الشهوة
أنا شاب أمارس العادة السرية مند الصغر الآن عمري 23 سنة ومع كثرة ممارستها أصبحت عندي شهوة للرجال وأصبحت ألاعب فتحة شرجي بإدخال إصبعي مع العلم أني لم أمارس علاقة جنسية مع الرجال.
الآن أريد التوبة وأعيش حياة عادية لأنني أعيش في اضطراب بين شهوتي التي تؤمرني بالمعصية وديني وأصولي للرجوع إلى الله لأنني أعلم بأنني على وشك ارتكاب ذنب عظيم.
بماذا تنصحوني
وجزاكم الله خيرا
24/11/2018
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله أخ "مينو". وأهلا بك على موقع مجانين.
العادة السرّية شيء يكتشفه معظم الأطفال والمراهقين تقريبا، عدى استثناءات نادرة جدا. الاستمرار في ممارستها بعد ذلك يعتمد على الحاجيات الكامنة (أي الموجودة أصلا فينا كبشر) لكن أيضا تعتمد على الحاجيات والرغبات التي يستثيرها صاحبها بالنظر فيما يهيّجه والخاطرة والتفكير في المواضيع الجنسية، والتركيز على الجانب الجنسي في العلاقات والمواقف، أو مشاهدة الأفلام الإباحية (وهي الوسيلة الأكثر انتشارا الآن).
السؤال الآن هو ما هي وتيرة فعلك لها، وما هي السوابق التي تتقدّمها. إن عرفتَها ستعرف كيف ستقلّل منها، وربما لن تستطيع أن تحاربها كليّة. ما ينبغي عليك فعله هو التقليل منها ومما يؤدّي لها، وحاول أن تشغل نفسك بما تتحمس له من رياضة أو هوايات ودراسة، وإن كنت تشاهد الإباحيات فتجنّبها وابدأ بها، فستقل تدريجيا عندك الحاجة للاستمناء. ثم تحارب نفسك للتقليل من وتيرتها اليومية، ثم الأسبوعية، ولا عليك إن بقيت حلّك الوحيد بعد صبر وغياب وسيلة طبيعية لتفريغ شهوتك. أما بخصوص اشتهائك الرجال فلا أراه ناقوس خطر (وأقصد احتمالية أن تكون شاذّا)، فما يحصل معك الآن أنّك تتدرّج في استثارة نفسك auto-érotisme فتكون الأساليب القديمة أقل إثارة لك، فتلجأ للعبث بمناطق أخرى حتى تكتشف (ويكتشف جهازك العصبي) أحاسيس جديدة لأنّك مللتَ القديمة.
لذا من الضروري أن تحدّ من وظيفة العادة عندك، لتصير مجرد تفريغ للشهوة وليس عبارة عن إغراء ونزوة تحب أن تعيشها بشتى أنواعها وإمكانياتها، فقطع الارتباط في دماغك وسلوكك بين النشوة والخيالات وبين الاستمناء ضروري لتمرّ إلى مرحلة الملل ونزع الروعة عنها، لتكون أقدر على رؤيتها كما هي عارية من كل خيال أو نزوة أو إحساس مصطنع مرافق لها.
من جهة نظرتك للتديّن، يجب أن تعلم أن التدين والتعبد الحقيقي ليس مبنيّا على السلامة من الذنوب بل هو عبارة عن توبة واستغفار منها متى وقعت بعد صبر وتجنّب، وذلك الدين الذي نسمع عنه ويريد تصدير صورة المؤمن "كالصخرة الصماء" الذي لا يميل مع شهواته (بشريّته !) ولا يضعف أبدا.. ما هي إلا أساطير الوعّاظ. فهم يخبرونك أنك خطاء ككل بني آدم، لكن في التطبيق وإنزال الحديث على الواقع لا يستطيعون أن يعطونك العذر في الذنْب اعتقادا منهم أنّهم إن تساهلوا مع ذنب واحد سيُتبعه الناس ذنوبا كثيرا.. وبهذا يغطون على حقيقة واضحة (وهي أن كل بشر يضعف أمام شهواته وأنّها منه وهو منها وفيها) حتى يسدّوا باب الذريعة فيصنعون صنما لا وجود له إلا في أذهاننا وعلى أطراف ألسنتنا لما نمارس النفاق والورع في المجالس.. ثم لما يتولى كل واحد مع نفسه يكتشف بشريّته وضعفه..
أما الله تعالى فقد عرف ضعف البشر وطلب منهم شكره بالطاعة وصبرهم عن معصيّته فإن فرطوا في طاعة أو قاموا بمعصية فهم بين العُذر في التضييع أو الاقتراف، فلا ذنب عليهم، أو غفر الله لهم زلاتهم لما يرى منهم من تضرع وخوف ومحاولة رجوع وجهاد في أنفسهم. بمعنى آخر تظن أنك ستكون أعبد الناس لو تركت المعصية مطلقا (فهل هذا ممكن واقعا؟) في حين أن توبتك وإشفاقك من ذنبك هو نفسه من تعبّدك، فاتّبع النصائح التي أعطيتك وكن صارما فيها. وافرح بالطاعات كما تبتئس من المعاصي، ولا تغلّب معصية واحدة على طاعات كثيرة، وإلا وقعت فريسة احتقار الذات فتكون أضعف عزما وأهون همّة. ولو كنا لا نُذنب لاستبدلنا الله بأقوام تذنب وتستغفر فيغفر الله لها. وإن ربك أوسع رحمة من العباد على أنفسهم.
واقرأ أيضًا:
نفسجنسي: العادة السرية ذكور، استمناء Masturbation
الحوار حول الجنس... متى ستمارسون؟!