اكتئاب التعرق المفرط hyperhidrosis
مرحبا .أريد أن أشكركم على الموقع الجميل. أنا متتبع قديم لكن لم أشارك يوما برسالة. لكن يوما بعد يوم أشعر أني في خانتكم حتى لو رفضت تصديق دلك. لو قصصت لكم كل شيء لما كتبت مئات الأوراق مع ذلك سأكتب بعضها لا لسبب غير أني أشعر أنه سيستفاد منها غيري. اسمي وليد وطبعاً هذا ليس اسمي الحقيقي إنسان عادي لدرجة النمطية متخرج من الجامعة بشهادة ماستر قانون أعمال وأعمل حاليا في مجال المحاماة من جهة وأعمل كمبرمج مواقع بشكل جزئي كونها هوايتي.
أعيش في منزل عادي أب وأم و3 أخوة الجميع عامل والجميع متزوج وكلهم بحالة اقتصادية ممتازة. عائلة عسكرية من الدرجة الأولى. أتعايش مع حالة تسمى التعرق المفرط... صعب جدا علي أن أكلمكم عن تجربتي. لهذا سأحاول تلخيص لكم القصة وستكون أصدق قصة كتبتها في حياتي. اعتبروني إنسانا فضوليا منذ الصغر وأنا أهوى الحياة... عشت أموراً جميلة جربت كل شيء. حرفياً كل شيء. لم أترك شيء لم أقم به.
كنت ذلك الشخص المتميز في مجتمعي لحد سن 17 . كنت الأول في كل شيء . الأول في المؤسسة الأول في الرياضة الأول في الأمور التقسية الأول في الثقافة. سطرت لي حياة زاهرة. تم قبولي في معهد وطني بالشراكة مع جامعة أمريكية للرياضيات ولم أدخل لها. تم قبولي في مدرسة أشبال الأمة وهي مؤسسة عسكرية يتخرج منها إطارات كبرى. شاركت في مسابقات وطنية في مجال البرمجة و معظمها فزت بها.
تم قبولي في المدرسة العليا للإعلام الآلي. أخذت شهادة المتوسط بمعدل 18.76 من عشرين. لحد الآن كل شيء جميل كل شيء مثلما أردته... فلنقل أن أول سنة لي في الثانوي كانت تغييرا جذريا في حياتي ككل . كل أحلامي الوردية... سأكون طبيبا ذهبت كل تصوراتي حول حياتي بعد التخرج اندثرت. كنت ذالك الشخص الذي غرق في بداية سباق السباحة رغم توقع الجميع بفوزه.
سترون أن حالتي عادية جداً لسبب بسيط أن اسمها مضحك التعرق المفرط. لن تفهم أن لا تتمكن من استعمال يديك بشكل فعال ولن تفهم حقيقة أن تعيش مختلفا في كل شيء طريقة الأكل طريقة الجلوس طريقة النوم ماذا ترتدي كيف تقف... كل شيء مختلف. "الجميع يتعرق" "الأمر عادي لا تكبره" "أعرف شخصا هو الآخر مثلك ويعيش عادي" 'أحمد ربنا الناس مريضة بالسرطان' أمقت هذه الجمل لدرجة لا توصف . سنوات الثانوي غيرت في شخصيتي بشكل هائل. مهما كتبت لن أصفها فقط أعتبر أن أنا القديم ذهب وجاء شخص جديد كليا.
بدأت الأفكار القاتمة بدأت الإحباطات بدأت الاصطدامات بالواقع. ففي المتوسطة تكون مثل اللؤلؤة في الصدفة مصوناً محفوظاً ترى الجمال فيك وفي ماحولك. ويوماً ما يتم قطفك... تصطدم بالأيادي الكثيرة لتنتهي في عنق إحداهن. كنت كذلك... الثانوي كانت مرحلة خروجي للعالم الحقيقي. العالم البائس الممل القبيح. لم أعد أهتم بالناس. تبلدت مشاعري بدأت أنطوي على نفسي. تعمقت في مجال البرمجة. أم أعد أمارس الرياضة لم أعد أهوى لم أعد أدرس مع ذلك لم أكن أنوي إعادة السنة ولم أفعل. بدأت حالتي تتطور شيئا فشيئا أنا أتحدث عن تعرقي المفرط... أعلم لم أتكلم عنه كثيرا لكنه هو محور المشكلة كلها. لم أعد أحضر الدروس فقط لأنني لا أتمكن من الكتابة على الورق. لم أعد أحضر للأفراح ولا الأتراح لا لسبب غير أني لا أتمكن من تبادل التحية. لم أعد أستخدم الهاتف فلا أستطيع أصلا. لم أعد أخرج في الصيف أبدا لا لسبب غير أن قميصي كله مبلل بالمعنى الحرفي كله مبلل. لو قمت بعصري الملاءات دلوا .
لم أعد أجلس مع الأصدقاء لا لسبب أن يجب أن أرتدي بشكل مختلف جدا في أوقات لا تتطلب ذلك اللبس. لم أعد أظهر للعلن. لم أعد ذلك الشخص الاجتماعي المحبوب الذي يجلس وسط الجموع ويتكلم بشجاعة. لم أعد أحلم حينها بشيء. كيف بحق السماء سأكون طبيبا وسألمس المرضى وأنا لا أستطيع حتى لمس وجهي بدون منشفة. كيف بحق الجحيم سأكون ناجحا وأنا لا أستطيع تبادل التحية. كيف سأتزوج بحق الجحيم ولا يمكنني حتى أن ألمسها أو كيف سأمارس معها الجنس أصلا والمضحك أني فكرت في زواجي وكل مرة أجد نفسي أننا نائمين في سريرين منفصلين فلو تلسمت لحاف النوم لاعتقدت أني تبولت عليه. ربما فكرت في الأمر بشكل معمق ومفصل.
قرأت آلاف الكتب فهي سبيلي الوحيد للراحة. قرأت مئات كتب النفس والفلسفة والعلوم والدين وعلم الاجتماع. فكرت بشكل معمق في مرضي. فكرت في الأسباب والنتائج فكرت في كل شيء. كانت الخاتمة هي.... كل شيء سيزول إذن لا تهتم. لم أعد أؤمن لم أصل لهذه القناعة بسبب المرض لا. بحثت بشكل هائل فلم أعد أؤمن أن حالتي هي ابتلاء لا. أراها الآن مجرد خطأ في جيناتي أو بالأحرى مجرد خطأ في وجودي أصلا. كل هذا صار أمرا عاديا لي. هل هناك حل... في حالتي لا للأسف. (إذا ما كان شخص يعاني من التعرق المفرط يقرأ... أعلم أن هناك إما العلاج بالمراهم أو العلاج بالأيونات الكهربائية أو العلاج بالبوتوكس أو العلاج بالليزر أو العلاج بقص العصب السمبثاوي جربها كلها لا تيأس).
ومن حظي أن كلها فاشلة فلم يعد هناك علاج. "يجب أن تتعايش معها". كانت أسوأ جملة سمعتها في حياتي.حلمي في الحياة حينها تحطم. أريد أن أخبركم عن هلاوسي أريد أن أخبركم عن محاولة انتحاري التي لم يعلم عنها أحد - لأنها كانت مجرد طلب للمساعدة ولم أكن أنوي الموت أصلا لكن لم أعلم هذا الأمر إلا بعدها بمدة وللإشارة أنا جيد في إخفاء الندبات الكبيرة - أريد أن أخبركم عن أفكاري الغريبة. أريد أن أخبركم عن اضطراب اكتئابي أريد أن أخبركم عن اضطراب قلقي العام المشخصان. أريد أن أخبركم عن أفكاري القاتمة. أريد أن أخبركم بكل شيء لكن سيطول الأمر. أريد فقط أن أقول رغبتي في الوجود انعدمت منذ مدة صرت أرى نفسي كأني شاعر يبكي على الأطلال.
فقدت رغبتي في كل شيء. أقوم بالفعل فقط لأفعله لا لسبب آخر. لم أعد أستلذ الحياة. كان وجودي وعدمي واحد.
لم أعد أزور الطبيب النفسي. لم أقبل الأدوية. أريد أن أعيش معاناتي بشكلها الطبيعي.
أريد أن أكون دلك الشخص لكن الحياة ليست عادلة.
24/12/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
ما أفهمه من رسالتك بأنك تعاني من اضطراب كثرة التعرق الأولي العام وخاصة في راحة اليدين ومعروف فرط التعرق الراحي Palmar Hyperhidrosis. هناك خطوات علاج معروفة موضعية استعمال عقاقير٫ وجراحة مع أو بدون استعمال عقاقير. يتم عمل الجراحة عن طريق ناظور ونسبة نجاحها تقترب من ٩٠٪. أما خطوات العلاج الموضعية والعقاقير فهي معروفة ولكني لن أتطرق إليها لأنها خارج اختصاص الموقع.
الأعراض الوجدانية شائعة في هذا الاضطراب بسبب تأثيره على حياة المراجع الاجتماعية والمهنية والتعليمية. ربما أنت بحاجة إلى مراجعة طبيب نفساني كذلك ولكن في البداية لا بد من مراجعة من له خبرة في علاج فرط التعرق وهم كثير.
لا تيأس ولا تبخل على نفسك بالعلاج.
وفقك الله