هل هذا انفصام أم عين أحتاج إجابة سريعة .؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله لدي أخت متفوقة منذ 6 سنوات وفي وقت الاختبارات أصابها حالة اكتئاب شديد فصرف لها الدكتور بروزاك فأثر عليها بأن استجابت بسرعة وصار عندها فرط نشاط فعرضناها على استشاري فقال إن الذي فيها مرض عضوي من تأثير بروزاك فصرف لها علاجات مثبطة ومعدله للمزاج وقال إن عندها انفصام شخصية وسوف يأتيها كل سنة
وبالفعل كل سنة في وقت الاختبارات يأتيها بالتدريج قطعت العلاجات منذ 3 سنوات بسبب زواجها ورفض زوجها أن يعالجها وما إن تنتهي فترة الاختبارات إلا وتبدأ بالتحسن حتى ترجع طبيعية والآن بسبب ضغوط نفسية وفي وقت الاختبارات أصيبت بنفس المرض ( انفعال وفرط نشاط ) وصرف لها العلاجات التالية : (علاج depakine وحبتين باليوم zyprexa حبتين باليوم valium) الاسم التجاري: فاليـوم حبتين باليوم
السؤال هل هذه الحالة انفصام شخصية لأنها الآن بحالة هيجان ( تشتم وتضرب وتتحدث كثير وتأتي بأمور لها أكثر من 10 سنوات ) عمرها الآن 26 سنة ولها أولاد وهل حالتها هذه فعلاً ستستمر وهل هي عين أم مرض نفسي عضوي وهل العلاج مناسب لها علماً أنها تأكله من أسبوع ولا تزال بحالتها وإذا أكلته يثقل لسانها فقط وتنام وأحيانا تقاوم
أرجو الرد عاجلا فالموضوع مزعج لنا كثيراً وهل يؤثر عليها لو أدخلت الصحة النفسية وجزآكم الله خير وأرجو التفاعل والرد عاجلا على هذا البريد f………@hotmail.com
29/11/2018
رد المستشار
الأخ العزيز "فهد" أهلاً وسهلاً بك وشكراً على ثقتك، أحسب أنك استشرتنا أكثر من مرة لأن الاسم تكرر علي ربما مرتين من قبل أو أقل أو أكثر، ما علينا، يبدو ما وصلني من معلومات من خلال إفادتك غير متماشٍ مع اضطراب الفصام بقدر تماشيه مع اضطراب المزاج المسمى بالاضطراب الثناقطبي أو الاضطراب الوجداني الثنائي القطب، وهو اضطراب تحدث فيه تقلبات شديدة بين الاكتئاب والانبساط المزاجي والجسدي،
ومضادات الاكتئاب يمكن أن تتسببَ في إحداث نوبات الانبساط (الهوس) في المريض الثناقطبي الاستعداد، رغم أنه يكونُ في حالة اكتئاب شديدة غالبا ولذلك يصف الطبيب النفسي عقار علاج الاكتئاب، إلا أن ذلك غير مؤكد غالبا بمعنى أن من الممكن أن يكونَ العقَّار بريئاً في بعض الحالات، ويكون الانقلاب من الاكتئاب إلى عكسه أصلا من طبيعة المرض.
ربما يكونُ التشخيص الذي ذكره الطبيب تبسيطا لكم أو حتى تخويفا لتلتزم أختك بالعلاج أو لأن تسمية قد تكونُ مستفزة للبعض من الأسر لأنهم يساوون بين الهوس والجنون، ما علينا ... أيضًا ربما يكون في الحالة شيئا يجعل البعض يشخصها باستخدام تشخيص آخر هو الفصام الوجداني! ، وهو أقرب إلى اضطراب المزاج منه إلى الفصام وله مآلٌ ما بين بين.
أما بخصوص الأسباب فإن الإجابة على هذا الجزء من السؤال تحتاج مقالات طويلة، وليست هناك إجابة واحدة مؤكدة وإنما كلها نظريات هناك ما يؤكدها وهناك ما ينفها من الشواهد، ولكن ما أحسب أنه يعنيك هو دور أحداث الحياة وكروبها (متمثلة في كرب الامتحانات المتكرر في حالة أختك) في تسبب ذلك الاضطراب، وأكاد أقول لك أن دور كروب الحياة هنا ليس أكثر من عامل زيادة كرب على الشخص فقط لكن ليست هناك علاقة محددة، إلا أن يكون للأمر علاقة بفصول السنة وتغيرات المناخ.
وهذه الحالات تحتاج إلى ما يسمى "مثبتات المزاج Mood Stabilizers" لتخفف من حدة هذه التقلبات الوجدانية بالإضافة لعلاجات دوائية أخرى حسب شدة الحالة، والعلاج النفسي لمثل تلك الحالات يعنى في معظم الأحوال بتعليم المريض كيف يتفهم طبيعة شخصيته وكيف يتعرف على العلامات المبكرة للنوبة، وكيف مثلا يحجم عن اتخاذ القرارات الكبيرة في حياته أثناء النوبات وكيف يلتزم بالعقَّار المناسب لتثبيت المزاج لديه، وغير ذلك مما يتعلق بشخصية الشخص نفسه، والعلاج الذي تتلقاه أختك مناسب جدا للتشخيص الذي وصلنا الانطباع به.
تسأل أيضًا هل إدخالها مستشفى للعلاج النفسي يؤثر عليها وأنا أقول لك أنها يؤثر عليها إيجابياً من الناحية النفسية والجسدية لأنها أثناء النوبة ستقل كثيراً الخسائر الناتجة عن هياجها على المستوى الفردي والأسري، كذلك هي إن أحسن طاقم المستشفى عمله ستتعلم هي وأهم أفراد أسرتها ما يجب تعلمه عن طبيعة المرض وهذا أمرٌ مفيد، لكن إيداعها المستشفى النفسي قد يؤثر عليها سلبياً من الناحية الاجتماعية وذلك بسبب مجموعة مفاهيم خاطئة عن الطب النفسي والطبيب النفسي والعلاج النفسي وكثيرٌ غير ذلك مما أنصحك بأن تقرأ عنه ضمن باب الطب النفسي شبهات وردود، وهذا ما تحتاج مجتمعاتنا لتغييره لأن وصمة المرض النفسي : ليست من عندنا! .
إذن دعك من التشخيصات في الطب النفسي لأنها كثيرا ما تكونُ غير دالة وكثيراً ما تتغير في أذهان الأطباء النفسيين، هداكم الله إلى أفضل الحلول، وتابعنا بأخبارك.