التفكير في أحداث ومشاكل الماضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عندي مشكلة أني دائم التفكير في أحداث ومشاكل الماضي بسبب أن كان عندي قضية وحكمت بالبراءة وخسرت وظيفتي السابقة، وأنا حالياً أبحث عن وظيفة ولكني لم أجد، فتوقفت عن تقديم الوظيفة ووصلت لمرحلة الاستسلام، وأنا من أول ما حدث الموضوع وإلى الآن أشعر باليأس والإحباط والكآبة رغم أني ملتزم ومواظب على صلواتي الخمس.
أحس أني ما أقدر أعيش حياتي مثل باقي الناس والناس تم تتشمت وتعايرني من الشيء اللي حصل، حساس كثير أتأثر بأقل موقف وأقل كلمة، وكلما أغلط أفكر في المشكلة نفسها ما أفكر في الحلول والبدائل، يئست بشكل كبير.. ووصلت لمرحلة الجنون أني أتحدث من نفسي بصوت عالي وأضحك مع نفسي، لا أنام جيداً في الليل.
ضاقت على الدنيا وأغلقت أبواب الدنيا كلها، مستقبلي ضاع وتدمر وتحسرت وندمت على الخطأ اللي ارتكبته وتماديت فيه، ما أحس براحة نفسية رغم أن الأهل ينصحونني وأصدقائي المقربون ينصحونني لكن إذا داخليا مش مرتاح، بسبب ظني أن هذا الشيء نهاية المطاف،
فأرجوكم أفيدوني في هالشيء
والله أني تعبت نفسياً
21/11/2018
رد المستشار
صديقي
وصفك لمشكلتك يكمن فيه الحل إذا ما انتبهت إلى ما تقول.
تقول : "كلما أغلط أفكر في المشكلة نفسها ما أفكر في الحلول والبدائل" من المهم أن تعي أنك أنت الذي يفكر.. إنها أفكارك أنت وليست دخيلة عليك أو أنك مرغم عليها وليس لك اختيار في الأمر.
فلنفرض أنك فكرت في أي فكرة غير مرغوب فيها، ما الذي يحتم أن تظل تفكر فيها؟ ما الذي يمنعك من التفكير في أي شيء آخر إلى جانب هذه الفكرة إلى أن تبدلها أو تغيرها أو تقلل من تأثيرها.
فكرة أنه ليس لدينا أي قوة في مواجهة أفكارنا التي هي منا، هي فكرة خاطئة وتعجيزية.
ما أريد أن أقول هو أننا نمتلك الاختيار فيما لو كانت فكرة أو إحساس سوف يستمر أم لا.. يقول الله في كتابه العزيز في سورة الإسراء أية رقم 36: ".ولا تَقفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا".
الفؤاد هو الأفكار والمشاعر.. الآية تقول أننا مسؤولون عن ما سوف نفعله بما نسمع وما نرى وكيف نفكر ما نخلق في صدورنا من أحاسيس.
من ناحية لا دينية، أساس العلاج المعرفي والسلوكي هو تدريب الشخص على تغيير الأفكار والأسلوب والأفعال.
من ناحية الحساسية الزائدة فما هي إلا رغبة عقيمة في السيطرة على ما لا يمكن السيطرة عليه، وهو أفعال وأقوال الآخرين، عن طريق أن تشعر بالجرح آملا في أن ينتبه ويتعاطف الآخرون لألمك فيغيرون ما يفعلون ويقولون أو يعطونك بديلا رخيصا للحب اسمه الشفقة.. وبدلا من أن تحب نفسك تشفق عليها.. أنت أيضا تعطي نفسك بديلا رخيصا للحب اسمه الشفقة.
لعبك لدور الضحية يعطيك إحساسا وهميا بأن لك قيمة بطريق غير مباشر..هناك ديانة عمرها ألفان وثمانية عشر عاما اسمها المسيحية قائمة على فكرة أن المسيح (الضحية البريئة).مات فداء للبشرية مثل كبش إسماعيل.. فعندما تجعل من نفسك ضحية، فأنت مثل المسيح.. هذه قيمة رمزية عالية بدون أن تفعل أي شيء وبدون مجهود.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لكي يرشدك في كيفية تغيير أسلوبك إلى الأفضل
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويتبع >>>>>: دور الضحية ليس نهاية المطاف ! م