هل أنا مريضة؟
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أنا ديم عُمري 17 سنة ...كنت طفلة جريئة ولكن في عمر 8 تعرضت للتنمر
ومرة أخرى في عمر 11 تعرضت للخيانة من أعز أصدقائي وعاد التنمر مرة أخرى ...
في المتوسط في عمر 13 مرة أخرى تعرضت للتنمر ولكن في مركز للموهوبين ليس في المدرسة ولهذا اليوم لا أعلم لماذا يعتبروني موهوبة؟ .
كنت فتاة جريئة لطيفة لا أفكر بتعقيد ولكن بسبب التنمر أصبحت انطوائية أكثر .. في الحقيقة أنا غريبة أحيانا أصبح انطوائية وأحياناً أصبح اجتماعية، أحزن ثم أفرح ثم أبكي بشدة ثم أرقص بسعادة بنفس اللحظة! أحياناً أكره نفسي لدرجة التفكير بالانتحار وأحياناً أحب نفسي لدرجة التكبر والتعالي!
أعاني من حدة في تقلبات المزاج لدرجة أن أصدقائي أصبحوا محتارين.. أحياناً أحس أن نبضات قلبي تزداد بلا سبب وأحس بخوف وتوتر وألم في البطن وأبكي بلا سبب
عندما أخبرت عائلتي أخيراً بهذه الحالة أصبحت أمي تضع يدها على قلبي وتقرأ القرآن وأصبحت خائفة لأن قلبي يدق بسرعة بلا سبب... أتوتر أضعاف الآخرين أصباعي ممتلئة بالجروح بسبب التوتر ...
صحيح يوجد بداخلي صوت أسميه "نصر" دائماً يخبرني أن أصمت وأنني لا أقدر على شيء وأني بلا فائدة وجبانة ثم الأصوات الأخرى تتصارع معه..لم أستطع أن أسميهم لأنه لا يتغلبون على نصر .
عندما كنت صغيرة كان لدي أصدقاء خياليين ولكن ليس درجة التحكم بي. من الخارج أبدو رزينة وقوية ولطيفة وقادرة على الاعتماد على نفسي
لكن من الداخل أنا في فوضى...
في الحقيقة أعتقد أن الجميع يشعر مثلي أليس كذلك؟ لست الوحيدة.. هل فعلاً أنا مريضة؟
26/12/2018
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ديم حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أهلاً ومرحباً بك على شبكتنا، ونرحب دائماً بتساؤلاتك واستفساراتك.
ابنتي الكريمة : يؤسفني حقاً تعرضك للتنمر في مراحل عمرية مختلفة من حياتك،"فالتنمرّ" Bullying يعد مشكلة سلوكية في كثير من المدارس، وهو أن يقوم شخص وهو طالب عادة (لأن أكثر ما يجري هذا التنمر في المدارس)، بالتعرض للضحية المتنمّر بها بالإيذاء عن طريق قول الكلمات التي لا تليق، أو التعليق، أو السخرية، أو التنكيت، أو الاستهزاء، أو حتى إلقاء الأشياء على الضحية، أو الشتم، والضرب، أو إشاعة الأخبار الكاذبة، فمثلا يمكن أن تقوم طالبة، أو مجموعة من الطالبات، بالإساءة لطالبة معينة بشكل من الاستهزاء، والسخرية، أو التهديد، أو الضرب والأذى، أو بأي عمل يزعج هذه الطالبة.
ويمكن لهذا التنمر أن يزعج الطالبة كثيراً؛ مما قد يدفعها لضعف الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، أو يدفعها للانطواء كما حدث معك، وقد يؤثر على كامل العملية التعليمية لهذه الطالبة، وإن كان ترك الدراسة لم يحصل معك –ولله الحمد- ولكننا نقول عادة: إنه لابد من تعاون عدة جهات للقضاء النهائي على ظاهرة التنمر، وأنه لابد من تعاون إدارة المدرسة مع أسرة الطالبة، والطالبة نفسها في وقف هذه الإساءة؛ لتتمكن الطالبة من متابعة حضورها وتعلمها في جوّ آمن ومريح.
وكنت أتمنى لو أنك تحدثت في الأمر مع أحد والديك، ومن ثم كان يمكن لأبيك أو لأمك التواصل مع المدرسة لضبط الموضوع، فهذا عادة من واجبات إدارة المدرسة بالقيام على راحة وأمن كل طالبات المدرسة، وبشكل عام يجب أن ننمي في مدارسنا ومجتمعاتنا أننا لا يمكن أن نتحمل أو نقبل أي درجة من درجات التنمر للطلاب والطالبات.
أما عن الأعراض التي وصفتها وحدوث تقلبات حادة في المزاج لديك، فمن وصفك لحالتك أرى أنك تعانين من اضطراب وجداني ثنائي القطبية من النوع الاكتئابي، وفي مثل هذه الحالات تنتاب الإنسان نوبات من العصبية والقلق والاكتئاب تعقبها نوبات من الراحة النفسية،
وربما بعض الانشراح البسيط، مثل هذه الحالات لا يستبعد مطلقاً أن يشخصها بعض الأطباء بأنها حالات اضطراب وجداني أحادي القطبية بمعنى أن النوبات هي اكتئابية فقط، ولكن ما ذكرته من ارتياح فوق المعدل العادي يجعل التشخيص الأول هو الأقرب، وعموماً فطرق العلاج متقاربة لأن حالتك ليست من نوع الاضطراب ثنائي القطبية من الدرجة الأولى.
أرجو أن تطمئني تماماً بأن الحالة يمكن أن تعالج، خاصة أنه الآن توجد أدوية فعالة وممتازة، فقط عليك الانتظام والالتزام بتناولها حيث أنها تعمل كمثبتات للمزاج، وكمضادات لاضطراب الأفكار وحدوث الهلاوس السمعية والبصرية في نفس الوقت، وأرى أنك في حاجة لهذه الأدوية لمدة عام كامل على الأقل، وسوف تجدين فيها – إن شاء الله – فائدة كبيرة، لذلك أرجو أن تعرضي نفسك على أحد الأطباء أو الطبيبات في منطقتك من المختصين في مجال الطب النفسي ليرشح لك أحد هذه الأدوية بجرعات علاجية مناسبة.
كما أرجو أن لا تنسي الجوانب النفسية والاجتماعية في العلاج، وهي أن تنظمي وقتك وتستثمريه بصورة صحيحة، وأن تكوني دائماً إيجابية ومتفائلة، وأن تحرصي على ممارسة الرياضة لما لها من فوائد نفسية عظيمة، وعليك أيضاً أن تعبري عما بداخل نفسك؛ لأن ذلك هو خير وسيلة لما يعرف بالتفريغ النفسي، والذي يساعد في زوال العصبية والقلق والتوتر.
أسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية.