وسواس قهري
السلام عليكم إخوتي بالله.. أنا ريم من سوريا وأقيم في النمسا مشكلتي أنني منذ فترة أعاني من وسواس في أمر الطهارة فأشك بأن الماء لم يصل إلى أذني كاملة أو قدمي فأضطر لقضاء وقت طويل في الوضوء..
وفي الصلاة أحيانا أنسى أنا في أي ركعة أو أشك بصحة قراءة الفاتحة أو أنسى هل قلت آية صغيرة بعدها أم لا أو هل قلت سبحان ربي الأعلى وبحمده ربنا ولك الحمد أو أشك هل لفظت التشهد صحيحا أم لا وأحيانا أضطر لإعادة التشهد ولا أدري أن يجوز فعل هذا أم لا..
أما بالنسبة لأمور الطهارة فإنني أمكث وقتاً طويلاً في الاستنجاء من البول والغائط فعند التبول يصل البول إلى الإليتين ولا أدري إن وصل للخلف فأقوم بصب الماء أولاً وبعدها أبداً بالفرك بيدي وباستخدام الماء حتى أصل إلى أبعد مكان وأحيانا تلامس يدي التواليت من الداخل (الإفرنجي) وهو مظنة نجاسة فأضطر للبس البيجاما والدخول للحمام للاغتسال
وأعاني من غسل داخل الإليتين وأمور كثيرة أتمنى أن تجاوبوني على أسئلتي واحدة واحدة ومنذ فترة كنت أتجنب لمس باب الحمام من مكان معين ولا أتذكر إن كان نجسا أم لا ولكن في إحدى المرات لمسته وكانت يدي مبلولة فحاولت التذكر هل نجس بالفعل أم لا؟ فعملت على أنه طاهر هل أحاسب على فعل هذا؟ هذه الحالة تصيبني كثيراً أحيانا أتجنب ملامسة مكان معين ولا أتذكر كيف تنجس ومتى..
أرجوكم ساعدوني
وأنا في بلد أجنبي لا أعرف طبيباً نفسياً مسلماً ولا يمكنني آخد دواء من الصيدلية بدون وصفة طبيب..
7/12/2018
رد المستشار
الابنة الفاضلة "ريمان" أو "ريم" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
لم توضحي لنا منذ متى بدأت هذه الأعراض في الظهور؟ وسأعتبر أنها بدأت معك في المهجر، والأهم من ذلك أن الأعراض التي ذكرتها تتعلق بوساوس وقهور التهيؤ للعبادة وتحاشي النجاسات، وكذلك بوساوس وقهور أداء العبادة وتحديدا الصلاة.
ولنبدأ بما يحدث معك أثناء الوضوء وعليك أن تعرفي الحكم الشرعي الذي يعفيك تماماً من الاستجابة للشك ويطلب منك إهماله كلية... وأبدأ بتوضيح حكم الشك في الوضوء بالنسبة للصحيح (أي غير الموسوس) فهو أنه إذا شك أثناء الوضوء في عضو غسله أم لم يغسله عاد إليه فغسله وأتم وضوءه من حيث كان قد وصل، أما إذا داهمه الشك بعد انتهاء الوضوء فلا أثر لشكه أي أن عليه إهمال ذلك الشك،
أما الموسوس فلا أثر لشكه في الحالين (أي أثناء الوضوء أو بعد انتهائه) وهو ما يعني أن عليه إهمال الشك في غسل عضو (أو إحسان غسله) بشكل دائم يعني عليك أن تهملي الشك تماماً أثناء الوضوء.... وقد اعتدت أن أنصح مرضاي بأن يكتفوا في وضوئهم في الأسابيع الأولى للعلاج بغسل العضو مرة واحدة فقط كما هو الفرض وليس ثلاثا أي أن يؤجلوا الالتزام بسنن الوضوء حتى يكون في ذلك استفزازا أكبر للوسواس وتدريبا لهم في نفس الوقت على إهماله تماما.
وأما الاستنجاء فإن عليك أن تكفي تماما عن ما تفعلين من مبالغة لا تؤدي إلا إلى مزيد من الشكوك والغسيل وتكرار الغسيل، ولمستشارتنا الفقهية د. رفيف الصباغ رد تفصيلي في هذا الموضوع ستجدين فيه ضالتك فاقرئي : استنجاء البنات : متى تنتهي الوسوسات؟
وأما أن تعاملي ما لا تظهر عليه علامة نجاسة على أنه طاهر فذلك هو الشرع الحنيف (فكونك تشكين في أنه قد يكون نجسا ولا تذكرين ليس علامة بل لا قيمة له) لأن القاعدة الفقهية تقول : "لا تنجيس بالشك" أي أن ما نشك في نجاسته يبقى طاهراً ما لم نكن على يقين من تنجسه، وكذا تقول قاعدة أخرى"لا نجاسة إلا بعلامة" (تفرض نفسها ولا نفتش عنها) والحكم بالنجاسة من غير علامة وسوسة!
وأما أن غسيل ما بين الإليتين يسبب لك معاناة فاعلمي أنه لا يسبب معاناة إلا للموسوسين فليس المطلوب أكثر من أن تمرري الماء بينهما حتى يغلب على ظنك أن ما بينهما غسل.... لا أحد يطلب منه متابعة سريان الماء والتأكد من أنه غسل كل نقطة من الجسد! واقرئي لتفهمي أكثر وسواس الاغتسال: 50% تكفي الموسوس
إن لم تجدي ما قلناه كافياً لتتخلصي من معاناتك فإن عليك طلب العرض على طبيب نفساني ولست مضطرة أن تذكري له ما لن يفهمه من أمور الشك في الصلاة أو الوضوء ...إلخ ... يكفيك أن تنبئيه بأنك تسرفين في غسيل يديك رغم علمك بنظافتهما وأنك تكررين ذلك كما تسرفين في الاغتسال ويستغرق ذلك منك أكثر من ساعة يومياً.....
هنا سيشخص الطبيب النفساني اضطراب وسواس قهري ويصف لك واحدا من العقاقير التي تعزز الناقل العصبي السيروتونين واسمها معززات السيروتونين (م.س) فالاستمرار على جرعة صغيرة منها سيجعلك أقوى وأكثر استطاعة لتنفيذ ما نصحناك به.
وأخيراً أهلاً وسهلاً بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات .