هل ابني يعاني من التوحد؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد قرأت كثيراً عن التوحد وأصبحت أحياناً أجزم أن ولدي مصاب بالتوحد وأحيانا لا
ولدي عمره سنتان وثمانية أشهر لا يتكلم إلا بابا وماما عندما يكون يلعب أو يصدر أصوات وليس المقصود أنه ينادينا. وإذا حاولت أخليه يقلدني بالكلام أو يحاول ينطق حرف يرفض تماماً ويصرف بأصوات لا أفهمها أو يشغل نفسه بالجري مثلاً وإذا أصريت يحاول الإفلات من يدي والبكاء. إذا شاف شيء يحبه كأحد أفلام الكرتون يبدأ بالجري ذهاباً وإياباً ويقف يلقي نظرة ويجري مرة أخرى أو يحرك يديه بطريقة غريبة يحب ألعاب السيارات كثيراً ويمشيها للأمام والخلف أو على الباب أو على صدري ورأسي يحتضننا كثيرا وأحيان أقبله وأطلب منه أن يقبلني فيقبلني وأحياناً يرفض .
إذا أعطيته شيء وطلبت منه أن يعطي أمه بعد أن أشير له على أمه يذهب ويعطيها. دائماً يحضر جزمته من الرف ويأتي إلي لألبسه ثم يعود ويحضر لي أي جزمة سواء كانت لي أو لأمه يريدني أنا ألبسها لنخرج فأخبره أنها لأمه وأشير له على أمه ويذهب ويعطيها. يكلم نفسه بكلمات غير مفهومة ويصرخ أحيانا بصرخة غريبة . ينام جيدا. الأكل أنواع معدودة جداً لا تتعدى الأربعة وأحيانا يرفضها .
عندما أناديه لا يرد إلا بعد الرابعة والخامسة وأحياناً لا يرد علما بأن سمعه سليم إذا شغلت المكنسة الكهربائية يجري خلفي أو خلف أمه ويغلق أذنيه وإذا أخذته إلى مكان ألعاب مغلق لألعاب الأطفال شديد الإزعاج فإنه لاينزعج بل يجري ويتجول في المكان ويلعب بالتزحلق والتأرجح فقط ولا يشارك الأطفال . يحب أن ألعب معه على سرير النوم يقوم بأخذ المخدة ووضعها على صدره وهو واقف وأنا جالس ويرمي نفسه بالمخدة على وجهي لأخذه وأسدحه على السرير وأدغدغه ليضحك تواصل بصري لا يتجاوز الثانية أو الثانيتين.
أحيانا يأتي ويضع أنفه على أنفي ويذهب وإذا أراد أن يأكل شيء بفمه ويخاف أنه حار يشد أعصاب يده وفمه بقوة لدرجة أن يده تنتفي وكأنه يتردد في وضعها لا يتمسك بيديه جيداً فحين أضعه على ظهري أو على رقبتي وأحاول أن يجعله يتمسك لا يفعل لكن أحيانا يتعلق بيدي لأرفعه ويظل متعلقا لفترة إلى أن يتعب وتكاد أن تفلت يده وأمسكه له الآن ما يقارب 4 أشهر في حضانة أطفال ولم يتكلم
أقول لنفسي أن السبب هو وجودنا بأمريكا حاليا ونحن نتكلم عربي بالبيت وهو في الحضانة يتكلمون إنجليزي
هل ولدي يعاني من التوحد وكيف أتأكد
17/12/2018
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله
التوحد هو أحد الاضطرابات النمائية العصبية عند الأطفال وينتج أساساً عن ضعف الغريزة الاجتماعية الطبيعية التي تولد مع الطفل الطبيعي وتدفعه إلى الاهتمام بالبشر والتواصل معهم عن طريق لغتي النطق والجسد.
ومن أمثلة التواصل بلغة الجسد التواصل البصري وفهم تعبيرات الوجوه والتواصل بالإشارات. وقد وضح السائل أن طفله يعاني ضعفاً بالتواصل البصري وتأخراً واضحاً باللغة المنطوقة حيث ينطق الطفل بكلماته الأولى عادة بين عمر العام والعام والنصف وفي عمر سنتين يكون قد بدأ ينطق بعبارات قصيرة من كلمتين. كما أن اندماج الطفل مع غيره من الأطفال ضعيف كما هو واضح بالوصف.
ويتميز التوحد بمجموعة من الأعراض المصاحبة للمشكلة الرئيسة - التي هي ضعف التواصل -، ومن هذه الأعراض المصاحبة وجود سلوكيات تكرارية ونمطية كالجرى ذهاباً وإياباً وحركات اليدين غير المفهومة وغير الهادفة، وكذلك الحساسية الزائدة تجاه المثيرات الصوتية (ولهذا يغلق أذنيه) ومثيرات الطعم المتنوع (ولهذا يكون ألوان الأكل المقبولة لديه محدودة)، وكذلك الاهتمام بألعاب أو أشياء معينة والولع الشديد بها، والميل للالتزام بروتين معين أو زي معين أو ترتيب معين للألعاب، وربما تكون هذه الأعراض المصاحبة موجودة كلها أو بعضها ولا يلزم من غياب بعضها انتفاء التشخيص.
ومن هذا البيان يتضح أن هناك احتمالاً كبيراً لإصابة هذا الطفل ببعض سمات التوحد، ولا يمكن تفسير هذه الأعراض بمجرد اختلاف اللغات التي يتعرض لها الطفل كأن يكون أبواه متحدثان للعربية ويعيشان في مجتمع غير عربي، فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن اختلاف اللغات التي يتعرض لها الطفل ليس مبرراً في حد ذاته لتأخره اللغوي،
وينبغي على السائل الإسراع لطلب المساعدة لإجراء الاختبارات اللازمة لتأكيد التشخيص وتحديد السمات الموجودة بالطفل وإلحاقه بأحد برامج التدخل المبكر لعلاج هذه السمات بالعلاج السلوكي أساسا والدوائي إذا لزم الأمر، حيث أن مسار حالات التوحد ومدى تحسنها يرتبط بشدة بموعد بدء البرنامج، فكلما بدأ الطفل مبكراً (خاصة قبل إتمامه عامه الثالث) في البرنامج العلاجي كلما كانت فرصه في التحسن أكبر، وبالعكسوأهلاً وسهلاً بك في موقع مجانين وتابعنا بأخبارك
واقرئي أيضًا:
استشارات عن الذاتوية (التوحد)
مقالات عن الذاتوية (التوحد)