت أشعر بزيف هذا الكلام وأيضا كانت تقول لي أنها تبكي كثيراً بعد عراكنا واحتد الكلام ولكني أيضاً مؤخراً بدأت أشعر بزيف هذا الكلام.
مثلما أوضحت أعلاه أيها الأطباء الأجلاء أني فجأة ودون مقدمات قمت أشعر بهذه الشكوك الرهيبة تجاهها ولا أدري لماذا؟
لقد مررت بعلاقة حقيقية بالنسبة لي ولكنها كانت تسلية للطرف الآخر منذ أن كنت في الجامعة وأنا الآن متخرج من الجامعة منذ سنوات عدة ولكني أدركت في نهاية هذه العلاقة أن الفتاة التي أحبها أيام الجامعة ما كانت إلا محاولة ناجحة للاستمتاع بأيام كثيرة ولكن لفترة مؤقتة مع شاب جيد ويصغرها بالسن والاستمتاع بالتنزه والذهاب والمجيء ولا مانع من الاستغلال المادي.
لم أفكر ليوم أن أقارن فتاة اليوم بفتاة الأمس خاصة أني أصبحت أكثر نضجاً الآن ولم أفكر على الإطلاق في أنها قد تكون تتسلى بي، والسؤال الذي يطرحه نفسه هو، فتاة الأمس كانت تريد الاستمتاع بالمال مع التنزه وقضاء أوقات لطيفة مثل الغذاء في مطاعم والذهاب إلى سينما وإلى آخره، ولكن بخصوص فتاة اليوم، لم أرى قط إلى الآن أنها تستغلني بأي شكل، على النقيض، قامت بشراء هدية لي، ولكن فكري يقول ما هذه إلا طريقة لجذبك وهي على تمام اليقين أنك سوف تشتري لها أضعاف قيمة هذه الهدية.
أشعر بمدى قربي للعلي العظيم، ربي الحبيب سبحانه وتعالى، و أخذ مخي يقول لي، هل يكون هذا إلهام من المنان سبحانه وتعالى أن هذه الفتاة ما إلا نسخة أخرى من فتاة الجامعة وخذ حذرك يا عبدي قبل أن تفتن بها أكثر وأكثر ويقد يتطرق الأمر للزواج أو خطوبة على أقل تقدير.
هناك شيء آخر أود أن أضيفه، إذا كانت هذه الفتاة فعلاً تعشقني لدرجة الجنون كما تزعم، ألم يجدر بها أن تحاول مرات ومرات ومرات لكي نتقابل ولكي تتصل بي تليفونياً علما أننا تقابلنا للمرة الثانية منذ عدة أيام فقط بعد علاقة بدأت منذ سنين عند التقائي بها لأول مرة، ولكي تكون الصورة كاملة، هي فعلاً تعاركت معي من أجل المقابلة والتحدث على الهاتف، ولكني لا أشعر بأنه عراك حقيقي بل عراك مزيف أو مصطنع أو على الأقل هذه ما يبوح به عقلي.
أنا في قمة حيرتي، لا أعلم أنا الظالم أم المظلوم، هل أنا على حق أم على باطل، هل هذا افتراء عليها وشيطاني الرجيم يوسوس لي أم أنه إلهام من العلي القدير قبل الندم وفوات الأوان في زيجة أو خطوبة فاشلة قد تسبب لي العديد من المشاكل لي ولأهلي.
علاقتي بأفراد أسرتي جيدة ولله الحمد، بصراحة والدي هو من قال لي أن فتاة الجامعة تلعب بك ولا تحبك وصدق كلامه بعد إنكار شديد مني في بداية الأمر ولكنهم حاليا لا يعلمون عن أمر فتاة اليوم شيء نظرا لكوني كتوم منذ صغري ولم أبوح لأهلي بخصوص فتاة الجامعة إلا عندما افتضح أمري عندما كنت أتحدث في الهاتف.
كنت أفكر في جعلها أن تقسم ثلاث بوضع يدها على المصحف الشريف أن تقول الحق وأصارحها لما في بالي ولكن إذا أنكرت كل أفكاري أو وسواسي هذه، عفوا، ما أدراني أنها تقول الصدق أيضا، قد تكون لا تخاف الله سبحانه وتعالى وتكذب للوصول إلى هدفها المنشود أو أن تمثل علي كيف أن أفكر في فعل هذه وأني قمت بإيذائها نفسيا لكي توقعني في فخ تمثيلها التي قد تجيده أو آخر شيء أنها فعلاً تتضايق مني بجدية كونها لا تكذب فعلاً أو تكون فعلاً صارحتني بالحقيقة وهي فعلاً لا تكذب.
الذي يؤرقني هو، لماذا فجأة أتت وتسللت إلى هذه الأفكار والشكوك من دون سابق إنذار، علماً أني كنت منذ فترة أشك فقط قليلاً وليس لهذه الدرجة الجنونية في مسائلة واحدة فقط وهو البكاء ودائماً تقول لي أنها تبكي وكنت أشك في ذلك علماً الآن عندما أفكر في هذه النقطة بالتحديد، لقد حدث معي نفس الموقف حرفياً تقريباً بخصوص البكاء من فتاة الجامعة وكما أوضحت أعلاه أنها كانت تريد التسلية والاستغلال فقط لا غير وتأكدت من ذلك فعلاً.
وشيء آخر كنت أفكر فيه الآن أثناء كتابة المشكلة، من خلال حديثها عن نفسها ومعرفتي بها، هي عملت في أشغال مختلفة وتعمقت جداً في الحياة من خلال الاحتكاك اليومي بالبشر من كافة الأشكال والأطياف وتكون لديها خبرات كبيرة ومتراكمة نتيجة هذه الاحتكاكات وهذا واضح بالنسبة لي وتشبهني هذه الظروف والخبرة الحياتية بفتاة الجامعة جدا وأنا على العكس ليس بكذلك، وأعتقد أنها استطاعت أن تتيقن أني صيدا سهلا أو أبدو لها ذلك نظرا لخبرتي المتواضعة في الحياة بالنسبة لها للوصول إلى مرادها وأنا أعتقد هنا أنه الزواج لما لدي من مقومات مثل كوني الولد الوحيد لأهلي.
شيء آخر أود إضافته ولكن أرجو تفهم القصد من ماذا أريد أن أقول على العلم أني أعلم ما قمت به خطأ كبير وذنب عظيم، لقد قبلتها أكثر من مرة، قبلة فرنسية، ولكن فكرت في شيء غريب وهو، من أين لها هذه الخبرة في التقبيل، عندما صفنت في هذه، كنت أقول لنفسي أنه إذا الفتاة ليس لها خبرات سابقة أو شيء آخر، فإنها سوف تفشل في التقبيل أو تتلعثم أو تنحرج أو يظهر لي أنها مبتدئ، ولكني وجدت مقبلة محترفة وهذه أيضاً حدث مع فتاة الجامعة. ولكني أتذكر أيضاً عندما قبلت فتاة الجامعة بقبلات فرنسية، كنت أيضاً نوعاً ما محترف أو أجيد هذا النوع من التقبيل مع العلم أنها كانت أول فتاة أقوم بتقبيلها مثل هذا النوع من التقبيل.
أعتذر عن طول الشكوى ولكن قسماً بالله أن عقلي سوف يحدث له شيء من كثرة التفكير العنيف، أتوسل إليكم بحل وأن تعتبروني ابن لكم، له ما له وعليه ما عليه.
شكراً جزيلا لسعة صدركم ووقتكم الثمينين.
16/11/2018
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً بك بني وبحيرتك. بداية لا نعترف شرعاً ولا عرفاً بمسمى حبيبة ولا بعلاقة حب لا تخطط للحفاظ عليها بالزواج. يبدو سلوكك عابثاً تماماً كما تصف سلوك الفتيات اللواتي قبلتهن وبادلنك القبل.
سأخبرك بأن الفتيات في أمر العلاقات العاطفية أكثر أمانة من الشباب، نعم هي تريد الزواج بك لأنك شخص مناسب، كيف يكون الزواج استغلالا لك رغم أنها تشارك فيه بروحها ومشاعرها وجسدها أيضاً، وجسد النساء غالٍ لديهن.
شكك يعود غالباً لتأرجحك بين تربيتك الدينية الواضحة وبين سلوكك، أنت تتصرف بعيداً عن الدين ولهذا تجد نفسك محتاراً. عليك اختيار القيم التي تحكم سلوكك، القيم الدينية تحرم على الفتاة لقاء رجل لا يربطها به رباط شرعي وإن ضعفت أمام رغباتها، وما يروج له من علم العلاقات الغربية في مجتمعاتنا المحافظة تعتبر سهلة وصيادة، ما السلوك الصحيح برأيك.
ربما تعرضت ثقتك بنفسك لبعض التلف نتيجة تحذير أهلك الزائد لك كطفل وحيد، وربما لمخالفتك قناعتك الدينية. لا أجد لك للخروج من هذه الحيرة سوى اتخاذ قرار جاد في هذا الأمر وليس فقط مع هذه الفتاة، ادخل البيوت من أبوابها واتقي الله في أعراض المسلمين ولو عرضت عليك مجاناً كي يحفظك الله ويريحك من شكوكك.