مكسورة، مهانة، ومنتهكة: كوكب قلة الحيلة!!
أشكرك كثيراً على محاولة تفهم مشاعري
الجديد في القضية أن أخي أصبح يحاول فعل السوء معي وفي بيت زوجي ولكن وجود عمل لدي الآن واختلاطي بأناس آخرين عدل من شخصيتي وجعلني أكثر قوة
أعترف شخصيتي ضعيفة ومنقادة أمام رجال العائلة وأخاف من أبي وأخي وزوجي ولا أجرؤ على تحديهم وأخاف من المشاكل وردود الأفعال
أنا عربية خليجية قدم زوجي للدراسة والإبتعاث وأخذني معه إلى الغربة، ثم لحقنا أخي كامبتعث للدراسة أيضا، أعيش في هذه البلاد من خير بلدي الأم التي ترسل لزوجي المال وأنا حتى وقت قريب لم يوجد دخل مستقل لدي، كنت منعزلة عن المجتمع الجديد ولا أفهم لغته وأعتمد على زوجي في كل شيء وعندما طلقني شفهياً قال لي اجلسي معي في البيت وإذا انتهت عدة طلاقك إما تغادري لبيت أهلك في الوطن أو تصححي من شخصيتك وأفكارك وتستمري معي ومع أطفالك،
سبب الطلاق هي كما يعتقد هو أني شخصية غير إيجابية وغير مبادرة وحياتي تعتمد على ردات الفعل في كل الأمور، وعبثاً حاولت أن أرضيه ولكن دون فائدة حتى كان من شروطه لإرجاعي أن أخرج لاكتساب خبرات عملية في هذا المجتمع الجديد واختلط بالناس وأكسر حاجز الانعزالية حتى أكون تلك الشخصية التي يرغب هو بها، أعتقد أنه طلقني ليؤدبني وليجبرني على تغيير سلوكي من أجل هذه العائلة وهذا لم أفهمه إلا بعد خروجي للعمل .بعد الطلاق كنت أشعر أني مظلومة ومكسورة وتاهت بعقلي الأفكار أو الحلول، حتى أقنعني أخي بترك بيتي والذهاب للعيش في بيته
فترة الطلاق استمرت ما يقارب الشهرين، لم آتي لبيت أخي بأي نية مسبقة لفعل شيء سيء، واستغل هو محدودية اختياراتي وأحسست بأني غير آمنة في بيته بسبب نظراته لي ومحاولة تهيئتي لقبول علاقة جنسية معه، استخدم طريقة متدرجة وحيل كثيرة لتهيئتي نفسياً واعترف أني بعد مقاومة شديدة ضعفت وبالتدريج واتباع خطوات الشيطان وجدت نفسي قد فعلت كل شيء، كانت فاحشة ومصيبة أعرف ذلك ولكني تعهدت لله تعالى أن لا أعود لها
وبفطرتي كامرأة ظننت أني الآن في بيت مع رجل يوفر لي احتياجاتي العاطفية والجنسية والمادية فبدأت أتصرف كزوجة لأخي وأطالب بحقوقي مثل التدخل في نمط حياته وكيفية قضاء أوقاته والغيرة إذا وجدته يكلم نساء ونسيت أني أخته في النهاية ولست زوجته، وهذا ما جعله يمل مني ودبت بيننا المشاكل.
أفقت من وضعي المزري وعدت لزوجي وأخبرته أني سأغير كل شيء لا يعجبه مقابل أن أعود لبيته،
الآن وحسب رغبته التحقت بدورات تعلم اللغة لهذه البلاد مع عمل من أجل اكتساب الخبرة أكثر منه للكسب المادي .
كل شيء على ما يرام عدى أني لا أعرف كيف أتخلص من أخي، فكرت بكلامك عن المواجهة وقررت ولكن أتراجع وأخاف، هل تحتاج شخصيتي لمزيد من الصقل؟
وحتى ذلك هل سينخرب بيتي لأني لم أختار المواجهة؟
أعترف أني خائفة من افتضاح الأمر أكثر من خوفي من أي شيء آخر،أتمنى أن يرجع أخي للوطن سأرتاح عندها وتنتهي المشكلة
4/12/2018
رد المستشار
الابنة المجاهدة:
منذ قليل كنت أرد على فتاة أصغر منك، ومن منطقة الخليج، وكنت أحكي عن طريقة تربيتنا للأنثى فتنشأ ضعيفة ومنقادة لا تستطيع أن تحمي إنسانيتها من الانتهاك، ولا تكون سوى غرض للرجال يتلاعبون بها إن شاءوا أكرموها، وإن سولت لهم أنفسهم اعتبروها من متاع القبيلةـ أو العائلة: خادمة، أو محظية، أو غير ذلك!!
على كل حال... لا ألومك ولا أتهمك بضعف أو تقصير اختياري فشخصيتك هي حصاد لما انزرع فيك!!
لكن هذه المعطيات والطباع والمكونات هي مادة قابلة لإعادة التشكيل، وهو ما تحاولينه اليوم وسيحتاج منك إلى وقت، ومجهود، وتركيز في خطواته!!
هذه هي حياتك أنت، ورحلتك أنت، وأنت تستعيدين وجهك ووجودك الإنساني، والحياة الكريمة التي يستحقها كل بشر كرمه الله، وأنت تتحركين من أجل نفسك، ومن المفيد جدا تصحيح نظرتك لنفسك وجهادك للضعف والتهميش والتعجيز وكل الصفات والأخلاق السلبية التي قررها لك رجال العائلة!!
لن أتطرق هنا لتصحيح ونقد ومناقشة معنى الرجولة الذي تشوه كثيراً في مجتمعات العرب وتشوهت معه معاني الأنوثة السليمة، وتفاصيل العلاقات!!
ركزي يا ابنتي في اكتساب مهارات الحياة من أجل استعادة إنسانيتك المهدرة، ومن أجل ممارسة أدوراك في الأمومة، والرعاية، وقبل ذلك في مشاركة الحياة مع البشر الأصحاء.
مهارات تحديد المشاعر، والتعبير عنها، مهارات إدارة العلاقات، والتواصل بين الناس، ومهارات معرفة الذات، وطرق السير إلى الله عز وجل، واستمداد العون منه.
تذكيري أن حياتك هي مسؤوليتك، وهي من اختيارك، وزمامها هو في يديك، وما جرى من فوضى، وممن سقوط، ومن إيذاء روحي ونفسي وبدني إنما وقع في حال ضعف منك وجهل واستسلام وخضوع، ووقفه هو دورك أنت، وكل خطوة، وكل جهد تبذلينه في التعرف على العالم من حولك، والتعامل مع البشر، والأفكار، والمشاركة في الأنشطة هي لبنات بنائك الذاتي، وهي تقوية لك ولموقفك وقدراتك على مواجهة ما تتعرضين له.
المجتمع عندك منظم ويساعد المرأة فاغتنمي هذه الفرصة لترتقي في مؤهلاتك العلمية بالدراسة، ومجالات عملك، وفتح دوائر نشاط اجتماعي وإنساني تمتلئ بها مؤسسات، وجامعات، وجمعيات في شتى نواحي الحياة حولك.
لا تترددي في طرق الأبواب، وتنظيم وقتك، والاستفادة مما هو متاح أمامك من خدمات، وآفاق مفتوحة في مجتمع ناشط متحرك عكس ما تعودت، وما نعيشه في مجتمعات العرب البائسة الخاملة التعيسة – إلا قليلا!!
لا أشجعك على ابتلاع أجواء الصراع والمعركة على السلطة والتسلط والهيمنة الاجتماعية، وهي تلك الدائرة بين النساء والر جال في المجتمعات الغربية، ولكن أشجعك على الاستفادة من إمكانات كبيرة حولك في استعادة إنسانيتك المهدرة.
وحاليا يكفيك الامتناع عن التجاوب مع محاولات ورغبات أخيك المنحرفة بإصرار ودأب، والمواجهة ليست هدفا في حد ذاتها، ولكنها وسيلة للمقاومة، ورفض الانصياع لمشيئة أحد رجال العائلة... المقاومة السلمية هي الأصل، وآخر الدواء عند العرب... الكي، وتابعينا بأخبارك
التعليق: دعكم من هذا كله، أين اختفت الفطرة ؟!